روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
ملتقى المقتطفات الشعريه والشعر الفصيح والزواميل واالقصائد المنقولة [قصائد منقولة] +[زواميل]+[فصحى] + [ابيات مختاره] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-09-11, 08:55 PM | #1 |
عضو شرف
|
حجاره من القدس
الزائر العزيز
يسعدني إنزال تقديمي لديوان حجارة من القدس وقصيدة . وقدنشرته بالإيطالية طبعة اولى عام 1994, وطبعة ثانية عام 2003 ونشرته في فلسطين عام 2004 في ذكرى اربعين عمّي الحاج محمد حاج خليل المحاميد. اتوخى كرمكم بالملاحظات . صلاح محاميد Salah Mahameed حجاره من القدس Sassi da Gerusalemme لوحات ميكيلي بيرتون disegni di Michele Berton تقديم ميلينا ميلاني Milena Milani ماريا نيكوزيا Maria Nicosia عجز روبيرتو باياتشينا Roberto Papacena منشورات الزيتونه وِشاح الزيتونه ما زال طيفُه , منذ ان ودّعنا, يرافقني . تارةً يدُّب في ذهني واثقاً مطمئناً, وأخرى يرشقني بنسيم ريحاني . "هالو ! أنعيك عمّي محمد!" أخبرني هاتفياً أخي أواخرعصر الرابع من نيسان. "عمّي محمد بن فلان؟" سألتُ. "لا! عمّي محمد الحاج خليل! دهسته سياره في عين الزيتونه ." وضّح أخي. "أبويِ محمد تقصدْ!" صحّحْتُ فوراً , وأردفتُ " يِسلمْ رأسك!" كنتُ متجهاً الى سيارتي بعد يوم عملٍ طويل في عيادتي في مدينة بيلونو. أدرت المحرك صوبت نحو بيتي . طغت صورته على حواسّي , عمّني الصمت ووجل الهيبه, أُخرسَ ضجيج المدينه. تدحرجت ذكرى الراحل عند لقائنا الأخير , قليل الدقائق , غزير المعاني وخالد الإيحاءات الإنسانيه الوفيره. ذهبتُ لزيارتهِ حزيران الماضي في بيته بعد غيابي القسري -الطوعي عن الوطن إثنى عشر عاماً. أستقبلتني حَرمُهُ ,العمّه زَكيه "سأعلمُه بحضورك! إنه مُستلقي في غرفته ! أمس كان صائماً . ذهب الى الروحه* . نظّف ألأرض من ألأعشاب اليابسه وأحرقها . يظهر أن قد أصابه البرد والسعال". قالت وراحت تخبره رغم إلحاحي بعدم إزعاجه. لم يتأنى وظهر هادئاً بعقوده التسعه, بوجهه المُشرق وصفعته الوثّابه. عُرف عنه أنه عصي الكلام. " أصائم اليوم أيضاً , رغم مرضك , يابا؟" سألتُ "يا أبوي ,هذا سرٌ بيني وبين الله!" أجاب بقناعه مُبتسماً . رغم إشارات الوعكه الصحيه ألتي لاحظتُها وقبل أن أتدخل بأسئلتي كطبيب, أضاف" أستنشقت دخاناً وأُصبْتُ بسعال , لكني لست بمريض". أبرقت عيناه وهجاً. كان يتقن مراوغة الكآبه , الهزيمه ,المرض والإحباط . يجيد إستفزاز قواه, وبوقار يستنفر ذهنه للإستماع لحفيده طويل الغياب. يتفانى بحضوره الكريم , إستئصال معاناة الغُربه , كما كان يتعامل مع عذابات العصر التي تلاحق شعبنا منذ ولادته. أمتاز بالإصغاء وألإسداء بالنصيحه. وَصفوهُ بالصنديد المُشاكس أيام شبابه. أهتم بتوفير ما يسدُ الرمق للفقراء بعد النزوح من مسقط رأسه اللجون عام الثمانيه وألأربعين. حدّثوا أنه رجع مع أبي الى مرج إبن عامر , رغم أزيز الرصاص لنقل غُمور القمح الى ملجئهم في أم الفحم . وفي حلكة الليل كان يغامر بنقل الحاجيات من بلدة الطيبه من وراء الحدود. وحفر بئراً لتجميع المياه. عندما أدرك هول النكبه والكارثه وعبث ألحضاره المُتجسد على تخوم وطنه في التنكيل بروح الإنسان , أنزوى , محّص وأشار الى فحوى سر الكينونه وأناقة الوجود . أدمن على قراءة القرآن الكريم ,كلام الله . تأبط الكتاب, مع ألأرض التحمَ وصار صامتاً يُرتل كل الدقائق. صام عن ألرِجس وأستنهض هناء جناتِه المرسومه في طوايا لُبِّهِ المتوارثه عن أجداده منذ فجر التاريخ. أبصر جوهر أشياء ألأرض وصار يتفاعل , يتخاطب مع حيثياتها . تماهى مع من روضَّ من الدابّه ولجم وحشية الحيوانات الضارسه والزواحف السامّه. تدفق عافيةً وصخبت جوانحه حيويه. صار هدوءَ ه ظاهرةً فريده, ثروة تحث الواهنين على الظهور, ألأمل وتقرّي سر العنفوان . ثابت الفكر, مواظباً, مثابراُ عنيداً كالصوان. واثق الخطو, خفيف السير وكتراشق الفراش كان له الإبتسام . كان يتجلى كأيقونه في خضم الركام ,المعمعان والحطام. اختصر لغط الكلام وأختزل أتراح ألأنام. ذاك اللقاء, أستفزني بأبوتِهِ المعهوده, رمقني بعينيه الناضحة ذكاءً, قال" ألا يكفيك يا أبوي غُربةً؟ كراً وفراً! نريد أن نفرح بك!" " مش من خاطري يابا! " أجبْتُ وعرضْتُ عليه منشورات الزيتونه باللغه الإيطاليه" هذا أول ديوان نشرته للطليان -حجاره من القدس- وهذه أسطورة- الطفل الذي جلب السلام- وهذه سربية- شظايا الروح- وهذا كتاب -إسلامي- ". تلقف أبوي محمد الإصدارات. بلهفه بدأ يتمعن بها ,يتحسسها, يقلبها, يتصفحها ويتفحصها. كان عصي الكلام , لم يقرأ ألإيطاليه, لكنه علّق " سيطولك ثواب يا أبوي على جُهدك ! يرضى عليك ووفقك الله!" عشقتُ القراءه والكلام المكتوب وأحببت سفوح عين الزيتونه فدشنْت قبل ثلاث عشر عاماُ جمعية الزيتونه الثقافيه ونشرنا أدباً إنسانياً مع جهابذه طليان . صغيراً , كدت أموت غرقاً في بئر عين الزيتونه. هناك على الرصيف ,للغدير , في الرابع من نيسان , أشاح أبوي محمد عنه روحه. لذكرى ألأربعين تنشر الزيتونه بالعربيه أول إصداراتها. سا ن نازاريو - إيطاليا, الثالث والعشرين من نيسان سنة الفين وخمسه وهج بسمة الربيع في وداع العم الحاج محمد حاج خليل كساب محاميد الذي لقي حتفه أثر رجوعه من حقول عين الزيتونه حيث كان يعتني بأشجار الزيتون وذلك عن عمر يناهز ال ثماني والثمانين عاماً. ودعنا صائماً كما كان يقضي كامل أيام السنه. في سواد ألأسفلت على حافة الرصيف على جذوع الزيتون في عناقيد الخروبه بين أوراق التين أزهار اللوز وعنفوان البرقوق لإمتداد السفوح ترانيم الغدير في الرابع من نيسان أشاح عنه روحه أوهج بسمة هذا الربيع في مفاصل الصخر زرع التراتيل سقى من دموعه أمل الزعتر في ألأريج كبرياء ألأقحوان أشاح عنه صلواته ودّع قيامه وقعوده لعيد العصافير خلع عنه صيامه أوهج بسمة هذا الربيع لم تنل أسماعه زمجرة الجنود حاد عنه أزيز الرصاص هدير الطائرات سقطت على أسوار جنانه على الخرير في "عين الحجه" السمرات القمريه في حضن "إبن العامر" وحكايات "الضحاكه" سقط اللغط على أقدام حلمه ومع الحشائش راح ينسج ملحمة الكرامه لم يمل الصيام لا القعود ولا القيام لم تغادرصفعته بريقاً وإبتسام لكن في الرابع من نيسان لفظ عنه عبث التقاويم أوهج بسمة هذا الربيع مطالر ميلانو الدولي -إيطاليا 5 نيسان 2005 |
11-09-11, 09:01 PM | #2 |
12-09-11, 12:48 AM | #3 |
كـــاتــب
|
الدكتور . صلاح المحاميد رحم الله عمك رحمة واسعة وغفر له نعم الصلة بينكما رغم البعد والمهجر أو المنفى وقد ابدعت في خاطرتك كثيرآ ... وقد شدني بها كلمات رغم جمالها كخاطرة ولكن بقي في ذهني صورة واحدة بعد الانتهاء من قراءتها مرارآ وهي صورة عمك رحمة الله الصائم طيلة السنه وكأني اراه امام عيني ذلك الشيخ الصائم العابد لله رغم ماتعانيه المنطقة من حروب وخلافه وشدني اكثر لزراعته لشجر الزيتون وهو في عامه 88 وعاد بي الفكر لحكمة قديمة ؟؟؟ عندما سئل شيخ لماذا تزرع الزيتون وهو يحتاج لعدة سنوات كي يثمر وانت شيخ كبير فاجاب زرعو لنا فاكلنا .... ونحن نزرع لهم لياكلو لله درك د . صلاح خاطرة جميلة تقبل تحياتي |
12-09-11, 02:07 AM | #4 |
عضو شرف
|
شكرا لمرورك ولإطرائك أخي راجح الجحدلي وعسى ان نبلغ رسالة المحماديين في البقاع
ويا ابن العم ابو راكان , العزيز محسن الحربي حاولت الإتصال بك على الجوال اليوم لكن دون جدوى سعيد أنا بوقع القصيدة الإفتتاحية على ذهنكم وهذا طريقنا ك"بني حرب" رغم بعد اكثر من الف سنة والآف الأميال . و" ما ينفع الناس يبقى في الأرض" . أهلاَ بالتواصل وإلىاللقاء |
29-09-11, 04:40 PM | #5 |
29-09-11, 08:25 PM | #6 |
01-10-11, 05:45 AM | #7 | |
عــضــو
|
الله لا يهينك وجزاك الله خير علي هالقصيده
|
|
01-10-11, 11:41 AM | #8 |
عضو شرف
|
شكرا لمروركم الكريم
وللشاعر سيف محمد المسروحي اود قراءة قصائدكم ولطلال الحنيني كل التقدير azzaytuna@yahoo.it |
|
|