قبل نحو 30 عاماً تقدم حسن العمري للعمل في قطاع حكومي في الرياض، وبعد فترة هجر العمل ليلتحق بوظيفة حكومية أخرى في جدة، استمر فيها إلى أن تقاعد، لتبدأ معاناته حين بدأ في معاملة صرف حقوقه، إذ اكتشف أن الوظيفة الحكومية الأولى لم تكمل الإجراءات الرسمية في إسقاط اسمه وأبقته في سجلاتها طوال تلك السنوات، مع صرف رواتبه دون علمه وهو لا يستلم منها قرشاً واحداً. ورغم انتظاره صرف راتبه التقاعدي منذ أربع سنوات، رفض مكتب الضمان الاجتماعي في محافظة جدة استقباله لعدم استيفاء شروط الحصول على إعانة، وأمام هذه الظروف تخلت عنه زوجته وتركت مهمة تربية أبنائه الخمسة له، ما زاد من معاناته ووضعه في مأزق اجتماعي حرج أجبره على قطع دراسة الأبناء لعجزه عن تأمين مصروفاتهم الدراسية.
يقول العمري ذو الـ50 عاماً إن إجراءات تصحيح الوضع مستمرة «لا زلت أبحث عن حل لكن الأمور تزداد تعقيداً فالجهة الحكومية الأولى تطالبني باسترداد مبالغ لم أستلمها أصلا والضمان يرفض إدراجي في خانة المستحقين».
يعيش العمري الآن مع أبنائه الخمسة مكتفين بوجبة غذائية واحدة في اليوم «توجهت إلى الجمعيات الخيرية وطلبت مساعدتي لتجاوز الظرف القاهر فلم أجد إلا الوعود».
من جهته أكد مصدر مطلع في الضمان الاجتماعي في منطقة مكة المكرمة أن الشروط لا تنطبق على العمري لأنه لا يحمل بطاقة التقاعد التي تمكنه من الحصول على إعانة حسب الاشتراطات المعتمدة من الوزارة.