روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
31-08-07, 11:26 PM | #21 |
أمــيــرة الــذوق
|
هذي مجموعه من دروس اتمني
انها تعجبك والسموحه علي القصور الدرس الاول .................... الصدقة المتعثرة د. عمر بن عبد الله المقبل الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد : فحينما يقلب المسلم سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- لا ينقضي عجبه من جوانب العظمة والكمال في شخصيته العظيمة صلوات ربي وسلامه عليه. ومن جوانب تلك العظمة ذلك التوازن، والتكامل في أحواله كلها، واستعماله لكل وسائل تأليف القلوب وفي جميع الظروف. ومن أكبر تلك الوسائل التي استعملها -صلى الله عليه وسلم- في دعوته، هي تلكم الحركة التي لا تكلف شيئاً، ولا تستغرق أكثر من لمحة بصر، تنطلق من الشفتين، لتصل إلى القلوب، عبر بوابة العين، فلا تسل عن أثرها في سلب العقول، وذهاب الأحزان، وتصفية النفوس، وكسر الحواجز مع بني الإنسان ! تلكم هي الصدقة التي كانت تجري على شفتيه الطاهرتين : إنها الابتسامة ! الابتسامة التي أثبتها القرآن الكريم عن نبي من أنبيائه، وهو سليمان –عليه السلام- حينما قالت النملة ما قالت! إنها الابتسامة التي لم تكن تفارق محيا رسولنا -صلى الله عليه وسلم- في جميع أحواله، فلقد كان يتبسم حينما يلاقي أصحابه، ويتبسم في مقام إن كتم الإنسان فيه غيظه فهو ممدوح فكيف به إذا تبسم ؟! وإن وقع من بعضهم خطأ يستحق التأديب، بل ويبتسم -صلى الله عليه وسلم- حتى في مقام القضاء ! فهذا جرير-رضي الله عنه- يقول ـ كما في الصحيحين ـ : ما حَجَبني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- منذُ أسملتُ، ولا رآني إلا تَبَسَّم في وجهي. ويأتي إليه الأعرابي بكل جفاء وغلظة، ويجذبه جذبة أثرت في صفحة عنقه، ويقول : يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِى مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِى عِنْدَكَ ! فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ. ومع شدة عتابه -صلى الله عليه وسلم- للذين تخلفوا عن غزوة تبوك، لم تغب هذه الابتسامة عنه وهو يسمع منهم، يقول كعب -رضي الله عنه- بعد أن ذكر اعتذار المنافقين وحلفهم الكاذب ـ : فَجِئْتُهُ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ، ثُمَّ قَالَ « تَعَالَ » . فَجِئْتُ أَمْشِى حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ . ويسمع أصحابه يتحدثون في أمور الجاهلية ـ وهم في المسجد ـ فيمر بهم ويبتسم ! بل لم تنطفئ هذه الابتسامة عن محياه الشريف، وثغره الطاهر حتى في آخر لحظات حياته، وهو يودع الدنيا -صلى الله عليه وسلم- يقول أنس ـ كما في الصحيحين ـ : بينما الْمُسْلِمُونَ في صَلاَةِ الْفَجْرِ مِنْ يَوْمِ الاِثْنَيْنِ وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّى لَهُمْ لَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلاَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ فِى صُفُوفِ الصَّلاَةِ . ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ! ولهذا لم يكن عجيباً أن يملك قلوب أصحابه، وزوجاته، ومن لقيه من الناس! لقد شقّ النبي -صلى الله عليه وسلم- طريقه إلى القلوب بالابتسامة، فأذاب جليدها، وبث الأمل فيها، وأزال الوحشة منها، بل سنّ لأمته وشرع لها هذا الخلق الجميل، وجعله من ميادين التنافس في الخير، فقال: (وتبسمك في وجه أخيك صدقة) رواه الترمذي وصححه ابن حبان. ومع وضوح هذا الهدي النبوي ونصاعته، إلا أنك ترى بعض الناس يجلب إلى نفسه وإلى أهل بيته ومن حوله الشقاء بحبس هذه الابتسامة في فمه ونفسه. إنك تشعر أن بعض الناس ـ من شدة عبوسه وتقطيبه ـ وكأنه يظن أن أسنانه عورةٌ من قلة ما يتبسم! فأين هؤلاء عن هذا الهدي النبوي العظيم ! نعم .. قد تمر بالإنسان ساعات يحزن فيها، أو يكون مشغول البال، أو تمر به ظروف خاصة تجعله مهتماً، لكن أن تكون الغالب على حياة الإنسان التكشير، والانقباض، وحبس هذه الصدقة العظيمة، فهذا ـ والله ـ من الشقاء المعجّل لصاحبه ـ عياذاً بالله ـ . إن بعض الناس حينما يتحدث عن الابتسامة يربط ذلك ببعض الآثار النفسية الجيدة على المبتسم، وهذا حسن، وهو قدر يشترك فيه بنو آدم، إلا أن المسلم يحدوه في ذلك أمرٌ آخر، وهو التأسي به -صلى الله عليه وسلم- والاقتداء به،وستأتيه الآثار النفسية والصحية التي تذكر في هذا المجال . لقد أدرك العقلاء من الكفار والمسلمين أهمية هذه الابتسامة، وعظيم أثرها في الحياة ! يقول ديل كارنيجي ـ في كتابه المشهور (كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس): "إن قسمات الوجه خير معبر عن مشاعر صاحبه، فالوجه الصبوح ذو الابتسامة الطبيعية الصادقة خير وسيلة لكسب الصداقة والتعاون مع الآخرين، إنها أفضل من منحة يقدمها الرجل، ومن أرطال كثيرة من المساحيق على وجه المرأة، فهي رمز المحبة الخالصة والوداد الصافي. ويقول : لقد طلبت من تلاميذي أن يبتسم كل منهم لشخص معين كل يوم في أسبوع واحد. فجاءه أحد التلاميذ من التجار، وقال له: اخترت زوجتي للابتسامة، ولم تكن تعرفها مني قط، فكانت النتيجة أنني اكتشفت سعادة جديدة لم أذق مثلها طوال الأعوام الأخيرة ! فحفزني ذلك إلى الابتسام لكل من يتصل بي، فصار الناس يبادلونني التحية ويسارعون إلى خدمتي وشعرت بأن الحياة صارت أكثر إشراقاً وأيسر منالاً، وقد زادت أرباحي الحقيقية بفضل تلك الابتسامة ... إلى أن قال : تذكر أن الابتسامة لا تكلف شيئاً، ولكنها تعود بخير كثير، وهي لا تفقر من يمنحها مع أنها تغني آخذيها، ولا تنس أنها لا تستغرق لحظة، ولكنها تبقى ذكرى حلوة إلى آخر العمر. وليس أحد فقير لا يملكها، ولا أحد غني مستغن عنها) انتهى كلامه. كم نحتاج إلى إشاعة هذا الهدي النبوي الشريف، والتعبد لله به : في ذواتنا، وبيوتنا، مع أزواجنا، وأولادنا، وزملائنا في العمل، فلن نخسر شيئاً ! بل إننا سنخسر خيراً كثيراً ـ دينياً ودنيوياً ـ حينما نحبس هذه الصدقة عن الخروج إلى واقعنا المليء بضغوط الحياة. إن التجارب تثبت الأثر الحسن والفعّال لهذه الابتسامة حينما تسبق تصحيح الخطأ، وإنكار المنكر . جاء في ترجمة الموفق ابن قدامة رحمه الله ـ صاحب كتاب "المغني" ـ أنه كان لا يناظر أحداً إلا وهو يتبسم، حتى قال بعض الناس: هذا الشيخ يقتل خصمه بتبسمه. وبعد : فإن العابس لا يؤذي إلا نفسه، وهو ـ بعبوسه ـ يحرمها من الاستمتاع بهذه الحياة، بينما ترى صاحب الابتسامة دائماً في ربح وفرح. اطيب الاماني |
31-08-07, 11:27 PM | #22 |
أمــيــرة الــذوق
|
( 2 )
لله در الهدية!! محمد مسعد ياقوت * لله در الهدية! تلك الوسيلة التي تطفئ نيران الضغائن، وتحل أعقد الأزمات والمشكلات والنزاعات، فللهدية عظيم الأثر، وجسيم الخبر في استجلاب المحبة وإثبات المودة وإذهاب الضغائن وتأليف القلوب. وهي دليل على الحب، وبريد إلى القلب، وهي شعار التقدير، وعنوان التكريم، ولذلك فقد قبل النبي -صلى الله عليه وسلم- الهدية، ومنحها، وأقرها، وأخذها من المسلم والكافر، وقبلها من المرأة كما قبلها من الرجل، وحث النبي -صلى الله عليه وسلم- على التهادي، فبها تطيب القلوب وتذهب وحر الخصومة. الهدية سبيل الحب : نعم، الهدية سبيل الحب، وبساط الود، وأكسير الألفة، لقول نبي الرحمة -صلى الله عليه وسلم-: "تهادوا تحابوا" (البخاري). قال القرطبي : "فقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم-كان يقبل الهدية، وفيه الأسوة الحسنة، ومن فضل الهدية -مع اتباع السنة- أنها تزيل حزازات النفوس، وتكسب المهدي والمهدى إليه رنة في اللقاء والجلوس". وانظر إلى صنيع بلقيس! فقد كانت -بحق- عبقرية؛ عندما استخدمت سلاح الهدية؛ وأثره في تغيير النفوس، محاولة منها لاستقطاب أعظم ملوك الدنيا آنذاك، فقالت: (وَإِنّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) [النمل - 35]. قال قتادة: "يرحمها الله! أن كانت لعاقلة في إسلامها وشركها؛ قد علمت أن الهداية تقع موقعا من الناس!". ولهذا أُثر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-أنه قال: "إن الهدية تأخذ بالسمع والبصر والقلب" (ابن أبي الدنيا: مكارم الأخلاق 110). وقال: " تَهَادَواْ تَحَابُّوْا نِعْمَ مِفْتَاحُ الحَاجَةِ الهَديةُ" ( حسن) (الأمثال في الحديث 288). الصحابة والتابعون وهداياهم: وانظر وتأمل كيف كانت هدايا الصحابة والتابعين، كيف كانوا أذكياء عندما عاشوا معاني وقيم "الهدية" في حياتهم اليومية، وكيف أصبحنا أغبياء -عفواً- عندما ماتت فينا ومن بيننا ومن حولنا أخلاق "التهادي". * وأقبل سعيد بن العاص يوما يمشي وحده في المسجد، فقام إليه رجل من قريش، فمشى عن يمينه، فلما بلغا دار سعيد، التفت إليه سعيد؛ فقال: ما حاجتك قال: لا حاجة لي؛ رأيتك تمشي وحدك فوصلتك. فقال سعيد لجاريته: ماذا لنا عندك؟ قالت: ثلاثون ألفا. قال ادفعيها إليه * كان شريح إذا أهديت له هدية لم يرد الطبق إلا وعليه شيء. * وأهديت إلى إبراهيم بن أدهم هدية، فلم يكن عنده شيء يكافئه، فنزع فروه؛ فجعله في الطبق وبعث به إليه! ولا تَرد الهدية .. مهما كانت حقيرة: وإياك، إياك أن تستصغر الهدية مهما ضعفت، وتحتقر المنحة مهما صغرت، وتتكبر على الأعطية مهما حقًرت.. لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لو أهدي إلي كراع لقبلت ولو دعيت عليه لأجبت". (صحيح) و الكراع: من الدابة ما دون الكعب. يعني شيىء هين لا يذكر. وإذا رددت الهدية.. فبين سبب ردها فلوا أهدي إليك ما حُرم، أو ما لك فيه عذر لرده، فبين ذلك لصاحب الهدية، ووضح له الأمر بسماحة ولطافة مرفقة بابتسامة، جبرًا للخاطر. ففي الصحيحين من حديث الصعب بن جثامة -رضي الله عنه- أنه أهدى لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حمارا وحشيًا، وهو بالأبواء أو بودان، فرده عليه فلما رأى ما في وجهه قال: "أما إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم". واظفر قلوب هؤلاء .. بالهدية: 1- الأقربون أولى بالمعروف، وعلى رأسهم الآباء والأمهات. 2- من يختلف معك في الفكر أو المذهب.. 3- من يحرص على الإساءة إليك، أو التجريح فيك، أو النيل من عرضك. 4- من ترغب في هدايته إلى طريق الالتزام والتدين. 5- من ترغب في ضمه إلى العمل الجماعي الخيري أو التطوعي. كان هذا هو مجال الكلم، فبقي ميدان العمل، فقم، وانهض وطبق هذه السنة الميتة، فاحرص على الهدية و لوكانت رمزية، ولو سمحت بعد فراغك من قراءة هذه الصفحة .. قم بتوزيع شيء من الهدايا قدر استطاعتك على الأحباب والفقراء. |
31-08-07, 11:29 PM | #23 |
أمــيــرة الــذوق
|
( 3 )
كنت صفراً فكن ذا قيمة علي بن أحمد الشيخي هناك صفران يشغلان أول خانة في بعض الأعداد ، أحدهما يضاعف العدد إلى أضعاف كثيرة مثل الصفر الذي يأتي قبل العدد ( 1000 ) فعند إضافة الصفر يصبح هذا العدد ( 10000 ) إذ يتحول العدد من ألف إلى عشرة آلاف ، وهنا نجده قد تضاعف عشرة أضعاف ، وذا أضفنا صفراً آخر تحول العدد إلى ( 100000 ) مئة ألف ، وهنا تضاعف بالتالي أضعافاً كثيرة أيضاً . أما الصفر الآخر الذي لا يؤثر في زيادة قيمة العدد فوجوده مثل عدمه مثل الصفر الذي يأتي أمام الكسر العشري ( 0,1 ) ليصبح العدد ( 0,10 ) فهنا تحول مسماه من واحد من عشرة إلى عشرة من مئة لكن القيمة بقيت ثابتة لم تتغير ، ومثله لو أضفنا صفراً آخر لذلك الكسر لأصبح العدد ( 0,100 ) فهو يقرأ مئة من ألف لكن القيمة تبقى ثابتة كما كانت أولاً لم تتغير أيضاً . وأنت أيها العزيز هل تريد لو قدر لك أن كنت صفراً أن تكون صفراً مؤثراً في هذه الحياة بمعنى أن يكون لك أثر في الحياة ، فيدخل في رصيدك سمعة تفوح أريجاً وأجور كثيرة لم تعمل فيها ظاهرياً شيئاً ، لكنها في الحقيقة قد جاءتك من جراء تأثر في الآخرين بأقوالك الصائبة وسلوكك الحميد أو حتى بعمل من قام بتقليد من عمل بعملك حتى ولو بعد حين ، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء ولمن ضحى بإخلاص وسخاء في هذه الحياة ، فمثل هذا الصنف هو ممن يأمر بالمعروف على قدر استطاعته غير مبال بنقد الناقدين أو شماتة الشامتين ، وهو أيضاً لمن يقدم في مجال عمله عطاء مثمراً حتى ولو تخاذل المتخاذلون بل وحتى في حالة عدم تقدير جهوده من قبل رؤسائه ، لأن رسالتنا في هذه الحياة عمارة هذه الأرض ، ولأن الإنسان كما قيل : إذا لم يضف شيئاً على هذه الحياة فإنه زائد عليها . أما لو كنت من أصحاب الصفر غير المؤثر ممن لا يبالي بتأثيره الإيجابي في الحياة وممن لا يؤدي الواجب المناط به على الوجه المطلوب ولا يهتم بأن تكون أعماله في رضا الله سبحانه وتعالى ومن ثم رضا ضميره من منطلق أداء الواجب المناط به على أكمل وجه ، فهو كما يقال ( مع الخيل يا شقرا ) ، ومن أصحاب ( عليّ وعلى أعدائي ) فهو هنا مثل ذلك الصفر غير المؤثر ، بل وسيجني وبالاً في الدنيا يتمثل في هزيمة نفسية وعدم رضا عن الذات وقلة تقدير لقيمة نفسه في هذه الحياة وفي يوم القيامة سيجني ثمرة شر أعماله خيبة وحسرة وندامة. وإنني أعرف أشخاصاً كونوا لأنفسهم أمجاداً خالدة دون مجد مؤثل سابق ، حتى أصبحوا نجوماً لامعة في سماء الحياة ، ونعرف جميعاً إلى جانب ذلك أناساً كثيرين يمثلون أصفاراً في هذه الحياة سودت أوراق الحياة دون أن يكون لهم أدنى قيمة فيها. فاحرص يا رعاك الله لو قدر لك أن كنت صفراً في هذه الحياة أن تكون ذا قيمة . علي بن أحمد الشيخي مشرف المقررات المدرسية بتعليم القنفذة وطالب دكتوراه في علم النفس التربوي |
31-08-07, 11:31 PM | #24 |
أمــيــرة الــذوق
|
( 4 ) الثقة بالنفس مطلب محمد بن سعد ال عوشن يصاب البعض أحيانا ببلوى فقد الثقة في أنفسهم والشعور بالنقص، فيظن المرء بنفسه سوءا، ويشعر أنه بقدراته ومعلوماته وخبرته غير مؤهل لتحمل المسؤوليات المهمة والأعمال ذات الجدوى والنفع الكبيرين . وقد يأتي هذا الشعور للمرء بعد البدء في مشاريعه ورؤية بوارق النجاح، فإذا به يلتفت إلى نفسه متسائلاً : ( هل أنا قادر على ما أنا مقبل عليه؟) وهو يسأل نفسه هذا السؤال الممزوج بالشك وعدم الثقة .. فإذا بالسؤال يرمي به في أول الطريق، ويعيده إلى نقطة الصفر ويكون كمن نقض غزله من بعد قوة أنكاثاً .. والحقيقة أن النفس إنما تتكون خبرتها وتتقد عزيمتها ويصلب عودها من ممارسة الأمور الهامة والصعبة، وتكتسب من ممارسة المشاريع الضخمة، والأعمال الكبيرة أضعاف ما تكتسبه من مهارات في الأعمال المعتادة التي يقوم بها الكثير من الناس دون مشقة أو اهتمام يذكر. ولذا فإن من كان ذا همة وطموح عاليين يستشعر موقف أولي العزم من الرسل ومن تبعهم من أصحابهم في إقدامهم على المهام الكبيرة دون وجل، ودون محادثة النفس بأنها عاجزة أو غير مؤهلة .. ولعل من المسببات لفقد الثقة هذا ما تربى عليه الواحد منا في صغره من تربية مجتمعية شاملة تحذر من المغامرة، وتوصيه بلزوم طريق الأمان، والابتعاد عن المخاطرة، ولزوم طريق الأباء والأجداد دون محاولة إضافة الجديد .. ومن مسبباتها : مشاورة الجبناء الذين يحثون المرء دائما على لزوم الدعة والسكينة والخمول ! ومن مسبباتها : الخوف من النقد، وإعطاءه حجماً اكبر مما هو عليه . وهذه المسببات أوجدت لنا جيلاً مقلدا يصلح أن يكون متبوعا لا أن يكون تابعاً، في الوقت الذي تشتكي فيه الأمة من بلوى كثرة الغثاء، وانتظار الرجل الذي يعدل ألفاً . والناس ألف منهم كواحد * وواحد كالألف إن أمر عنا أما المترددون الذين يقدمون رجلا ويؤخرون أخرى فهم ليسوا رجال النصر وقادته .. فالأمل فيهم - كما يقول عنهم صاحب المسؤولية - ضعيف، لأن المهام العظيمة تحتاج إلى رجال (الفطرة) وليس إلى رجال (القلة) والذين اعتاد الواحد منهم أن يشعر في مضمار العمل بالخوف والتهيب، والذي يصعب عليه جداً الإقدام على أمر عظيم، ذاك إنسان قد تعود أسوأ العادات، وقيد بأردأ القيود التي تحول بينه وبين الاستفادة مما وهبه الله من قوى وطاقات. آمل أن نكون من أصحاب الهمم العالية والأعمال والمشاريع الكبيرة .. وما ذلك على الله بعزيز . وإلى لقاء محمد بن سعد بن عوشن رئيس قسم إنتاج الوسائط التربوية بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض |
31-08-07, 11:33 PM | #25 |
أمــيــرة الــذوق
|
( 5 ) تخلص من إخفاقات الماضي مبارك عامر بقنه قد يتخذ المرء في الماضي قرارات واختيارات خاطئة ويبقى أثرها ملازم له ترافقه في دربه. وقد لا يشعر بخطأ هذه القرارات والاختيارات إلا بعد مضي فترة من الزمن. فما موقفنا من هذه الاختيارات الخاطئة، هل نظل نندب حظنا العاثر ونعيش في حالة ندم وهم وشتم للظروف التي أحاطت بنا أم إننا نتجاوز ذلك ولا نبالي؟ وأيّاً ما كان الأمر، فطبيعي جداً إن الإنسان يتخذ قرارات خاطئة وخصوصاً في بداية حياته، وأسباب ذلك كثيرة فصغر السن وقلة التجربة والعلم والبيئة التي عاش فيها والصحبة التي رافقها كلها تؤثر سلباً أو إيجاباً في اتخاذ القرار. ولهذا يتأخر اكتشاف معرفتنا لهذا القرار هل كان القرار يتناسب مع طموحاتنا وآمالنا أم لا. وليس من الطبيعي أن يعيش المرء في حالة إحباط وضيق بسبب هذه الاختيارات الماضية، فالله قدر لك أن تختار هذا الأمر وأن تسلك هذا الطريق وقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف . وفي كل خير . احرص على ما ينفعك واستعن بالله . ولا تعجز . وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا . ولكن قل : قدر الله . وما شاء فعل . فإن لو تفتح عمل الشيطان" فاللوم لا ينفع في أمر قد مضى وانقضى. ومهما يكن من شيء، فالمرء قد يجعل من إخفاقات الماضي وأخطائه نقطة انطلاقة لتحقيق النجاح، فالنجاح لا يعرف عمراً معيناً، والإنسان لا يتوقف عند مرحلة عمرية معينة؛ بل هو في حالة عطاء وعمل وكفاح مادام يملك أدوات العمل والعطاء، والمرء قد يحقق نجاحات في بداية حياته ثم تقف هذه النجاحات عند نقطة والعكس فقد يخفق المرء في بداية حياته ثم ما يلبث إلا وينهض وينجز نجاحات متتالية. ولتجاوز حالات إحباط الماضي وقلقه يمكن للمرء أن ينظر لذلك وفق التالي: أولاً: ابتعد عن العاطفة وكن موضوعياً: نعلم أن الخطأ طبيعة بشرية لا يمكن التخلص منه مطلقاً؛ فالنقص من الصفات اللازمة لنا والكمال المطلق من صفات الله عز وجل، وفق هذه النظرة يجب أن تكون نظرتنا للخطأ والفشل بإنها دروس نكتسب منها تجارب وخبرات تقربنا إلى أهدافنا. ومعظم الناس لا ينظرون إلى الخطأ بطريقة مجردة أو بمعنى آخر بطريقة تحليلية، فلو أخطاء شخص في جزئية معينة، فإنه يعمم الخطأ والإخفاق على بقية الأجزاء. والأشد من ذلك أن يتجه الخطأ إلى الشخصية، فيأخذ الإخفاق على أنه نقص في الشخصية، ولهذا مهم جداً أن تنظر إلى الخطأ بصورة موضوعية (كسبب ونتيجة) فإذا أخطاءنا في مسألة لا يعني نقص في شخصيتنا أو أن حظنا عاثر؛ بل إننا لم نسلك الطريق الصحيح، ولم نتبع السبب المناسب كما قال الله تعالى :"فاتبع سببا" فالأمور لا تؤخذ غلابا وإنما تؤخذ بإتباع الطرق الصحيحة. وأحياناً يستحوذ علينا التفكير العاطفي ونبتعد عن الموضوعية في تعاملنا مع ماضينا؛ فنعيش في حالة كئيبة وندم مقلق. فالتفكير العاطفي ينسينا أن هذا أمر مقدر علينا، والتفكير العاطفي يمنعنا أن نتخذ خطوات إيجابية ندفع القدر بقدر فننظر إلى سبب ذلك ونتجه إلى عمل آخر يقودنا إلى تحقيق نجاح جديد، والتفكير العاطفي يقودنا إلى الضجر والصخب ونفقد حالة التوازن الفكري والنفسي وننسحب عن الواقع ونعيش في خيالات وأوهام. لنكن أكثر واقعية ونعيش مع واقعنا ولا نجعل ماضينا حاضرنا فنخسر الحاضر كما خسرنا بعض ماضينا. ثانياً: انظر إلى الجانب المضيء: علينا التخلص من النظرة الجزئية كي نتصور الأشياء كما هي أو قريب من ذلك. فكل إخفاق أو فشل يحمل في طياته جانب مضيء، ولكن علينا أن ننظر ما تحت السطح لنرى ذلك الجانب، لنبتعد عن تحطيم ذواتنا ولومها وتوبيخها ولنبحث عن الجوانب الإيجابية في عملنا السابق، لا شك أننا حققنا إيجابيات كثيرة ولكننا لا ندرك هذه الإيجابيات أو إننا حصرنا الإيجابيات في قضايا معينة، ولهذا لابد أن ندرك أن كل عمل صالح هو عمل مضيء. وكل محاولة للنجاح والتقدم هو عمل مضيء، فلا نجعل الإشراقات والإضاءات عند نقطة معينة . النظر إلى الجانب الإيجابي يمنحك نوعاً من التفاؤل وتندفع النفس إلى مزيد من العمل والعطاء وتكون قادراً على إيجاد نظرة متوازنة تستطيع أن تقيم فيها أعمالك. انظر مثلاً لحاطب بن بلتعة عندما كتب بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين من أهل مكة، يخبرهم بشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسيره لجهادهم، ليتخذ بذلك يداً عندهم، تحمي أهله، وماله بمكة، فنزل الوحي بخبره، وعمل حاطب رضي الله عنه خطير حتى وصفه عمر رضي الله عنه بالنفاق فقال لرسول الله:" دعني أضرب عنق هذا المنافق " ولكن رسول الله نظر إلى الجانب المضيء في حياة الصحابي الكريم فهو قد هاجر إلى الله ورسوله، وجاهد في سبيله، فسأله رسول الله :"ما هذا؟" فقال : يا رسول الله، إني لم أكفر بعد إيماني، ولم أفعل هذا رغبة عن الإسلام، وإنما أردت أن تكون لي عند القوم يد، أحمي بها أهلي، ومالي، فقال صلى الله عليه وسلم : " صدقكم، خلوا سبيله " وقال لعمر: "وما يدريك، أن الله اطلع على أهل بدر، فقال : اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم " وأنزل الله في ذلك، صدر سورة الممتحنة. فهناك في أعمالنا مهما بلغت من السوء جوانب فيها إشراق تمدنا بأمل وتخفف عنا وطئة الإخفاق فلا ننس هذه الجوانب المشرقة في ماضينا وهي لا شك كثيرة ولكنها تحتاج منا قليل من التأمل. ثالثاً: عش لحظاتك الآنية: الماضي ذهب وما فيه من آلام وأحزان فهل نذهب بقية عمرنا حزناً وحسرة حاملين مشاعر سلبية أم إننا نستبدل الحزن بفرح والهم بسعادة ؟ إننا لكي ننجز ونستأنف حياة سعيدة نستطيع نحقق فيها طموحاتنا فعلينا أن نتخلص من سلبيات الماضي ونقذف آثاره السيئة خارج حياتنا، فالعمر قصير ومن المؤسف ـ حقاً ـ أن نجعله ينحصر في مآسي الماضي وإخفاقاته. لنعش لحظاتنا ـ وكأننا ولدنا الساعة ـ كلها تفاؤل وأمل بأن نبني مستقبلاً مشرقاً مليء بالنجاحات والإنجازات، فالنجاح لا يمكن أن نحصره في شكل معين بل هو متعدد الوجوه والأشكال فكل خير تفعله في حياتك هو إنجاز رائع يستحق أن تفتخر وتشيد به. لا تجعل الماضي يأسرك، ولا المستقبل يقلقلك ويخوفك واستمتع بلحظات حياتك التي تعيشها الآن فأنت ابن اللحظة، وصدق الشاعر في قوله: ما مضى فات والمؤمل غيبُ *** ولك الساعة التي أنت فيها وقول الآخر: تمتع بالصبح ما دمت فيه *** ولا تخف أن يزول حتى يزول لا تدع اليأس ينفذ إلى قلبك فنحن أحيانا نصنع معاناتنا بأيدينا وندمر أنفسنا بجهالتنا وضعف إيماننا. ولنطوي صفحة الماضي فالعيش فيه ـ كثيراً ـ لا يجدي شيئا، فما كان فيه من آثام نستغفر الله منها وما كان فيه من خير فنرجو أن يتقبل الله ذلك الخير ولنعش لحظتنا فإننا لا ندري قد لا ندرك الساعة التي بعدها. والله المستعان. |
31-08-07, 11:41 PM | #26 |
أمــيــرة الــذوق
|
س .. سئل الشيخ ابن تيميه رحمه الله - هل يتناسل أهل الجنة ؟ . " والولدان " هل هم ولدان أهل الجنة ؟ وما حكم الأولاد وأرواح أهل الجنة والنار إذا خرجت من الجسد هل تكون في الجنة تنعم ؟ أم تكون في مكان مخصوص إلى حيث يبعث الله الجسد ؟ وما حكم ولد الزنا إذا مات يكون من أهل الأعراف أو في الجنة ؟ وما الصحيح في أولاد المشركين هل هم من أهل النار أو من أهل الجنة ؟ وهل تسمى الأيام في الآخرة كما تسمى في الدنيا مثل السبت والأحد . ج .. فأجاب : - " الولدان " الذين يطوفون على أهل الجنة خلق من خلق الجنة ; ليسوا بأبناء أهل الدنيا بل أبناء أهل الدنيا إذا دخلوا الجنة يكمل خلقهم كأهل الجنة على صورة آدم أبناء ثلاث وثلاثين سنة في طول ستين ذراعا . وقد روي أيضا أن العرض سبعة أذرع . وأرواح المؤمنين في الجنة وأرواح الكافرين في النار ; تنعم أرواح المؤمنين وتعذب أرواح الكافرين إلى أن تعاد إلى الأبدان . [ ص: 312 ] و " ولد الزنا " إن آمن وعمل صالحا دخل الجنة وإلا جوزي بعمله كما يجازى غيره والجزاء على الأعمال ; لا على النسب وإنما يذم ولد الزنا لأنه مظنة أن يعمل عملا خبيثا كما يقع كثيرا . كما تحمد الأنساب الفاضلة لأنها مظنة عمل الخير ; فأما إذا ظهر العمل فالجزاء عليه وأكرم الخلق عند الله أتقاهم . وأما " أولاد المشركين " فأصح الأجوبة فيهم جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين " { ما من مولود إلا يولد على الفطرة } " الحديث { قيل يا رسول الله أرأيت من يموت من أطفال المشركين وهو صغير ؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين } " فلا يحكم على معين منهم لا بجنة ولا بنار . ويروى " { أنهم يوم القيامة يمتحنون في عرصات القيامة فمن أطاع الله حينئذ دخل الجنة ومن عصى دخل النار } " . ودلت الأحاديث الصحيحة أن بعضهم في الجنة وبعضهم في النار . والجنة ليس فيها شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار لكن تعرف البكرة والعشية بنور يظهر من قبل العرش والله أعلم . |
31-08-07, 11:57 PM | #27 |
أمــيــرة الــذوق
|
(6 ) الأخلاق وصلتها بالعبادات الحمد الله عالمِ كلِّ نجوى وكاشفِ كلِّ بلوى ، له الحمد في الآخرة الأولى وإليه المرجِعُ والمآل ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد المصطفى المختار وعلى آله وصحابته الأطهار ، أما بعد .... سلام الله تعالى ورحمته وبركاته عليكم .. للإنسان أيا كان جنسه أو لونه رغبة شديدة في نيلِ السّعادة والعيش في أكنافها ، ومِن المعلوم جَزمًا أنّ السعادة لا تُدرك بالمنصِب والجاه ، ولا تُنال بالشّهوات ومُتَع الحياة ، ولا بِجمال المظهَر ورقيق اللّباس ، نعم .. لا تُنال السّعادة إلا بلباسِ التّقوى ورِداء الخُلُق الحسن ، وما من أمّة نهضت وحضارة ازدَهرت إلا بفضل الله ثم بفضل أبنائِها الذين ملكوا نفوسًا قويّة وعزائمَ مضّاءة وهِممًا عالية وأخلاقًا زاكية وسِيَرًا فاضلة ، وما سُمع عن أمة من الأمم في يوم من الأيام أنها سعُدت بكثرةِ أموالها وجمَال بنيانها .. أبدا ، إنما كانت سعادتها وعزها في رجالها الذين تثقّفت عقولهم وحسُنت أخلاقهم وصحّت عقائدُهم واستقامت تربيّتهم واستنارت بصائرُهم ، فكانوا بحق رجالَ الأخلاقِ والقوّة ومصدرَ العزّة والكرامة للأمة.. أيها الأحبة الكرام : الأخلاق حُلَّة تقصُر دونها الحُلَل ، وسِتر لا يُغني عنه سِتر ، وهل افترق الإنسان عن حيوان الغابِ وسِباع الدواب إلا بالأخلاق ؟! نعم .. تلك هي الأخلاقُ التي تمتزِج بتصرّفات الإنسان كلِّها ، في سلوكه جميعِه وأحواله كلِّها ، في جدِّه وهزلهِ ، في فرَحه وحزنِه ، في خطئِه وصوابِه ، في سفره وحضره ، في سَخَطه ورضاه ، والإيمان والتقوى والصلاحُ والأخلاق عناصرُ متلازمةٌ متماسِكة لا يمكِن الفصل بينها ، ولذلك فلا يتمارى اثنان ولا يتجادل عاقلان في كيفية هذا التلازم والتلاحُم بين السّلوك والأخلاق من جهة والاعتقاد والإيمَان والتقوى من جهة أخرى ، لمه ..؟ لأن السّلوك الظّاهر مرتبطٌ بالاعتقاد الباطِن ، والانحراف الواقع في السّلوك والأخلاق ناشئٌ عن نقصٍ وخلل في الإيمان والباطن ، وكثيرا ما يرد في الكتاب والسنة الجمع بين تقوى الله عز وجل والإيمان وبين السلوك حسن الخلق ، فتقوى الله والإيمان شجرة وحسن الخلق ثمرة ، وهما أساس وهو بناء ، وهما سر وهو علانية ، وحيث انتفى حسن الخلق انتفت التقوى ونقص الإيمان ، يقول شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله مقررا هذا المبدأ " إذا نقصَت الأعمال الظاهرةُ والباطنة كان ذلك لنقصِ ما في القلب من الإيمان ، فلا يُتصوَّر مع كمال الإيمانِ الواجبِ الذي في القلب أن تُعدَم الأعمال الظاهرة الواجبة ، بل يلزم من وجودِ هذا كاملاً وجودُ هذا كاملاً ، كما يلزم من نقصِ هذا نقصُ هذا " وقال رحمه الله " فما يظهَر على البدنِ من الأقوالِ والأعمالِ هو موجَب ما في القلبِ ولازمُه " وكثيرا ما يذكر الله تعالى المتقين في كتابه فيصفهم بأحسن الأخلاق وأنهم أهل البر والإحسان ، ويبرئ ساحتهم من النفاق وسيء الأخلاق ، وكان كثيراً ما يجمع بينهما في وصاياه وهاهو يوصى معاذاً رضي الله عنه فيقول " اعبد الله ولا تشرك به شيئا " قال : زدني يا رسول الله ، قال " استقم ولتحسّن خلقك " وقال لأبي ذر " أوصيك بتقوى الله في سرك وعلانيتك ، وإذا أسأت فأحسن " وسئل ما أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ قال " تقوى الله وحسن الخلق " وقال لأبي ذر " اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن " وسئل عن أكرم الناس فقال " أتقاهم للرب وأوصلهم للرحم وآمرُهم بالمعروف ، وأنهاهم عن المنكر " وقال " أحسنُ الناسِ إسلامًا وإيمانًا أحسنُهم خلقًا " أيها الأخوة الكرام .. أيتها الأخوات العفيفات .. وإذا تأملنا في عبادات الإسلام الكبرى وأركانه العظمى ، عجبنا من تلك الأواصِر العظيمة التي تجمع الخلُق والدّين والعبادةِ والأدب ، فالصّلاة مثلا تنهى عن الفحشاءِ والمنكر ، والزّكاة صدقةٌ تطهِّر المسلمَ وتزكّيه وفي الصيام " من لم يدع قولَ الزور والعمل به والجهلَ فليس لله حاجةٌ في أن يدَع طعامه وشرابَه " والحجّ أشهر معلومات " فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ " وفي حق الجار " والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن مَن لا يأمَن جاره بوائقَه " " ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرِم ضيفَه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقُل خيرًا أو ليصمت " " والحياء شعبة من الإيمان " وأخيرا .. إذا لم يكن لك من عبادتِك ما يزكّي قلبك ويطهِّر نفسَك ويهذّب سلوكك ويُحسِّن خلقك وينظّم صلتَك بالله وبالنّاس فلتحاسِب نفسَك حتى لا تكونَ من المفلسين ، ولتتعرف على أخلاقك بالنّظر في أحولك ، في غضبِك وإذا خلوت وإذا احتاجت وإذا استغنيت وإذا قَدُرَت وإذا عجزت ، حتى تأخذ من الأخلاق أحسنها ، وتلتمس أكرمها ، فتنال فضلها وخيرها . . |
|
|