بَخِلتْ عليَّ أميرتي بكتابها=وتبذَّلتْ بِصدُّودِها وحِجابِها
فالنفسُ في كُرَبِ الهوى مغمورةٌ=والعينُ ماتنفك من تَسْكابِها
حتى متى في كل يومٍ سخطةٌ=قد ذُبتُ من سخطاتِها وعتابها
أخذَتْ مجامعَ قلبهِ وتحولت=عنه فيالك هائماً بِشِعابها
ماذا لقيت من الهوى ويح الهوى=لو أنّ نفسي في يديه رمى بها
خرجت سُعادُ تقولُ لي بشماتةٍ=زجَرتْك فوزٌ أن تَمُرَّ بِبَابِها
ماذا يَرُدُّ على سُعادَ مُتَيّمٌ=قد ضاق عِيَّاً نُطقُهُ بِجَوابها
الويلُ إن قمت أطلبُ وصلها=والويل لي إن لم أقُم بِطلابِها
ياسُعدُ هاتي لي بعيشك قبضةً=من بيتها لأشمَّ رِيح تُرابها
فأكون قد أُسْقِيتُ منها ريقَها=وأُنِلْتُ حُسنَ بنانها وخضابها
ياليتني مِسواكُها في كفِّها=أبداً أشُمُّ العُبْر من أنيابِها
أوليتني مِرطٌ عليها باطِنٌ=ألْتَذُّ نَعمةَ جلدها وثيابِها
فأكونَ لا أنحَلُّ عنها ساعةً=دُون الثيابِ مجاوراً لعقابها
العباس بن الأحنف(شاعر الحب والغزل)