روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
23-03-17, 12:16 AM | #51 |
تفسير قوله تعالى: (ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم...)
يقول الله تعالى: وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ * ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ * انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ [الأنعام:22-24]. التكذيب بالبعث والنشور من أعظم ما كان عليه أهل الإشراك، وإذا علمنا أن سورة الأنعام مكية فإنها ستعالج الخلل العقدي في أهل مكة، وأعظمه الشرك بالله وإنكار البعث والنشور، كما قال تعالى: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا [التغابن:7]. فالله جل وعلا يقول لنبيه في غيب لا يعلمه عليه الصلاة والسلام، أذكر يا محمد، ونبئ هؤلاء القوم بأنه سيأتي يوم نحشرهم فيه جميعاً بلا استثناء، فالخلائق يحشرون جميعاً إنساً وجناً وملائكة ودواباً، ( ثم نقول) أي: في يوم الحشر لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ [الأنعام:22]، فهل تحشر أصنامهم معهم ثم يحال بينهم وبينها؟ إن هذا وارد يدل عليه قول الله جل وعلا: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ [الأنعام:94]، فهذا دليل على أنهم كانوا يرونهم، ولكن لا سبيل إلى الوصول إليهم، وقيل: إنهم لا يحشرون، ولكن الذي أراد القرآن أن يثبته هو أن تلك الآلهة والأصنام التي كانوا يتعلقون بها ويعدونها لساعة ما تخذلهم يوم القيامة، ولهذا قال الله: ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ [الأنعام:22]، وهذا لا شك في أنه استفهام توبيخي، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: كل زعم في القرآن فهو كذب. |
|
23-03-17, 12:16 AM | #52 |
تفسير قوله تعالى: (ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين)
ثم قال الله: ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا [الأنعام:23]، هذا نفي بعده استثناء، وهذا يسمى أسلوب حصر. واختلف العلماء في معنى (فتنتهم) هنا على أقوال، والقول الذي يغلب على الظن أنه أقرب هو أن الفتنة هنا بمعنى الشرك، ولكن لا بد من تقدير مضاف، فيصبح المعنى: ثم لم تكن عاقبة شركهم إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ [الأنعام:23]، فالذي يقول: وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ [الأنعام:23] هم أهل الشرك، وهذا منهم كذب؛ لأنهم كانوا مشركين. وكيف يجمع الإنسان بين هذه الآية وبين قول الله جل وعلا: وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا [النساء:42]؟! فقول الله جل وعلا: وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا [النساء:42] فيه أنهم يخبرون بكل شيء فعلوه على وجه الحقيقة والصدق، والله يخبر هنا أنهم يقولون: وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ [الأنعام:23]، وهذا كذب، لأن الله قال بعده: انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ [الأنعام:24]. لقد طرح هذا السؤال على ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، فقال رضي الله عنه وأرضاه في الجواب عن هذا: إن أهل الإشراك إذا رأوا منة الله بالعفو على أهل التوحيد والإسلام، ورأوا أن الله يعفوا ويخلص أهل التوحيد يقول بعضهم لبعض: لم يبق إلا أن نتبرأ من الشرك، لعله يعفى عنا كما عفي عن غيرنا، فعندها يقولون: وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ [الأنعام:23]، فيختم الله على أفواههم بعدها، فتنطق جوارحهم وتشهد، فهذا معنى قول الله: وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا [النساء:42]. |
|
24-03-17, 06:10 AM | #53 |
تفسير قوله تعالى: (انظر كيف كذبوا على أنفسهم...)
قال الله: انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ [الأنعام:24]، كلمة (ضل) لها معان في القرآن، وهي هنا بمعنى: غاب واضمحل، أي: لم يكن موجوداً، وقوله تعالى: (مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ)، أي: ما كانوا يزعمونه من نفع الآلهة لهم. |
|
24-03-17, 06:19 AM | #54 |
تفسير قوله تعالى: (ومنهم من يستمع إليك...)
ثم قال الله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ [الأنعام:25]. قوله تعالى: (منهم) أي من أهل الإشراك، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يعيش في مكة، وكان الملأ والأشراف كـأبي سفيان وأبي جهل وأمية بن أبي خلف وعقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث وأمثالهم من صناديد قريش يستمعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم سراً حيناً وعلانية حيناً، فالله يقول: وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ [الأنعام:25]، و(من) بعضية، لكن الله جل وعلا قد علم في الأزل، وقدر وشاء أن لا تتعظ هذه القلوب، وأنه لا يمكن أن يصل إليها سمع التدبر، فقال الله لنبيه: وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً [الأنعام:25] والأكنة: جمع كنان، كأعنة جمع عنان، وأزمة جمع زمام، وهي في اللغة بمعنى الغطاء والستر، قال تعالى: وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ [الأنعام:25]، أي: حتى لا يفقهوه، وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا [الأنعام:25]، والوقر: الثقل والصمم في الأذن. قال تعالى: وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا [الأنعام:25]، فمهما أتيت لهم بالآيات، وأظهرت لهم المعجزات، وأخرجت البراهين فإنهم لا يمكن لهم أن يؤمنوا؛ لأن الله قد كتب في قدره وأزله أنهم لن يؤمنوا، ويعلم بهذا كل أحد أن الهداية بيد الله. قال تعالى: حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ [الأنعام:25] فلم يكفهم أن يردوا ولم يقبلوا قولك، بل زعموا أن قولك هذا من أساطير الأولين. |
|
24-03-17, 04:52 PM | #55 | |
عضو نشط
|
اللهم اني اسألك اللطف فيما قضيت والمعونة على مامضيت
واستغفرك من كل قول يعقبة الندم او فعل تزل به القدم فأنت الثقة لمن توكل عليك والعصمة لمن فوض امره إليك |
|
25-03-17, 02:18 AM | #56 |
25-03-17, 02:19 AM | #57 |
ذكر أوجه تصريف العرب لألفاظ الدلالة على الخروج
وقد كان بعضهم يقول لبعض: ألا تأتون إلى هذا الصابئ؟ يقصدون النبي صلى الله عليه وسلم، وكلمة صابئ فعلها (صبأ)، والعرب في طيات كلامها تفرق الشيء الواحد في إطلاق لفظ العبارة عليه، فمن خرج من دين إلى دين يقال له: صبأ، وقريش كانت تزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على دينها، فلما رأوه أتى بدين جديد ظنوا أنه قد خرج عن دينهم، فلهذا قالوا: (صابئ)، وهي اسم فاعل من (صبأ)، والقرآن نزل بلغة العرب، فهم لا يستخدمون هذا اللفظ لكل شيء، فإذا خرج الرجل من داره يقولون: خرج، ولكن إذا خرج من دينه يقولون: صبأ، فإذا كان الرجل بين قوم، ثم خرج لا يقولون عنه: خرج، بل يقولون: انسل، فهنا ثلاثة ألفاظ: فيقال: (خرج) إذا خرج من الدار، و(صبأ) إذا خرج من الدين، و(انسل) إذا خرج من المجلس، فإذا الخارج سهماً خرج من الرمية يقولون: مرق، ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم حين ذكر الخوارج: (يمرق أحدهم من الدين كما يمرق السهم من الرمية)، فإذا خرج السهم من الرمية لا يقولون: خرج السهم من الرمية، بل يقولون: مرق السهم من الرمية، فإذا صاد صائد سمكة ثم تفلتت من يده لا يقولون: خرجت من يده، بل يقولون: تملصت من يده، وهذا يدل على سعة لغة العرب وبها نزل القرآن. |
|
25-03-17, 02:20 AM | #58 |
تفسير قوله تعالى: (وهم ينهون عنه وينأون عنه...)
ثم قال الله تعالى: وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ [الأنعام:26]. اختار ابن جرير شيخ المفسرين أن الآية تبع لما سبق، فيصبح قوله تعالى: (وهم) عائد على من كان الله جل وعلا يتحدث عنهم، أي أن هؤلاء من أهل الإشراك ينهون الناس عن الدخول في الدين، وفي نفس الوقت يبتعدون هم عن الدين. والقول الثاني ينسب إلى ابن عباس ، نقله عنه سفيان الثوري بسنده، وحرره ابن كثير في تفسيره، وهو أن المقصود بالآية أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا قلنا: إن أبا طالب هو المقصود بالآية فإن معنى الآية حينئذٍ: ينهون الناس عن أن يؤذوا نبينا صلى الله عليه وسلم وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ [الأنعام:26]، أي: ينأون بأنفسهم عن أن يدخلوا في الدين، فالخطاب -وإن جاء للجمع- يقصد به فرد واحد هو أبو طالب . وأكثر أهل العلم على أن الضمير عائد على المشركين السابقين، أي: ينهون الناس عن الدخول في الدين، ويبتعدون بأنفسهم، فجمعوا بين الضلال والإضلال. وقد ذكر ابن أبي حاتم في الآية قولاً، ونقله عنه الحافظ ابن كثير ولم يعقب عليه، وكان الأولى أن يعقب، فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان له أعمام عشرة ينصرونه في العلانية ويعادونه في السر. وهذا غير صحيح؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم كان له أعمام عشرة، واستصحاب التاريخ مهم، ولكن ستة منهم لم يدركوا بعثته عليه الصلاة والسلام، وإنما أدرك البعثة من أعمامه أربعة: أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب ، آمن اثنان: حمزة والعباس ، وكفر اثنان: أبو لهب وأبو طالب ، فـأبو لهب عاداه، وأبو طالب والاه. فما ذكره ابن أبي حاتم بسنده من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له أعمام عشرة يعادونه في السر وينصرونه في العلانية لا أصل له، ولا يمكن أن يصح متناً؛ لمخالفته الروايات التاريخية المشهورة المحفوظة |
|
26-03-17, 12:03 AM | #59 |
ذكر حال أبي طالب
وقد كان أبو طالب بين أمرين، وكان شديد الموالاة لما يعتقد، وقد يضرب به المثل في نصرة الإنسان لما يعتقد، فكان شديد الموالاة لدين قومه، فلذلك لم يؤمن، وكان شديد الموالاة لمبادئ قومه، وهناك فرق بين الدين والمبدأ، فدين قومه كان الإشراك، فلذلك بقي على الشرك، وقال: لا أرغب عن ملة عبد المطلب . ومبادئ قومه التي كانت شائعة ذائعة هي نصرة القريب بدافع العصبة، وقد كان مخلصاً لهذا المبدأ، فلذلك نصر النبي صلى الله عليه وسلم وحماه ودافع عنه رغم أنه لم يكن مؤمناً؛ ولهذا نشفع النبي صلى الله عليه وسلم فيه، فهو أهون أهل النار عذاباً. |
|
26-03-17, 12:04 AM | #60 |
ذكر شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم
والنبي صلى الله عليه وسلم له ثلاث شفاعات خاصة به، وله شفاعات يشاركه فيها غيره، فله شفاعة في أهل الموقف ليفصل بينهم، وهذه شفاعة في دفع ما يضر، وله شفاعة في دخول أهل الجنة الجنة، وهذه شفاعة في جلب ما يسر، فدخول أهل الجنة الجنة شيء يسرهم بشفاعته صلى الله عليه وسلم، وأهل الموقف في كرب عظيم يريدون أن يدفعوه عن أنفسهم، فشفاعته صلى الله عليه وسلم دفعت عنهم الضر، وهذا من إكرام الله لنبيه، وله شفاعة في عمه أبي طالب خصصت مانعاً قرآنياً، قال الله جل وعلا: فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ [المدثر:48]، ومع ذلك يشفع صلى الله عليه وسلم في عمه أبي طالب . هذا ما تيسر إيراده، وتهيأ إعداده، وأعان الله على قوله، وصلى الله على محمد وعلى آله، والحمد لله رب العالمين. |
|
|
|