روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08-01-11, 01:28 PM | #1 |
عضو برونزي
|
لكل عمل بداية ، ولكل بِداية نهاية
لكل عمل بداية ، ولكل بِداية نهاية
قد تَصْعُب البدايات ، وقد تَثْقُل وطأتها ، وربما تألم الإنسان فصبر – رجاء ثَمَرَة عَمَله ، وقِطاف جُهده ، ونتيجة صَبْرِه . كما يَصبر الفلاح في رجاء الثمر .. أو كما تتحمل المرأة ألَم الْحَمْل والوَضْع رَغبة في زينة الحياة الدنيا وتَعْظُم مصيبة كل منهما حينما لا يتحقق ما رَجَاه ، ولا يَتِمّ ما أمَّـلَـه وحينما يعمل الإنسان عملا - يظن أنه لله - مع رفقة يؤمل معهم النجاح أو يَرجو معهم الفلاح فيفاجأ في منتصف الطريق أنه كَالْـمُـنْـبَـــتّ .. لا أرْضًا قَطَع ، ولا ظَهْرًا أبْقَى ! وأنه إن تَعِبَتْ دَابَتُه ، أو كَلّ ، أو تَنَقّبَتْ أقْدَامه ، أو تَخَلّف عن رُفْقَته ؛ فلن يَجِد مَن يَسأل عنه ، أو يَشُدّ مِن أزْره . بل قد يَجِد من يَخذُلَه .. ويَعظُم في عِينِه الْمُصاب إذا كان ذلك ممن يُؤمِّل مِنه شَدّ عَضُده ! شأن ذلك الإنسان شأن بعير أجْرب هزيل ، وَقَفَ بِصاحبه في أرض مَسْبَعَة ! فَنَفَذَ صاحِبُه بِجِلْدِه وتَرَك الأجْرب طَعاما للسِّباع ! أو كَجَمَلِ السّوء .. كَثُرَتْ سَكاكِينه إن سَقَط في سُوق جَزّارِين ، أو بين جَوعَى ! ومَنْزِلة ذلك الإنسان - الذي استبان له ما استبان - مَنْزِلة النوى من الثمر ! كان النوى يَظُن أنّ إحَاطَة أجزاء الثمر به - حَفاوة به ، فلما أُكِلَ الثمر اسْتَبَان له لِمَن كان القَدْر ، وبِمَن كانت الْحَفَاوة ! ما زِيدَ على أن رُمِي بالـنَّوى رَمْـيًا ! أو أُطْعِم الدّواب على أحْسَنِ حال ! وهذا حال الأصحاب حينما تكون العلاقة بينهم مَبْنِيّـة على تَشَاكُل الطِّبَاع وتَوافق الهوى قال ابن القيم رحمه الله : الاجتماع بالإخْوان قِسْمَان : أحدهما : اجتماع على مُؤانَسَة الطّبع وشَغْل الوقت ؛ فهذا مَضَرّته أرْجَح مِن مَنْفَعَتِه ، وأقَلّ ما فيه أنه يُفْسِد القَلْب ، ويُضِيع الوقت . الثاني : الاجتماع بهم على التعاون على أسباب النجاة ، والتواصي بالحقّ والصّبر ؛ فهذا من أعْظم الغنيمة وأنْفَعها ، ولكن فيه ثلاث آفات : إحداها : تَزَيّن بَعضهم لِبعض . الثانية : الكَلام والخلطة أكثر مِن الحاجة . الثالثة : أن يَصير ذلك شَهوة وعَادة يَنْقَطِع بها عن المقصود . وقد يَكون الاجتماع على هَوى نَفس .. قال الجاحظ : وخلاف الهوى يُوجِب الاستثقال ، ومُتَابَعَتُه تُوجِب الألفَـة .. فالاجتماع على مُؤانَسَة الطّبع وشَغْل الوَقْت .. قد نَظُـنّـه اجتماعا على طاعة الله ، وفي ذات الله .. أو نَحسبه لأجْل العمل لله .. وقد يَستبين لنا أن ذلك مُجرّد ظَنّ أو وَهْم .. وقُل مِثْل ذلك في عَمَل عامِل داخل بَوتَقَةٍ حِزبيّة ! أو إطار جَمَاعة .. وهو يَظُنّ أنه يَعمَل لله .. ويُؤاخي في الله .. إلا أنه سُرْعان ما تتكشّف لك حقائق الأمور حينما يُطْعَن في جَمَاعته ، أو يُنال مِن حِزبه ! أو تُنْتَقَد طريقته في العمل .. فتجِده ينتفض ! ويغضب .. لا لله .. ولكن للجماعة أو الْحِزْب ! إذا كان هذا في الدنيا .. فكيف يكون الحال حين ينكشف المستور ؟ ويوم تكون الخلة عداوة ؟ ( الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ) . أو حِين يَبدو لأقْوام من الله ما لم يَكونوا يَحْتَسِبُون . وحين يتجلى لنا - في هذه الدنيا - أنّ ما كُـنّا نَظُـنّـه بَانَ أنه ليس سِوى ظنّ ، وما كُـنّا نَحسبه قد تلاشى وتبدد - حينها نَتَذَكّر اعْترافات أقوام طالت بهم الحسَرات : ( إِنْ نَظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ ) . أو حِين يَستبين لأقوام أنهم كانوا الأخْسَرين (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) . فيا لَهْف نفسي .. ويا طول حَسْرَتي .. إن بَدَا لي ذلك يوم لا ينفع مال ولا بنون . أما إن بَدَا لي في دنياي فَحَسْب - فأمْره أيْسَر وأهْون . والسؤال الذي يَطرح نفسه : ما مَدى مَتانة علاقاتنا وصداقاتنا ؟ وهل هي قائمة على التواصي بالحق والصبر عليه؟ كَم هِي علاقاتنا التي بحاجة إلى كَشف حساب ومن ثم مراجعة ؟ وكَم هُم الأصحاب الذين هم بحاجة إلى مَحَكّ في قاعة اختبار ؟! حفظت من أبي كلمة في هذا الباب يقول : جَرّب صَديقك قبل أن يُجَرّبَك . ويُروى أن لقمان قال لابنه : إذا أرَدْت أن تُؤاخِي رجلا فأغْضِبه ، فإن أنْصَفَك وإلا فاحْذَرْه . وقال سفيان الثوري : إذا أرَدْتَ أن تَعْرِف مَالَك عِند صَدِيقك فأغْضِبه ، فإن أنْصَفَك في غَضَبِه وإلا فَاجْتَنِبْه . قال الشاعر : لا تَحْمَدَنّ امْرءًا يُرْضِيك ظَاهِره *** واخْبُر مَوَدّته في العتْب والغَضَب والله المستعان . ***** مما راق لي |
08-01-11, 02:01 PM | #2 |
10-01-11, 02:35 PM | #3 |
|
|