روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
25-01-08, 05:42 PM | #1 | |
عضو نشط
|
لله درك إستاذ عبدالله
بسم الله الرحمن الرحيم الأستاذ عبدالله الناصر الملحق الثقافي في بريطانيا إذا لم توخونني الذاكرة من الكتاب المبدعين الذين يجيدون فن كتابة القصة القصيرة ومن الناقدين الأدبيين المتميزين . وأنا من المتابعين لهذا الكاتب من خلال مقاله الاسبوعي في جريدة الرياض كل يوم جمعة ( بالفصيح ) إيليكم مقال هذا الاسبوع وأترك لكم الحكم : أحلام مجنونة حدثني قائلاً: لقد حلمت حلماً "عربياً" غريباً.. حلمت ذات ليلة أنني عثرت على كنز من ذهب عظيم، لا تحمله السيارات ولا الشاحنات، ولا القطارات، ويفوق المليارات. وجدت نفسي أمام هذا الكنز حائراً، فماذا أفعل به.؟ وبما أن صاحب الحلم لا يتحكم في حلمه، ومن ثم فإن الحلم لا يعبر بالضرورة عن رغبة صاحبه الحقيقية، فقد تبادر إلى ذهني الزواج..!! "ورجوت في حلمي ألا تزعل أم الأولاد فإن ذلك يزعجها ولو كان مجرد حلم".. فقلت أبني ثلاثة قصور لثلاث حسناوات، وقصراً كبيراً لأم الأولاد. ثم قلت لا بأس أن أشتري مثلها قصوراً في تلك البلدان الرائعة للمصيف والهروب من الحر والسموم في حمّارة القيظ.. وقلت أشتري ثلاث طائرات للأولاد وأمهات الأولاد وأعفيهم من الطابور عند قطع التذاكر والجوازات ووجوه بعض العاملين الكالحة في المطارات. ثم قلت لا بأس أيضاً من ان أشتري يختاً أو اثنين يجوبان البحار والمرافئ الدافئة. ثم قلت ولا ضير أن أشتري ناطحات سحاب في بعض البلدان الأوروبية تحسباً لتقلبات الدهر الذي لا تؤمن عواقبه.. وكنت قد سمعت أيضاً أن هناك جزراً تعرض للبيع، فقلت نشتري اثنتين أو ثلاثاً. وكنت قد سمعت أن هناك من يستثمر أمواله في المصانع والشركات الغربية، فقلت لكي تكتمل الوجاهة فلا مانع أن استثمر في عشرة مصانع للسيارات والقطارات والطائرات، وأن أضع أيضاً بعض الحصص الجيدة في بعض الشركات والبنوك الاستثمارية الكبرى.. طبعاً لم أفكر في أسهمنا "المحلية" التي أحالت معظم الناس إلى بساط الفقر الأبدي. وكنت قد سمعت الناس يتحدثون عن غسيل الأموال ولكنني ارتبت وقلت كيف لي أن أدخل في غسيل الأموال وأنا لا أجيد إلا غسيل ملابسي أيام العزوبية..؟ ثم قلت وماذا يضير أن ننظف بعض الملايين من الدولارات.. فالصابون والمطهرات والمعقمات كثيرة.. ولكي تكتمل "الأبهة" والوجاهة قلت لا بد من فتح قناة أو قناتين فضائيتين، واحدة للرقص، والرفس، وعرض الأجساد العارية، وأشباه العارية، وإجراء مقابلات مع ساقطين وساقطات، حسب الموضة "وللموضة مواصفات" فنرى ما لا يخطر على قلب ولا سمع من الخزعبلات، والرداءات، وساعات النقاء، وساعات الصفاء، وساعات البلاء. أما القناة الأخرى فهي للمديح والثناء وهذا أمر طبيعي.. ألم يقل الشاعر القديم قبل الفضائيات والغنائيات والمسخريات: يهوى الثنَاءَ مبرزٌ ومقّصرٌ حبّ الثناء طبيعةُ الإنسانِ فماذا يضير إذا استأجرت حفنة من المداحين والمنافقين، ومن دراويش الدجل، ما نملأ به هذه القناة خاصة وهم بحمدالله من الكثرة والوفرة ما بلغ حداً وصل بهم إلى درجة الكساد.. وقلت أيضاً لا مانع من أن أوعز للقائمين على هذه القناة بأن يقابلوا بعض الأصدقاء، وأصدقاء الأصدقاء، وكل من هب ودب في عالم الصداقة، كي يقولوا ما يشاؤون، ويتحدثوا في ما يشاؤون بحرية مطلقة، بلا خوف ولا نقد، ولا اتهام بالغباء والجهالة، فنحن في عالم يسود فيه الجهال والحمقى والمغفلون ويرتقون فيه على العلماء وأصحاب المبادئ والثقافات، خاصة وهذه هي البضاعة المائجة الرائجة في هذه الأيام.. وإلى هنا وبكل أسف توقفت الأماني.. ثم رأيت وأنا لا أزال في حلمي هذا أنني جلست أحلل هذا الحلم فوجدتني أنانياً في أمنياتي، فلم أفكر في أن أبني مستشفى.. ولم أفكر في أن أبني جامعة، أو على الأقل مدرسة.. لم أفكر في أن أبني مصنعاً يعمل فيه أبناء بلدي، وأنتج صناعة وطنية.. لم أفكر في أن أقوم بإنشاء جمعية للمعاقين، أو الفقراء، أو المحتاجين.. لم أفكر في أن أنشئ نادياً للمفكرين، والكتاب، والمبدعين، تكون مهمته رعايتهم وطباعة إنتاجهم وتسديد ديونهم. لم أفكر في أن افتح قنوات فضائية تعلم الناس الثقافة والمعرفة والرجولة.. لم أفكر في تكريم أساتذة الجامعات والبحاثة ورجال المعرفة.. لم أفكر في أن أضع جوائز للمخترعين وأصحاب البراءات العلمية الجديدة. وأصبت برعب لخوفي من أن عقلي الباطن يقول غير ما يقوله عقلي الظاهر الحاضر..!! واستمر الحلم حيث رأيت أنني قمت باكراً. وعلى قهوة الصباح حدثت زوجتي عن الحلم، ولما سمعت بالثلاث زوجات صاحت وناحت وغضبت غضباً عارماً، وحاولت "وأنا في الحلم" وإياها أن اشرح لها الموقف وأنه مجرد حلم، وأن الحلم لا علاقة له بالواقع، وقلت إذا لم تقتنعي فلنذهب إلى مفسري الأحلام ليقنعوك بذلك. وفعلاً ذهبنا إلى اليهودي ابن اليهودي "فرويد" لعلي أجد عنده حلاً للمشكلة، فوجدته يؤيد رأيها. قلت نذهب إلى المسلم ابن المسلم "ابن سيرين" فوجدته يذهب يميناً وشمالاً ولم أجد لديه شيئاً مفيداً. وتعقد الأمر بيننا، فلم ترض بشيء مطلقاً إلا بالكنز كله، حيث تتحكم فيه، فقلت هذا لا يجوز أنا الذي حلمت بالكنز وهو ملكي.. وحلاً للإشكال قلت لها سوف أكتب لك وثيقة بأن لا أتزوج وأن أعطيك خُمس الكنز، فأبت وتمنعت وقالت إن لم تذعن لأمري فسوف ادع البيت لك ولأولادك.. وأسقط في يدي ولم أدر ماذا أفعل. وبعد نقاش وأخذ ورد رضيت بأن أعطيها وكالة تتصرف فيها كيف تشاء، وألاّ أفعل شيئاً إلا بمشورتها، وإذنها، فقبلت.. واستمر الحلم في مسلسله الطويل. فرأيت أنه عندما جنّ علينا الليل، ذهبت أنا وإياها سوية لمكان الكنز، وأخذنا آلة حفر لنتعرف على المكان جيداً ثم نستأجر الشاحنات والناقلات، وحينما أخذت أحفر وضربت ضربة أو ضربتين، وهي واقفة إزائي تنتظر بريق الذهب، انفجر علينا بركان من الماء البارد فقفزت من مكاني، وإذا بي أصحو أنا وإياها من حلمي الطويل على ماء بارد يتسرب على غطائنا من النافذة بسبب الريح والبرد والمطر. أنتظركم هنا |
|
25-01-08, 06:02 PM | #2 | |||||||||||||||||||||
مقال رائع ... تسلم على هذا الطرح ... ؛ ؛ ؛ لمعة الجليد... |
||||||||||||||||||||||
|
|