رسـالة على لسـان المسجد الأقصـى

الـســــلام عـلــيـــكـم


إن فلـسطين اليـوم تمر في لحظات عصيبـة ، كُشفت فيها العـورات ، وصُنِّفت المـواقف ، وبانت الحقائـق ، وسقطت الأقنعــة.
وقعت أسيرة ولا من منقذ ، اغتصبت ولا من معتصم ، تُفتن في كل يوم مرة أو مرتين ولا يتوب أهلُها ولا هم يذّكرون.

أواه يـا فـلـسطيـن ، حطمتِ الأرقـام القياسية في أخبارك بين الأمـم ، وسجلت أكثر عـدد من المبــادرات والاتفاقيــات والمعاهــدات والوثائــق ومشاريــع الحلـول ، وشهدت أكبر حشد من الزائرين السيــاسيين والسائحيــن البريئيـن وغير البريئيـن !
أواه يـا فـلـسطيـن ، صرتِ قميص عثمـان يبكي عليك القـوم دموع التماسيح بكـرة وعشيـاً ، أصبحت قاصيـةً فعاثت الذئـاب في أرضك فسـاداً ، ثم أكلوك يا فلسطين!

بعد أن كنتِ جوهــرة في قلب العالم الإسـلامي تعز على من يرومها ، أصبحت درة مُلقــاةً على قارعة الطــــرق السياسيـة الضالـة المضلـة.
جرفك تيـار السياسات العـفنة، وانزلـق أهلك في مستنقعات الخيانة ووقعـوا في الشراك القاتلة للحلول الترقيعية وأنصافها وأرباعها وأعشارها.
تخلى عنك الأهـل والأحبـاب ، وأسلمك الطغاة ، وتـآمر عليك الأشقـاء ، وتنكّر لك الخـلان ، وراغوا عن الحل الصحيح لمشكلتك المستعصية كما تروغ الثعالب

بعث شـاب من دمشـق رسـالة على لسـان المسجد الأقصـى إلى صــلاح الـدين بعـد معركة حـطين قـال فيها:

يا أيهـا الملك الذي= لمعالم الصلبان نكس
جاءت إليك ظلامة =تسعى من البيت المُقَدَّس
كل المساجد طهرت= وإنا على شرفي أُدنس

فهـب صــلاح الدين لنجدة المسجد الأقصى وحرره من براثن الصليبيين
وكان يقـول: كيف يطيب لي الفرح والطعام ولذة المنام وبيت المقدس بأيدي الصليبيين!
فأكرمـه الله بتحرير بيت المقدس.
وقام القاضي مـحـيـي الدين ليخطب أول جمعة في الأقصى بعد تحريره
وكان مـما قـال: أيها الناس أبشروا برضوان الله الذي هو الغاية القصوى والدرجة العليا ، لما يسّره الله على أيديكم من استرداد هذه الضاله من الأمة الضالة ، وردها إلى مقرها من الإسلام بعد ابتذالها في أيدي المشركين قريباً من مائة عام... فطوبى لكم من جيش ، ظهرت على أيديكم المعجزات النبوية ، والوقعات البدرية ، والعزمات الصديقية ، والفتوحات العمرية ، والجيوش العثمانية .
جـددتم للإسلام أيام القـادسية ، والوقعات اليرموكية ، والمنازلات الخيبرية ، فجزاكم الله عن نبيكم صلى الله عليه وسلم أفضل الجزاء.

أيهـا الأحبـة
لقد طال صبر المسجد الأقصـى الأسير في فلسطين الأسيرة ، وعمـلاً بسنة الشاب الدمشقي الذي أرسـل رسالة إلى صـلاح الدين على لسان المسجد الأقصى الذي كان أسيراً قبل ثمانية قرون ونيف ، فـإنا نرسـل اليوم رسـالة إلى المسلمين المخلصين الذين يطمحون أن تقترن أسماؤهم باسم صـلاح الدين وجيشه وخطيب جمعته، فنقول لهم على لسان المسجد الأقصى:
أين الجيوش؟
أين الرجال؟
أين المجاهدون في سبيل الله؟
أين العلماء والخطباء؟
أين دولتكم؟
أين أميركم المبايع؟
إن منبري القـديم يئن تحت وطأة آثار الحرق التي لا يزيلها منبركم الجديد ، وترابي الذي صلى فيه خير الأنبياء وثاني الخلفاء وجيوش الفاتحين يخجل اليوم من فرشه بسجاد الذل والهزيمة ، وأما قبابي فلماذا زينتموها قبل أن تحرروني ، فما فائدة القباب المزينة إذا خرت بفعل الحفريات المستمرة؟
فكـوا أسـري وانثروا حجارتي في كل شبر من أكنافي فلست أبالي ، واجمعوا حجارة غيرها ، وارفعوا القواعد من البيت على أنقاضي ، وابنوا أقصاكم الجديد الذي يتسع للقريب والبعيد، فإني أريد حديداً يفل حديدي.
لا تخافوا علي من زحـف يهود ، بل من هرولة الحكام نحو السلام المزعـــوم والتطبيع وفتح الحدود.
لست أبالـي حين تقصفني طائراتـكم ودباباتـكم ، ولو نثرت رمـالي ، وبلغ الدخان عنان سمائي ، فلا أريد ترميـماً ولا تزييناً ولا مـــؤتمراً ، تعالوا حـرروني واسلخوا جلدي ، واكسروا عظـامي ، تعالـوا خلصوني من الشرك الذي اعتراني ، والفسق الذي قطع أوصالي ، فإني لا أطيق صبراً على فراق توحيدي وقرآني وإسلامي.
ضقت ذرعــاً ببطاقات الهوية التي تعلنون ، فلست فلسطينياً ولا عربياً ولا أعجمياً ، وإنمـا أنا مسلم شقيـق المسجد الحـرام من أمـه وأبيه ، فلا مرحباً بفلسطينيتكم ، ولا مرحباً بعروبتكم ولا بأعجميتكم ، فبعد قرن من التخاذل فقدت الثقة في حكامكم.
قـولوا لهم: فلا كيـل لكم عندي ولا تقـربون، كفـوا عن التآمر علي من قبل أن يطـمس الله وجوهكم فيردها على أدبارها ، أو يلعنكم كما لعن أصحاب السبت ، يا أصدقاء أصحاب السبت ، وكان أمر الله مفعولاً.
لماذا هنتم وهادنتم ، وطأطأتم الــرأس للسلطان الذي خذلني وخـذلكم ، وفي الأسر أوقعني وأوقعـكم.
ألا هبــوا لتحريري ، فإن الأسر أعياني ، فلا الحكام تنقذني ، ولا الحراس تنجدني ، وإني لرب الكون أشكوكم ، أريد خليفة ثـاني ، برُشد الأمر يأتيني، ولَجب الجيش يغشاني، فـذا والله أنشده ، سبيلَ الفك للعـاني.
روى البخاري ومسلم وابن ماجة وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى )
فكـم بقي من المسلمين اليوم يشـد الرحال إلى المسجد الأقصى؟


فاللهم عجـل لنا بخـلافتنا ورد علينا ضـالتنا.
.
.
.

بارك الله فيك اخوي مسلم

ماتجيب الا الطيب

0
0
0
الشيخ : مسلم حمود
0
0
مشكور و بارك الله فيك على كل ماتبذله من جهود ملموسه في ملتقى حرب عامه و الملتقى الإسلامي خاصة
0
0
0

الأخ الفاضل : الراعي والذيب

السلام عليكم
بـارك الله فيـك أخـي على مـرورك والأطـلاع

حفظك الله
.
.
.

الأخ الفاضل : فارس عــوف

السلام عليكم
بـارك الله فيـك أخـي على مـرورك والأطـلاع

حفظك الله
.
.
.

بارك الله فيك اخو مسلم
فك مني جزيل اشكر والتقدير على هذا النقل الجميل
تقبل مروري بود

الأخ الفاضل : النداوي

السلام عليكم
حياك الله
وبـارك الله فيـك أخـي على مـرورك والأطـلاع

حفظك الله
.
.
.

لو ان الشعر يرد فلسطيننا كما مضى العهد.
لكتابنا ليلا نهارا
وهذا واقع سلمه الاغلبيه ورضي به.

سياتي جنودك ورجالك وعلمائك :::
لاتحزني ""
انتظري

يا أيهـا الملـك الـذي
لمعالم الصلبـان نكـس
جـاءت إليـك ظلامـة
تسعى من البيت المُقَدَّس
كل المساجـد طهـرت
وإنا على شرفي أُدنـس

اللهم فك اسر اقصانا وعجل بذلك يارب

..
.
جزاك الله خير اخانا الكريم

الأخت الكريمة : صميم الذات

السلام عليكم

بـارك الله فيـكِ على مـروركِ والأطـلاع

حفظكِ الله
.
.
.