السؤال
نحن عائلة تقيم في بلاد الغرب، زوجي يخرج من الساعة السادسة صباحًا ويرجع السادسة مساءً، ولا توجد أماكن لإقامة الصلاة في أوقاتها، وحرج عليه أن يصلي بين الناس، فهل يجوز له عندما يؤدي صلاة الفجر أن يصلي صلاتي الظهر والعصر؟ أم يقضيها عند رجوعه للبيت؟ أفتونا جزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أولاً أكثروا من حمد الله وشكره الذي هداكم للإسلام فالإسلام، هو الدين الحق الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم رسول الله، وقد قال الله تعالى: "ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين".
والرسل عليهم الصلاة والسلام كلهم حق فيجب الإيمان بهم كلهم، وإنما نسخت شرائعهم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
والصلاة -بارك الله فيك- أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي الصلة بين العبد وربه، فمن حافظ عليها وأداها كما أمر صارت صلته بالله تعالى قوية وإلا فلا، وهي أول ما يحاسب عليها العبد يوم القيامة، فعليكم الاهتمام بها، وقد قال الله تعالى: "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا". أي مفروضا في الأوقات، فلا يجوز تقديمها ولا تأخيرها إلا في حالة الجمع لمن يجوز له ذلك.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً" وهذه من محاسن الإسلام أن المسلم يصلي في أي مكان أدركته الصلاة فيه إلا الأماكن النجسة. ولا يجوز أن تصلي أي فريضة قبل وقتها، فلا تصلي الظهر قبل دخول وقتها بحال، ولا المغرب قبل دخول وقتها بحال، وإنما يجوز الجمع بجمع الظهر والعصر لوقت أحدهما جمع تقديم أو جمع تأخير، ويكون وقت الظهر والعصر واحدًا من دخول وقت الظهر إلى وقت صلاة العصر، ويكون وقت صلاة المغرب والعشاء واحدًا من غروب الشمس إلى منتصف الليل الأول لمن يسوغ له الجمع.
المجيب العلامة/ عبد الرحمن بن عبد الله العجلان
المدرس بالحرم المكي
التاريخ الاربعاء 20 محرم 1431 الموافق 06 يناير 2010