عرض مشاركة واحدة
قديم 23-05-10, 10:39 PM   #8
شـــــاعر
 
الصورة الرمزية سعد بن نفاع الحربي

 










 

سعد بن نفاع الحربي غير متواجد حالياً

سعد بن نفاع الحربي is an unknown quantity at this pointسعد بن نفاع الحربي is an unknown quantity at this pointسعد بن نفاع الحربي is an unknown quantity at this pointسعد بن نفاع الحربي is an unknown quantity at this pointسعد بن نفاع الحربي is an unknown quantity at this pointسعد بن نفاع الحربي is an unknown quantity at this pointسعد بن نفاع الحربي is an unknown quantity at this pointسعد بن نفاع الحربي is an unknown quantity at this pointسعد بن نفاع الحربي is an unknown quantity at this pointسعد بن نفاع الحربي is an unknown quantity at this pointسعد بن نفاع الحربي is an unknown quantity at this point

افتراضي



محمد راتب النابلسي

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الإخوة المؤمنون ... مع الدرس العاشر من دروس الحديث النبوي الشريف ، ومن كتاب رياض الصالحين ، ومن باب الصبر ، الحديث الشريف الذي نحن بصدده هو قول النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه أَبو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا )) .
( رواه مسلم )
وصلنا في الدرس لماضي إلى قول النبي عليه الصلاة والسلام : " وَالصَّلَاةُ نُورٌ " ، واليوم بتوفيق الله أشرح لكم : " وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ " .
الحقيقة أن الإنسان حينما يؤمن بالله عز وجل ، ماذا فعل ؟ يعني إذا آمنت أن هذه الآلة تعمل على الطاقة الكهربائية ، أنت إذا آمنت بهذه الحقيقة ، ماذا فعلت ؟ ماذا قدمت ؟ ماذا أحدثت ؟ الحقيقة إذا آمنت بالحقيقة لا تكون قد فعلت شيئاً إلا أن تأخذ منها موقفاً ، لذلك حينما يكتفي الإنسان بالإيمان بما هو حقيقي ، بما هو واقع من دون أن يكون له موقف دقيق ، من دون أن يكون ذا عمل يترجم إيمانه ، فإيمانه لا قيمة له .
في بالإسلام تشريعات كثيرة ، هناك بعض التشريعات تتوافق مع طبيعة النفس ، فلو أن الإنسان ذهب في الشتاء إلى العمرة ، يستمتع بالحرمين المقدسين المكي والمدني ، وقد يكون له أهل وأقارب هناك يرحبون به ، ويمضي أياماً لطيفة جداً في الرحاب الطاهرة ، طبعاً العمرة واجبة بنص الكتاب والسنة :

( سورة البقرة : من آية " 196 " )
لكن الذهاب إلى العمرة ، وأخذ إجازة بعيداً عن مشاكل الحياة ، والإقامة في الحرمين المقدسين ، والتمتع بما عند المضيف من إكرام ، هذا يتوافق مع طبيعة النفس ، وقد يقدم الإنسان على الزواج ، ويقول : أنا أطبق سنة النبي عليه الصلاة والسلام ، طبعاً كان يدخل إلى البيت ولا أحد يؤنس وحشته ، بعد الزواج صار له زوجة ترغب به ، ويرغب بها ، تؤنسه ويؤنسها ، ويقول : أنا أطبق السنة ، شيء جميل طبعاً ، فتطبيق هذه السنة توافق مع رغبتك ، لا يعد الزواج برهاناً على إيمان الإنسان ، لأن كل الناس يرغبون في الزواج ، ولا تسمى العمرة في الشتاء إلى الديار المقدسة برهاناً على الإيمان ، لأنه شيء ممتع ، ولكن الشيء الذي يؤكد إيمانك ، ويكون دليلاً عليه ، هو أن يكون الشيء متناقضاً مع حاجاتك الأساسية .
فربنا سبحانه وتعالى أودع في قلب الإنسان حب المال لقوله تعالى:

( سورة آل عمران )
فالمال ذهباً ، أو فضة ، أو ورِقاً شيء أودع الله حبه في النفوس ، فإذا ما بذل يكون بذل المال متناقضاً مع حرص النفس عليه ، إذاً عندئذٍ يكون بذل المال شيئاً مؤكِّداً للإيمان ، ربنا سبحانه وتعالى يقول:

( سورة آل عمران )
المتقون ما صفاتهم ؟ لهم آلاف الصفات ، المتقون لهم صفات كثيرة ، ولكن الصفة لتي بدأ الله بها هي قوله تعالى :

( سورة آل عمران )
لماذا بدأ الله تعالى بهذه الصفة ؟ لأن هذه الصفة تؤكِّد تقواهم ، فالإنسان إذا جاءت الأوامر الإلهية متوافقةً مع طبيعة النفس ، لا تكون هذه الأوامر برهاناً على إيمانه ، ولكنها إذا جاءت متناقضةً مع طبيعة النفس ، عندئذٍ تكون الصدقة برهان ، أنت إذا أنفقت ألف ليرة أو مئة ليرة إنك بحاجة ماسة إليها ، إنك تقضي بها بعض الحوائج ، إنها شيء محبب ، إنها جهدك ، إن المال تعبير عن قيمة مطلقة ، إنها رمز الجهد، إنها رمز العمل ، إنها بذل رمز الطاقة التي أودعها الله في الإنسان ، فإذا أنفقتها أنفقت جزءً من طاقتك ، أنفقت جزءًا من عملك ، أنفقت جزءًا من جهدك، أنفقت جزءًا من وقتك ، الوقت إذا بذلته تكسب به المال ، فإذا أنفقت المال أنفقت وقتك ، وأنفقت خبرتك ، وأنفقت عملك ، وأنفقت جهدك ، فلذلك قال عليه الصلاة والسلام : " وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ " .




التوقيع :
    رد مع اقتباس