روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
27-03-17, 03:53 AM | #61 |
يصور القرآن الكريم مشهداً من مشاهد يوم القيامة بالنسبة للكافرين، وهو مشهد عرضهم على النار، إذ يتمنون عنده الرجوع إلى الدنيا للتصديق بالآيات وقد شاهدوا ما كفروا به وكذبوا، ويخبر الله تعالى في آياته الكريمات أنه قد علم منهم فساد قلوبهم، حيث لو قدر لهم الرجعة لوقعوا فيما عملوه في الدنيا، ويذكر تعالى مشهداً آخر من أهوال يوم القيامة في بيان أحوال الكافرين وهو عرضهم على الله ربهم وتقريرهم بالحق الذي أنكروه ليردوا بعد ذلك موارد العذاب ولا يهلك على الله إلا هالك.
|
|
27-03-17, 04:04 AM | #62 |
أهمية نصرة المبادئ والعقائد
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وبعد: فقد انتهينا إلى قول الله جل وعلا: وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ [الأنعام:26]، وحررنا أن للعلماء رحمة الله تعالى عليهم قولين في الآية، فاختار جمهور العلماء -ومنهم ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى- أن الآية أشبه بما سبقها، وأن الحديث ما زال موصولاً بالآية التي قبله، وهي قول الله جل وعلا: وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ [الأنعام:25]، وقلنا: إن سفيان الثوري نقل بسنده عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن المقصود بهذا الحديث أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وحررنا حينها نصرة أبي طالب للنبي عليه الصلاة والسلام، وانتهينا إلى أن الآية تدل على أن ثمة فريقاً من الناس ينتصرون لمبادئهم وإن كانت غير صحيحة. يفدون رأيك في الحياة مجاهداً إن الحياة عقيدة وجهاد فأما نصرة الإنسان لمبادئه فهي حق لا مرية فيه، ويجب على العقلاء والفضلاء أن يتحلوا به، ولكن تبقى القضية في المعتقد الذي يعتقده الإنسان ويستحق أن يدافع عنه، وقد عرف التاريخ على مستوى الأفراد وعلى مستوى الأمم أقواماً ضربوا أمثلة لا تُصدق في نصرتهم لمذاهبهم حتى وإن كانت باطلة، كنصرة الخوارج لمذهبهم وموتهم في سبيل ذلك، حتى إنه كان أحدهم يعقل خيله قبل الحرب ويأتي ويحارب ويقول وهو على غير هدى: وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى [طه:84]، كما أن أبا جهل -وهو عدو الله المعروف- لما صعد عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه على صدره لم يستعطفه ولم يستدر رحمته، وقال قولته الشهيرة: لقد ارتقيت مرتقاً صعباً يا رويعي الغنم. هذا على مستوى الأفراد. وأما على مستوى الأمم فإن أبناء الأمة اليابانية في العصر الحديث عُرفوا بانتصارهم لمذهبهم لما وقعت الحرب بين روسيا واليابان قديماً قبل أن تُضرب اليابان بالقنابل، أي: قبل ضرب ناجازاكي وقبل هيروشيما حيث أظهر اليابانيون إخلاصاً شديداً لمبدئهم والتفافاً حول ملكهم الذي كان يسمى الميكاد ، وكانوا يعظمون الوطن، وكان حافظ الشاعر المصري رحمه الله تعالى يشكوا من أن العرب لم يكن فيهم ألفة ولا اجتماع ولا نصرة لقضاياهم، حيث يقول: لا تلم كفي إذا السيف نبا صح مني العزم والدهر أبى أمة قد فت في ساعدها بغضها الأهل وحب الغرباء والشعراء يحكون أشياء لها واقع فعلي في الجملة، ولكن ليس لها واقع تفصيلي. فالمقصود أن حافظاً أراد أن يبلغ الرسالة للعرب أن اليابانيين ينتصرون لمذاهبهم، فَتَوَّهم أن هناك فتاة يابانية تعيش في مصر، وأنه تعلق بها، وأنه فتن بها، وفجأة يقول: حملت لي ذات يوم نبأ لا رعاك الله يا ذاك النبا يعني: جاءته فزعة تريد أن تترك أرض مصر فسألها، فأخبرته بأن الروس يريدون أن يحاربوا اليابان، وأنه يستحيل أن تبقى في مصر والروس يحاربون اليابان، فهي تقول: نذبح الدب ونفري جلده أيظن الدب أن لا يُغلبا والدب رمز للأمة الروسية كما أن التنين رمز لليابان، والنسر رمز لألمانيا، والأسد رمز لإنجلترا، والذي يعنينا هو قضية ولاء هذه المرأة لوطنها، تقول: هكذا الميكاد قد علمنا أن نرى الأوطان أماً وأباً ونخلص من هذا كله أن قول الله جل وعلا: وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ [الأنعام:26] إن كان المقصود به أبو طالب يصبح دالاً على أن أبا طالب كان يحمي مذاهبه واعتقاداته، ولهذا كان يحمل وصية عبد المطلب في أن يحفظ هذا اليتيم، والحق أن أبا طالب حفظ النبي صلى الله عليه وسلم حفظاً شديداً مبالغاً فيه، فنصر النبي صلى الله عليه وسلم نصرة عظيمة رغم أنه كافر، حيث جلس ثلاث سنين في شعب بني هاشم يذوق الجوع هو وأبناؤه وهو على كفر لا يرجو بهذا جنة، ولكنه ينتصر لمبدأ، وهو نصرة ابن عمه اليتيم، والعاقل يستفيد من مثل هذه التقاليد الاجتماعية كما استفاد النبي صلى الله عليه وسلم من نصرة عمه أبي طالب له، فيستفيد من كل الأعراف والتقاليد والموروثات الموجودة في حياته، وكذلك التقاليد العالمية أو الأعراف السياسية، فيستطيع أن يوظفها لمصلحة إذا كان يملك مسكة من عقل، أما من غلب عليه حماسه وجهله فلم ينظر إلى الأمور إلا بنظرة ضيقة، أو كان يقرأ عبارة أو متناً في ورقة تقويم أو في كتاب ثم بعد ذلك أراد أن يطبقها من غير أن يستصحب ما حولها فإنه سيقع في حرج عظيم، وسيأتي إن شاء الله في قوله الله جل وعلا: فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ [الأنعام:35] قضية أهمية معرفة سنن الله الكونية. |
|
27-03-17, 11:53 PM | #63 | |
عضو نشط
|
جزاك الله خير
|
|
28-03-17, 01:59 AM | #64 |
28-03-17, 02:02 AM | #65 |
تفسير قوله تعالى: (ولو ترى إذ وقفوا على النار...)
نعود فنقول: قال الله: وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ [الأنعام:26] ثم قال الله: وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الأنعام:27]. (لو) تحتاج إلى فعل وإلى جواب شرط، ولكن الله جل وعلا هنا لم يذكر الجواب، حيث قال تعالى: وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الأنعام:27]، فحذف الله تعالى الجواب مبالغة في تعظيمه، يعني ولو ترى لرأيت أمراً عظيماً شنيعاً يحل بهم. فقوله تعالى: وَلَوْ تَرَى [الأنعام:27] أي: بعين البصر إِذْ وُقِفُوا [الأنعام:27] أي: حبسوا عَلَى النَّارِ [الأنعام:27] أي أهل الإشراك فَقَالُوا [الأنعام:27] حينما يرون النار يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الأنعام:27] والسؤال هنا: هل قالوا ذلك عن اعتقاد وتوبة وخلوص نية أم لا؟ لقد اتفق العلماء على أنهم لم يقولوه عن توبة وخلوص نية واعتقاد، بدليل أن الله جاء بـ(بل) بعدها، و(بل) للإضراب، والإضراب هو الانتقال، فقال الله بعدها: بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ [الأنعام:28] أي الشيء الذي أنكروه وكفروا به -وهو النار- ظهر لهم عياناً. |
|
28-03-17, 02:05 AM | #66 |
بيان معنى قوله تعالى (ولو ردوا لعادوا لما نهو عنه)
ثم قال الله بعد ذلك: وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ [الأنعام:28] أي: كاذبون في دعواهم أنهم لو ردوا فلن يشركوا، حيث قالوا: يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الأنعام:27] والله يقول: وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ [الأنعام:28]، ومن هنا تعلم أنه لا يهلك على الله إلا هالك، ومعنى ذلك أن الله لا يعذب إلا من كان راضياً بكفره معانداً لربه فرحاً بما هو عليه، قال الله: وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا [النحل:106] وهذا يجعلك لا تحمل في قلبك كثيراً من اللوم والعتب على من أخطأ من علماء المسلمين؛ لأن هذا العالم عندما أخطأ كان يعتقد ويظن أنه على صواب، قال الشاطبي رحمه الله في الموافقات: وواجب عند اختلاف الفهم إحساننا الظن بأهل العلم قال الله جل وعلا: بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ [الأنعام:28] فانقطعت (قبل) عن الإضافة، ولذلك بنيت على الضم، وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ [الأنعام:28] أي: في دعواهم أنهم لو ردوا لما أشركوا. وقد جرت عادة العلماء ببيان أمر متعلق بهذه الآية، وهو أن الله جل وعلا يعلم ما قد كان، وما هو كائن، وما سيكون، ويعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون، ومن الآيات التي استدل بها العلماء على صحة هذا القول هذه الآية؛ لأن الله قال: وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ [الأنعام:28] وقد علمنا كما أعلمنا الله أنهم لن يردوا ولن يعودوا إلى الدنيا مرة أخرى، ولكن الله يقول لو ردوا سيحصل كذا وكذا وسيحدث كذا وكذا، وهذا لا يقدر على القول به إلا الله؛ لأنه لا يعلم الغيب إلا هو جل ذكره. |
|
28-03-17, 07:17 AM | #67 |
29-03-17, 02:08 AM | #68 |
29-03-17, 02:11 AM | #69 |
تفسير قوله تعالى: (وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا...)
ثم قال تعالى: وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا [الأنعام:29] وهذا تأكيد منهم على النظرة التي ينظرون بها إلى الدنيا، أي أنه لا بعث ولا نشور بعدها، فلما غلب على ظنهم أنه لا بعث ولا نشور بعدها لم يرقبوا بعد ذلك أن يُظهروا ويجهروا بعداوتهم لنبينا صلى الله عليه وسلم، ثم قالوا: وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ [الأنعام:29]، والله جل وعلا قد ساق الأدلة على أنه جل وعلا قادر على أن يحيي الموتى في مواطن كثيرة من كتابه. |
|
29-03-17, 02:12 AM | #70 |
قطوف لغوية
يقول تعالى: بَلْ بَدَا لَهُمْ [الأنعام:28] (بدا) هنا بمعنى: (ظهر) مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ [الأنعام:28] قلنا: إن (قبل) بنيت على الضم لانقطاعها عن الإضافة، فالظروف مثل (قبل) و(بعد) إذا أُضيفت تظهر عليها الحركة، كقوله تعالى: مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ [النور:58]، فإن لم تضف بنيت على الضم. وقوله تعالى: وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا [الأنعام:28] اللام في (لعادوا) واقعة في جواب لو، وهنا أظهر جواب (لو)، بخلاف الآية التي سبقت وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ [الأنعام:27] فلم يأت بالجواب، فهنا أظهره تأكيداً، وهناك حذفه للمبالغة في الأمر الشنيع والعظيم الذي وقعوا فيه. وقوله تعالى: وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا [الأنعام:29] (إن) هنا نافية بمعنى (ما) يعني: ما هي إلا حياتنا الدنيا، وتأتي مثلها في الرسم الإملائي (إن) الشرطية، ويظهر الفرق بينهما من سياق الكلام، مثل قول الله جل وعلا: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ [المائدة:118] فهذه شرطية، أما (إن) هنا فواضح من سياق الكلام أنها نافية. وقوله تعالى: وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا [الأنعام:27] (ليت) للتمني، وتقابلها لعل، ولكن لعل تستخدمها العرب في الذي يغلب على الظن أنه يقع، أما ليت ففي الذي يغلب على الظن أنه لا يقع، قال قائلهم: ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب وقد تقرر عقلاً ونقلاً وشرعاً أن الشباب لا يعود. و(لعل) للترجي، و(لعل) على كثرة ذكرها في القرآن وردت في موضع واحد في القرآن بمعنى (كأن)، قال الله جل وعلا: وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ [الشعراء:129] أي: كأنكم تخلدون، إذ لم يقل أحد من الأمم الذين كانوا يتخذون البنيان الفاره: إن هذا من أسباب بقائهم، فلم يقل بهذا أحد، ولكن المعنى أنه كلما أفرط الإنسان في المسكن وبالغ فيه فكأنه يبني بنيان من يظن أنه يخلد، فـ(لعل) في القرآن على بابها في الترجي إلا في موضع واحد، وهو قول الله جل وعلا: لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ [الشعراء:129]، فإنها بمعنى (كأن). |
|
|
|