روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
28-09-15, 04:51 PM | #1 |
كـــاتــب
|
لكي لا تتكرر حادثة (تكفى يا سعد!)
لكي لا تتكرر حادثة (تكفى يا سعد!)
أحزنني كما أحزن غيري من أبناء المملكة العربية السعودية تسجيل الفيديو لذلك الداعشي القاتل المسمى (سعد) الذي أطلق الرصاص على ابن عمه رغم استجداءه له بأن لا يفعل من خلال ترديده عبارة (تكفى يا سعد!) لاعتقاده بأن (تكفى) تهز (الرجاجيل) كما هو متعارف عليه من خلال القيم الموروثة ولكن تأكد أن ذلك القاتل لا يملك حتى شيء من الإنسانية فضلا عن قيم الرجولة! وبالنظر الى هذه الحادثة البشعة من منظور تربوي، فإن سببها الرئيسي خلل في التنشئة الاجتماعية لمرتكبي هذا الجرم الكبير، ومن المعروف أن التنشئة الاجتماعية للفرد تمر بثلاث مراحل أساسية: • الأسرة • جماعة الرفاق أو البيئة المحيطة (الحي الذي يسكن فيه الفرد). • المدرسة (جميع مراحل التعليم). ومن المعلوم أن التركيبة الاجتماعية لدينا قد طرأت عليها تغيرات عدة بسبب ما حدث من تطورات في وسائل الاتصال الحديثة، رافقها تغيرات اقتصادية واجتماعية كثيرة جعلت الأسرة تنشغل عن القيام بدورها بالشكل المطلوب إضافة الى الحالة الأمنية والاحداث الدامية في دول الجوار. لذلك لابد ان يواكب هذه التغيرات عمل حكومي مؤسسي منظم وفاعل يحفظ أبناء وبنات الوطن من الانزلاق في مزالق الخطر والسير في الدهاليز المظلمة التي لا تؤدي الإ الى القتل والدمار. ومما لا شك فيه ان الدولة رعاها الله لم تدخر جهدا في في بناء مؤسسات تربوية واجتماعية تغطي كافة أجزاء الوطن، ولكن تلك المؤسسات يغلب على عملها الرتابة والروتينية والنمطية التي لا تتماشى مع ما يواجهه الناشئة من حرب فكرية من جهات عدة وهجمات مستمرة ومتنوعة الأساليب لتغيير فكرهم نحو الموت والهلاك. لذلك أرى أن الحل يكمن في فكرة جديدة لمراكز متخصصة في حماية الشباب تتوزع على احياء المملكة ومدنها وقراها وترصد لها الإمكانيات المادية والبشرية ويشارك في تصميمها: الجهات التربوية (وزارة التعلم)، والجهات الاجتماعية (المؤسسات الدينية، وزارة الشئون الاجتماعية، الإعلام، أولياء الأمور، الشباب)، والجهات الأمنية، وزارة الداخلية (الأمن العام)، وجهات الدعم المالي (وزارة المالية، المؤسسات والشركات الوطنية) بحيث يكون تصميم محتواها متوافقا مع روح العصر ومتغيراته ومراعيا لاحتياجات الشباب جاذبا لهم بنفس الوقت وتفتح أبوابها للشباب في غير وقت المدرسة ولها من القدرة على التحرك للشباب في أماكن تواجدهم لإيصال رسالتها وتحقيق أهدافها. وينبغي بداية ان يتم مسح شامل وكامل لكامل أجزاء المملكة من خلال المعلومات المتوفرة لتحديد الأماكن الأكثر احتياجا لمثل هذه المراكز بحيث يبدأ افتتاحها بالتدريج ويترك الإشراف عليها لجهة اعتبارية قوية ويفضل أن تكون لها استقلالية تامة ومسمى جديد بحيث يكون هدفها المباشر تحصين الشباب والشابات والحفاظ على فكرهم من المترصدين للوطن وأبناءه، وتوضع معايير محددة لاختيار العاملين بها من أبناء الوطن في الجامعات والتعليم العام ورجال الأمن والدين الذين صفا فكرهم وثبتت وطينتهم بحيث يقودون ابناءنا وبناتنا الى بر الأمان. كلي أمل أن يتم الإسراع في افتتاح هذه المراكز أو التعديل على ما هو قائم بحيث يكون له من الفاعلية والقدرة ما يقضي على مكامن الخلل ، فتغيير الاتجاهات والأفكار يحتاج الى عمل جاد ووقت طويل وتظافر جهود أربعة عناصر - كما أخبر احد المفكرين التربويين من شأنه أن يغير فكر جيل كامل - وهي: • الاسرة. • المسجد والمؤسسات الدينية. • المدرسة (جميع مراحل التعليم) • الإعلام. فتظافر جهود هذه العناصر الأربعة من شأنه ان يحقق التغيير المطلوب بإذن الله. والله نسأل أن يحفظ الوطن وأبناءه وبناته من كل سوء ومكروه. كتبه : د/عبدالله بن عبدالمحسن الحربي أستاذ المناهج وطرق التدريس المساعد وكيل كلية التربية للتطوير والجودة – جامعة شقراء صحيفة حرب الاعلامية |
|
|