روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
ملتقى الكـــــــســـــــــــرات فــن الكسرات الـحـجـازيه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-04-08, 06:57 AM | #1 |
القريشي في عيون الصحافة
وثق بعض كسراته عبدالرحيم الأحمدي في كتابه أهل الكسرة عايد القريشي عملاق الرديح الذي رحل وبقي شعره جدة - البلاد لم يكن يوم الثلاثاء ما قبل الماضي يوماً عادياً بالنسبة لشعراء الكسرة والرديح في محافظة الينبعين خاصة وفي الساحل الغربي والقرى والمدن المجاورة له بشكل عام بل كان يوماً مأساوياً شهد رحيل أديب الكسرة المتوج الشاعر الكبير عايد بن حامد القريشي الى مثواه الاخير بعد معاناة طويلة مع المرض عن عمر يناهز ثمانين عاماً قضى جلها عملاقاً من عمالقة الرديح الذين يشار لهم بالبنان لما تميز به من ادب جم ومن قوة شاعرية استطاع ان يشكل من خلالها مدرسة شعرية تتلمذ عليها الشعراء الذين ساروا على نهجه ولا يزالون من الشعراء المعاصرين والشباب. ووفاءً لهذا الرمز ولتسليط الضوء على سيرته ومسيرته وبعض ارثه الشعري الذي سيبقى شاهداً على ابداعه الى ان يرث الله الارض ومن عليها. ندعوكم لمشاركتنا قراءة ما اورده عنه الباحث والشاعر عبدالرحيم بن مطلق الاحمدي في الجزء الاول من كتابة "اهل الكسرة - مشروع موسوعة لشعراء الكسرة" والذي صدر عام 1419 ه - 1998 م حيث يقول عنه: . عابد بن حامد القرشي من مواليد ينبع النخل عام 1347 ه ونشأ متنقلاً بينها وبين ينبع البحر. شاعر مبدع طاف ذكره الافاق وملأ حبه الاعماق، اطلق عليه اكثر من لقب فحينا اديب الكسرة، وحيناً آخر قيصرها وأمير شعرائها واستاذ الجيل وزعيم المعاصرين، الى غير ذلك من الالقاب التي حازها عن جدارة واستحقاق. نظم القصائد الشعرية المطولة، ورائد من رواد فن الكسرة، ويعد استاذ الجيل ليس للدرجة الشعرية الرفيعة فحسب وانما لتواضعه ايضا وتجاوبه مع الناشئة، فهو لا يستعلي او يترفع عن الاستجابة لتساؤلاتهم الشعرية، ولا يقلل من اهميتها، بل يبادر في الرد متعاملاً معهم كما يتعامل مع كبار الشعراء، وما ذاك الا رفعاً لمعنوياتهم، وأخذاً بأيديهم الى مستوى افضل، واحتراماً للكلمة الشاعرة التي تتطور مع تقدم التجربة ومواصلة المحاولة، ويتميز بانه يترفع عن المهاترات وطروق المعاني غير الرفيعة. وعن بداياته يذكر ان أول كسرة انشأها هي قوله:
يا ليت عقل الشقي ما تم=ولا اعرف شي في دنياه الي غدت له لهود وهم=واثرت في حواله آه وان اول محاورة له في الرديح كانت في حوالى عام 1367 ه قابل فيها "أبو شعبان" و"جميل الريفي"، وان افضل شاعر نازله هو احمد سليمان الريفي، ويرى ان المجاملة في الرد "تعتبر أدباً واحتراماً للشاعر المقابل، اما الحماس فاذا جاءت مناسبته فاني لا ادعه ولكن في حدود الادب والاحترام" "البلاد العدد 14784 "، ويعتز بالشاعرين "محمد عودة ابو قملة" واحمد سليمان الريفي لمساهمتها في تنمية موهبته الشعرية واستاذتيهما له. ويرى القريشي ان الكسرة تتكون من أبيات تحوي معاني شاملة وتعالج الاغراض التي يعالجها الشعر، وانها سميت كسرة لخفتها واختصارها "عكاظ العدد ."10279 ولقد شكل القريشي والكرنب بعد رحيل الرواد الاوائل نموذجاً للاصالة والابداع، تلقى على ايديهما الجيل دروساً راقية في فن الكسرة ومحاورات الرديح، وظلا يشكوان انصراف الناس عن هذا الفن وتدهوره والزهد فيه، وكان كل منهما يحث الآخر على الصبر ويدفعه لمواصلة المسيرة شاعرين بالمسؤولية تجاه المحافظة عليه والوفاء له، وتخرج على ايديهما ومن كان في ركابهما جيل رفيع المستوى في الابداع والمعرفة، وكان الناس يترقبون الرديح الذي يتحاور فيه الشاعران، وكانت المحاورة بينهما تصل احياناً الى درجة الشدة ولكنها كما يقول القريشي: "ولم تكن ذات تأثير على ما يجمعنا من حب ويربطنا من : مودة نتلاقى بعدها وكأن شيئا لم يكن" عيسى " 1416 212 "، ومن يتأمل محاوراتهما يلاحظ الريادة والتميز فالى جانب المعاني الصعبة والاهداف البعيدة والاختيار فيها نجد القافية الصعبة والاسلوب الرفيع والتناول المنظم، واحترام الرسيل في كل لقاء يكونان طرفين فيه. وقد تألم القريشي من وفاة الكرنب فقال راثياً ومتسائلاً:
يا من يجاوب على خطابي=ويزيل عني لهيب النار اللي هاجوسه تخلوى بي=واسقاني المر والأمرار وقوله:
غرّبني البين واخلى بي=بين الهواجيس والافكار وعنى أخذ آخر اصحابي=اللي لاشرته عليه شار ويتميز القريشي بهدوئه واتزانه وحسن معالجته لما يطرح من قضايا أثناء الرديح أو المراسلات والمحاورات مع الشعراء، "نال إعجاب الجميع وله شعبية كبيرة لحسن ." اسلوبه ومسايرته" عطا " 97:1409 ويعتز القريشي برده على كسرة الشاعر محمد بن علي الأمير التالية:
انا الذي في هوى ثلاب=كم احتمل ويل واسهر ليل جسمي تلف والسقم ما طاب=واصل السبب من رقيب سهيل حيث كان جواب القريشي:
في امر الهوى ما تقيم حساب=لو كان تجدي معه بالحيل لازم يقضّي عليك وجاب=وانته تحت عدلها والميل وعندما وجه اليه الشاعر ناصر الحجوري الثناء على استاذيته قائلا:
لو قلت عنا شباب الجيل=اقول منكم تعلمناه علمتنا يا معلم جيل=رسم المثل مثل ما نبغاه ونوه له عن مواقف الشعراء الآخرين تجاه الجيل بقوله:
كيّال غيرك بخسنا الكيل=قال الخطا، والصواب اخفاه لما تجاهل رقيب سهيل=اللي جوار القطب مبداه اجابه القريشي قائلا:
لا شك عندي ولا تبديل=ان المعلم كسبت رضاه في رسم الامثال والتمثيل=انا وغيري يحط امضاه هذا اعتراف بشاعرية الجيل، اما الذين يبخسون الكيل في كسرة الحجوري فرأى القريشي فيهم انهم اخصام حيث يقول:
واللي ذكرتوه في التحليل=هذا خصم حرفوا مسعاه مثل الذي حرف الانجيل=ما نابه الا تعب يمناه وعندما كرمته جريدة المدينة واقيم بهذه المناسبة حفل كبير في ينبع البحر، حضره كثير من الشعراء والمؤسسات الثقافية ورجال الفكر والأدب قال: سؤال اردف عليه سؤال مني ومن قلبي الحساس وش اتحمل من الاثقال اللي فرضها علي الناس وكان ذلك تعبيراً متواضعاً أمام تقدير الآخرين له، الذين رأوا في ذلك الاحتفال انه اقل ما يمكن تقديمه تكريماً للشاعر. نماذج من كسراته
اسّفني البارق اللي لاح=عن توبة الود واغدى بي واحيا جروح الغرام وراح=يا بي على توبتي يابي
صبّوا ثلاثة من الكاسات=الصبر والمر والحنظل ***وخيّروني ارى آيات=لمعالجات الغرام افضل؟
واطرفي اللي خفا وجهار=يا اهل المودة كثير النوح ***وان كان قلتوا لنا وش صار=قلنا لكم فاقدين الروح
قدر سهر ليلي المظلوم=في كل ليلة بكميات ***مجموعها بين ليلة ويوم=جانب منه يقلق الراحات
ليا غابت الشمس وامسى الليل=وكل مطرب أخذ مأواه ***الكل يعزف نغم يا ليل=وانا اعزف الآه تلو الآه
من لا سعى للعلاج وطاف=لمعالجة يلزم الأركان ***تظهر عليه البلاوي اصناف=لو كان طبُّه صبي لقمان
الود آمر ما هو مامور=ما يخضع لشرع واعراف ***والمبتلى في هواه يدور=يكتم على السد لا يشاف
لو كان سد الصدور يباح=والاّ لنا يسمح نظامه ما كان جرحي علاجه شاح=ولا تحيّرت في اليامه ومن محاورات القوافي الصعبة يقول القريشي:
برض الذي في مجال البحث=بيناتنا ساري المفعول لا زلت تسأل عنُه وتحث=حتى لنا يظهر المجهول وقد أجابه الكرنب قائلا:
عجل في قولك لنا لا تلث=وحنا معك زي ما انت تقول قبل الخبر ينتشر ويبث=بين المخاليق عرض وطول ومن أجمل المحاورات التي كان الشاعر طرفاً فيها محاورة كانت بينه وبين الشاعر بنيان العروي وهي: يقول القريشي:
انظر بعد كان في اللي كان=ريس والاحكام في يدي نزلت من مرتبة سلطان=لا قل من مرتبة جندي ويجيب العروى:
اللي قضى في المعاني شان=حسب الذي قلت، في عهدي بليّا سبب ما انخفض ميزان=من امتيازي ومن نقدي ويضيف القريشي:
انا اعرف ان العدو فرحان=وساعد عليّه بكم ودي نتيجة الظلم والعدوان=والحاصل اللي صدر ضدي ليرد العروى:
ما دمت ثابت على الميدان=لا تقول هذا منه حدي خليك في المريسه قبطان=واسع على النجم واستقدي ليتساءل القريشي قائلا:
ان كان سعي البخت ما زان=والحظ مقفذ ومتردي؟ كيف اتحصل على النيشان=وارجع على سيطرة ودي؟ ويبدو ان اللحن انكسر قبل ان تكتمل المعالجة ويحظى القريشي بالجواب الشافي. وعندما مرض القريشي وتأخر عن حضور بعض لقاءات الرديح قال:
يا من يقول لي: عظيم اجرك=في مبادع القيل والالحان اللي من عشاك الى فجرك=وانته مع رجالها سهران وربما قيل انه يقصد تأثره بفراق رفاق دربه الذين ودعوه وسلموا إليه راية القيادة، ولكنه يضيف:
والآن يوم بان لك عذرك=وما عاد فيها بقي لك شان ودعتها مع أدب شعرك=اللي عنه تحكي العربان ومن محاورات التعجيز في القافية بين القريشي والكرنب المحاورة التالية:
وش عندك اليوم في الصادر=استنظره في بريد الجو عن معهدي والذي خابر=جديد ناطر عليكم تو؟ هات الذي يقدي الناظر=سلط على ما تريده ضو لأن في المجتمع حاضر=ضد الملاوي وقوله لو جواب عنيد ومخاطر=والقيل لاهل المثل ردوا وانا اتنظر من الفاسر=على حسب عنك ماعدوا انا مراقي معي وافر=ما يهمني لو بنوا وهدوا وما جاك ما انته عنه قاصر=ودِّ الذي بيننا ودوا وفي رثاء الشاعر محمد عودة ابو قملة يقول:
طافن على القلب حرّاقات=طافن يمينه على يسراه من نار الاشواق مرسولات=حتى احرقت طالعه وادناه ومن كسراته الحديثة قوله عندما تعرض للمرض:
رجليّه اللي توديني=وتردني حين ما ابغى اعود اليوم ما اقدر وما امديني=ان كان ما احط معها عود وقال:
طرفي سهر يا تجار النوم=وين الكرى وين دولني اللي اختفى من هذاك اليوم=عنى ولا عاد لعيوني رحم الله "عايد القريشي" واسكنه فسيح جناته والهم اهله وذويه الصبر والاحتساب "إنا لله وإنا إليه راجعون". |
|
07-04-08, 04:17 AM | #2 |
04-11-08, 06:02 AM | #3 |
|
|