النابلسي , ت
الإنسان أحياناً يأتيه الشيطان ، ويقول له : أنت لست مؤمناً ، أنت منافق ، الشيطان يوسوس للإنسان ، فإذا دفع الإنسان مبلغاً من المال من دون أن تعلم شماله ما أفقت يمينه فإن هذا الإنفاق يلقم الشيطان حجراً يسكته ، دفعت المال ، وقد حبب إليك ، دفعته ، ولم يدرِ بهذا الدفع أحد ، إنك بهذا ترجو الله عز وجل ، لذلك من كان في شكٍ من أمره ، من كان في شك من إيمانه ، مَن كان في شك من حبه لله عز وجل ، فلينفق دون أن يذكر إنفاقه ، فإن في هذا الإنفاق قطعاً لوسوسة الشيطان ، إن في هذا الإنفاق برهاناً .
فأحياناً الإنسان يكون له صديق ، فيزوره ، يحتفل فيه ، يدعوه لزيارته ، فيرد الإكرام بإكرام مثله ، عواطف جيَّاشة ، وكلمات لطيفة ، كلمات حارة ، عبارات أنيقة ، يعلق على العلاقة، يقول له : أنا أحبك ، أنت جزء من كياني ، أنا أتعاطف معك ، هذا كله كلام ، والسهرات متع والرحلات فيها متع أيضاً ، ولكن إذا جاءك هذا الصديق ، وقال : هل معك مبلغ تقرضني إياه ، فأنا في أشد الحاجة إليه ؟ هنا تظهر المحبة الحقيقية ، ما دام الأمر لا يوجد فيه بذل ، في مجاملات ، في عبارات دافئة ، في كلمات رنَّانة ، في تعليقات عاطفية ، في تعبيرات عما في النفس من عواطف جياشة ، ما دام الأمر على مستوى الكلام ، فكله كلام بكلام ، ولكن حينما يأتيك طالباً منك بعض المال ، حينما تعطيه هذا المال ، وأنت حريص عليه ، فذا الدفع يؤكد إخلاصك له ..
إن الصديق الحق مَن كان معك ومن يضر نفسه لينفعك
ومَن إذا ريب الزمان صدعـك شتت فيك شمله ليجمعك
* * *
فلذلك " وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ " ، برهان على أنك تحب الله ورسوله ، برهان على أنك واثق بما عند الله من خيرٍ كبير ، برهانٌ على أن الذي قاله النبي عليه الصلاة والسلام من دعوة إلى الإنفاق في قلبك وفي سمعك وأنت مصدق النبي العدنان ، فلذلك ربنا عز وجل قال :
( سورة التوبة)
من يقرأ القرآن الكريم في ثماني آيات فيما أذكر على سبيل الحصر يؤكد الله سبحانه وتعالى أن كل شيء تنفقه الله سبحانه وتعالى يخلفه ..
( سورة سبأ : من آية " 39 " )
فإذا قرأت القرآن ، وصدقت الله سبحانه وتعالى عندئذٍ تنفق ، فإذا أنفقت ، فإنفاقك تصديق وبرهان على أنك مصدق لكلام الله ، هذا معنى آخر ، إنفاق المال في حد ذاته برهان على طاعتك لله ، برهان على إيمانك ، برهان على محبتك ، ولكن إنفاق المال أيضاً دليل على أنك مصدق لوعد الله ، إذا أنفقت المال فالله سبحانه وتعالى لابد من أن يخلفه عليك ، من هنا تأتي كلمة : " وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ " .
وذاق طعم القرب من أنفق ماله ابتغاء وجه الله ، إن الصدقة لتقع في يد الله عز وجل قبل أن تقع في يد الفقير ، إن الله سبحانه وتعالى يمكن أن يسترضى بالصدقة ، باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها ، ((صدقة السر تطفئ غضب الرب )) ، فإذا سنحت من الإنسان سانحة لا ترضي الله عز وجل ؛ وقع في مخالفة ، وقع في تقصير ، وقع في غيبة ، خطفت نفسه صورة امرأة من دون أن يشعر ، لم يكتف بالنظرة الأولى ، زلت قدمه ، زلَّت عينه ، خانته عينه ، وشعر أن الله ليس رضياً عنه ، وشعر بالحجاب ، وشعر بالتقصير ، شعر بالمخالفة ، إذا أسأت فأحسن ، ادفع من مالك الذي كسبته حلالاً استرضاءً لله عز وجل.
والله الذي لا إله إلا هو لا يعلم هذه المعاني إلا من ذاقها ، إذا الإنسان وقع في غفلة ، وقع في حجاب ، وقع في مخالفة صغيرة عن غير قصد ، وكانت هذه المخالفة حجاباً بينه وبين الله ، بإمكانه أن يبادر في دفع صدقة تزيل هذه الجفوة بينه وبين الله ، تذيل هذا الحجاب الذي كان بينه وبين الله .
لذلك " وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ " ، لا أعتقد في واحد من الإخوة الحاضرين لا يعرف عشرات بل مئات بل ألوف القصص التي تؤكد أنك إذا أنفقت المال عوض عليك ما أنفقه أضعافاً مضاعفة ، فالله سبحانه وتعالى يسترضى بالصدقة ، غضب الله عز وجل يطفأ بالصدقة ، البلاء يرد بالصدقة، المرض يعالج بالصدقة ، لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ((داووا مرضاكم بالصدقة)) .
( من الجامع الصغير : عن " ابن مسعود " )
يعني إذا أردت أن تتقرب إلى الله عز وجل ، فالمال جعله الله بين يديك مادةً للتقرب إلى الله عز وجل ، يقول لك : فلان كيف مفتاحه ؟ مع مَن مفتاح ؟ كيف نجعله يوافق على هذه الشيء ؟ يقال لك : فلان مفتاحه ويوجهه توجيه معين ، فالله سبحانه وتعالى إذا تصدقت فإن هذه الصدقة تطفئ غضب الرب ، إن هذه الصدقة تمنع البلاء ، إن الصدقة تمحو السيئة ، ((اتق الله حيث ما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن )) .
" وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ "، ((أنفق بلالاً ولا تخش من ذي العرش إقلالاً )) ، ورد في الحديث القدسي : ((عبدي أَنفق أُنفق عليك)) .
( من الجامع لأحكام القرآن )
ودرهم تنفقه في حياتك خير من مئة ألف درهم ينفق بعد مماتك ، لا تعلم قد يبدو للورثة أن يتهموا أباهم بالجنون ، ويقولون : هذا أبونا يحتاج إلى حجر صحي ، يريد حجرًا على عقله ، ربما لا تنفذ وصيتك ، ربما لا تنفذ وصيتك ، وقد يحتال في تنفيذه ، أما إذا قدمت مالك أمامك سرك اللحاق به ، أما إذا تركته خلفك آلمك تركه ، لذلك " وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ " .
مرة ثانية :
( سورة التوبة)
والذي لا إله إلا هو إذا أنفقت من مالك الحلال لا تبتغي سمعة ، ولا رياء ، ولا ضجيجاً ، ولا مكانة ، ولا علواً في الأرض ، ولا سمعة ، ولا تألقاً ، لا تبتغي إلا أن يرضى الله عنك ، كان هذا المال مطهراً لنفسك ، تُطَهِّرُهُمْ ، مزكياً لها ، مقرباً لك من الله عز وجل ، والإنسان لا يقول : ليس معي ، قال عليه الصلاة السلام ، وقد أنفق بعضاً من ماله ، قال : ((يا رب هذا جهد من مقل )) ، لأن رُبَّ درهم سبق ألف دهم ، إذا الإنسان دفع عشرة ليرات ، ولا يملك غيرها فقد دفع ماله كلها ، شاب ، له مخصصات أسبوعية ، خمسة وعشرين ليرة ، لو أنه دفع منها خمس ليرات ، ما معنى خمس ليرات ؟ أي دفع خمس ماله ، رب درهم سبق ألف درهم ، شيء آخر : درهم تنفقه في إخلاص خير من مئة ألف درهم ينفق في رياء .
فهذه الصدقة أيها الإخوة برهان ، والله الذي لا إله إلا هو ، إخوة كثيرون يروون عشرات القصص كيف أنها تطفئ غضب الرب ، كيف أنها تمنع البلاء ، كيف أنها تقي مصارع السوء ، صنائع المعروف تقي مصارع السوء ، كيف أنها تقرب من الله عز وجل ، كيف أنها تطهر النفس، كيف أنها تزكِّياه ، كيف أنها ترقى بصاحبها .
فلذلك آيات الإنفاق التي وردت في القرآن الكريم أكثر من أن تعد ، كثيرةٌ جداً ، والأحاديث الشريفة التي بينت فضل الإنفاق ، أكثر من أن تحصى ، وإذا أردت أن تتعامل مع الله بهذه الأحاديث ، لا أقول لك : جرب . لأن الله لا يجرب ، الله سبحانه وتعالى لا يجرب ولا يشارط ، ولكن زوال الكون أهون على الله من أن تنفق نفقة من مالك الحلال ، ولا يعوضها الله عليك بعشرات الأمثال في الدنيا قبل الآخرة ، لذلك الحديث القدسي : ((عبدي أَنفق أُنفق عليك )) ، بل للصدقة معنى آخر ، يقول عليه الصلاة والسلام : ((استنزلوا الرزق بالصدقة)) .
( من الجامع الصغير : عن " أبي هريرة " )
والله أخ كريم حدثني أن عمله أوشك أن يقف ، ولا مورد له آخر، فاستمطر الرزق كما قال عليه الصلاة والسلام بالصدقة ؛ صار ينفق من ماله كل يوم مبلغاً يسيراً ، فالمبيعات كثرت إلى أن صار ينفق كل يوم مبلغاً كبيراً جداً يتناسب مع حجم مبيعاته ، استمطروا الرزق بالصدقة ، إذاً بالصدقة تجلب الرزق ، وبالصدقة تطفئ غضب الرب ، وبالصدقة تدفع البلاء ، وبالصدقة تمحو السيئة ، وبالصدقة تثبت لنفسك أنك مؤمن وأن الله يحبك ، وأن دفع المال رمٌز لإخلاصك في حب الله.
بقي هذا الدفع ، الأفضل أن يكون في حياتك ، لأنه درهم تنفقه في حياتك خير من مئة ألف درهم ينفق بعد مماتك ، والأفضل أن يكون هذا الدفع بإخلاص شديد ، درهم أنفق في إخلاص خيرٌ من مئة ألف درهم أنفقت في رياء .
والصبر ضياء ..
( سورة الزمر)
لماذا هو ضياء ؟ الصبر تماماً كطفلٍ صغير جعل على مقعد طبيب الأسنان ، هذا الطفل الصغير لجهله بعلم الطبيب ، ولجهله بحكمته، ولجهله بأن هذا الذي يفعله في أسنانه لمصلحته ؛ تراه يصيح ، ويثور ، ويبكي ، ويرغي ، ويزبد ، أما الراشد الكبير قد يتألم ، وقد يشد على طرف المقعد من ألمه ، ولكنه لا يتكلم ، ولا يضجر ، ولا يقول إلا الكلام اللطيف مع الطبيب ، لأنه يعلم علم اليقين أن هذا الذي يفعله الطبيب لمصلحته.
لذلك ، "الصَّبْرُ ضِيَاءٌ " ، معنى الصابر أنت تعلم أن هذا الذي يجري لمصلحتك عملية معالجة ، الدواء دائماً مر ، كان في تقصير ، كان في وقاية ، فربنا عز وجل أراد أن يقي هذا الإنسان أو أن يعالجه ، فساق له بعض الشدائد ، فالصابر هو الذي يعرف أن الله سبحانه وتعالى بيده الخير ، كل شيء وقع أراده الله ، وإرادة الله متعلقة بحكمته ، وحكمته متعلقة بالخير المطلق ، يجب أن تعلم علم اليقين أن الذي وقع هو خيرٌ مطلق ، فإذا سمَّاه علماء التوحيد شراً ، والإيمان بالقدر خيره وشره ، هذه التسمية بحسب ما نفهم نحن في أشياء مؤلمة ؛ الفقر مؤلم ، المرض مؤلم هذا الفقر في ظاهره مؤلم ، لكن في حقيقته ربما كان الطريق إلى الله عز وجل ، لذلك إن المصائب والحكم حكماً جليلة ، وهي أنها تدفع العبد إلى باب الله سبحانه وتعالى ، وتلجئه إلى أن يكون عبداً له ، لذلك ولو كشف الغطاء لاخترتم الواقع ، " ما من عثرة ولا اختلاج عرق ولا خدش عود إلا بما قدمت أيديكم وما يعفو الله أكثر " ..
( سورة الشورى)
( سورة البقرة )
بعضهم قال في تفسير هذه الآية : وإنا راجعون إلى الله بها ..
( سورة البقرة )
إذاً " وَالصّبرُ ضياءٌ ، والقرآنُ حجةٌ لك أو عليك " ، القرآن إذا طبقته فهو حجة لك ، فإن لم تطبقه فهو حجة عليك ، إذا عرفت أن هذا الكلام كلام الله ، وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وأن كلام الله يعلو على كل كلام ، وان مصداقيته من أعلى درجة ، وأن السعادة كلها في تطبيقه ، وأن الشقاء كله في تركه ، وأن القرآن غنىً لا فقر بعده ، ولا غنى دونه ، إذا علمت هذا العلم وطبقته كان حجة لك ، فإذا علمت ولم تطبق كان حجة عليك .
لذلك كلمة : صدق الله العظيم كلمة خطيرة جداً ، نقرأ جزءًا ، حزبًا ، عشرًا ، ونقول : صدق الله العظيم ، هل أنت مصدق ما في هذا الكتاب ؟ طبعاً ، كلمة نعم سهلة ، هل عملك في اليوم ، وهل كسبك للمال ، وهل علاقتك الاجتماعية ، وهل علاقتك الزوجية ، وهل منطلقاتك النظرية ، وهل ممارساتك العملية تنطلق من هذا القرآن أم من أشياء أخرى ؟ فيكفي أن الله سبحانه وتعالى يقول لك :
( سورة النور : من آية " 30" )
فإذا كنت مصدقاً قال :
( سورة النور : من آية " 30" )
رب العزة يقول : غض البصر أزكى لك وأطهر في الدنيا والآخرة ، فإذا رأيت أن في النظر متعةً ، فأنت بهذا لست مصدقاً ما قاله الله عز وجل .
إذا قال الله :
( سورة البقرة )
ورأيت أنه لابد من أن يستثمر المال بفائدة لئلا تقل قيمته ، هكذا رأيت أنت ، رأيت شيئاً يخالف كلام الله ، عندئذٍ الله سبحانه وتعالى يمحق الله الربا ، فهذا الذي نقوله : " والقرآن حجة لك أو عليك " .
" كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ، كل إنسان ينطلق في حياته ، إما أن يبيع نفسه ابتغاء مرضاة الله ، فينجو من عذاب الدنيا والآخرة ، وإما أن يبيعها للشيطان فيخسر الدنيا والآخرة ، إما أن يبيعها للرحمن فيكسب الدنيا والآخرة ، وإما أن يبيعها للشيطان فيهلكها في الدنيا والآخرة ، كل الناس يغدو ..
( سورة الليل)
كل إنسان ينطلق ؛ هذا إلى عقد صفقة ، وهذا إلى كسب مال حرام ، وهذا إلى طلب علم شريف ، وهذا إلى خدمة أخ صادق ، وهذا إلى معاونة أرملة ، وهذا إلى رعاية أيتام ، وهذا يغدو إلى صلة الرحم ، وهذا يغدو إلى طلب العلم ، وهذا يغدو إلى تعليم العلم ..
( سورة الليل)
متفاوتة بالدوافع والأهداف والنتائج ، فالإنسان العاقل هو الذي يسعى لمرضاة الله ، " كل الناس يغدو " ، كل يوم صباحاً الناس ينطلقون من بيوتهم هذا إلى إيقاع الأذى بالناس ، أعانه الله على مصيره ، وهذا إلى بث الحق في النفوس ، وهذا إلى تعليم الناس الخير ، وهذا إلى الأمر بالمعروف ، وهذا إلى النهي عن المنكر ، وهذا إلى عمارة مسجد من مساجد الله عز وجل ، وهذا إلى رعاية أرملة ، وهذا إلى رعاية يتيم ، " كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها " من النار ، " أو موبقها " .
رواه الترمذي في الدعوات ، وقال : إنه حديث حسن ضعيف ، فقد روي من طريق فكان صحيحاً ، وروي من طريق فكان حسناً ، كلمة صحيح أعلى صفة في الحديث ، وأعلى منها المتواتر ، وبعد المتواتر الصحيح ، وبعد الصحيح الحسن ، وبعد الحسن الضعيف ، هذه مراتب الحديث ، فإذا مر معكم أن هذا الحديث صحيح حسن ، يعني من طريق هو صحيح ومن طريق آخر هو حسن ، هذا الحديث حسن صحيح صححه النسائي وابن عساكر ، وغيرهم ، وأخرجه الطبراني في معجمه الكبير .
نعيده مرة سريعة لنجمع المعاني التي مَنَّ الله بها علينا في هذه الدروس الثلاث .
عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا )) .
( رواه مسلم )