روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
02-08-06, 09:02 AM | #1 |
عضو ماسي
|
مساجد بريدة الطينية منارات روحانية شامخة في زمن التقدم والحضارة والإسمنت
مساجد بريدة الطينية منارات روحانية شامخة في زمن التقدم والحضارة والإسمنت
بريدة: موسى العجلان يمتاز العرب عن غيرهم من باقي شعوب الأرض بقربهم وملاصقتهم للماضي وتذكر الأطلال والوقوف على الآثار، وتتعمق ملاصقتهم للماضي لتصل إلى درجة الحنين والبكاء على الأصيل من بقايا التاريخ والحضارة ومتعلقاتها من أطلال عمران وشواهد بنيان وملازم بيان. تظل خلجات النفس لديهم ولواعج الفؤاد متعلقة بالقرين والصاحب, وتظل نسائم الزمان والمكان هي مؤنسهم وحاديهم حينما يعتصر الفراق والبين القلوب والأفئدة لتبرز لديهم معاني الوفاء والقيم الأصيلة التي تتذكر كل جميل ولا تحمل في مخيلتها غير المعروف. حينما تكون التركيبة الفكرية والسلوكية السابقة سمة من سمات الشخصية العربية عموماً والشخصية المحلية على وجه التحديد والتي تحمل معها كل متعلقات البيئة البسيطة التي دعت الحاجة لاختراعها وابتكارها فإن الشخص حتماً سيقف موقف المتابع المندهش أو المعجب ببعض تركات الماضي الحسية المادية تارة والمعنوية الروحية تارة أخرى, التي لا تزال عامرة شامخة، مجابهة لعواصف التغيير والنقلات الحضارية الصاخبة والحادة، التي لم تراع حسن التخلص والانتقال كما هو لدى البعض ولم تترك لعقول بعض العامة موضع التفهم والتدارك لماهية وطبيعة العصر الذي بتنا نعيشه اليوم. وفي القرن الحادي والعشرين وحين تلتقي مظاهر المعايشة الحياتية مع طرائق الطقوس التعبدية بروحانياتها ومادياتها لتتجسد في مساجد بريدة الطينية وقد تطورت وسائل التنقل والتغيير لتصبح من كوكب إلى كوكب, ولتتسمر قدماك إن شئت إعجاباً وإن شئت استنكاراً في مدينة تجارية ودينية من طراز نادر لا وقت فيها تقريباً لغير التجارة والصلاة - كما ذكر أمين الريحاني حينما زارها قبل أكثر من مائة عام - وقد عايشت كل مراحل النمو والتطور والنقلات الحضارية والاقتصادية والثقافية التي عاشتها وتعيشها المملكة العربية السعودية, ومع ذلك فأنت تجد فيها وفي مساجدها الطينية تلك اللمسة الأصيلة التي لطالما أسبغت سواعد مرتاديها منذ القدم بالماء والطين, وذلك العبق التليد الذي تعيش من خلاله كل صغيرة وكبيرة مر بها ساكنو القصيم وبريدة تحديداً قبل مئات السنين. فلم يكن في بريدة في بداية نشأتها وعمارتها سوى جامعها الكبير الذي يتوسطها والذي لا يعرف تاريخ تأسيسه على وجه التحديد ولكن ورد ذكره في التاريخ المكتوب في عام 1153هـ، ولم يقم المسجد الثاني إلا في 1408هـ تقريباً، كما ذكره الشيخ محمد بن ناصر العبودي. ولم يكن في بريدة سوى ستة مساجد فقط، أما اليوم فالقادم نحو بريدة سينظر لمآذنها ومساجدها من بعيد والتي تتجاوز الألف مسجد بكثير. ومازال الكثير من كبار السن يقصدون المساجد الطينية مجترين بذلك الماضي الجميل لديهم ليعيشوا من خلالها صفو شبابهم وبدايات حياتهم ويتخلصوا من "فترات الانقطاع الحضاري" التي عاشتها البلاد العربية عموماً إبان النفوذ التركي لقرون سابقة والتي (قد) تكون أعيت عقولهم ولم يستطيعوا بسببها أن يتكيفوا مادياً وروحياً ويعايشوا النهضة الحديثة والمتقدمة الآن. ولكن حينما ترى فئة من الشباب يتجهون صوب تلك المساجد وقد خرجوا من بيوت وقصور فيها من مظاهر التقدم والتطور ما يجعل مثل تلك المساجد الطينية في طبيعتها وماهيتها ضرباً من الخيال بالنسبة لديهم، فإنك ستسأل: لماذا ؟ الجواب يختلف من شخص إلى شخص. أجوبة مغلفة بثقافات ومناشط حياتية واجتماعية مختلفة تؤثر في صياغة وتحديد الجواب ما بين "مقلد ومريد" للسابقين الأوائل، وما بين "رافض" أعياه الواقع ويظن أنه هارب للأمام من خلال رجوعه القهقرى ليسترجع ذكريات وأمجاد "مكتوبة" دونتها حلقات التاريخ عبر عصور إسلامية زاهرة تسيد فيها العرب وتربعوا على قمة الحضارة في العالم. من الشباب من يجد في رائحة الطين والجص الراحة النفسية والروحانية التي قد لا يجدها من خلال صخب وضوضاء الحضارة والأسمنت. مشاعر ووقفات روحية ونفسية بسيطة ودقيقة ينقلها الكثير من الشباب الذين التقتهم "الوطن" ممن يفضل وتستهويه الصلاة في مثل تلك المساجد, فرائحة الطين والجص وخشب الأثل, والقرب من التراب, والبساطة والبدائية في التأثيث, والهواء الطبيعي الذي تجود به نوافذ المسجد، والهدوء والسكينة في الصلوات الجهرية, كل تلك الوقفات والزوايا الحسية تعكس في أولئك الشباب شعوراً روحانياً يعايشون من خلاله لحظات تعبدية معزولة تماماً عن العالم الخارجي, وغاسلة ومزيلة لكل الشوائب الذهنية والعقلية العالقة والمتصادمة مع مخرجات الحضارة والتي لا تجد لها تفسيراً أو تخريجاً مرجعياً من خلال قراءتهم التتبعية لمسيرة العرب والمسلمين الروحية والفكرية عبر التاريخ. صحيفة الوطن |
31-08-06, 03:49 PM | #2 |
01-09-06, 06:24 PM | #3 |
06-09-06, 04:06 AM | #4 |
18-09-06, 04:57 PM | #5 |
11-10-06, 12:35 AM | #6 |
11-10-06, 07:03 PM | #7 |
05-01-07, 04:17 PM | #8 |
06-01-07, 10:20 PM | #9 | |
إداري سابق
|
بارك الله فيك ... موضوع اكثر من رائع |
|
|
|