الدرس الثاني: معنى الشهادتين
تأليف الشيخ: سرحان بن غزاي العتيبي
(( معنى الشهادتين ))
معنى ( شهادة أن لا إله إلا الله ) أي لا معبود بحقٍ إلا الله ، لأن ( لا إله ) تعني نفي العبادة عمَّا سوى الله و ( إلا الله ) إثباتها لله وحده لا شريك له: وبذلك نعلم خطأ من يقول أن معناها ( لا معبود إلا الله ) لأن المعبودات كثيرة لأن من الناس من يعبد اللات والعزى ومنهم من يعبد الشمس والقمر ومنهم من يعبد الشجر والحجر ومنهم من يعبد الجن والبشر ومنهم من يعبد الخيل والبقر إلى غير ذلك من المعبودات الكثيرة لكنها كلها باطلة ( ولا معبود بحقٍ إلا الله ) فتبين أن هذا هو معنى لا إله إلا الله: والإله هو المألوه أي المعبود، وبذلك نعلم خطأ من يقول أن معنى ( لا إله إلا الله ) أي ( لا قادر على الاختراع إلا الله ) لأن القدرة على الاختراع وهو الخلق من العدم متعلقٌ بتوحيد الربوبية والشهادة هنا متعلقة بتوحيد الألوهية ولذلك لم يقلها كفار قريش والمشركون القدامى مع إقرارهم بتوحيد الربوبية كما تقدم فكانوا كما قال الله عنهم { إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ} (36) سورة الصافات] وقالوا { أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} (5) سورة ص] فلم يقولوها لأنهم يعلمون أن معناها إفراد الله بالعبادة وهم لا يقرون بذلك، ولو كان معناها ( لا قادر على الاختراع إلا الله ) لقالوها لأنهم يقرون أن الله وحده هو الخالق من العدم فتبين أن كفار قريش والمشركون القدامى أفقه بمعنى الشهادة من الفلاسفة وأهل الكلام: ومعنى ( شهادة أن محمداً رسول الله ) طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وألا يعبد الله إلا بما شرع:
********