روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-06-10, 06:11 PM | #1 |
عضو شرف
|
من أين أكتسبته وفيما أنفقته
اما بعد: فمن نعم الله العديدة والتي لاتعد ولاتحصى نعمة المال الذي هو عصب الحياة فبه تعمر المصالح كما به تعمر المفاسد به اجساد تدخل الجنة وبه اجساد تدخل النار وكل نفس بما كسبت رهينة وكلٌ مسئول عما في يده من مال من أين اكتسبه وفيما انفقه كما قال صلى الله عليه وسلم فاالمال فتنة وابتلاء كما قال الله تعالى (واعلموا انما اموالكم واولادكم فتنة ) وقال صلى الله عليه وسلم ( ان لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال ) وكثير من المسلمين اليوم قد وقع في شراك هذه الفتنة فتراه يتهالك في جمعه حتى صار غاية له في دنياه , ولا يتحرج أبداً في طريق كسبه , ولا يتورع في سبيل إنفاقه حتى اصبح بعض المسلمين لايبالون في مصادر المال حلالا كانت ام حراما وهذا مصداق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (يأتي على الناس زمان لايبالى المرء بما أخذ المال من الحلال أم من الحرام ) والتخوض في طلب المال من أي مصدر كان موعود فاعله بالنار كما قال صلى الله عليه وسلم (إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة ) ولهذا ترى بعض المسلمين اليوم متهاونون كثيرا في جمع الأموال بطرق غير شرعية كالمتاجرة بالمخدرات ، أو في بيع الفيز والـتأشيرات ، أو أخذ اقساط شهرية ثابتة ومحددة من بعض مالديهم من عاملين يسرحون ويمرحون في كثير من الطرقات ، او اكتتابات ومساهمات مشبوهة ، أوبيوع محرمة ، أوبخس من ساعات الدوام ، اوألأكل من اموال الدولة بغير حق اختلاسا وحيلا باطلة ، وهذا عده العلماء من الغلول وهو محرم ولايجوز قال تعالى: (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كلُّ نفس ما كسبت وهم لايظلمون ) وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم رجلاً سرق شملة من الغنائم ، وهي قطعة قماش صغيرة أنه في النار فقال: والذي نفسي بيده إن الشملة التي اخذها يوم خيبر لتشتعل عليه ناراً ) ويقول صلى الله عليه وسلم (والله لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حقه إلا لقي الله تعالى يحمله يوم القيامة: بعيراً له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ) فالمال مال الله وهو وديعة عند الإنسان لايجوز ان يتصرف فيه الا وفق مراد الله تعالى كسبا كان اوانفاقا فإن كان في كسبه حراما او فيه ادنى شبهة من حرام فعواقبه سيئة على كاسبه في دينه ونفسه واسرته فلايقبل الله له دعاء والنار أولى به يوم القيامة كما قال صلى الله عليه وسلم ( رب اشعث اغبر يرفع يديه الى السماء يارب يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وقد غذي بالحرام فاأنى يستجاب له ) ويقول صلى الله عليه وسلم ( كل جسد نبت على السحت فالنار اولى به ) فاالإنسان لاشك قد جبل على محبة المال, وشدة طلبه , والمبالغة في تحصيله قال تعالى ( وتحبون المال حبا جما) ومع ذلك الحب الجبلي فقد وجهنا الله تعالى في كيفية التعامل المتوازن مابين الدنيا والآخرة فقال تعالى( وابتغ فيما اتاك الله الدار الآخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك ولاتبغ الفساد في الأرض ان الله لايحب المفسدين) ويوم القيامة سيتبرأ الأنسان من هذا المال ان كانت مكاسبه غير شرعية او لم يؤدي حق الله فيه يوم يقول ( ياليتها كانت القاضية مااغني عني ماليه هلك عني سلطانيه ) ولكن لابراءة هناك انما سيحاسب عن قليله قبل كثيره فمن أخذ المال بحقه وأدى حق الله فيه وجعله عونا على الطاعة وسلطه على هلكته بالحق وسلك فيه في سبيل الإحسان فلا يؤاخذ على ذلك ولا يلام ولو استكثر منه, ولا ينقص إيمانه بذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (نعم المال الصالح للمرء الصالح) وقد كان أكابر الصحابة وأفاضلهم يتاجرون بالمال الكثير ويسافرون في سبيله واذا كانت الشدائد أنفقوه وبذلوه في وجوه الخير وسبل الطاعة يمينا وشمالا فااتقوا الله عبادالله فالحلال بين والحرام بين فتحروا المال الحلال بعيدا عن الشبهات اكتساباً وانفاقا تسعدوا في الدنيا والأخرة (ياايها الذين آمنوا لاتاكلوا اموالكم بينكم بالباطل الا ان تكون تجارة عن تراض منكم ) اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عن من سواك وصلى الله وسلم على نبينا محمد |
|
|