روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-02-14, 10:00 PM | #1 |
يا غير مسجل ما هو مشروعك في أولادك ؟!................................
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ما هو مشروعك في أولادك ؟! الحمدلله حمداً يفوق شفقة الوالد على الولد ،ويبقى بقاء حب الذرية في البشر ؛والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير الآباء والرسل والأنبياء محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ؛ أما بعد فهؤلاء الأطفال ذكوراً وإناثاً الذين يعيشون معنا في بيوتنا ؛ أقصد أولادنا ! هم غداً سيكونون كبارا ؛ لكن هل فكرت يوما أو تأملت ولو لدقائق كيف سيكون حالهم غدا ؟ قد تقول الله أعلم ؛ وأنا مؤقن بأن الله أعلم . لكن علينا أن نعلم أن حالهم غدا متوقف على تعاملنا معهم اليوم وحسن تربيتنا لهم . صحيح أن هذا الكلام ليس على إطلاقه ،فقد يحدث العكس فقد يكون ابن التقي شقي وابن الشقي تقي ،وابن الناجح فاشل وابن الفاشل ناجحاً . فخليل الرحمن ابراهيم على نبينا وعليه أفضل صلاة وأزكى سلام ابن عدو الرحمن وولي الأصنام آزر . وغريق الكفر والشرك ابن نوح عليه السلام . لا شك في ذلك فأن الله يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي . لكن الغالب وبتوفيق الله أن البلد الطيب يخرج نباته طيباً والذي خبث لا يخرج إلا نكداً . والتربية بحر لا ساحل له واضحة أهدافه ،ومختلفة طرقه ووسائله بإختلاف الوالدين والأولاد والأعراف والبيئات والتقاليد والعادات . غايتها العظمى كما قال الله :( ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما آمرهم ويفعلون ما يؤمرون ). وأول بشائرها قول الله تعالى:( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شي ). وأخوف خسائرها وأشد آلامها بينه الله بقوله تعالى:( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين ). وتأثيرهم علينا بينه الله بقوله :(وأعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم ). وحذرنا سبحانه من جنوح هذه العلاقة عند فئة منهم بقوله :(يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدو لكم فأحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ). ومكانتهم في الحياة الدنيا بينها الله بقوله :( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا ). وخير ما يعطيه الوالد ولده جاء مبيناً في هذا الحديث :"ما نَحل والدٌ ولدّه من نحْل أفضل من أدب حسَن" . أخرجه أحمد والترمذي . وأثرهم علينا بعد مماتنا متوقف على أثرنا عليهم في حياتنا؛ فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له). وبعد هذه النفائس من كلام ربي وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم لا من كلامي اسأل نفسك أيها الاب المبارك والأم الرحيمة ما هو مشروعكما في أولادكما ؟ هم أعظم منتج لكما في الحياة ! وهم المنتج الأصلي الذي لا يقبل التقليد ! وهم من إذا دعا لهم الناس دعوا لكما معهم وإذا دعوا عليهم دعوا عليكما معهم ! لتكن تربيتهم وصلاحهم هاجساً يبيت معكما إذا بتما ويستيقظ قبل أن تستيقظا . لا نملك من الأمر شي إنما نبذل الأسباب متوكلين على الله ؛لا نغفل عن قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ). ابنك تتشكل شخصيته في سنين عمره الأولى . صدقني إذا بلغ المرحلة المتوسطة يكون في مخيلته رسماً لشخصيته قد لا تراه أنت لكنك تستطيع أن تحدد من تصرفاته أين وجهته ؟ وهي مرحلة ممكن فيها التعديل والتحفيز . من يظن أن التربية تبدأ من مرحلة المراهقة لا يفقه في التربية شيئاً وإنما يظهر أثر التربية السابقة في فترة المراهقة وإن كان المصطلح محل نظر . التربية ليست ردود أفعال على تصرفات الأولاد ،لكن التربية مبادرات تصنع تصرفات الأولاد . التربية لا تعني أن يكون ولدك شيئاً معيناً محدداً معروف سلفاً ؛ وإنما تعني أن يملك ولدك مقومات معينة تمكنه من الحياة الطيبة السعيدة أينما كان قدره . محاولة إخراج ولدك صورة طبق الأصل منك عبث تربوي مهما بلغت من النجاح والفلاح ؛من أراد أن يسير على طريقك بطوعه واختياره فلا تمنعه ومن أراد أن يكون شيئاً مختلفاً فلا تقف في طريقه .وما يدريك لعله يبلغ من المجد مالم تبلغ عشر معشاره ؟ كم يحرقك الألم وأنت ترى شباباً بل وأطفالا يغدون ويروحون بلا موجه ولا رقيب كيف سيكون حالهم غداً ؟ أعجبني يوماً قول رجل من العامة :( من أراد أن يخرج رجلا فلا بد أن يتعب عليه). فالتربية ليست مهمة يسيرة ؛ بل هي من أشق المهام وأطولها أمداً ؛ فأولها بينها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله كما جاء عنه :( تخيروا لنطفكم ). وآخرها رسائل من على فراش الموت كرسالة النبي التقي يعقوب عليه السلام كما قص الله ذلك عنه :(أم كنتم شهداء إذا حضر يعقوب الموت إذا قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائكم إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحد ونحن له مسلمون). تأمل حال أولادك اليوم والخطاب للأب والأم كيف سيكونون بعد عشر سنوات إن شاء الله إذا ساروا على ما هم عليه . ثم قف وقفة حزم وصدق فعزز فيهم من خصال الخير وطرق النجاح ما يحتاج إلى تعزير وعدل ما تراه من سوء يحتاج إلى تعديل تسعد بهم في مستقبلك وتسعد بهم أمتهم. فإنا نرى من حال البعض عافاه الله وهدانا وإياهم وكأن مشروعه في ولده أن يكون مدمن مخدرات أو مفحط سيارات أو جاهلا جهلا مركب. ومهما كبر ولدك ،وتقدم به السن فإن التأثير عليه ممكن وإصلاحه متاح ؛بل إن بعص الأولاد أحيى الله قلبه بعد موت والده يوم تذكر نصح الوالد ووعظه وتوجيهه . لا تظهر مشكلة تربوية بحجم كبير على ولدك مباشرة ؛بل هي تظهر صغيرة ،ثم تكبر شيئاً فشيئاً ،وتبقى مهمة المربي ناجحاً أباً كان أو أماً علاج هذه المشكلة في مهدها وعدم تركها حتى تستفحل فيصعب علاجها . التربية خطاب لعقل الولد حينا ،وخطاب لقلبه ومشاعره حينا ،وترك الخطاب حينا . وتذكر جيدا قول الشاعر : وينشأ ناش الفتيان منا على ما كان عوده أبوه وقول الآخر : ومن زرع الحبوب وما سقاها تأوه نادماً يوم الحصاد بلغكم الله في أولادكم فوق ما تتمنون وبلغ الله أمتنا في شبابها ذروة أمجادها . والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . مصلح بن زويد العتيبي 26/ربيع الأول /1435هـ . |
|
|
|