يقول ليو روستن : (الشجاعة هى القدرة على مواجهة كل ما يمكن تخيله) .. وما الذى يمكنك تخيله ولا تستطيع أن تفعله؟! ؛ رسالتى إليك اليوم : أفعل الآن ما لا تظن أنك تستطيع أن تفعله "كن شجاعاً" – نعم- "كن شجاعاً".
ألم يحن الوقت بعد لتتملك زمام حياتك وتوجه مركبك للمرفأ الذى تريد؟! .. أعرف أننا عند هجوم الضغوط ومتطلبات الحياة العاصفة نلجأ لأول مرفأ يمنحنا النجاة من الغرق ؛ ولا يهمنا ما إذا كان هذا المرفأ هو أخر محطاتنا ام لا ؛ فكل ما نريده النجاة ولا شئ غير النجاة.
ولكن كفى .. بالله عليك كفى ، النجاة من الغرق أم الغرق طوال حياتك فى سلسلة متصلة من المواقف والأحداث المضطر للتعامل معها لعدم قدرتك على قول "لا" ؛ وإتخاذ أكثر القرارات شجاعة فى حياتك .
أعلم أن الضغوط كثيرة وأنت تواجه مثلى ومثل الكثيرين المزيد من الضغوط والعواصف كل يوم ، ولكن تأمل قول "روبرت فروست" ؛ أنه يقول لك ولهم واللذين ينقصهم الشجاعةأن أفضل طريق للخروج من المصاعب دائماً ما يكون من خلال الشجاعة) ، وليس بالتخلى عن الشجاعة والجبن كما تعتقدون.
فهل أنت شجاع؟! .. "كن شجاعاً" من اليوم
وتسألنى ما الذى سأحققه من كونى شجاعاً؟! .. أسئل نفسك أولاً ماذا خسرت لعدم كونك شجاعاً! ، هل خسرت فرصة عمرك فى دراسة ما تحب أمام ضغوط الأهل ؟! ، أما هل خسرت شريك الأحلام تحت وطأة الضغوط؟! ، أم هل خسرت نفسك عندما رضيت أن تكون فى وظيفة لا تليق بإمكانياتك وقدراتك؟! ، أم خسرت عمرك بتمسكك بتقاليد وعادات بالية أكل عليها الزمان وشرب ؟!.
عدد لى ما خسرت .. لأعدد لك ما ستكسب إذا استمعت لرسالتى إليك اليوم ؛ وأتخذت أكثر القرارات شجاعة فى حياتك. أنا لا أطالبك أن تتهور أو تقوم بخطوات غير مدروسة ، أنا أطالبك فقط بكتابة هذه القرارات اليوم فى ورقة ووضع جدول زمنى لتنفيذها ، والشروع فى إتخاذ إجراءات فورية للحصول على ما تريد فى الحياة.
أنظر لنفسك الآن فى المرآة من ترى؟! ؛ هل هذا الشخص الذى أردته ؟! .. وأنظر حولك .. هل هذه الحياة التى أردتها ورغبتها؟! . إذا كانت الإجابة بنعم فلا تكمل قراءة رسالتى إليك وهنيئاً لك طريقك الذى اخترته بنفسك ؛ وسواء كان الطريق صواباً أم لا ؛ ففى كل الأحوال اتمنى لك التوفيق من كل قلبى وتحقيق النتائج التى ترضيك. أما إذا كانت إجابتك بلا ولا تعرف الشخص الذى تراه بالمرآة ولا ترضى بما حولك ، فتعال معى أدلك على طريق الشجاعةً .. عزيزى القارئ من اليوم "كن شجاعاً".
طريق الشجاعة يبدأ بإتخاذ القرارات
من اليوم اتخذ قرارات فى كل شئ ، - نعم - قد تصيب وقد تخطأ قراراتك ، لكنك على الأقل ستدرك القرارات الخاطئة فتستبعدها ؛ وتبدأ فى إتخاذ القرارات الصحيحة ، وبالتالى تبدأ فى تحريك حياتك وبدء رحلتك بشجاعة.
أدرك أن الوضع المستقر والآمن يغريك على عدم تغيير أى شئ فى حياتك ؛ فلا بأس أن تكون لك نفس الوظيفة منذ 30 عام ؛ ولا ضير فى بقائك فى نفس المنزل بنفس أثاثه لسنين عديدة ؛ ولا شكوى من دخل بالكاد يواجه إحتياجاتك ، ولا ضرر من طريقة تفكير تتمسك بها طوال حياتك ، إذا كانت هذه الحياة ترضيك فلن أجادلك ؛ ولكنى أسألك هل أنت بحق سعيد؟! ..
أن تجربة الأمور الجديدة هو ما يجعلك تحصل على نتائج جديدة ؛ أما التمسك بنفس الأشياء سيجعلك تحصل على النتائج نفسها طوال حياتك. يعرف اينشاتين "الجنون" فيقولأنه فعل نفس الأشياء مع توقع نتائج مختلفة).
أن الشجاعة والإقدام على المخاطرات البسيطة وإتخاذ القرارات الشجاعة قد يعرض حياتك لبعض حالات الفشل والإخفاق – نعم - ولكنه بالتأكيد سيحقق لك المزيد من النجاحات والإنفتاح على الفرص ؛ التى قد تنقل حياتك من مجرد حياة عادية إلى حياة بهيجة وسعيدة ومليئة بالمتع والخيارات اللامحدودة.. إلا توافقنى.
يقول روبين شارما : "المخاطرة الحقيقية هى الحياة بلا مخاطرة".
قوى إرادتك
لن تستطيع تنفيذ أى من قراراتك مالم يكن لديك الإرادة لتحقيق ما تريد ؛ ومواجهة الضغوط وكل المعارضات التى ستقف أمامك وتقول لك أنت مخطئ – أرجع – قد تخسر ؛ قد لا تنجح ، وحتى تملك هذه الإرادة لابد أن تتحلى بالثقة فى نفسك وفى قراراتك.
فكيف تكتسب هذه الثقة ؟! . أقول لك تدرب عليها ؛ فكلما أنجزت عملاً يخالفك فيه الآخرون ونجح قل لنفسك (كما أنا مصيب دائماً) ؛ وكلما أخفقت فى عمل قل لنفسك (ما الذى إستفدته من هذا الإخفاق لتحسين خطوتى التالية نحو النجاح) .. أن الثقة تدريب على ممارسة الحياة بتفائل وإيجابية ؛ وكلما كنا واثقين متفائلين زادت فعاليتنا فى تحقيق النجاح .. لذا قوى إرادتك وثق فى إمكانياتك وقدراتك وطريقة تفكيرك الإيجابية تكن أكثر المحظوظين فى الحياة.
تقول فيليس جورج : (يتعين عليك أحياناً أن يملئك اليقين والثقة فى خطواتك)
كن مبادراً
إن من أهم متطلبات الشجاعة هى المبادرة .. المبادرة بالعمل والإنجاز وفقاً لأهدافك ؛ فتكون زمام أمورك كلها بيديك ؛ فلا تدع فرصة للظروف لتدفعك للعمل وفقاً لأهداف الآخرين لتشكل لك حياتك وترغمك على التعامل مع الأمور الطارئة بإستمرار.
كمثال : فإذا أردت أن تصلح علاقاتك مع زوجتك أو إبنائك ، بادر بأفعال تدل على نواياك الحسنة ولا تنتظر تدخلات الآخرين فى حياتك العائلية ، وإذا أردت أن تقترن بفتاة أحلامك فتقدم لوالدها وأطلب يدها للزواج قبل أن يتقدم لها غيرك ، وإذا أردت الحصول على إمتيازات وترقية فى عملك ؛ بادر بالقيام بالمشروعات الواعدة وعرض الأفكار الجديدة التى من شأنها تعضيد ترقيتك ، وإذا أردت زيادة دخلك بادر بعمل مشروع جديد وأدعوا كل من يرغب فى الإشتراك معك لتدعيم مشروعك .. أن المبادرة هى ما يلزم الشخصيات الشجاعة والعظيمة للإستمرار فى تحقيق النجاح ؛ والحصول على كل ما يحلمون به فى حياتهم .. لذا كن مبادراً .. "كن شجاعاً".
تغلب على مخاوفك
قد تكون لديك تجارب سابقة فاشلة مع الحياة ؛ ولا تريد الفشل من جديد ؛ لا بأس أنتظر فى ساحة الإنتظار .. دع الآخرين جميعهم يمرون من أمامك ويأخذون ما يريدون .. وأنت استمر فى الإنتظار ؛ واستمر فى إبداء الحجج والإعذار .. لا بأس من الإستمرار فى الإنتظار حتى الموت ، ولا بأس حتى فى الموت ؛ إذا كنت لا ترغب فى أن تعيش الحياة .. "كن شجاعاً" وقف فى الصف وتغلب على الماضى ومخاوفه الوهمية التى تسجن أحلامك فيها ، فقد حان الوقت للشجاعة ، حان الوقت لصناعة المستقبل والتخلص من أسر الماضى .. حان وقت نجاحك.
تقنية بسيطة يمكنك إستخدامها لزيادة صفة الشجاعة لديك (صنع الرابط):
- تذكر تجربة ماضية كنت فيها شجاعاً جداً.
- أصنع رابط لهذه التجربة ؛ وليكن طرقعة أصابع أو تشابك أيدى أو إسناد اليد على الذقن .. أختر الرابط الذى تشاء لتجربتك الشجاعة.
- عند حدوث موقف ما لك يستلزم الشجاعة منك ؛ استحضر الرابط حتى تشعر بنفس المشاعر (مشاعر الشجاعة) .. وعند بلوغ مشاعر الشجاعة لديك أوجها .. اترك الرابط وتحرك نحو غايتك.
- لا تفكر فى الرابط بعد وصول مشاعرك لأوجها .. فكر فقط فى الموقف الحالى واشعر بمدى قوتك فى السيطرة على كل ما يواجهك.
كلمة أخيرة لكل من ينقصه الشجاعة: "كن شجاعاً"
- نعم - "كن شجاعاً" لم يفت الأوان أبداً لكى تصبح الشخص الذى أردته طوال حياتك ، طالب بالحياة التى تريدها وترغبها بل وتستحقها .. طالب بحقك فى الحياة .. بحقك فى أن تحقق أحلامك وتجعلها واقعاً ملموساً، طالب نفسك بالإلتزام بما تريد تحقيقه ، طالب من حولك بالدعم أو بالصمت وعدم الإنتقاد عندما يتعلق الأمر بمستقبلك وحياتك .. نعم طالب بكل ما هو حقاً لك.
يقول " رالف والدو إمرسون "لا تدع التيار يجرفك ؛ اصنع لنفسك طريقاً وحاول السير فيه)