روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
23-05-10, 10:45 PM | #11 |
النابلسي عمره وحسن عمله )) . ( من الجامع لأحكام القرآن ) أو جاوزه ، غير أن الكبر والشيخوخة لم ينالا شيئاً من صفاء ذهنه ، وحدة خاطره ، وسرعة بديهته ، بالمئة وهو حاد التفكير ، حاد الخاطر ، سريع البديهة . حدث عبد الله الشامي قال : أتيت طاووس في بيته لآخذ عنه ، وأنا لا أعرفه ، فلما طرقت الباب ، خرج لي شيخ كبير فحييته وقلت : ـ أأنت طاووس بن كيسان ؟ ـ قال : لا أنا ابنه . ـ فقلت : إن كنت ابنه فلا آمن أن يكون الشيخ قد هرم وخرف ، وإني قصدته من أماكن بعيدة لأفيد من علمه . ـ فقال : ويحك ، إن حملة كتاب الله لا يخرفون ، ادخل عليه . ـ فدخلت ، وسلمت ، وقلت : لقد أتيتك طالباً علمك راغباً في نصحك . ـ فقال : سل وأوجز . ـ فقلت : سأوجز ما وسعني الإيجاز إن شاء الله . ـ فقال : أتريد أن أجمع لك صفوة ما في التوراة والزبور والإنجيل والقرآن ؟ ـ فقلت : نعم . ـ قال : خف الله تعالى خوفاً حيث لا يكون شيء أخوف لك منه ، وارجه رجاءً أشد من خوفك إياه ، وأحب للناس ما تحب لنفسك . وفي ليلة العاشر من ذي الحجة سنة ستٍ ومئة أفاض الشيخ المعمَّر طاووس مع الحجيج من عرفات إلى المزدلفة للمرة أربعين ، فلما حط رحاله في رحابها الطاهرة ، وأدى المغرب مع العشاء ، وأسلم جنبيه إلى الأرض يلتمس شيئاً من الراحة أتاه اليقين .. ( سورة الحجر ) أي الموت ، فلقيه بعيداً عن الأهل والوطن تقرباً إلى الله ، ملبياً ، محرماً ، رجاءً لثواب الله، خارجاً من ذنوبه كما ولدته أمه بفضل الله ، فلما طلع عليه الصبح ، وأرادوا دفنه لم يتمكنوا من إخراج جنازته لكثرة ما ازدحم عليها من الناس ، فوجه إليهم أمير مكة حرساً ليزودوا الناس عن الجنازة ، حتى يتاح لهم دفنها ، وقد صلى عليه خلق كثير لا يحصى عددهم ، وكان في جملة المصلين خليفة المسلمين هشام بن عبد الملك ، هذا طاووس بن كيسان ، من التابعين الأجلاء كان مثلاً للعلم ، والورع والإخلاص والجرأة والزهد . * * * * * أخ كريم طلب إلي أن أتكلم كلمة عن مناسبة النصف من شعبان التي نحن على مشارفها . أولاً في هذه الليلة حولت القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة .. ( سورة البقرة ) إذاً هذه الليلة فيها تم تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام ، أما ما يظنه بعض الناس أن الآية التي تقول : ( سورة الدخان ) هذه الآية متعلقةٌ بليلة القدر ، وليس بليلة النصف من شعبان ، وقد ورد في صحيح البخاري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم أكثر شعبان ، قالت عائشة : ((ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان ، وما رأيته في شهر أكثر منه صياماً في شعبان )) ، هذا الذي ورد في صحيح البخاري . وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قلت : يا رسول الله لمَ أراك تصوم في هذا الشهر ما لم تصمه في شهور أخرى ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : ((ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهرٌ ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)). ( رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة ) أما قيام ليلة النصف من شعبان ، وأما صوم يوم النصف من شعبان فلم يرد به دليلٌ صحيح ، ورد به حديث ضعيف ، ضعفه علماء الحديث، أما الذي ورد في كتب الصحاح هذا الذي قرأته عليكم ليس غير ، ما ورد حول ليلة النصف من شعبان بالذات ، وعن قيامها ، وعن صيام يوم النصف من شعبان ، الذي ورد لا يرقى إلى مستوى الصحة يبقى في الأحاديث الضعيفة ، على كل من أراد أن يصوم فهو صوم نفل ، وشعبان كله كان النبي عليه الصلاة والسلام يصوم أكثر أيامه إلا إذا فعلت نافلة أدت إلى ترك واجب . عندنا قاعدة أصولية : لا ينبغي أن تكون النافلة ذريعة إلى ترك واجب ، فهناك أشخاص لهم أعمال شاقة مثلاً ، عليهم تبعات كبيرة ، أعمالهم ضرورية ، فإذا كان الصوم متاحاً لهم فهو صوم نفل الله سبحانه وتعالى يثيب عليه ، أما إذا أدى صوم النفل إلى ترك واجب فالأولى القيام بالواجب ، وليس أكثر من هذا الذي ذكرته لكم في موضوع النصف من شعبان . النبي عليه الصلاة والسلام كان يصوم أكثر هذا الشهر ، لأنه يقول في هذا الشهر : ((يرفع العمل إلى الله عز وجل وأنا أحب أن يرفع عملي وأنا صائم )) . وفي هذا اليوم في اليوم النصف من شعبان حولت القبلة من المسجد الأقصى إلى البيت الحرام ، ومن زار المدينة المنورة من برنامج زيارته مسجد القبلتين ، ففيه تحوَّل الصحابة في أثناء الصلاة من قبلة إلى قبلة . والحمد لله رب العالمين |
|
|
|