(( تمني الموت ))

17-04-07, 08:33 AM

ورد في أحاديث علامات يوم القيامة أن آخر الزمان يمر الرجل على القبر فيقول ليتني كنت مكانك.فهل تمني الموت جائز أم غير جائز ؟؟؟!

تمني الموت يجوز في أحيان ومنهي عنه في أحيان ؛
فتمني الموت جائز لمن وثق بعمله ولمن خشي الفتنة في الدين.

والأدلة على ذلك:
قالت مريم-عليها السلام-:
((ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيًا منسياً)).

وقال يوسف عليه السلام:
((توفني مسلماً وألحقني بالصالحين)).

وقال الله تعالى:
((قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين)).

وقال تعالى:
((قل يأيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين*ولا يتمنونه أبداً بما قدمت أيديهم
والله عليم بالظالمين)).

وقال-صلى الله عليه وسلم-:
((لايتمنين أحد الموت إلا من وثق بعمله))رواه أحمد.

وتمني الموت خوف فتنة في الدين فإنه يجوز بغير خلاف.

وأدلة النهي عنه لغير الشرطين السابقين:

قال-صلى الله عليه وسلم-:
((لايتمنين أحدكم الموت لضرٍ نزل به ؛ فإن كان لا بد فاعلاً
فليقل:اللهم أحييني ما علمت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي))أخرجاه في الصحيحين.

وقال-صلى الله عليه وسلم-:
((لا يتمنى أحدكم الموت إما محسناً فلعله يزداد وإما مسيئاً
فلعله أن يستعتب))رواه البخاري.

وقال-صلى الله عليه وسلم-:
((لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيراً))
رواه مسلم وأحمد وزاد أحمد في رواية له:
((إلا أن يكون وثق بعمله)).

وقال-صلى الله عليه وسلم-:
((لا تتمنوا الموت فإن هول المطلع شديد وإن من السعادة
أن يطول عمر العبد ويرزقه الله الإنابة))رواه أحمد.

وقال-صلى الله عليه وسلم-:
((اثنان يكرههما ابن آدم:الموت والموت خير للمؤمن من الفتنة ؛ ويكره قلة المال وقلة المال أقل للحساب))
رواه أحمد وصححه الهيثمي في منبع الزوائد.

وسئل رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:أي الناس خير؟؟
قال:من طال عمره وحسن عمله ؛
وسئل أي الناس شر؟؟
قال:من طال عمره وساء عمله))
رواه الترمذي وصححه وكذلك الألباني.

قال ابن مسعود-رضي الله عنه-:
مامن بر ولا فاجر إلا والموت خير له إن كان براً فما عند الله
خير للأبرار ؛ وإن كان فاجراً فإنما نملي لهم ليزدادوا إثماً.

وقيل لشيخ كبير:أتحب الموت؟؟
قال:لا ؛ قد ذهب الشباب وشره وجاء الكبر وخيره ؛
فإذا قمت قلت:بسم الله ؛وإذا قعدت قلت:الحمد لله ؛
فأنا أحب أن يبقى لي هذا.

والله أعلم.

منقول من جزء لأبي بكر الوضاح الحنبلي.