روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
21-11-11, 03:25 AM | #1 |
شـــــاعر
|
موقف الرسول (صلى الله عليه وسلم) من الشعر .
موقف الرسول (صلى الله عليه وسلم) من الشعر
موقف الرسول (صلى الله عليه وسلم) من الشعر كتبهاوليد محمد عبد المقصود ، في 21 سبتمبر 2008 الساعة: 22:05 م موقف الرسول e من الشعر وليد محمد عبد المقصود كرِه قوم الشعر، وبالغوا في كراهيته؛ حتى حُكي عن بعض الزهاد أنه كان لا يتمثل ببيت شعر، ولما سُئل عن ذلك قال: لا أحب أن أرى في صحيفتي يوم القيامة بيت شعر!. واستشهدوا بحديث عجيب: "مَنْ قرض بيت شعر بعد العشاء لم تُقْبَلْ له صلاة تلك الليلة". يقول الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره العظيم: "وهذا حديث غريب من هذا الوجه، لم يَرْوِهِ أحد من أصحاب الكتب الستة". وأورد الأديب الأريب مصطفى صادق الرافعي -رحمه الله- في كتابه إعجاز القرآن قولا نسبه للرسول (صلى الله عليه وسلم) وهو: "لما نشأت.. بُغِّضَتْ إِلَيَّ الأوثان، وبُغِّضَ إِلَيَّ الشعر". وهو قول لا أصل له، ولا سند. ولعل السبب في ذلك -من كراهيتهم للشعر- راجع إلى ما ورد في القرآن الكريم، وفي الأحاديث النبوية من ذم للشعر، ثم موقف النبي (صلى الله عليه وسلم) نفسه من الشعر. والواقع.. أن الشعر كما قالت أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها-: "الشعر كلام.. فحسنه حسن، ورديئه رديء، فخذالحسن, واترك الرديء". فإذا ذُمَّ.. وجب أن نبحث عن وجه الذم؛ لذلك وضع الشيخ عبد القاهر -رحمه الله- في دلائل الإعجاز ثلاثة أوجه لذم الشعر؛ وهي: الأول: أن يُذَمَّ الشعر من حيث المضمون. أي: من حيث مايتضمنه من فُحش ونُبوٍّ عما تقتضيه الأخلاق. الثالث: أن يُذَمَّ لاعتبارات تتصل بالشاعر(1).الثاني: أن يُذَمَّ من حيث الوزن والقافية. وهذه ناحية صناعية. وإذا نظرنا إلى الآيات التي وردت في ذمِّ الشعر والشعراء، وكذلك الأحاديث.. لوجدنا أن في الأمر شبهةَ فهمٍ. فقول الله –عز وجل- في سورة الشعراء: "وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا". هذا تكذيب للمشركين الذين زعموا أن القرآن شعر. والدليل على ذلك: قوله تعالى في آية أخرى: "إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ"، فالحديث عن القرآن، ونفي الشعرعن النبي (صلى الله عليه وسلم) نفي للشعر عن القرآن؛ لأن الرسول إذا لم يكن شاعراً فمحال أن يكون القرآن الذي جاء به شعراً. فالمقصود بها.. شعراء المشركين الذين كانوا يهجون رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وينالون صحابته بالأذى؛ بدليل الاستثناء بعد ذلك: "إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا"، والمراد بهم: شعراء الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذين انتصروا له وللإسلام، وأجابوا شعراء المشركين عنه.وأما قوله تعالى في سورة يس: "وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ". ذكر العلماء أن الله تعالى منع نبيه من قول الشعر؛ حتى لا يشتبه القرآن بالشعر؛ وحتى لا يجد الطاعنون مجالا للطعن حين يسمعون القرآن. فهذا المنع -كما يقول عبد القاهر- ليس منع تنزيه أو كراهة؛ وإلا لكان ينبغي له أن ينزه سمعه عن كلامهم الموزون كما نَزَّهَ لسانه؛ بل هذا المنع لأمر يتعلق بالمعجزة. هذا من الناحية النظرية، أما من الناحية العملية.. فإن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد استمع إلى الشعر، وأثنى عليه، وردَّدَ بعضه.. يقول أستاذنا الدكتور إبراهيم الخولي -حفظه الله-: "لقد صُرف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن الشعر بقدر إلهي وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ؛ بحيث لو أراد ما تسهل له وَمَا يَنْبَغِي لَهُ؛ مع أنه (صلى الله عليه وسلم) لم يكن عاجزاً عن قول الشعر؛ بل كانت الأداة فيه تامة كاملة؛ ولو قال الشعر لكان مبرزاً فيه؛ بل كان أشعر الخلق على الإطلاق.. كيف لا؟! وقد أوتي جوامع الكلم، وروائع البيان، وكان أفصح العرب لساناً، وأقومهم بيانا".اهـ. وأما الحديث الذي جاء عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في ذم الشعر: "لَأَنْ يمتلئَ جَوْفُ أَحَدِكم قَيْحاً خيرٌ له مِنْ أن يمتلئَ شِعراً"(2). فقد حمله الشافعي -رحمه الله- على الشعر المشتمل على الفحش. وهذا أحد الأجوبة. وهناك جواب ثان: وهو أن أكثر العلماء حملوا الوعيد على ما إذا غَلَبَ عليه الشعر، وملك نفسه؛ حتى اشتغل به عن القرآن والفقه في الدين ونحوهما؛ ولذلك ذكر الامتلاء. ويوضح صاحب نقد النثر هذا الجواب فيقول: "إن المعقول من معنى الامتلاء أن يشغل المالئ بشيء جميع أجزائه؛ حتى لا يكون فيها فضل لغيره؛ وإن كان هذا هكذا.. فإنما أراد النبي (صلى الله عليه وسلم) بهذا القول من امتلاء جوفه من الشعر؛ حتى لا يكون فيه موضع للذكر، ولا لحفظ القرآن، ولا لعلم الشرائع والأحكام والسنة في الحلال والحرام" اهـ. قال (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ من الشِّعر لحِكْمَةً"(3). عن كعب بن مالك -رضي الله عنه- قال: لما نزلت "والشعراء يتبعهم الغاوون" أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت: ماترى في الشعر؟ قال: "إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه"(4). وفي رواية أخرى: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "إن الله -عز وجل- قد أنزل في الشعر ما أنزل فقال: إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه. والذي نفسي بيده.. لكأن ما ترمونهم به نضح النبل"(5). مرَّ عمر في المسجد وحسان ينشد فقال: كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك؟! ثم التفت إلى أبي هريرة فقال: أنشدك بالله.. أسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول.. أجب عني: اللهم أيده بروح القدس. قال: نعم(6). "أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ماخلا الله باطل"(7). إذاً.. يمكن أن نقول: إن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يكن يكره الشعر؛ بل كان يحب أن يستمع إليه، ويطلب من أصحابه أن ينشدوه، فقد ورد أنه قال لحسان بن ثابت –رضي الله عنه-: أنشدني قصيدةً من شعر الجاهلية؛ فإنَّ الله تعالى قد وضَع عنا آثامَها في شعرها وروايته فأنشده قصيدةً للأعشى هَجَا بها عَلْقَمةَ بن عُلاَنَةَ. وروي عن عائشة –رضي الله عنها- أنها قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كثيراً ما يقول: أَبْيَاتَكِ. فأقول: ارْفَعْ ضَعِيفَك، لا يَحُرْ بِكَ ضَعْفُهُ ** يوماً فَتُدْرِكُهُ العواقبُ قَدْ نَمَى يَجْزِيكَ، أَوْ يُثْنِي عَليكَ، وإِنَّ مَنْ ** أَثْنَى عليك بِمَا فَعَلْتَ فَقَدْ جَزَى(8) وقد أخرج البخاري في الأدب المفرد عن عمر بن الشريد عن أبيه أنه قال: استنشدني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من شعر أمية بن أبي الصلت فأنشدته؛ حتى أنشدته مائة قافية. فينا رسول الله يتلو كتابه ** إذا انشقَّ معروفٌ من الفجر ساطعُ أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا ** به موقناتٌ أنَّ ما قال واقعُ يبيت يجافي جنبه عن فراشه ** إذا استثقلت بالمشركين المضاجعُ(9) وذكر ابن كثير في تفسيره أن بعض الصحابة أنشد النبي (صلى الله عليه وسلم) مائة بيت، يقول –عليه الصلاة والسلام- عقب كل بيت: هيه. يستزيده، فيزيده. "ما يمنع قوما نصروا رسول الله بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم؟" فقام له منهم: حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحه، وقد قال فيهم رسول الله: "هؤلاء النفر أشد على قريش من نضح النبل". .. بَلَغْنَا السَّمَاءَ، مَجْدُنَا وجُدُودُنا ** وإِنَّا لنَرْجُو فَوْقَ ذَلِك مَظْهَرَا فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): "أينَ المظهر يا أبا ليلى؟" فقلت: الجَنَّةُ يا رسول الله. قال: "أجل.. إن شاء الله". ثم قال: "أَنْشِدني". فأنشدته من قولي. .. وروي أنه (صلى الله عليه وسلم) قال لكعب: "ما نَسِي ربُّكَ، وما كان ربُّكَ نسيَّا، شعراً قُلْتَهُ"قال: وما هو يا رسول الله؟ قال: "أنشده يا أبا بكر". فأنشده أبو بكرٍ –رضي الله عنه-: زَعَمَتْ سَخِنَةُ أنْ سَتَغْلِبُ رَبَّها ** وَلَيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الغَلَّابِ(10) وفي السيرة لابن هشام : أن عطارد بن حاجب بن زرارة، قدم على الرسول في أشراف من بني تميم، منهم الأقرع بن حابس، والزبرقان بن بدر، وعمرو ابن الأهتم؛ لمفاخرة النبي (صلى الله عليه وسلم)، فتقدم خطيبهم عطارد، فخطب، فانتدب الرسول ثابت بن قيس الخزرجي للرد عليه، ثم قام شاعرهم الزبرقان فأنشد قصيدته التي يقول فيها مفاخرا: نحن الكرام فلا حيُّ يعادلنا ** منا الملوك وفينا تنصب البيع فبعث الرسول إلى حسان بن ثابت -ولم يكن حاضراً المجلس- فجاء وأنشد يرد على الزبرقان: إن الذوائب من فهرٍ وإخوتهم ** قد بينوا سنة للناس تتبع فلما فرغ من إنشاده، التفت الأقرع بن حابس إلى أصحابه، وقال: وأبي.. إن هذا الرجل لمؤتىَ له.. لخطيبه أخطب من خطيبنا، ولشاعره أشعر من شاعرنا، ولأصواتهم أحلى من أصواتنا. ثم أسلموا جميعا. وورد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول لحسان بن ثابت: "اهجهم فوالله لهجاؤك عليهم أشد من وقع السهام في غلس الظلام، اهجهم ورُوحُ القُدُسِ مَعَك". وروي أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مر بحسان بن ثابت وهو ينشد الشعر في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال -منكراً عليه-:ارغاء كرغاء البكر؟!. فقال حسان: "دعني عنك يا عمر.. إنك لتعلم لقد كنت أنشد في هذا المسجد من هو خير منك، فلا يغير على ذلك". فقال عمر: "صدقت". ومما يدل على علمه (صلى الله عليه وسلم) بالشعر ما روى الزبير بن بكار قال: مرَّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعه أبو بكر -رضي الله عنه- برجل يقول في بعض أَزِقَّة مكة: يَا أيُّها الرَّجُلُ المُحَوِّلُ رَحْلَهُ ** هَلاَّ نَزَلتَ بآلِ عَبْدِ الدَّارِ فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): يَا أيُّها الرَّجُلُ المُحَوِّلُ رَحْلَهُ ** هَلاَّ سألتَ عَن آلِ عَبْدِ مَنَافِ فقال رسول الله: "هكذا كنَّا نسمَعُها". ...... اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين (الهوامش) (1) دلائل الإعجاز- عبد القاهر الجرجاني. تحقيق محمود شاكر. (ص11) (2) رواه البخاري في كتاب: الأدب. باب: ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر (5688)، ومسلم في كتاب: الشعر.(4192) (3) و سخينة لقب كانت تُعَيَّر به قريش. و السخينة: طعام يُتَّخذ من الدقيق، دون العصيدة في رقته وفوق الحساء؛ وإنما كانت تُؤْكَل في شدة الدهر، وغلاء الأسعار، وهزال الأنعام، فعُيِّروا بأكلها. (شاكر) (4) رواه الطبراني في المعجم الصغير (1/163) (8) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب بدء الخلق في باب ذكر الملائكة رقم (2937) ومسلم في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه رقم (4539) . (9) رواه البخاري في صحيحه كتاب الأدب. باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء وما يكره (5681)، ومسلم في صحيحه كتاب الشعر رقم (4186) —————– (المصادر): بلاغة الرسول: العلامة الأستاذ الدكتور على محمد حسن العماري. إعجاز القرآن: الأديب الأريب مصطفى صادق الرافعي. دلائل الإعجاز: الشيخ الإمام عبد القاهر الجرجاني. محاضرات في دلائل الإعجاز: الأستاذ الدكتور إبراهيم الخولي.تفسير القرآن العظيم: الحافظ ابن كثير نقلته للفائدة اللهم صلي وسلم على سيدنامحمد وعلى آله وصحبه اجمعين |
21-11-11, 03:30 AM | #2 |
21-11-11, 03:34 AM | #3 |
21-11-11, 03:37 AM | #4 |
21-11-11, 03:53 AM | #5 |
21-11-11, 05:19 AM | #6 |
21-11-11, 05:49 AM | #7 |
21-11-11, 06:09 AM | #8 |
21-11-11, 06:56 AM | #9 |
21-11-11, 08:35 PM | #10 |
|
|