نعم هذه دعوتي .. لبلسم للهموم .. دعوة لمرهم الأحزان .. دعوة للابتسام .. نعم دعوة لترك العبوس .. دعوة لنشر البسمة في كل الأماكن .. دعوة للضحك المعتدل .. دعوة لبوابة الحب .. دعوة للزوجة أن تبتسم في وجه زوجها .. للبائع أن يبتسم في وجه من يشترى .. للمدير أن يبتسم في وجه موظفيه .. للطالب أن يبتسم في وجه أصحابه .. للفتاة أن تبتسم في وجه صديقاتها .. دعوة لحياة يعلوها البشر ..
ولقد كان صلى الله عليه وسلم بساماً عظيماً يحب السرور ويكره الحزن وما يدفع إليه من متاعب .. بل كان يستعيذ من شره " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ".. ومما يروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان بساماً وأحياناً يضحك حتى تبدو نواجذه وهو ضحك العقلاء البصراء بداء النفس ودواءها.. وكان صلى الله عليه وسلم من أفكه الناس ..
باب كبير للرزق ..
و البسمة باب للرزق :- فهناك مثل صيني : " الشخص الذي لا يبتسم لا ينبغي له أن يفتح متجراً " .. ولقد حدث : أن طالب عمال أحد المحلات في باريس زيادة مرتباتهم ، فرفض صاحب المحل ، فما كان من عماله إلا أن لجئوا إلى حيلة بسيطة .. وهي التكشير وعدم الابتسام في وجه الزبائن .. ولقد أدى ذلك إلى انخفاض معدل البيع في الأسبوع الأول لنسبة تصل لحوالي ( 60 % ) عن متوسط دخله في الأسابيع السابقة .. فما الذي حدث ؟ .. فقط التكشيرة أصابت زبائن المحل بعدم الراحة ومن ثم لم يجدوا لديهم الرغبة في الشراء .. ويقول مدير إحدى شركات الحديد والصلب : ( لقد أكسبتني ابتسامتي مليون دولار سنويا).
دخل الإسلام بسبب البسمة ..
يروي هذه القصة الداعية المعروف الشيخ نبيل العوضي في محاضرة له بعنوان (قصص من الواقع ) يقول :- كنت في أمريكا ألقي إحدى المحاضرات , وفي منتصفها قام احد الناس وقطع عليّ حديثي
وقال: يا شيخ لقن فلانا الشهادتين ، ويشير لشخص أمريكي بجواره ..
فقلت :- الله أكبر, فاقترب الأمريكي مني أمام الناس .
فقلت له :- ما الذي حببك في الإسلام وأردت أن تدخله ? .. فقال :- أنا أملك ثروة هائلة وعندي شركات وأموال , ولكني لم اشعر بالسعادة يوماً من الأيام , وكان عندي موظف هندي مسلم يعمل في شركتي, وكان راتبه قليلا, وكلما دخلت عليه رأيته مبتسما , وأنا صاحب الملايين لم ابتسم يوما من الأيام, قلت في نفسي أنا عندي الأموال وصاحب الشركة, والموظف الفقير يبتسم وأنا لا ابتسم , فجئته يوماً من الأيام فقلت له أريد الجلوس معك , وسألته عن ابتسامته الدائمة
فقال لي :- لأنني مسلم اشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله .
قلت له :- هل يعني أن المسلم طوال أيامه سعيد .. قال :- نعم .
قلت: كيف ذلك ? ..
قال: لأننا سمعنا حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه :- ( عجبا لأمر المؤمن, إن أمره كله خير, إن إصابته ضراء صبر فكان خيرا له, وان إصابته سراء شكر فكان خيرا له ) .. وأمورنا كلها بين السراء والضراء, أما الضراء فهي صبر لله, وأما السراء فهي شكر لله , حياتنا كلها سعادة في سعادة , قلت له :- أريد أن ادخل في هذا الدين
قال :- اشهد أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله ..
ويعود العوضي لحديث الشيخ الداعية قائلا على لسانه :- يقول الشيح :- قلت لهذا الأمريكي أمام الناس اشهد الشهادتين , فلقنته وقال أمام الملأ ( أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) .. ثم انفجر يبكي أمام الناس, فجاء من يريدون التخفيف عنه , فقلت لهم :- دعوه يبكي , ولما انتهى من البكاء , قلت له :- ما الذي أبكاك?
قال :- والله دخل في صدري فرح لم أشعر به منذ سنوات.
الحياة فن ..
يقول الأستاذ أحمد أمين في كتابه - فيض الخاطر: " ليس المبتسمون للحياة أسعد حالاً لأنفسهم فقط .. بل هم كذلك أقدر على العمل وأكثر احتمالاً للمسئولية وأصلح لمواجهة الشدائد ومعالجة الصعاب والإتيان بعظائم الأمور .. وهناك نفوس تستطيع أن تصنع من كل شيء شقاء .. ونفوس تستطيع أن تصنع من كل شيء سعادة .. فهناك المرآة في بيتها كل شيء أسود في يومها لأن طبقاً كُسر ولأن نوعاً من الطعام زاد الملح فيه .. ولأن .... وهناك رجل يُنغص على نفسه حياته وكذلك على كل من حوله من كلمة يسمعها أو يؤولها تأويلاً سيئاً أو من عمل تافه حدث له .. الحياة فن .. وفنٌ يتعلم .. فاجتهد أن تتعلم هذا الفن .. والنفس الباسمة هي التي تجيد أن تقوم بهذا الفن فترى الصعاب مذللة يمكن التغلب عليها .. ترى الجبال الشاهقة ودياناً سهلة يمكنها المشي عليها .. أما هذه النفس العابسة فترى الصغائر عظائم يصعب تجاوزها .. ودائماً تتعلل بـ "لو" وإذا وإن .. .. إن صاحب هذه النفس يود أن ينجح في حياته .. أن يحقق أحلامه وطموحه ولا يريد أن يدفع الثمن .. إنه ينتظر السماء حتى تمطر ذهباً وفضة أو تنشق الأرض فتخرج له كنزاً .
فوائد صحية ..
وللبسمة فوائد كثيرة منها : إحداث تفاعلات بدنية تساعد على تجديد النشاط الحيوي .. وتُولد الإحساس بالصحة .. وتُزيل الانقباض النفسي .. و تُحدث الراحة العقلية .. حتى قالوا : إن ما يفعله الضحك في الضاحك كفعل الدواء في المرض .
فاحرص أخي الكريم على البسمة .. وطلاقة الوجه .. وانشراح الصدر .. تعش سعيداً .. بل من أسعد الناس