روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-10-11, 08:43 AM | #1 |
( الموعظة الثانية)
إغتنام الأوقات في الباقيات الصالحات, قبل هجوم هادم اللذات,
جمع الفقير إلى عفو ربه: عبد العزيز بن محمد السلمان. رحمه الله ( الموعظة الثانية) الحمد لله المستحق لغاية التحميد، المتوحد في كبريائه وعظمته الولي الحميد، الغني المغني المبدئ المعيد، المعطي الذي لا ينفذ عطاؤه ولا يبيد، المانع فلا معطي لما منع ولا راد لما يريد. خلق الخلائق وأوضح لهم أحسن طريق، وهداهم إلى الأمر الرشيد، وصورهم فأحسن صورهم، وبشر من أطاعه بالجنة والنعيم والتخليد، وحذر من عصاه من العذاب الشديد. وحثهم على ذكره وحمده وشكره ووعدهم بالمزيد، فقال جل وعلا وهو أصدق القائلين وأوفى الواعدين: ]لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ[. وحكم على خلقة بالفناء فما لأحد عنه محيص ولا محيد، فكم أبكي الموت خليلاً بفراق خليله، وكم أيتم طفلاً فشغله ببكائه وعويله. أوحش المنازل من أقمارها، ونفر الطيور من أوكارها، وعوضهم من لذة العيش بالتنغيص والتنكيد. فالملك والمملوك والغني والصعلوك والقوي والضعيف، تساوت قبورهم في القفر والبيد. فسبحانه من إله أذل بالموت كل جبارٍ عنيد، وكسر به من الأكاسرة كل جبارٍ صنديد، وأخرجوا من سعة القصور إلى ضيق القبور، وقطع حبل أمدهم المديد. أخذ به الأباء والجدود والأطفال من المهود، وأسكنهم بعد اللين والسعة والرفاهية مضيق اللحود، وعفر وجوههم في التراب بعد لين الوسائد والفرش الناعمة والتمهيد وبقوا في تحت الأرض إلى يوم الوعيد. فيا بؤس للدنيا شد ما عن ثديها فطمتهم ومن سمها أطعمتهم وبيدها الباطشة لطمتهم، وفي ظلمات الأرض وغيابات الثرى طرحتهم، فقلبت قائم تلك الأعيان، وطمست تلك الوجوه الحسان. وأعمت تلك الأبصار، وأصمت تلك الآذان، وأسالت الحدق على الخدود والوجنات، وغسلت بالصديد جميل القسمات، وملأت بالتراب اللهازم واللهوات. وكسرت تلك الضواحك والربعيات، وعبثت الديدان بجسوم أولئك الفتيان والفتيات، لطالما أغربوا ضاحكين، وتقلبوا فاكهين، وباتوا على سررهم مطمئنين آمنين. فكم بها من لسانٍ فصيح، طالما ما أنشد وخطب، وأرهب وأرغب، ومدح وأطنب، وكم من فصيح لسان وعظيم بيان أخرسه الحدثان، وتحكمت في جسده الهوام والديدان.
وَلَو كَشَفَ الأجْدَاثَ مُعْتَبِرًا لَهُمْ = لِيَنْظُرَ آثارَ البلا كَيْفَ يَصْنَعُ لَشَاهَدَ أحْدَاقًا تَسِيْل وَأوْجُهًا = مُعَفَّرَةً في التُّرْبِ شُوْهًا تُفَزعُ غَدَتْ تَحْتَ أَطْبَاق الثّرَى مُكْفَهِرَّةً = عَبُوْسًا وَقَدْ كَانَتْ مِنَ الِبَشْرِ تَلْمَعُ فَلَمْ يُعْرَفِ المَوْلَى مِنَ العَبْدِ فِيْهِم = وَلا خَامِلاً مِنَ نَابِهٍ يَتَرَفَّعُ وَأَنَّى لَهُ عِلْمٌ بِذَلِكَ بَعْدَمَا = تَبَيّنَ مِنْهُمْ مَا لَهُ العَيْنُ تَدْمَعُ رَأَى مَا يَسُوءُ الطّرْفَ مِنْهُمْ وَطَالَمَا = رَأى مَا يَسُرُّ النّاظِرِيْنَ وَيُمْتِعُ رَأَى أَعْظُمًا لا تَسْتَطِيْعُ تَمَاسُكًا = تَهَافَتَ مِنْ أَوْصَالِهَا وَتَقَطَّعُ مُجَرَّدَةً مِنْ لَحْمِهَا فَهِيَ عِبْرَةٌ = لِذِيْ فِكْرَةٍ فِيْمَا لَهُ يَتَوقَّعُ تَخَوَّنَها مَرُّ اللَّيَالِي فَأَصْبَحَتْ = أَنَابِيْبَ مِنْ أَجْوَافِهَا الرِّيْحُ تُسْمَعُ أُزِيْلَتْ عَنِ الأَعْنَاقِ فَهِيَ نَوَاكِسٌ = عَلى التُّرْبِ مِنْ بَعدْ الوَسَائِدِ تُرْفَعُ عَلاهَا ظَلامٌ لِلْبِلَى وَلَطَالَمَا = غَدَا نُورُهَا في حِنْدِسِ الظُّلْمِ يَلْمَعُ كَأنَ لَمْ يَكُنْ يَوْمًا عَلا مَفْرقًا لَهَا = نَفَائِسُ تِيْجَانٍ وُدُرٍ مُرَصَّعُ تَبَاعَدَ عَنْهُمْ وَحْشَةً كُلُّ وَامِقٍ = وَعَافَهُمُ الأَهْلُونَ والنَّاسُ أَجْمَعُ وَقَاطَعَهُمْ مَنْ كَانَ حَالَ حَيَاتِهِ = بِوَصْلِهِمُ وِجْدًا بِهِمْ لَيْسَ يطْمَعُ يُبَكِّيْهِمْ الاًعْدَاءُ مِنْ سُوءِ حَالِهِمْ = وَيَرْحَمَهُمْ مَنْ كَانَ ضِدًا وَيَجْزَعُ فَقُلْ لِلّذِي قَدْ غَرَّهُ طُوْلُ عُمْرِهِ = وَمَا قَدْ حَوَاهُ مِنْ زَخَارِفَ تَخْدَعُ أَفِقْ وَانْظُرِ الدُّنْيَا بِعَيْنِ بَصِيْرَةٍ = تَجِدْ كُلَّ مَا فِيْهَا وَدَائِعَ تَرْجِعُ فَأَيْنَ المُلُوكُ الصَّيْدُ قِدْمًا وَمَنْ حَوَى = مِنَ الأَرْضِ مَا كَانَتْ بِهِ الشَّمْسُ تَطْلَعُ حَوَاهُ ضَرِيْح مِنْ فَضَاءِ بسِيْطِهَا = يُقَصِّرُ عَنْ جُثْمَانِهِ حِيْنَ يُذْرَعُ فَكَمْ مَلِكٍ أَضْحَى بِهَاذَا مَذَلَّةٍ = وَقَدْ كَانَ حَيًَّا لِلْمَهَابَةِ يُتْبَعُ يَقُودُ عَلَى الخَيْلِ العِتَاقِ فَوَارِسًا = يَسُدُّ بِهَا رَحْبَ الفَيَافِي وَيُتْرِعُ فَأصْبَحَ مِنْ بَعْدِ التَّنَعُّمِ في ثَرَى = تُوَرِي عِظَامًا مِنْهُ بَهْمَاءُ بَلْقَعُ بَعِيْدًا عَلَى قُرْبِ المَزَارِ إِيابُهُ = فَلَيْسَ لَهُ حَتَّى القِيَامَة مَرْجِعُ غَرِيْبًا عَنِ الأَحْبَابِ والأَهْلِ ثَاوِيًا = بأقْصَى فَلاةٍ خَرْقُهُ لَيْسَ يُرْقَعُ تُلِحُّ عَلَيْهِ السّافِيَاتُ بِمَنْزِلٍ = جَدِيْبٍ وَقَدْ كَانَتْ بِهِ الأرْضُ تُمْرِعُ رَهِيْنًا بِهِ لا يَمْلِكُ الدّهْرَ رَجْعَةً = وَلا يَسْتَطِيْعَنَّ الكَلامَ فَيسْمَعُ تَوَسَّدَ فِيْهِ التُّرْبَ مِنْ بَعْدِ مَا اغْتَدَى = زمَانًا عَلَى فُرُشٍ مِنَ الخَزِّ يُرْفَعُ كَذَلِكَ حُكْمُ الله في الخَلْقِ لَنْ تَرَى = مِنَ النَّاسِ حَيًّا شَمْلهُ لَيْسَ يُصْدَعُ اللهم انهج بنا مناهج المفلحين وألبسنا خلع الإيمان واليقين، وخصنا منك بالتوفيق المبين، ووفقنا لقول الحق وإتباعه وخلصنا من الباطل وابتداعه، وكن لنا مؤيدًا ولا تجعل لفاجر علينا يدًا واجعل لنا عيشًا رغدًا ولا تشمت بنا عدوًا ولا حاسدًا، وارزقنا علمًا نافعًا وعملاً متقبلاً، وفهمًا ذكيًا وطبعًا صفيًا وشفعًا من كل داء، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين. |
|
06-10-11, 04:24 PM | #2 |
06-10-11, 08:04 PM | #3 |
07-10-11, 08:48 PM | #4 | |
عضو نشط
|
مشكور يابو فهد الحربي دائم مواضيعك مميزه, جزاك الله خير الجزاء, ورحم الله والدينا ووالديك,
ولك الشكر والاحترام |
|
10-10-11, 08:27 AM | #5 |
10-10-11, 10:53 PM | #6 |
10-10-11, 11:07 PM | #7 |
|
|