تتساقط الدموع من أعين جميع الثدييات تقريباً كردة فعل أو مقاومة طبيعية تجعل القناة الدمعية تفرز الدموع، أما البكاء فيرى العلماء أنه ظاهرة تقتصر على الإنسان لما يتمع به من وعي وإدراك.... وتشير بعض الدراسات إلى الفيل والغوريللا يشاركان الإنسان في هذه الظاهرة.
ويرى عدد من المفكرين أن مفهوم خاطيء قد سيطر على الثقافة المجتمعية أدى إلى أن تصبح الدموع من وسائل التعبير المحظور استخدامها على الملأ حيث يتم تأويلها بالضعف، بينما بالرجوع إلى كافة الكتب السماوية نجدها تذخر بالمواقف العظيمة التي أبكت الأنبياء والرسل، كما لاتخلوا القصص المأثورة والروايات التي تعكس ثقافات العالم من مواقف أبكت أبطالها.... وكل ذلك يشير إلى أن هذا المفهوم يعد دخيلاً، ويعتقد بعض علماء النفس أن تصحيح هذا المفهوم يتأتى بإدراك أن البكاء هو لحظة تعبير هامة يتبعها استيعاب واحتواء للسبب فيزداد بذلك الإنسان قوة وقدرة على تجاوز مادفعه للبكاء.
بعض الفلاسفة اعتبروا أن البكاء بالنسبة للأطفال قبل أن يتعلموا لغة الكلام يعد وسيلة للتواصل والتعبير عن حاجة مثل الطعام أو الألم، بينما بكاء الكبار هو باعتقادهم اللحظة التي يرتد فيها الإنسان إلى نفس الحالة حيث تعجز الكلمات عن التعبير فتبدأ القناة الدمعية بإفراز الدموع كوسيلة فطرية وأساسية للتعبير .
وتؤكد دراسة أجرتها احدى الجامعات الأمريكية أن الدموع الناتجة عن عاطفة قوية بداخل الإنسان البالغ تحتوي على 20 إلى 25% من البروتين والهرمونات المختلفة التي لم يصل العلماء حتى الآن إلى تحليل طبيعة بعضها.