عرض مشاركة واحدة
قديم 14-01-11, 01:05 AM   #5
عــضــو

 










 

غـالي غير متواجد حالياً

غـالي is on a distinguished road

افتراضي

باختصار هي بداية عام جديد .. يستفتح بتفجير كنسيــة ويتبعه صرخة شعبية عربية !!

شاب عربي يدعى محمد البوزيدي .. في الثلاثين من عمره .. تخرج بمرتبة الشرف وحصل على الامتياز بتخصصه شأنه كشأن الشبان العرب اضطهاد حرية قمعية حقوق مسلوبة وبطالة محجوزة .. لم يركن ولم يجد ملاذا إلا أن يتخذ من عربة صغيرة عليها قليل من القليل من الخضار بزاوية في أحد الأسواق التونسيــة .. رضي بهذا القليل رضي بما لا يرضيه ويحقق طموحه .. لم يسلم بالنهاية من الطغاة والاستبداد العربي ضرب وتم مصادرة القليل من القليل من الخضار وكسرت عربته .. لم يكن معه مسدس ليقتل ولم يكن يحمل سكين ليطعن ولم يحمل متفجرات ليفجر .. لم يجد بداً إلا ان ينتحر فأحرق نفسه أمام مقر الوالي .. من كان حوله هم مثله من الشباب المضطهدين المعدومين ممن يعرفونه .. قامت على أثرها ثورة عارمة اجتاحت تونس .. تونس الخنوع تونس الاستبداد تونس القدوة في الأمن الاستبدادي الصارم .. يستحيل اكبر المحللين أن يتوقع أن تخرج هذه الثورة من تونس وبالذات في زمن زين العابدين بن علي .. محال .

محمد يجب أن يخلد ذكراه كأحمد عرابي بعد موقفه ومقولته الشهيرة :
خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم
الثورة لم تترك حيز بتونس إلا وصلت له تم قفل الجامعات والمدارس وتأجلت المباريات والتجمعات وقُتل أثر هذه الانتفاضة ما يقارب (( 75)) من شباب تونس ..ومع التنازلات والوعود إلا أن الثورة لا يعلم احد سوى الله عز وجل متى تنتهي مع (( 300)) ألف وظيفة التي تعهد بها زين العابدين بتوفيرها لهم ورغم أن وزير الخارجية التونسي طرد شر طرده ومع تخفيض الضرائب كل هذا لم تخمد الثورة العربية التونسية .

بالجزائر .. دولة النفط ...مع الغلا الفاحش والاستبدادي في رفع السلع ..قامت مظاهرات وثورة الجوع وتأمل كيف أصبحت الآن الجزائر .. وتم التنازل وتم تخفيض السلع الغذائية ومع كل هذا لم تهدأ الثورة فعندما تنهض الشعوب لا يعلم احد متى تهدأ أو إلى أي مدى يصل مطلبها .

يردد هذه الكلمات الآن الشباب التونسي ...
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثر
كذلك قالت لي الكائنات وحدثني روحها المستتر
ودمدمت الريح بين الفجاج وفوق الجبال وتحت الشجر:
إذا ما طمحت إلى غاية ركبت المنى ونسيت الحذر
ومن لا يحب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر
فعجت بقلبي دماء الشباب وضجت بصدري رياح أخر
وأطرقت أصغى لقصف الرعود وعزف الرياح ووقع المطر
وقالت لي الأرض لما سالت: يا أم هل تكرهين البشر ؟:
أبارك في الناس أهل الطموح ومن يستلذ ركوب الخطر
وألعن من لا يماشي الزمان ويقنع بالعيش ، عيش الحجر

معزتي وتقديري ليس للمتلقي العربي بل للشعب العربي كافة .

غالي.




التوقيع :
    رد مع اقتباس