والده أغمي عليه 5 ساعات .. وأمه تقطع 20 كم لإنقاذه
سـعـد .. تـأخـر لأداء الاخـتـبـار فـابـتـلـعــه الـسـيـل
متابعة ـ جدة: لم يكن عبد الله الدمامي يعلم أن تأخير ابنه طالب الثانوية "سعد" في الاختبارات في مدرسته، سيقوده إلى الموت غرقا في سيول جدة.
ووفقا لتقرير أعده الزميل حسين هزازي ونشرته "عكاظ"، روى عبد الله الدمامي ماسأة غرق ابنه "أوصلت أبنائي من مدارسهم إلى المنزل في حي السامر، وبسبب تأخر سعد في امتحانه في المدرسة التي تقع في حي البغدادية قررت العودة إليه لاحقا، وتلقيت اتصالا منه أخبرني أنه أنهى اختباره وينتظرني، فقررت التوجه إليه، وكانت السماء تمطر بشكل بسيط، وشيئا فشيئا زاد المطر فقررت الإسراع بالعودة، أخذته من المدرسة في حي البغدادية، إلى جسر أم الخير، وبسبب زيادة الأمطار وارتفاع منسوب المياه لم أستطع مواصلة السير في هذا الطريق، فقررت العودة إلى طريق المدينة المنورة، وبعد وصولي إليه حاصرتنا المياه وأجبرتنا على الاتجاه إلى حي الحمراء، ثم إلى طريق الملك، وازداد الموقف سوءا حتى وجدت نفسي مع ابني أمام أمانة جدة، وقررت مواصلة مشواري لطريق جسر البلد والدخول إلى منطقة الجنوب، والبحث عن مخرج، ولم أكن أعلم أنني أتوجه إلى حتف ابني وغرقي معه".
وفي هذه الأثناء أجرى "سعد" اتصالا بوالدته وطمأنها على حالنا وأننا سنجد طريقا للعودة، وبعد أن أنهى الاتصال فوجئنا بكمية كبيرة من المياه تحاصرنا وتقذف بنا مع سيارتنا ولم أستطع المقاومة، وفقدت السيطرة وأغمي علينا وسط المياه دون أن أستطيع التحكم بالمقود.
وبعد خمس ساعات استيقظت من الغيبوبة التي لازمتني طوال تلك الفترة، لأجد نفسي مغطى مع ابني وملقى على الطريق بجوار النقل الجماعي في جنوب جدة، ولا أعلم كيف وصلت إلى هذا المكان، وشاهدت عددا من المتجمهرين أمامي، وقررت إسعاف ابني بنقله إلى مستشفى الجامعة بسيارتي المكسرة، وغامرت حتى وصلت، وهناك أخبروني أنه توفي وعلي المكوث في المستشفى لتلقي العلاج، فرفضت وقررت المغامرة للمرة الثالثة والذهاب إلى المنزل لأطمئن على أسرتي، وفعلا وصلت إلى أسرتي بعد مشقة جديدة.
من جانبها، قالت أم سعد إنها لم تكن تعلم أن مدرسة ابنها في حي البغدادية التي رفضت إدارة التعليم نقله منها، ستكون سببا في غرقه في كارثة سيول جدة.
وأضافت: تلقيت اتصالا من شخص أخبرني أن زوجي وولدي غرقا أمام النقل الجماعي جنوب جدة، ولا يوجد إسعاف أو منقذ لهم وعلي سرعة التصرف، فقررت التوجه إلى هناك مشيا على قدمي نحو 20 كيلومترا، بعد أن فشلت في إيجاد من ينقلني إلى ذلك المكان في تلك الظروف السيئة، وتابعت السير مشيا رغم كبر سني وضعفي من حي السامر حتى بني مالك، وتوسلت خلال الطريق للمارة لإنقاذ ابني دون فائدة، وتوسلت لطوارئ الهلال الأحمر والدفاع المدني هاتفيا لإنقاذه دون فائدة أيضا فالكل مشغول، ووقفت حائرة دون أن أستطيع عمل شيء.
المصدر الخبر من عكاظ
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0131397898.htm