روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-04-10, 11:25 AM | #1 |
إداري سابق
|
الــحــيـــاة مـوطــن للابـتـلاء
الــحــيـــاة مـوطــن للابـتـلاء
-------------------------------------------------------------------------------- أخي المسلم أختي المسلمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: إن العاقل يعلم أن الله قد جعل الحياة ميدانا للتسابق والتنافس والمسارعة في الخيرات وجعلها ـ سبحانه ـ مسرحا للمصائب والابتلاءات وميدانا فسيحا للمحن والشدائد الحياة ما هي إلا كتابا يسجل فيه الناس أعمالهم ، والسعيد من كان عمله صالحا , خالصا صواباً وتأمل ـ أخي المسلم ـ في قوله تعالى { الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا } والموت يشمل الموت السابق على الحياة والموت اللاحق لها والحياة تشمل الحياة الأولى والحياة الآخرة , وكلها من خلق الله وهذه الحقيقة ورائها حكمة وغاية وقصد ألا وهو { ليبلوكم } فالابتلاء غاية من أكبر غايات الخلق ، وإذا غفل قلب العبد عمن هذه الغاية فلن تكتمل عبادته فجميع صور الحياة وأحداثها تستدعي موقفا من العبد يبتلى فيه ، فإذا نسي العبد أنه مبتلى أخفق في اتخاذ الموقف الشرعي تجاه كل حدث يقع ، ولن تكن حياته كاملة لله رب العالمين ، وسيفشل في الابتلاء ، فهل هناك سر وراء هذا الابتلاء؟ نعم .. ألا وهو قوله ـ عز وجل ـ { أيكم أحسن عملا } فليست المسألة مصادفة بلا تدبير , ولا جزافا بلا غاية , إنما البلاء بحسن العمل , لا بالعمل فقط , ألم يكن أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسألونه فيقولون: أي العمل أفضل؟ فسؤالهم يدل على ففهمهم ـ رضي الله عنهم ـ ويدل على التنافس في جودة العمل لا مجرد كثرته إن الحياة الدنيا مليئة بالمصائب و الابتلاءات , والمؤمن لا يسلم في هذه الحياة من البلاء والابتلاء والتمحيص والاختبار , فمرة يبتلى في نفسه , أو في زوجه ، أو في أحد ذريته , أو في ماله , أو يبتلى بجار سوء لا يعرف الصلاة مع الجماعة , أو يبتلى بأخ أو جاه أو رتبة أو ما شابه ذلك من خير أو شر فتراها تتوالى عليه الأقدار من لدن حكيم عليم , ولذا يقول ـ عليه الصلاة والسلام ـ " مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح تصرعها مرة وتعدلها أخرى حتى تهيج، ومثل الكافر كمثل الأرزة المجذبة على أصلها لا يفيئها شيء حتى يكون انجعافها مرة واحدة" رواه مسلم قال العلماء معناه: أن المؤمن كثير الآلام في بدنه أو أهله أو ماله وذلك مكفر لسيئاته ورافع لدرجاته وأما الكافر فقليلها وإن وقع به شيء لم يكفر شيئا من سيئاته بل يأتي بها يوم القيامة كاملة. (شرح النووي على مسلم) وقال الطنطاوي ـ رحمه الله ـ ( إننا برغم ما صنع الدهر بنا وما صنعنا بأنفسنا حين أهملنا شريعتنا لا نزال نحتفظ بعزة المؤمن الذي يعلم أن الأجل محتوم فلا يخاف أن يعاجله الموت إن صدع بحق، أو خاطر في واجب، وأنه لا إله إلا الله لا يضر ولا ينفع سواه، فلا يخاف مع الله أحدا ) فإذا لم يحمل العبد المؤمن النظرة الصحيحة للبلاء والابتلاء , فسيكون خطؤه أكثر من صوابه , ولا سيما أن بعض الابتلاءات أو المصائب والمحن تطيش منها عقول الرجال , وذلك لضخامتها و فجاءتها وصدمتها وشدة وقوعها , فإن لم يكن المسلم على حذر ووعي وإدراك وتوطين نفس لهذه الحياة حتى لا يطغى ويطيش ، قال أحد الشعراء : ولا خــير فــيــمـن لا يـــوطـــن نـفـسـه عــلى نــائــبــات الــدهـــر حـــين تـنـوب هذا والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة والتسليم |
01-04-10, 12:45 PM | #2 |
01-04-10, 08:40 PM | #3 |
02-04-10, 02:40 AM | #4 |
|
|