روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
29-11-10, 08:01 AM | #1 |
من راقب الناس مات هما ً
.
. من راقب الناس مات هما قول يردده الناس دائما ً زاعمين ترفعهم عن هذه الخصلة ، اقرأها كثيرا ً على الزجاج الخلفي لسيارات الأجرة ربما أو تحت زجاج الطاولة في بعض المحلات ولطالما كتبناها حين كنا طالبات في المدرسة وسط اللوح وبخط كبير قبل أن يبدأ الإمتحان وتدخل المراقبة .. قررت في الأمس أن أخرج خصيصا ً لأراقب الناس لمرة واحدة فقط و مراقبة بريئة لا تصل بي إلى أن أموت هما ً ، كنت أشعر اليوم بضيق سببه ضغط العمل الهائل والملل الشديد الذي ظننته أقرب لأني يميتني من أي شيء آخر .. عند المغرب بدلت ثيابي وحملت في جيبي هاتفي الجوال ونقود قليلة فقط وخرجت لأبدأ جولة المراقبة الميدانية .. وقع نظري فور خروجي من المدخل على حديقة الجيران ، هنا قبل يومين انتهت حياة شاب في مقتبل العمر ، سمعنا وقتها صوت سيارة الإسعاف وسيارة الشرطة وشاهدنا حركة غير معتادة في الشارع وعرفنا فيما بعد أن إبن جيراننا الشاب الذي يسكن في العمارة المقابلة قد انتحر برمي نفسه من الشرفة في الوقت الذي كان فيه أهله في حفل زفاف أخيه !! وما أسرع ما نسجت عشرات السيناريوهات ذات الحبكة الركيكة أحيانا ً والمتينة أحياناً أخرى لم يعرف أحد صدقها من كذبها .. تابعت مسيري باحثة عن شيء جديد ألاحظه في هذا المكان ، لمحت من بعيد الصبية التي تعمل في صالون التجميل المجاور في كامل زينتها تعدّل ثيابها وتسريحة شعرها وتستعد للدخول إلى محل السوبر ماركت وكأنها ستدخل إلى مقابلة عمل ، ضحكت في سري وأنا أقول ( ما حدا كاشفها غيري ) لم أكن مرة في الصالون إلا وسمعتها تتحجج بحجة ما كي تذهب إلى هناك ، صرافة ألف ، بن ، سكر ، دخان لإحدى الزبونات ، مثبت شعر وغيرها ، والغاية كما يتكشف لي هي رؤية " برّو" الذي يعمل محاسبا ً فترة بعد الظهر .. يبدو أني أراقبها حتى دون أن أنوي .. غريب !! قطعت مسافة طويلة دون أن ألاحظ شيئا ًغير معتاد ، أشخاص يسيرون و سيارات تمر ، خطرت ببالي فكرة وهي أن "أحشك" نفسي في مجتمع مصغر اسمه الميكرو ، أشعر بالفعل ان الميكرو مجتمع مصغر ، شريحة عشوائية ترى فيها مختلف الأصناف من الناس ، نساء ورجال كبار وصغار فقراء وميسورين طلبة جامعات وعمال وموظفين .. المهم ان هذا المكان محفز للحواس ومسلٍ وأظن فكرة الركوب (ذهاب وإياب إلى تحت الجسر) لا بأس بها .. عشر ليرات وماكانت !! أوقفت اول سرفيس مر من أمامي وبدأت الرحلة ، وبعد ان تحرك بقليل وبدأ يزيد من سرعته بشكل كبير " ع الصاجة" كما يقولون فاجأنا بتوقف سريع قبالة سيارة صغيرة حمراء تقودها سيدة ، وبعد زمور طويل وكلمتين مؤدبتين مهذبتين ، نظر إليها ثم قال : ( لكان ،، حرمة أخي حرمة .. النسوان صاروا بدهن يسوقوا ليش من ايمتى النسوان بتعرف تسوق ) .. ودار الحديث بحماسة بينه وبين الشخص الجالس إلى جانبه عن تجاربهم مع قيادة النساء للسيارت وكم من الحوداث أوشكت أن تقع بسببهن وكيف أنهم أصبحوا يعرفون حال رأوا سيارة تعرقل السير أن سيدة هناك وراء مقودها .. مع أني على ثقة أن أقل سيدة مهارة في القيادة قد تكون أحرص و أكثر التزاما ً بالنظام وباستخدام الإشارات و بخط السير وقواعد القيادة أكثر من غالبية سائقي السرافيس من شاكلة أخونا .. في المقعد الذي خلفي أسمع سيدتين ركبتا مؤخرا ًتتحدثان بصوت كصوت النحل ( خمسة ، خمسة وعشرين ، لاء عشرة ، لاء لاء كانوا عشرة وخمسة ، صدقيني خمسة وعشرين ) .. تربت واحدة منهن على كتفي ، فالتفت إليها : نعم .. قالت لي أنها أخطأت في حساب السائق وأعطته خمسة فقط بدلا ًعن الخمسة وعشرين وأعطتني خمسة أخرى لأوصلها لها .. قال السائق أن الحساب "خالص" وكامل وربما هي المخطئة .. وقضينا ودون مبالغة ثلاثة أرباع الطريق أنا والركاب نسمع حديثهما من جديد ( لاء خمسة وعشرين ، معناها عطيت الخمسة لشوفير التكسي بالغلط ؟؟ لاء شفتك عطيتيه عشرة دوري على الخمسة وعشرين التانية .... الخ الخ الخ ) لا اعرف لماذا تذكرت العبارة الشهيرة التي لا تزال عالقة في ذهني من أيام برامج الأطفال : خمسة عشر رجلا ً ماتوا من أجل صندوووق .. في لحظة صمت لم يسمع فيها إلا صوت العجلات على الإسفلت .. ( طق ) التفت الجميع إلى مصدر الصوت ليشاهدوا المرأة التي تجلس على المقعد المعاكس جانب الباب تلف بلسانها بالونا ًمن العلكة تدلى على شفتها ، وبقيت تنظر خارجا ً من الشباك دون ان تأبه لأحد .. كان شكلها غريباً ، ترتدي ثيابا ً غير متناسقة الألوان وكان من الواضح أنها لم تسرح شعرها وربما خرجت على عجل منتعلة حذاء مفتوحا ً تظهر منه أصابع مهترئة لا تليق بحذاء صيفي .. كانت في أواخر الثلاثينات من العمر كما كان يبدو لي وبدت وكأنها تفكر بشيء ما بشكل عميق حيث لم تغير اتجاه نظرها منذ أن ركبت .. ( طق) من جديد ، وبالون آخر تلاه آخر وآخر ... يال الإزعاج وقلة الذوق .. وصلنا إلى جسر الرئيس ، وكانت الساعة التي يصبح فيها موقفا ً للناس لا للحافلات .. رؤوس كثيرة لأشخاص سرعان ما تراهم يتحركون معا ً كموجة بشرية باتجاه ضوئين يدلان على وصول إحدى الحافلات .. نزل الجميع ، قمت فأعطيت السائق خمسة أخرى واخترت مكانا ً آخرا ًلأراقب الأوضاع من زاوية أخرى ..في أقل من عشر ثوان ٍ كانت الحافلة الصغيرة قد امتلأت بالركاب بل وجلس واحد منهم فوق العجلة .. وبدأ جمع الخمسات .. جلس أمامي على الكرسي المعاكس شاب صغير عمره حوالي 18 او 19 عاما ً يضع في أذنيه السماعات وجلست إلى جانبي فتاة جميلة من نفس العمر تقريبا ً، ودون حاجة إلى الكثير من المراقبة بدا من الواضح طوال طريق العودة أنه يحاول لفت نظرها .. أخرج الجوال من جيبه واتصل باحدهم قائلا ً له : (( مرحبا .. كيفك ،، شو بدي أسألك ؟؟ عنا بكرة برمجة ؟؟ ايوه ، يعني بكرة مافي برمجة .. لكان ايمتى محاضرة البرمجة ؟؟ )) وكم كانت طريقة مفضوحة ومضحكة ليجعلها تبرمج نفسها على أنه طالب معلوماتية .. وعاد بعدها ليضع سماعاته في أذنيه ويرفع الصوت إلى الحد الأقصى حتى يظهر الصوت إلى الخارج وتعرف فتاته الجميلة أنه يستمع إلى موسيقى أجنبية صاخبة .. وبصراحة لم أتمكن ان أخفي ابتسامة وأنا أرى مدى انزاعجه من حدة الصوت وهو يرف بعينيه بحركات غير ارادية عند كل ضربة جاز تضرب في أذنه .... لكن لا بأس ..... في الطريق، نزلت سيدة تجلس قبالتي على الشباك وصعد مكانها شاب يبدو من مظهره أنه متعب ، رمى بنفسه على المقعد ودون أن يكترث لي دفع الشباك وفتحه كاملا ًمن جهته واضعا ًمرفقه على حافة الشباك ومسندا ً رأسه إلى الخلف غط بعدها في غفوة كدت أثناءها أغط في إغماءة ناجمة عن الهواء الذي يصلني محملا ًبرائحة مقززة نتيجة مروره قبلا ًفي كم قميصه النايلون المشجّر .. أدرت وجهي للإتجاه الآخر وأنا احمد ربي أني قاربت على الوصول إلى الموقف ، وانا أقول ذلك لمحت الفتاة التي تجلس على الطرف الآخر من المقعد المعاكس .. وجهها ليس غريبا ً علي ّ، تذكرت بعد قليل أنها زميلة قديمة كانت معي في الحادي عشر أو البكالوريا .. تغيرت كثيرا ً وحسنت الكثير في مظهرها بعد أن كانت "حسن صبي" .. مثّلت إني لم أراها وتجاهلت الأمر -رغم أنها ليست عادتي - ولكن ليس هناك من مجال للحديث عن بعد ومن جهة أخرى ولا أشعر برغبة باصطناع البهجة والشوق والسعادة لرؤيتها .. كنت قد وصلت تقريبا ًإلى الموقف الذي سأنزل فيه ، واخترت على الفور حلا ًوسطا ًوهو أن أبتسم لها وأنا أنزل ويكون هناك ثلاث احتمالات : 1- تتذكرني وتقدّر أني لم أتمكن من محادثتها لأني سأنزل. 2- لا تتذكرني وتعتبر أن في عقلي خلل من نوع ما 3- لا تتذكرني واعتبر أنا أن تبسمك في وجه أخيك صدقة . وهذا ماكان .. انتهت رحلتي التي لا طائل منها سوى بعض الصور التي جرّت في بالي الكثير من الأفكار والأهم أني خرجت من جو العمل الضاغط بتسلية بريئة .. كنت أقول لنفسي كم مراقبة الناس أمر متعب حقا ً خاصة إذا كانت عادة متمكنة وغير بريئة وكان صاحبها مهتما ً بالمتابعة ، الحمد لله أني لا أحب المراقبة ولا أحب ان يراقبني أحد أيضا ً.. كنت قد وصلت إلى المنزل وبينما أدخل إلى المبنى رأيت زوجة الحارس جالسة مع أطفالها عند حافة الحديقة ، حييتها وسلمت على أطفالها ، نظرت إلي بفضول وقالت : شفتك وانتي رايحة لابسة أواعي رياضة فكرتك رايحة تمشي هون بالمنطقة، وين رحتي صرلك شي ساعة ونص طالعة !!!!!!!!!!! . . |
|
30-11-10, 01:08 AM | #2 | |
عضو نشط
|
الله يعطيك العافيه وسلمت يمينك
|
|
30-11-10, 02:19 AM | #3 |
30-11-10, 11:44 PM | #4 |
|
|