روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-12-06, 11:19 PM | #1 | |
عضو نشط
|
//////// مجرد مقاااااااااااال //////////
راية العقل المنير في وجه زوابع الغبار شاكر النابلسي* جريدة الوطن يؤكد إبراهيم البليهي المفكر التنويري السعودي، أن التاريخ في الماضي وتجارب الشعوب في الحاضر، أثبتت أن للفكر التنويري الناقد دوراً رئيساً في التقدم والازدهار. وأن من غير ذلك، لا يمكن لأي مجتمع أن يتقدم أو يزدهر. فالأصل في المجتمعات، أنها تبقى أسيرة السائد من الأفكار، والأدوار، والسلوكيات. فلا يخرجها من هذا الدوران الأُفقي سوى الأفكار الناقدة، ولا يحفزها على النهوض سوى المفكرين الذين يستوعبون مكوَّنات ثقافة مجتمعاتـهم، كما يستوعبون التغيرات النوعية التي طرأت على الحضارة الإنسانية. فينهضون بدور التنوير، والحفز، وتقديم الرؤى، وإرشاد المسيرة. إن إبراهيم البليهي ظاهرة فكرية نادرة. وأهم ما في هذه الظاهرة أنه مثقف عضوي. والمثقف العضوي كما وصفه الكاتب الإيطالي أنطونيو غرامشي في كتابه "كراسات السجن"، هو المثقف الذي لا يعيش في قفص ذهبي، أو في برج عاجي. وهو المثقف الذي لا يكتفي بأن تكون الكتب والكلمة المكتوبة - أينما وُجدت - هي مادة عقله الوحيدة. ولكن المثقف العضوي هو المثقف الملتصق بقضايا مجتمعه، والذي ينزل من برجه العاجي إلى أرض الواقع، ليرى واقعه على حقيقته. وليس لدينا في الفكر العربي المعاصر، أو في الفكر العربي الكلاسيكي في كل عصوره من المفكرين من خبر الواقع وعاركه كما خبره وعاركه إبراهيم البليهي. فهو عندما كان مسؤولاً كبيراً في سلك الخدمة المدنية (شؤون البلديات) في الدمام وحائل والقصيم، كان مثال المسؤول الأمين النظيف الشريف. فحارب الفساد في الإدارات التي تسلم مسؤوليتها، كما لم يحاربه أي مسؤول آخر، سيما وأنه عمل في شؤون البلديات، حيث يكثر الفساد وينتشر هناك بشكل كبير. فهو الذي كان يُحوّل الأراضي المسروقة من الدولة، بعد أن يستردها، إلى حدائق عامة للناس. فقد كان البليهي المصلح في الإدارة، والمصلح في الفكر أيضاً. وهو النظيف في الفكر والنظيف في الإدارة أيضاً. فكان يسكن في حائل، وهو رئيس بلديتها في منزل مُستأجر، وهو الذي رفض كل المنح والهبات والعطايا والمطايا. وخرج من الخدمة العامة في البلديات نظيفاً نظافة نادرة في هذا الزمان. والبليهي من منطلق هذا السلوك الشخصي السوي والنظيف، هو الذي ينادي، بأن لا بُدَّ من أن ينـزل المثقفون إلى خطاب العامة، وأن يتبسَّطوا لهم، وأن يُقرَّبوا لهم الأفكار. وهذا ما قام به البليهي. فلم يأتِ البليهي من بين بطون الكتب فقط، ولكنه جاء أيضاً من بين كثبان رمال في نجد. وكان همّه الفكري والمعرفي منذ بداياته، لا يقل عن همّه الإداري السابق. ومن هنا فقد كان البليهي مفكراً متميزاً من خلال كتبه المختلفة. وكان كتابه "تأسيس علم الجهل" من أهم هذه الكتب في رأيي، لأنه يؤسس لمعرفتنا بمكامن جهلنا، وأسباب هذا الجهل. ذلك أن البليهي يعتبر أن جهلنا مركَّبٌ. ويعني بذلك أن جهل الإنسان لجهله واغتباطه بهذا الجهل اعتقاداً منه بأنه الحق والصواب،هو أقوى استحكامات بُنية التخلف. فغبطة المجتمعات المتخلفة بثقافاتها، وتوهمها الكمال لذاتها، واقتناعها بأوهام الاكتفاء، قد حال بينها وبين أي تقدم. وإن هذه الغبطة الواهمة، هي القلعة الفولاذية التي تتحصَّن بها بُنية التخلف، وبذلك توصَّل البليهي إلى أن العقل البشري يصوغه الأسبق إليه. وأنه متى تحدَّد اتجاهه، ومنظومة قيمه، واهتماماته، وطرق تفكيره بالتنشئة المبكرة، فإن العلوم التي يتلقاها بعد ذلك في المدارس والجامعات تبقى طلاء خارجياً، لا تأثير له على البنية الذهنية والوجدانية، ولا على طريقة التفكير، ولا على تكوين الاتجاهات. وهنا لا بُدَّ من الاستدراك لمفهوم التخلف. فهذا المفهوم يوهم بأن المتخلف يسعى للخروج من حالة الركود، لكنه لم يلحق بعد. وهذا عكس الواقع. فهذه المجتمعات تدور في المكان نفسه، ولا تريد أن تتجاوزه، لذلك فإنها ستبقى حيث هي، ولن تلحق أبداً حتى تُغيَّر ذاتها. فالتخلف مرحلة متقدمة قياساً بحالة الدوران الثابت الذي لا يتجاوز مكانه. فوصْف هذه المجتمعات بالتخلف يُغطَّي حقيقة عجزها البنيوي. وكان البليهي في هذا كله، راية العقل الواقعي في مهب الرياح الصفراء العاتية التي تحمل الكثير من الغبار ولا تحمل حتى القليل من المطر، وهي أشبه برياح "الطوز". وكان من أهم هذه الرياح: 1- المسلَّمات الثقافية المتوارثة والطارئة، التي تعطِّل العقل البشري تعطيلاً شديداً، دون أن يفطن العقل لهذا التعطيل، فتستبقيه في حركة دائرية عميقة، سواء على مستوى الجماعات والفئات والطوائف والمجتمعات والشعوب والأمم، أو على مستوى الأفراد. 2- ذوبان الفرد العربي في القبيلة أو الطائفة أو الدولة، حيث إن الفرد لم يستطع أن يتعرَّف إلى ذاته ويستردَّها إلا مع ذلك الإشعاع الفكري الفلسفي الباهر، الذي تلألأ في القرن الخامس قبل الميلاد حيث أنتجتْ الفلسفةُ للمرة الأولى في التاريخ البشري قيماً إنسانية عليا، ووضعتْ هذه القيم موضع التطبيق المشهود والممارسة الحية، فأصبح الإنسان الفرد في ذاته قيمة عليا، وبات هو بنفسه غاية قصوى، ولم يَعُدْ مجرد وسيلة لغيره. 3- الثقافة العربية التي تطمس فردية الإنسان، ولا تعترف له بحقوق. فهي تؤكد دائماً واجباته، لكنها تُغفل حقوقه إغفالاً تاماً. فمعضلتنا هي معضلة ثقافية في الدرجة الأولى، وحتى الخلل السياسي الشديد في العالم العربي ما هو إلا نتاج الخلل الثقافي. فلولا أن الثقافة تستسيغ هذا الخلل السياسي لما رضيَتْ به، ولولا ذلك لما كانت دائماً وخلال العصور القديمة والحديثة تسير خلفه لتمنحه المشروعية وتروَّض له الناس. وخللنا الثقافي مزمنٌ وموغلٌ في القدم. لا بُدَّ من أن نقوم بحفريات واسعة وعميقة في ذاتنا الثقافية لنعرف كيف بدأ الخلل، وكيف تكوَّن، وكيف استمر. كذلك، فإن معضلة العرب أنـهم ما زالوا مأسورين برؤية ثقافية مغلقة. فالأمة بكل طاقاتـها الهائلة وعددها الكبير، ترى أنـها غير قادرة على أن تغيّر ذاتـها، لذلك تنتظر دائماً قائداً عادلاً مستبداً، يُحقَّق لها كل شيء، مع أن هذا القول ينطوي على تناقض شنيع، لأن العادل لا يمكن أن يكون مستبداً. إن انغلاق ثقافتنا أصابـها العُقم والإمحال، لأنـها تدّعي الكمال، لذلك لم نستفد من فتح المدارس والجامعات، ولا من تعميم التعليم. فلا جدوى من استيراد المعلومات والأفكار، ما لم تنفتح هذه الثقافة وتتغذى بالمنجزات الإنسانية الهائلة. أما إذا بقيتْ مغلقة، فإن كل منجزات العلم والفكر تبقى طلاءً خارج البنية الذهنية للإنسان العربي. والعرب والمسلمون في وضع بالغ السوء. وسبب هذا الوضع المزري هو عجز ثقافتهم أن تستوعب حضارة العصر، وأن تدرك نقائصها، ومزايا الثقافات الأخرى. 4- عدم اعتراف المجتمعات العربية للمثقفين والمبدعين بأي دور. بل تحاول هذه المجتمعات إقصاءهم ومنعهم من نشر أفكارهم، لذلك، ما زال المثقفون غير مؤثَّرين. فلا قيمة لأية أفكار إلا بالاستجابة لها من المجتمع. ولا مكانة لأي مفكر إلا إذا اقتنع الناس بأهمية دوره. 5- عيشنا في حالة نكوص ثقافي مُريع. فالخلافات الفكرية على المستوى الشعبي، إلى وقت غير بعيد، كانت تُحلُّ بالمواجهة بين الفكرة والفكرة المضادة. أما الآن فتعالج بالقوة والإرهاب والملاحقة الاستئصالية، ليس من السلطة السياسية، كما كانت الحال سابقاً، وإنما من الناس الذين يحاول المفكرون تخليصهم من خوانق الحياة، وإخراجهم من أنفاق التخلُّف. وهذه نهاية نكوصية فظيعة ومأساوية، لم تمرَّ بها أمة أخرى. وهذا هو حصاد الانغلاق الثقافي، والاستبداد السياسي، وتنمية عاطفة الكُرْه. 6- انتشار فكرة صراع الحضارات. وصراع الحضارات خُرافة. وهو صراع جهالات في واقع الأمر. إن طبيعة الحضارات لا تؤدي إلى الصراع، وإنما النفوس الشريرة التي داخل الحضارات هي التي تخلق الصراع. بمعنى أن الحضارة الكنفوشية بالصين والحضارة الإسلامية، لا يمكن أن يكون هناك صراع بينهما، ولكن الصراع يولِّده من ينتمي إلى هذه الحضارات. 7- كبت الفكر وقهر الرأي. فالإسلام حق، لا يمكن أن يصيبه الضرر من فتح المجال لتعدد الآراء، وإنما الضرر كل الضرر على الإسلام، يأتي من كبت الفكر، وقهر الرأي، وبرمجة الناس على فهم واحد. أما الاختلاف فهو حقيقة بشرية وتاريخية (ولا يزالون مختلفين ولذلك خلقهم(. فالخوف من تعدد الآراء، والضيق بالأفكار، هو شيء طارئ على الحياة الإسلامية لأسباب كثيرة. والإسلام بمبادئه وتعاليمه ليس ضعيفاً، فنخشى عليه. فهو أقوى وأرسخ من أن نخاف عليه من تعدد الآراء، أو من أن يجهر بعض الناس بأفكار لا تتفق معه، أو لا تتفق مع فهمنا له. وإذا توجسنا من حرية الرأي، فإننا بذلك نتهم الإسلام ضمناً، بأنه غير قادر على المواجهة. وهذا منتهى الظلم للإسلام، ومنتهى الجهل به. فكيف لنا أن نحرم نصوصنا المدرسية والجامعية، من هذا الفكر المنير. *كاتب أردني |
|
12-12-06, 11:22 PM | #2 | |
عــضــو
|
شكرا اخي سيف المهند
|
|
13-12-06, 12:53 AM | #3 |
13-12-06, 10:02 AM | #4 |
|
|