روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
22-03-11, 11:46 PM | #1 |
المكتبة الاسلامية جميع مايخص الاسلام والرسول والصحابة والبحوث الاسلامة
اتمنا ان يفتح قسم في القسم الاسلامي
تحت هذا المسما وراح تكون له فايدة عظيمة ودعوة لله واجرعطيم فهذا اقل شيء نعمله النصرة الاسلام والعقيدة الصحيحة ......................... وهذا مثال على المواضيع اللي راحت تتواجد بهذا القسم من هو الإمام البخاري ؟ : هو الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري الجُعْفِيّ ولاءً. ولد سنة 194هـ بخرتنك قرية قرب بخارى، وتوفى فيها سنة 256هـ. و البخاري حافظ الإسلام ، وإمام أئمة الأعلام ، توجه إلى طلب العلم منذ نعومة أظفاره ، وبدت عليه علائم الذكاء والبراعة منذ حداثته ، فقد حفظ القرآن وهو صبي ثم استوفى حفظ حديث شيوخه البخاريين ونظر في الرأي وقرأ كتب ابن المبارك حين استكمل ست عشرة سنة ورحل في طلب الحديث إلى جميع محدثي الأمصار ، وكتب بخراسان والعراق والحجاز والشام ومصر وغيرها ، وسمع من العلماء والمحدثين وأكب عليه الناس وتزاحموا عليه ولم تنبت لحيته بعد . وقد كان غزير العلم واسع الاطلاع خرج جامعه الصحيح من زهاء ستمائة ألف حديث كان يحفظها ، ولشدّة تحريه لم يكن يضع فيه حديثـًا إلا بعد أن يصلي ركعتين ويستخير الله ، وقد قصد فيه إلى جمع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحاح المستفيضة المتصلة دون الأحاديث الضعيفة ، ولم يقتصر في جمعه على موضوعات معينة ، بل جمع الأحاديث في جميع الأبواب ، واستنبط منها الفقه والسيرة ، وقد نال من الشهرة والقبول درجة لا يرام فوقها . سبب تأليف صحيح البخاري: يدل على همة هذا الإمام حيث أخذت هذه الكلمة منه مأخذها ، وبعثته للعمل على تأليف كتابه ، وسماه كما ذكر ابن الصلاح والنووي الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه سلم وسننه وأيامه . ولما أخرجه للناس وأخذ يحدث به ، طار في الآفاق أمره ، فهرع إليه الناس من كل فج يتلقونه عنه حتى بلغ من أخذه نحو من مائة ألف ، وانتشرت نسخه في الأمصار ، وعكف الناس عليه حفظًا ودراسة وشرحًا وتلخيصًا ، وكان فرح أهل العلم به عظيمًا . قصد البخاري في صحيحة إلى إبراز فقه الحديث الصحيح واستنباط الفوائد منه ، وجعل الفوائد المستنبطة تراجم للكتاب ( أي عناوين له ) ولذلك فإنه يذكر متن الحديث بغير إسناد وقد يحذف من أول الإسناد واحد فأكثر، وهذان النوعان يعرفان بالتعليق ، وقد يكرر الحديث في مواضع كثيرة من كتابه يشير في كل منها إلى فائدة تستنبط من الحديث ، والسبب في ذلك أن الحديث الواحد قد يكون فيه من العلم والفقه ما يوجب وضعه في أكثر من باب ، ولكنه غالبـًا ما يذكر في كل باب الحديث بإسناد غير إسناده في الأبواب السابقة أو اللاحقة ، وقد يختلف سياق الحديث من رواية لأخرى ، وذكر في تراجم الأبواب علماً كثيراً من الآيات والأحاديث وفتاوى الصحابة والتابعين ، ليبين بها فقه الباب والاستدلال له ، حتى اشتهر بين العلماء أن فقه البخاري في تراجمه . عدد أحاديث صحيح البخاري : وقد بلغت أحاديث البخاري بالمكرر سوى المعلقات والمتابعات(7593) حديثـًا حسب ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي لأحاديث البخاري ، ويرى الحافظ ابن حجر العسقلاني أن عدد أحاديث البخاري(7397) حديثـًا . وفي البخاري أحاديث معلقة وجملتها (1341) ، وعدد أحاديث البخاري المتصلة من غيرالمكررات قرابة أربعة آلاف . من شروح صحيح البخاري : (1). " فتح الباري شرح صحيح البخاري : وهو للحافظ العلامة شيخ الإسلام أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة ( 852 هـ) ، وشرحه من أعظم شروح البخاري بل هو أمير تلك الشروح كلها فلا يدانيه شرح ولا هجرة بعد الفتح كما قال العلامة الشوكاني ، وقد استغرق تأليفه خمساً وعشرين عاماً إذ بدأ فيه سنة (817هـ) وأكمله سنة (842هـ ) قبل وفاته بعشر سنين ، وأولم وليمة كبرى لما أكمله أنفق فيها خمسمائة دينار ، ولم يتخلف عنها من وجهاء المسلمين إلا اليسير ، وقد لقي هذا الشرح ما يستحق من الشهرة والقبول حتى إنه كان يشترى بنحو ثلاثمائة دينار ، وانتشر في الآفاق حتى غطت شهرته سائر الشروح، وهو يقع في ثلاثة عشر مجلداً ومقدمة في مجلد ضخم مسماة بهدي الساري لمقدمة فتح الباري . وقد جاء هذا الشرح مكملاً لأصله ، جمع مؤلفه فيه أقوال أكثر من سبقه ممن تعرض لمسائل من العلم ذات صلة بصحيح البخاري ، وناقشها مناقشة العالم الحاذق الفذ ، فبين رسوخ قدمه في العلم ، واطلاعاً واسعاً منه على كتب من سبقه ، حتى ليظن الناظر في كتابه أنه نشر فيه كتبهم وأقوالهم ، فناقش وقارن ورجح ما صح عنده ، كما امتاز هذا الشرح بجمع طرق الحديث التي تبين لها ترجيح أحد الاحتمالات شرحاً وإعراباً (2) عمدة القاري في شرح البخاري : وهو للعلامة بدر الدين محمود بن أحمد العينى الحنفي المتوفى سنة ( 855هـ) ، وهو شرح كبير بسط الكلام فيه على الأنساب واللغات والإعراب والمعاني والبيان واستنباط الفوائد من الحديث والأجوبة والأسئلة. الموضوع الأصلى من هنا من هو الامام البخارى؟ | من موقع : منتديات المعهد العربي (3) إرشاد الساري إلى شرح صحيح البخاري : وهو شرح شهاب الدين أحمد بن محمد الخطيب القسطلاني القاهري الشافعي المتوفى سنة (923هـ) وهو في الحقيقة تلخيص لشرحي ابن حجر والعيني، وهو متداول مشهور. (4) الكواكب الدرارى في شرح صحيح البخاري : وهو شرح شمس الدين محمد بن يوسف بن علي بن سعيد الكرماني المتوفى سنة ( 786هـ) وهو شرح مفيد جامع قد أكثر النقل عنه الحافظان ابن حجر والعيني. قال الحافظ ابن حجر :هو شرح مفيد على أوهام فيه في النقل لأنه لم يأخذه إلا من الصحف . (5) شرح الإمام ناصر الدين على بن محمد بن المنير الإسكندراني : وهو شرح كبير في نحو عشر مجلدات (7) التوشيح شرح الجامع الصحيح : (6) شرح صحيح البخاري : لأبي الحسن على بن خلف بن عبد الملك المشهور بابن بطال القرطبي المالكي المتوفى سنة ( 449هـ) ، إلا أن غالبه في فقه الإمام مالك . وهو شرح للإمام جلال الدين السيوطي المتوفى سنة ( 911هـ) وكان من المكثرين في التأليف وقد عنى عناية كبيرة بعلم الحديث دراية ورواية في مختلف مجالاته ، وشرحه هذا بمثابة تعليق لطيف على صحيح البخاري ضبط فيه ألفاظ الحديث ، وفسر الغريب ، وبين اختلاف الروايات التي وردت فيه ، مع تسمية المبهم ، وإعراب المشكل إلى غير ذلك ، وقال عنه: أنه لم يفته من الشرح إلا الاستنباط . (8)التلويحفي شرح الجامع الصحيح : وهو شرح الحافظ علاء الدين مغلطاى بن قليج التركي المصري الحنفي المتوفى سنة( 762هـ). وهناك شروح كثيرة لصحيح البخاري غير هذه الشروح ، منها شروح لم تتم كشرح الحافظ ابن كثير ، وابن رجب الحنبلي ، والنووي وغيرهم . من الشبكة الاسلامية |
|
23-03-11, 10:03 AM | #2 |
24-03-11, 09:03 PM | #3 |
25-03-11, 01:15 AM | #4 |
26-03-11, 01:28 AM | #5 |
إنَّ الحمدَ لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
وبعد: يُحاول بعض أعداء الإسلام إثباتَ وجود أخطاء علميَّة في القرآن الكريم، راغبين في تشكيك الناس في أنَّه كلام الله ووحي رب العالمين. وفي سبيل ذلك يلجأ أولئك المرجفون إلى إثارةِ افتراءات ساذجة متهافتة، يسهل ردها ودحضها على كل من آتاه الله شيئًا من العلم والبصيرة. ومن تلك الافتراءات ما يزعُمه أولئك المفترون من وجود خطأ علمي في سورة الكهف عند قوله - تعالى -: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا * إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا * فَأَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ﴾ [الكهف: 83 - 86]. فيقولون: كيف يقول القرآن: إنَّ الشمس تغرب في عين حمئة، وهذا مُخالف للحقائق العلمية؟ وهذا افتراء واهٍ ساقط يتلخص الجواب عليه فيما يلي: أولاً: ما العين الحمئة[1]؟ العين هي نبع الماء، وقال الآلوسي: إنَّ المقصودَ أنَّها "عين في البحر أو البحر نفسه، وتسميته عينًا مما لا بأسَ به، خصوصًا وهو بالنسبة لعظمة الله - تعالى - كقطرة وإن عظم عندنا"[2]. أمَّا وصفُ العين بالحمئة، فيعني أنَّها ساخنة حارة[3]، أو يعني أنَّها كثيرة الحمأ وهو الطين الأسود[4]. فالعين الحمئة على ذلك هي: مجتمع مائي، ماؤه ساخن حار، أو مُختلط بالطين الأسود[5]. ويُمكن الجمعُ بين المعنيين بأنْ نقولَ: إنَّ ماءه حار ومُختلط بالطين في الوقت نفسه، ولا تعارُضَ بين الأمرين[6]. ثانيًا: هل جاء في القرآن أنَّ الشمس تغرب في عين حمئة، أو الذي جاء هو أنَّ ذا القرنين هو الذي وجدها تغرُب في عين حمئة؟ إنَّ نص الآية: ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ﴾ [الكهف: 86]، ولم يأتِ في الآية أنَّ الشمسَ تغرب في عين حمئة. ومعنى وجدها هنا؛ أي: رآها، فإنه يُعبر بالوجود عن رُؤية الشيء وإدراكه بالبصر، كما قال علماء اللغة، كالراغب الأصفهاني وغيره[7]. ثالثًا: إنَّ المعنى الواضح الصريح لهذه الآية أنَّ ذا القرنين هو الذي وجد الشمسَ تغرب في عين حمئة؛ أي: بدت له الشمسُ برُؤيته وعينيه كأنَّها تغرب في عين حمئة. فالآية الكريمة لا تُقرِّر حقيقةً علمية، ولا تقول: إنَّ الشمسَ تغرب في العين الحمئة، ولكنَّها تتحدث عن رُؤية ذي القرنين للشمس، وهي تغرب في العين الحمئة فيما يظهر ويبدو له هو لا في الحقيقة والواقع. قال ابن كثير: "وقوله: ﴿ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ﴾؛ أي: رأى الشمسَ في منظره تغرب في البحر المحيط، وهذا شأن كلِّ مَنِ انتهى إلى ساحله يراها كأنَّها تغرب فيه..."[8]. ونقل الإمام القرطبي عن القفال قوله: "المراد أنَّه انتهى إلى آخر العمارة من جهة المغرب ومن جهة المشرق، فوجدها في رأي العين تغرُب في عين حَمِئة، كما أنَّا نشاهدها في الأرض الملساء كأنَّها تدخل في الأرض..."[9]. وقال البيضاوي: "ولعلَّه بلغ ساحلَ المحيط فرآها كذلك؛ إذ لم يكن في مطمح بَصرِه غير الماء؛ ولذلك قال: "وجدها تغرب"، ولم يقل: كانت تغرب"[10]. وقال الآلوسي: "المراد وجدها في نظر العين كذلك؛ إذ لم يرَ هناك إلاَّ الماء، لا أنَّها كذلك حقيقة، وهذا كما أن راكب البحر يراها كأنَّها تطلع من البحر وتغيب فيه إذا لم ير الشطَّ، والذي في أرض ملساء واسعة يراها أيضًا كأنَّها تطلع من الأرض وتغيب فيها. ولا يَرد على هذا أنه عَبَّر بوجد، والوجدان يدُلُّ على الوجود؛ لِمَا أنَّ "وَجَد" يكون بمعنى "رأى"، كما ذكره الراغب، فليكن هنا بهذا المعنى"[11]. ولتقريب هذا المعنى نقول: إنْ كنت متجهًا غربًا في وقت الغروب، وأمامك جبلٌ، فإنَّك سوف تَجد الشمس - في نظرك - تغرُب خلفَ هذا الجبل، فلو قلت واصفًا هذا المنظر: إنَّ الشمس اختفت خلف الجبل، فلن يفهمَ أحد من قولك هذا أنَّ الشمس تختبئ خلف الجبل حقيقة، وإنَّما المفهوم أن ذلك وقع في رأي العين. وإن كان الذي أمامك بُحيرة، فستجد الشمسَ تغرب في البُحيرة، فلو قلت في تصوير ما تراه عيناك: إنَّ الشمسَ تغرب في البحيرة، فإنَّك لا تقصد بذلك تقرير حقيقة علمية، وإنَّما تصف ما تراه عيناك رُؤية مُجردة. وكثيرًا ما يرسم الفنانون مشهدَ الغروب، ويصورون الشمس وكأنها تسقط داخلَ البحر، وكذلك يصف الأدباء والشُّعراء منظر الغروب بعبارات مثل: تسقط الشمس في البحر، أو تختفي الشمس في البحر، أو تلتقي الشمس بالبحر، وهم يصورون فقط ما تراه أعينهم، ويصفون ما تشاهده أبصارهم، ولا يُقرِّرون بذلك واقعًا أو حقيقة علمية. فإذا جاء أحدٌ فقال: إنَّ هؤلاء الأدباء والشعراء يُخالفون الحقائق العلمية، فلن يُحكَم عليه إلا بأنه سقيمُ الفهم سفيهُ الحلم. ولمزيد من التوضيح نُعطي مثالاً آخر، فنقول: لو أنك كنت تنظر لطائرة تطير مُبتعدة عنك، وأخذت تصف منظرَ ابتعادها عنك، فقلت: وبدأت الطائرة تصغر شيئًا فشيئًا حتى اختفت تمامًا. فهل يقال: إنك بوصفك هذا قد خالفت الحقائقَ العلمية؟ بالطبع لا. فأنت - بالطبع - لم تقصد أن الطائرة صَغُرَ حجمها بالفعل، ولا أنَّها اختفت ولم يعدْ لها وجود في الحقيقة، وإنَّما قصدت أن تَحكيَ ما تراه عيناك، وتصف ما بدا أمام ناظريك، وهذا هو المعنى المتبادر من كلامك، وهو ما سيفهمُه كل مستمع عاقل منصف. رابعًا: قد جاء في القرآن ما يدُلُّ صراحةً على أنَّ الشمس تسبح في فلك لا تفارقه، وهذا مخالفٌ للفهم الذي يُحاول المفتري إلصاقه بآية سورة الكهف. ومن الآيات الدالة على ذلك: قوله - تعالى -: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [الأنبياء: 33]. وقوله - تعالى -: ﴿ لاَ الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلاَ اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [يس: 40]. قال القرطبي: "(وكل) يعني من الشمس والقمر والنُّجوم "في فلك يسبحون"؛ أي: يَجرون، وقيل: يدورون... وقال الحسن: الشمس والقمر والنجوم في فلك بين السماء والأرض غير ملصقة، ولو كانت مُلصقة ما جرت، ذكره الثَّعلبي والماوردي"[12]. وقال الشيخ عبدالرحمن الميداني: "الفَلَك: هو خطُّ السير المحدد في الجو، الذي يَجري فيه النجم أو الكوكب، فلا يَحيد عنه بتقدير الله وقضائه، فهو يسبح في فراغه سبحًا. والأفلاك خطوطٌ ليس لها معالِمُ تُرى، لكن الأجرامَ السماوية لا تَحيد في مسيراتها عن أفلاكها المحددة لكلٍّ منها. هذا هو حال كل نجوم السماء وكواكبها، وقد جاء القرآنُ بهذه الحقيقة الكونية، على خلاف ما كان يعتقدُه الأقدمون من أنَّها تجري على أجرام صلبة، أو يدور بها فلك صلب هي مثبتة فيه"[13]. ومن هنا يتضح أنَّ القرآن قد سبق الاكتشافات العلمية الحديثة بِعِدَّة قرون في تقرير حقيقة دوران الشمس في فلك خاص بها، وهي حقيقة علمية لم تكن مَعلومة في زمانِ نزول القرآن، وهذا من الإعجاز العلمي، الذي غفل عنه أهل الفلك القدماء وقالوا بخلافه. يقول الأستاذ عبدالدائم الكحيل: "العجيب في النظام الكوني هو عدم وجود أي خلل أو نقص، وعلى الرغم من وجود آلاف المجرَّات (بل مئات البلايين من المجرات)، وكل مجرة تحتوي على مئات البلايين من النجوم، فلا يصطدمُ بعضها ببعض أبدًا. إن مدار القمر حول الأرض يختلف كليًّا عن مدارِ الأرض حول الشمس، فلا يُمكن أبدًا أن يحدث صدامٌ بين الشمس والقمر، كما أنَّ القمرَ يدور بحركة شديدة التعقيد، فهو يدورُ حول الأرض، ويدور مع الأرض حول الشمس، ويدور مع الشمس حول مركزِ المجرَّة التي نَحن فيها، ويدور مع المجرة كلها في مدار كوني لا يعلمه إلا الله تعالى. هذه الحقائق العجيبة عن عظمة النظام الكوني لم يُكشَف عنها إلا في العصر الحديث، ولكن القرآن الكريم دائمًا يسبق العلمَ فيتحدث بالتفصيل عن حقائق الكون؛ يقول - عزَّ وجلَّ -: ﴿ لاَ الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلاَ اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [يس: 40]. إذًا؛ الشمس لا يُمكن أن تصطدم بالقمر، وهذه حقيقة يُقرِّرها العلم الحديث، والليل لا يمكن أن يسبق النهار؛ أي: هنالك حركة منتظمة للأرض؛ بحيث يتعاقب الليل والنهار بنظامٍ مُحدد، وفي هذه الآية إشارة لحركة الليل والنهار ودورانهما مع الأرض. فالأرض عندما تدور تبدأ الشمس بالغروب شيئًا فشيئًا، ويبدأ الليل بالدخول، ودخول الليل نراه بأعيننا، ثم تنتقل نقطةُ الغروب هذه إلى منطقة أخرى، بل تتحرك؛ لتلُفَّ الأرض كلها، ثم تُعاد الكَرَّة، إذًا كل نقطة من نقاط الأرض تَخضع لغروب وشروق؛ أي: إنَّ هنالك مشارق ومغارب متعددة، وهذا ما نجده في كتاب الله - تعالى - حيث يقول: ﴿ فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ ﴾ [المعارج: 40]"[14]. وهكذا في كلِّ مرَّة يُحاول أعداء الدين إثباتَ عيبٍ أو نقصٍ في الإسلام، يظهر عندالبحث والنَّظَر أنَّ ما حاولوا إظْهاره عَيبًا هو مزيَّة كبيرة ومَحْمَدة عظيمة، فسبحان مَن أنزل هذا الكتاب فأعجزَ به الإنس والجن، وتبًّا لمن ألْحد في هذا الكتاب، فإنَّ مَن يغالب الله يُغْلَب. نسأل الله أنْ يَجعلنا ممن يرعى كتابه حقَّ رعايته، ويتدبره حق تدبره،ويقوم بقِسطه، ويُوفي بشَرطه، ولا يلتمس الهُدى في غيره، وأنْ يهدينا لأعلامه الظاهرة، وأحكامه القاطعة الباهرة، وأن يجمعَ لنا به خَيْرَيِ الدنيا والآخرة،فإنه أهل التقوى وأهل المغفرة. وصلِّ اللهم وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحابته، والمهتدين بهديه إلى يوم الدين. ـــــــــــــــ [1] للآية قراءتان صحيحتان: "عين حمئة"، وقرأ بها نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص ويعقوب، و"عين حامية"، وقرأ بها الباقون. [2] تفسير البيضاوي (2/616). [3] من الحمو وهو الحرارة، وهذا ما يتَّفق مع قراءة "عين حامية". [4] الحمأ هو الطين الأسود، وكونها كثيرة الحمأ هو ما يتفق مع قراءة "عين حمئة". [5] انظر: مفردات ألفاظ القرآن ص258، والتحرير والتنوير، لابن عاشور، (8/25). [6] انظر: فتح القدير، للشوكاني، ص1059. [7] انظر: مفردات ألفاظ القرآن ص855، وتفسير روح المعاني، للآلوسي، (18/46). [8] تفسير ابن كثير (138/3). [9] تفسير القرطبي (48/11). [10] تفسير البيضاوي (2/616). [11] تفسير روح المعاني، للآلوسي، (18/46). [12] تفسير القرطبي (15/33) باختصار يسير. [13] تفسير معارج التفكر ودقائق التدبر (6/122). [14] موقع الأستاذ عبدالدائم الكحيل للإعجاز العلمي في القرآن والسنة موقع الالوكة |
|
|
|