روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
ملتقى المقتطفات الشعريه والشعر الفصيح والزواميل واالقصائد المنقولة [قصائد منقولة] +[زواميل]+[فصحى] + [ابيات مختاره] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-12-06, 01:07 AM | #1 |
عضو ماسي
|
أبو العتاهية
ولد أبو العتاهية إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسات في =عين التمر+ بالقرب من الأنبار سنة 130 للهجرة، وكان أبوه نبطياً من موالي عنزة، أما أمه فكانت من موالي بني زهرة القرشيين، وكان أبوه يشتغل بالحجامة ويظهر أن سبل العيش ضاقت به في بلدته، فانتقل منها إلى الكوفة بأسرته، ومعه أبناه الصغيران، زيد أبو العتاهية، ولا يكاد يشب ثانيهما، حتى نراه ينتظم في سلك المخنثين ممن كانوا يخضبون أيديهم ويتزينون ويلبسون ملابس النساء حاملين لزوامل تميزهم. ولعل في ذلك ما يدل على ما كان يحسه هذا الغلام من ضياع، إذ نشأ في أسرة فقيرة مغموراً، لا يعتز بأي شيء في دنياه من جاه أو حتى ثروة ضيقة، وكان دميم الوجه قبيح المنظر، نزعت به نفسه إلى اللهو والمجون، فماذا يصنع؟ إنه لم يجد أمامه إلا أن ينخرط في جماعة المخنثين، وبذلك كتب عليه أن يكون سيء السيرة في مطالع حياته . وكان أخوه زيد قد احترف عمل الخزف وبيع الجرار والفخار، فحاول أن ينقذه مما تردى فيه، وما زال به حتى أشركه معه في حرفته، وكان نبع الشعر قد أخذ يتدفق على لسانه، فكان يأتيه الأحداث والمتأدبون فينشدهم أشعاره ويكتبونها على ما تكسر من الخزف وما يشترونه من الجرار.
واشتهر أمر أبي العتاهية في الكوفة وأخذ يختلط ببيئات المحبان من الشعراء أمثال مطيع بن إياس ووالبة. كما أخذ يختلف إلى حلقات العلماء والمتكلمين في مساجد الكوفة، مما أتاح له إتقان العربية والوقوف على مذاهب أصحاب المقالات، في أثناء ذلك يكثر من نظم رقائق الغزل ومن الغدو والرواح إلى نوادي القبان والمغنين، ولم تلبث الصلة أن توثقت بينه وبين مغن ناشئ من النبط دوت شهرته فيما بهد هو إبراهيم الموصلي، وتعاقدا على أن ينزلا بغداد، لعل بضاعتهما تروج فيها، وفتحت الأبواب لإبراهيم بينما سدت في وجه أبي العتاهية، فصمم على العودة إلى الكوفة، وعرج في طريقه على الحيرة، ورأى بها نائحة تسمى سعدى كانت مولاة لبني معن بن زائدة، وكانت ذات حسن وجمال، فشغفت قلبه حباً، وأخذ ينظم فيها شعره: غير أنها أعرضت عنه، وتصدى له مولاها عبد الله ابن معن، ونهاه أن يعرض لها، فعمد إلى هجائه هجاء مقذعاً، فأنزل به عقاباً صارماً إذ ضربه مائة سوط، وتوسط بينهما مواليه من عنزة، وكف أبو العتاهية لسانه. ويمم الكوفة غير أن مقامه لم يطل بها، فإن إبراهيم الموصلي صديقه أقبلت عليه الدنيا حين ولى الخلافة المهدى (158-169هـ) وقربه مع من قرب من المغنين، فأرسل إليه أن يلحق به، ليقدمه للخليفة، وطار إليه أبو العتاهية، وأعجب الخليفة بمديحه، وأخذ يغدق عليه جوائزه، وأوسع له في مجالسه حتى أصبح أثيراً عنده مقدماً له على كثير من الشعراء، وحتى نراه يقبل شفاعته في أحد وزرائه وقد أمر بسجنه. ويعظم شأن أبي العتاهية ويتهاداه كبار رجال الدولة ووجوهها وفي مقدمتهم خال المهدي يزيد بن منصور الحميري وقائده وواليه على طبرستان عمر بن العلاء ممدوح بشار، وله يقول من قصيدة: إني أمنت من الزمان وريبه لما علقت من الأمير حبالا ويقال إنه وصله على القصيدة بسبعين ألف درهم. وتمر الأيام بأبي العتاهية باسمة غير أن سحابة لا تلبث أن تنعقد في سمائها، فقد تعلق بجارية من جواري زوجة المهدي رائطة بنت السفاح، وهي عتبة وكانت تزدريه كما أزدرته سعدى من قبل، ومضى لا يكف عن غزله بها ولا يرعوى، فعرفت مولاتها خبره وأثارتها عليه فحدثت المهدي بشأنه فغضب لتعرضه لحرمه وجواري قصره. وأمر بضربه مائة سوط وسجنه ولم يلبث يزيد بن منصور الحميري أن شفع له لدى المهدي، فعفا عنه ورد إليه حريته، ويقول الوراة إنه لم يكن يحبها حباً صادقاً إنما كان يريد الشهرة في الأوساط الأدبية بذكرها وأنه امتحن في حبها وأثبت الامتحان كذبه وأنه كان يتكلف هذا الحب تكلفاً، وقد ظل يذكرها ويتغنى باسمها طويلاً، ولعل ذلك هو الذي جعل المهدي يقول له أنك إنسان معته فأستوى له بذلك لقبه =أبو العتاهية+ وغلب عليه اسمه. وكانت بغداد لعهد المهدي قد جذبت إليها شعراء كثرين من الكوفة والبصرة قصد المعاش والتكسب، وخرج إليها فيمن خرجوا جماعة المجان من أمثال مطيع ابن إياس ووالبة وأبي نواس، واختلط بهم أبو العتاهية وأخذ يعب معهم كئوس الخمر واللهو في دور القيان والمجانة بالكرخ من أمثال القراطيسي وفي الأديرة من مثل دير أشموني ويفسد الأمر بينه وبين والبة، فيصله ناراً حامية من هجائه بمثل قوله يعرض باعتزائه المزيف للعرب إذ كان ينسب نفسه في بني أسد: أوالب أنت في العرب *** كمثل الشيص في الرطب هلم إلى الموالي الصيـ *** ـد في سعة وفي رحب فأنت بنا لعمر اللـ *** ـه أشبه منك بالعرب وما زال به حتى فضحه فعاد إلى الكوفة كالهارب وخمل ذكره. ويتوفى المهدي فيخلفه الهادي (169- 170هـ) ويأزمه أبو العتاهية ينشده مدائحه في كل مناسبة وعطاياه تهطل عليه كالغيث المنهمر، ولا يلبث أن يعتلي الرشيد أريكة الخلافة (170- 193هـ) وكان منقطعاً إليه ملازماً له أيام أبيه المهدي، فاتصل ما انقطع في مدة الهادي القصيرة، وأصبح لا يفارقه في سفر ولا حضر =وكان يجري عليه في كل سنة خمسين ألف درهم. وينال جوائز كثيرة من كبار رجال الدولة حينئذ وعلى رأسهم يزيد بن مزيد الشيباني ويقال إنه أجازه في إحدى مدائحه فيه بعشرة آلاف درهم ويظهر أنه دق أبواب البرامكة طويلاً ولكنهم لم يفتحوها له إذ كانوا مشغولين عنه بشعرائهم من أمثال أبان وأشجع السلمي. وظل يعيش للهو والقصف. حتى كانت سنة 180 للهجرة، وهي السنة التي نزل فيها الرشيد الرقة فإذا هو يتحول من حياة اللهو والمجون إلى حياة الزهد والتقشف ولبس الصوف. ويحاول الرشيد أن يعود به ثانية إلى حياته القديمة وإلى ما كان يصنع له من رقائق الغزل، فيمتنع ويضيق الرشيد بامتناعه، ويأمر بضربه وحبسه في دار موسعاً عليه حتى يصدع لأمره، ويسترسل أبو العتاهية في استعطافه بمثل قوله: إنما أنت رحمة وسلامة *** زادك الله غبطة وكرامه لو توجعت لي فروحت عني *** روح الله عنك يوم القيامة ويرق له الرشيد ويأمر بإطلاقه، ويأخذ منذ هذا التاريخ في الإكثار من شعر الزهد وذكر الموت والفناء والثواب والعقاب والدعوة إلى مكارم الأخلاق. |
03-12-06, 01:56 AM | #2 |
04-12-06, 07:56 PM | #3 |
08-12-06, 05:35 AM | #4 |
08-12-06, 06:03 AM | #5 |
08-12-06, 06:12 AM | #6 |
11-12-06, 05:00 AM | #7 | |
عضو نشط
|
|
|
|
|