ما الذي يمكن أن تفعله لتنجح في حياتك؟ كيف تستطيع أن ترى ما لا يراه الآخرون في أي عمل تقوم به من أجل نجاحك ونجاح غيرك؟ ولماذا تفكر في التغلب على الآخرين والتنافس على الفوز؟ كيف يمكنك أن تفرح على حساب الآخرين الذين تتعامل معهم يومياً؟ إن النجاح الحقيقي هو أن يكون كل من يتعامل معك ناجحاً مثلك، إنه الرحلة اليومية في الحياة نحو الأجمل والأكمل والأرقى، بالضبط كما مجموعة من قرروا الذهاب في رحلة ما، كل مكان يكتشفون جديداً وطريفاً ومختلفاً ومدهشاً، هذه الرحلة هي إحدى المتع الروحية التي يحصل عليها كل من يشارك فيها، خصوصاً إذا وضع المشارك في هذه الرحلة مصلحته الشخصية على الرف، ورأى المتعة قبل المصلحة، ورأى المحبة المتبادلة بين المجموعة على الكأس أو الميدالية الذهبية. وكما نعرف جميعاً إن كان المرض أو الحزن أو التذمر أو الشكوى فعلاً معدياً، لذلك يبعد الأهل المصاب بمرض معدٍ عن جميع القريبين منه، لكي لا يصابوا بالمرض. إذا كان كذلك، فالفرح معدٍ والحب معدٍ والنجاح معدٍ والغناء الجماعي والتصفيق معدٍ، وقد قرأت منذ فترة قصيرة إحدى القصص الواقعية، التي لو تأملناها جيدا، لوجدنا حدوث آلاف القصص مثلها وفي كل مكان، قصص نجاح الفرد من خلال المجموعة، أو قصص نجاح المجموعة عبر التناغم مع نجاح الفرد. تقول القصة إنه كان هناك مزارع يشارك في كل سنة بمسابقة أفضل حبوب ذرة، وفي كل سنة يدخل السباق كانت تربح حبوب الذرة التي يزرعها في حقله بالجائزة الأولى. في إحدى السنين أجرى معه مراسل جريدة لقاء صحفياً كي يعرف السبب وراء ذلك، اكتشف الصحفي أن المزارع يتشارك ببذور الذرة مع جيرانه. «كيف تشارك جيرانك ببذور الذرة الجيدة وهم يدخلون معك السباق في كل سنة؟” سأل الصحافي. أجابه المزارع: لماذا يا سيدي؟ ألا تعلم؟ تلتقط الريح حبوب الطلع من الذرة الناضجة وتقذفها من حقل إلى آخر، إذا كانت الذرة عند جيراني سيئة فهذا سيؤثر على نوعية الذرة في حقلي، لكي تنمو عندي ذرة جيدة يجب عليّ مساعدة جيراني على زراعة ذرة جيدة أيضاً في حقولهم. هذا المزارع مدرك جيداً للترابط الوثيق في الحياة، لا يمكن أن تتحسن حبوب الذرة لديه إلا إذا تحسنت حبوب الذرة لدى جيرانه أيضاً. أولئك الذين يريدون أن يعيشوا بسلام عليهم أن يساعدوا جيرانهم على العيش بسلام، وأولئك الذين يريدون العيش بسعادة عليهم مساعدة الآخرين على العيش بسعادة، فقيمة الحياة تتحدد من خلال حياة الأشخاص القريبين منك، وقيمتك لا يمكن إن تكون إلا من خلال التصادي وقيمة الآخرين؛ سواء كان الآخرون من بلادك أو من بلدان العالم.
منقول