رضيع يمضي 5 أيام بجوار جثة والده
عدنان الشبراوي (جدة)
«سبحانك اللهم».. هي الجملة الوحيدة التي يمكن ان نقولها ونحن نسمع عن احياء تحت الانقاض.. واموات داخل الارحام.. واحياء فوق هامات السحب.. واحياء داخل غياهب البحار.وحتي لانذهب بعيدا ونحن نسمع عن قصة طفل لم يتعد عمره السنة والثمانية اشهر بقي على قيد الحياة بعد خمسة ايام ظل فيها وحيدا وحبيسا داخل منزل اسرته بلا ماء او طعام.. ثم خرج حيا.. يجب ان نردد «سبحان الله». كانت الامور على عكس ما يرام فالاسرة المكونة من اب وام وطفل رضيع، شهدت شجارا بين الزوجين، فانسحبت الام «العربية الجنسية» الى بلادها اثر الخلاف وبقي الاب ورضيعه في الشقة بحي النزهة الا ان الامور يبدو انها عادت واستقرت فقرر الاب اللحاق بزوجته في بلادها. وبقي الرضيع «حامد» مع والده حتى الليلة الاخيرة نام الاب وبجواره الرضيع فاستيقظ الاخير قلب جسده النحيل على جسد الاب بدأ يصرخ صرخات طفولية ليستقيظ الاب فلم يأت الرد. صمت الرضيع ولم يع ما يدور حوله اخذ يحبو من هنا الى هناك ويعود الى حيث جسد الاب. مر اليوم الاول والثاني والثالث حتى الخامس وكان النهار يحل على النوافذ يطالعها الصغير حتى الظلام وتتجدد حركة الليل والنهار وحامد الصغير مستسلما لايقدر على شيء. بعد خمسة ايام اشتم الجيران رائحة غريبة امتدت الى العمارات المجاورة ابلغوا شرطة الصفا فحضر رئيس القسم ورئيس التحقيقات والدفاع المدني وقرروا كسر الشقة مصدر الرائحة. عندها اكتشفوا الحقيقة المرة الاب جثة هامدة تعفنت من طول البقاء والرضيع على قيد الحياة لكنه اشبه بالجثة بعدما ظل طيلة الايام الخمسة بلا شراب او طعام. واثبتت التحقيقات الاولية ان الاب «مهندس» يدعى احمد السعدني وسبب الوفاة هي نوبة قلبية مفاجئة حيث كان يعاني من السكر والضغط. وسرعان ما تم نقل الرضيع حامد الى المستشفى ليتم انقاذه واسعافه.
واشعرت الجهات المختصة الام بوفاة الزوج وتم ابلاغ القنصلية المصرية بالحادثة لاستكمال اجراءات تسليم الرضيع لوالدته.
اخوكم
عاشق بريده