التباغض والتقاطع والتدابر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''··· ولا تباغضوا ولا تدابروا···''·
التباغض بالقلوب والتقاطع بالأفعال والأقوال أيضا، والتدابر بالأفعال أيضا· أما التباغض بالقلوب، فأن يبغض الإنسان أخاه المؤمن، وبغض المؤمن حرام·· فلأي شيء تبغضه؟ قد يقول أبغضه لأنه يعصي الله عز وجل فنقول: وإذا عصى الله لا تبغضه بغضا مطلقا كبغض الكافر، لأن المؤمن فيه خير كبير، وإن عصى وإن أصرّ على معصية، يجب أن تحبه على ما معه من الإيمان، وأن تكرهه على ما معه من الفسوق والعصيان، لأنه أخوك فتحبه وتنصحه على ما تكره فيه من المعصية· أما التقاطع وهو تقاطع الصلة بينك وبين أخيك· أخوك المؤمن له حق عليك أن تصله، ولا يحل لك أن تقطعه، ولذلك تجد الإنسان يُكرم جاره، ولو كان جاره عاصيا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ''من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره'' رواه البخاري· وكذلك بعض الناس يقاطع أقاربه لأنهم قطعوه أو لأنهم على معصية وهذا خطأ·· فصل أقاربك ولو كانوا عصاة، صلهم ولو كانوا يقاطعونك، صلهم لأن من لا يصل إلا إذا وُصل فليس بواصل بل هو مكافئ· أما التدابر أيضا لا يحل بين المؤمنين·· لا تدابروا في القلوب حتى ولو وجدت من أخيك أنه أدبر عنك بقلبه، فاقرُب منه وأقبل عليه ''ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم'' سورة فصلت الآية .34 لو طبقنا هذه التوجيهات الإلهية والوصايا النبوية لحصل لنا خير كثير·· لكن الشيطان يلعب بنا ويقول: كيف تصله وهو يقطعك؟ كيف تقبل عليه وهو يدبر عنك؟ اتركه، هذا ما فيه خير؟ هذا من وحي الشيطان·· أما الله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم فإن نصوص الكتاب والسنة كلها تحرّم التدابر والتباغض والتقاطع·
منقول