روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-05-10, 02:10 AM | #1 | |
|
سجينات فقدن «الوعي» وتهن في «طريق الحرية»!
سجينات فقدن «الوعي» وتهن في «طريق الحرية»! وقفت قريباً من جدران عالية..وأبواب مؤصدة..وحراس يرقبون بنظراتهم كل العيون التي تعبر أمامهم..وحين اقتربت أكثر من المكان، وسمح لي بالدخول، رصدت المشهد الأول بعيون مندهشة عن عالم آخر مختلف..مثقل بهمومه وحسراته.. يعيش لحظات من العمر الفاني قبل أن يحين موعد رحيله..نظرت إلى وجوه بعضهن معلقة نحو الأعلى وهن يسترجعن ماضيهن.. وحكايات الجريمة التي اقترفنها.. واستمعت من جانب آخر إلى ثرثرة البقية بصوت عالٍ عن قصص ومواقف الماضي بحثاً عمن يصدقهن.. وفي كلا الحالتين لم يتغير من واقعهن شيء.. وبقين داخل الأسوار العالية، وخلف القضبان، ونظراتهن وحديثهن كما هو كل يوم.. في هذا التحقيق وقفت على قضايا السجينات المطلات برؤوسهن على خيوط جرائمهن؛ لتبقى هناك صورة واضحة لمبدأ الثواب والعقاب، لكنني وجدت أن هناك تفاصيل بين الوجوه الكثيرة التي التقيتها في سجن النساء بالدمام ترغب العودة إلى الحياة مجدداً.. ولكن هل تغيرت حياتهن إلى الأفضل؟.. وجدت في السجن حياة منظمة للنزيلات، تبدأ بالعمل، والتأهيل، وتنتهي كأي يوم اعتدن فيه على النعاس، ولكن اليوم الذي وصلت فيه إليهن كان مختلفاً لبرنامجهن المعتاد، فالعيون التي ترقبني، والأصوات التي تناديني لأسمع حكايتها ما زالت حاضرة في مخيلتي إلى اليوم، وكأنني جئت إليهن أحمل الحرية في كيس محكم الإغلاق ثم سأتركه لمن تحسن الحديث عن قضيتها.. وقفن أمامي يرغبن الحديث ليبددن شيئاً من مآسيهن حتى وإن كانت من خلف الجريمة، ومن خلف مبدأ الخطأ والصواب؛ لكنني حتما أنقل هنا واقع الجريمة من طرف واحد، حيث قررت السجينات أن يتحملن مسؤولية روايتهن لقضاياهن. قضية شعوذة! بدأت حديثي مع السجينة "م، ن، ر" 45 سنة سعودية الجنسية والتي كان لديها رغبة كبيرة في الحديث عن قضيتها، وعن مقدار الشتات الذي تشعر به، فهي زوجة وأم وجدة لحفيدة أحبتها كثيراً، لكنها تركتها لتقبع خلف القضبان بقضية "الشعوذة" والتي بدأت بسرد بدايتها، فتقول:"انطلقت من بيتي في أعمال التجميل واستجلاب الأعشاب الطبيعية الخاصة بالسيدات، فبدأت ذلك المشروع من بيتي، حتى توسعت ونجحت وكثرت زبائني، فقررت أن أفتح محلاً صغيراً "كشك" وآخذ قرضاً من "عبد اللطيف جميل" لتمويل المشاريع النسائية، حتى انطلقت بذلك المشروع الذي تكلل بالنجاح، فكنت أحضر مواد من الأعشاب والكريمات لأبيعها على السيدات، وقمت بعمل بعض الخلطات في المنزل وكان الإقبال علي كبيراً حتى ظهرت بحياتي سيدة -أجنبية الأصل- تعمل في ذات المجال ولديها "محل صغير" وأبدت استياءها من نجاحي، وأخذت تحاصرني بغيرتها الشديدة مع سيدة أخرى معها، وحاولت تلك السيدتان أن تنشرا إشاعة فحواها بأنني أعمل في الشعوذة من منطلق الأعشاب التي كنت أعدها للسيدات، وذات يوم جاءت لي سيدة تطلب أن تشتري مني "قارورة ماء الورد" فقمت ببيعها عليها، ثم تفاجأت بأن تلك السيدة تدعي بأن ماء الورد تغوص بداخله ورقة صغيرة توجد بها "شعوذة"، ولاأعرف من أين جاءت بتلك الورقة؟، وادعت أيضاً بأنها اشترت مني بتراب في مجموعة من البخور قالوا بأنها أيضا تحمل "شعوذة"، وحينما خرجت من المحل وكنت أرغب بركوب سيارة زوجي الذي كان ينتظرني في الخارج تفاجأت بوجود هيئة الأمر بالمعروف والشرطة تباغتني، وتفتش حقيبتي، ليتم ضبطي بتهمة "الشعوذة"، وقد تم تفتيش المحل وأخرجن منه بعض الأكياس التي وصفوها بأنها أيضا تحمل "شعوذة وسحر"، وبعد التحقيقات والذهاب إلى المحكمة، تم الحكم علي بسنتين ونصف، إلا أن زوجي رفع القضية إلى هيئة التمييز للطعن في الحكم وقد رغب زوجي أن يتولى المرافعة عني بحكم أنه -محام -، إلا أنه لم يسمح أن يترافع عني لأنني زوجته حتى اضطر إلى وضع محام آخر لكنني وجدت بأنه محام غير جيد، ومازلت بعد مرور سبعة أشهر أعيش في تلك المعاناة التي أنتظر فيها البت في هذه القضية التي لاعلاقة لي بها خاصة بأنه تم ضبطي في حالة طبيعية ولست متلبسة بممارسة أعمال الشعوذة والسحر معتمدين على بعض ماضبط لدي ولا أعرف من أين جاءت تلك الأشياء؟، كذلك استند الحكم على بعض رسائل الجوال التي كنت قد تبادلتها مع بعض صديقاتي بأنها تفاصيل تخص السحر والشعوذة، ولذلك فإنني أطالب بإعادة النظر في القضية لعدم وجود دليل واضح -من وجهة نظرها-، كما أرغب بأن يشملني العفو خاصة بأني أمضيت ربع المدة. سجينة تحمل طفلها الرضيع خلوة غير شرعية وبين إصرار "م، ن، ر" على أنها غير مذنبة في قضية "السحر والشعوذة" يأتي كذلك إصرار المقيمة العربية "ع، ب، ي" والتي تبلغ من العمر 36 سنة على أنها كانت ضحية في قضيتها والمتمثلة في "الخلوة غير الشرعية"، معترفة بأن خطأها الكبير الدخول إلى البلد دون "تأشيرة"، وتسرد قصة قضيتها بقولها: أتيت إلى المملكة رغبة مني لأداء العمرة لكني لم أكن أحمل "تصريحا أو تأشيرة"، وبعد أن أتممت العمرة رغبت في العمل في أحد المشاغل، وذلك لأنني أحمل شيئاً من المهارات في فن الماكياج والتجميل النسائي فجئت إلى المنطقة الشرقية منذ قبل شهرين ونصف، وعملت لدى سيدة في مشغلها، وكنت أخرج في كثير من الأحيان إلى بيوت بعض الزبائن وكذلك إلى قاعات الاحتفالات وأيضاً إلى بعض الاستراحات حتى أقوم بتزيين السيدات اللواتي قمن بالحجز لدى المشغل، وفي ذلك اليوم خرجت إلى استراحة مع السائق حتى أقوم بممارسة مهنتي بتزيين أربع فتيات في استراحة أخبرنني بأن لديهن حفلة في تلك الاستراحه، فدخلت تلك الاستراحة وبدأت العمل حتى انتهيت بعد ساعتين، وحينما خرجت إلى سائقي الذي كان ينتظر خارج أسوار الاستراحة ركبت السيارة لتنطلق بين المزارع ولحظات حتى أفاجأ بسيارة تلحق بنا وتوقفنا بالقوة، وقد خرج منها ثلاثة رجال "عرفت بعد ذلك أنها هيئة الأمر بالمعروف، وأنزلوا السائق وأخذوا مني جميع الحقائب التي كانت بحوزتي من أجل العمل بعد ذلك عرفت بأن الاستراحة مراقبة، وأخذوني مع السائق وعدنا إلى الاستراحة وبقيت بحوزتهم حتى قرابة الساعة الثانية صباحاً خلالها قاموا بسؤالي من يوجد بالداخل فأخبرتهم بأنني لم أشاهد سوى أربع فتيات ولم أشاهد أي "رجل"، بعد ذلك داهموا المكان وخرجوا من الاستراحة بصحبة أربعة رجال وأربع فتيات "في هيئة غير لائقة"، وتم أخذ أقوالي بأنني لاعلاقة لي بالقضية، وبأني مجرد عاملة في مشغل تؤدي عملها، وذلك أيضاً ماذكرته لدى القاضي في المحكمة وبعد فترة تم إخلاء طرف "السعوديين الذين كانوا في الاستراحة ومازلت أنا في السجن، ولم أستطع أن أحصل على شهادة السيدة التي وظفتني لديها في المشغل، لأنني أصلاً لايوجد لدي أوراق رسمية لدخول المملكة، بل إنها ادعت بأنها لا تعرفني خشية من المسؤولية ومازالت أنتظر الحكم في قضيتي". مقيمة تحفظ القرآن لتخفيف محكوميتها تهريب خمور وتأتي السجينة (م) 34 سنة "مقيمة عربية" لتلتقط أطراف الحديث وتبدي الكثير من التظلم، مشيرة بأصابع الاتهام إلى كفيلتها التي استقدمتها كمربية لأطفالها، وهاهي تقع خلف القضبان، وتقول: كانت كفيلتي تأخذني معها إلى "دولة مجاورة " بين الحين والآخر مع ابنتها البالغة من العمر تسعة عشر عاماً، وهي بحوزتها مجموعة من الخمور، وفي كل مرة كانت "تنفذ" من التفتيش الجمركي الذي لم يكن يقع على مخالفتها وتهريبها للخمور، حتى جاء ذلك اليوم الذي يفتضح أمرها ويضبط لديها "صناديق" من الخمور تحاول تهريبها إلى المملكة، فتم إلقاء القبض على الموجودين في السيارة، ثم خرجن بكفالة بعد أن عرفت (م) بأن كفيلتها لها سوابق كثيرة في ملفها لدى الشرطة في تهريب الخمور، وبعد المناقشات التي دارت بين كفيلتها وبين محاميها الذي طلب منها أن تجد من يحمل عنها القضية إما المربية أو ابنتها، وذلك نظراً لسوابقها القديمة السابقة والتي قد تدخل السجن بسببها في هذه المرة، فطلبت منها أن تحمل القضية عنها بذريعة أنها لن يفعلوا معها شيئاً لأنها أجنبية، وأن أقصى ما سيحدث معها أن تعود لموطنها وهذا ما أرغب به، فادعت كفيلتها بأن ابنتها والمربية هما من قامتا بالتهريب واعترفتا هما بذلك وبعد خروجهما بكفالة، سافرت معها بعد شهر ليتم ضبطهما مرة أخرى بتهريب "الخمور" فادعت بأن الخمور أيضا للمربية ولابنتها فتم إخلاء طرفهما بكفالة للمرة الثانية، فطلبت منها أن أعود إلى وطني لكنها رفضت، فقررت الهروب من منزلها، ولجأت إلى الجوازات واتصلت بكفيلتي علها أن تأتي لإعطائي الجواز، وتخليص أوراقي للسفر، وحضرت بسرعة، وأخذت تشدني إلى سيارتها وتريدني أن أعود معها لتحبسني في البيت فأخذت أصرخ في الشارع حتى خرج موظفو ومدير الجوازات وخلصوني منها، وأدخلوني إلى المبنى فأخبرتهم بماحدث؛ لكن مدير الجوازات عرض علي إما الذهاب مع السيدة أو الذهاب إلى مكتب التسول فقررت الذهاب إلى مكتب التسول، وهناك بقيت لمدة شهرين حتى شملني العفو الملكي، ثم قامت كفيلتي بتخليص أوراقي، وحينما توجهوا بي إلى المطار وجدوا أن ملفي مختوم عليه المنع من السفر، لوجود تهمة أخرى من كفيلتي بتهريب الخمور، فأخذوني إلى السجن، وبقيت هناك شهرين ومازالت التحقيقات معي جارية وكفيلتي مازالت مصرة على أني مهربة للخمور، ولم تنه أوراقي!. حق خاص من جانب آخر، دخلت "ف، ح" متجنسة من أصل أفريقي 24 سنة السجن بتهمة "حق خاص"، حيث استدانت مبلغ 120 ألف ريال من شخص ولم تستطع إرجاع المبلغ له كاملاً، فتقدم بشكوى عليها في قسم الشرطة وحبست ثمانية أشهر حتى وصلت إلى اتفاق معه يتضمن تجزئة رد ذلك المبلغ على شكل "أقساط" شهرية تبلغ خمسة آلاف ريال مقتطعه من راتبها، حيث كانت تعمل موظفة في مستشفى حكومي، وقد وافق ذلك الشخص، وخرجت من السجن واستمررت في تسديد المبلغ على مدار سنتين خلالها أنهت تسديد 65 ألف ريال، وفي إحدى المرات التي ذهبت فيها لتقديم الخمسة آلاف ريال المقتطعة من راتبها بحسب الاتفاق وكانت تمر بمرحلة وضع مولود أخبروها في الشرطة بأنه سيتم تحويلها إلى السجن، لأن هناك مقابل الحق الخاص حق عام، فحدثت مشادة بينها وبين الأطراف المعنيين حتى وافق الشخص المدعي بمعاودة التسديد بالأقساط، إلا أن الشرطة طلبت "كفيلاً غارماً" وهو الكفيل الذي لابد أن يكفلها فحاول زوجها أن يسوي القضية دون اللجوء إلى ذهاب زوجته إلى سجن النساء فبقيت "ف، ح" تنتظر وأخضعت خلالها لإتمام بعض الإجراءات حتى يوفر زوجها "كفيلاً" وتقرر دخولها للسجن، وتم رفض استقبال "طفلها" الرضيع إلا أنها أصرت على مرافقة طفلها لها داخل السجن، فدخلت السجن النسائي مع طفلها تنتظر من زوجها أن يوفر ذلك الكفيل والذي أخبرها بأنه في حالة توفره فإنها ستخرج فوراً من السجن وبعد محاولات قدم زوجها "كفيلاً" أراد مساعدتها، إلا أنه تم رفض تلك الكفالة فلابد أن يكون هناك شيك مصدق بالمبلغ تحتفظ الشرطة به، فرفض الكفيل ذلك خشية من تحمل المسؤولية، فرفعت الأوراق الخاصة بالقضية إلى القاضي، ولم يبت فيها بسبب عدم وجود كفيل يقبل بذلك الشرط، ومازالت مسجونة لأكثر من شهر. وأضافت لدي مشكلة أخرى وهي أن إجازة الأمومة (35 يوماً) قد انتهت، مشيرة إلى أن عملها ينتظر عودتها فيما تخشى أن تفصل منه في حالة تكرر غيابها وتلك الوظيفة هي من ستساعدها على تقسيط الدين الذي عليها، متمنية أن تكون هناك تسوية لقضيتها تسمح لها بالعودة إلى أسرتها ووظيفتها دون الإضرار بها خاصة مع اعتمادها الكبير على تلك الوظيفة. |
|
06-05-10, 04:27 AM | #2 | |
|
يتبـع .. (2-2)
ثقة الأسرة والمجتمع مفقودة! سجينات ينجزن أعمالهن داخل مشغل الخياطة وقفت قريباً من جدران عالية..وأبواب مؤصدة..وحراس يرقبون بنظراتهم كل العيون التي تعبر أمامهم..وحين اقتربت أكثر من المكان، وسمح لي بالدخول، رصدت المشهد الأول بعيون مندهشة عن عالم آخر مختلف..مثقل بهمومه وحسراته.. يعيش لحظات من العمر الفاني قبل أن يحين موعد رحيله..نظرت إلى وجوه بعضهن معلقة نحو الأعلى وهن يسترجعن ماضيهن.. وحكايات الجريمة التي اقترفنها.. واستمعت من جانب آخر إلى ثرثرة البقية بصوت عالٍ عن قصص ومواقف الماضي بحثاً عمن يصدقهن.. وفي كلا الحالتين لم يتغير من واقعهن شيء.. وبقين داخل الأسوار العالية، وخلف القضبان، ونظراتهن وحديثهن كما هو كل يوم.. في هذا التحقيق وقفت على قضايا السجينات المطلات برؤوسهن على خيوط جرائمهن؛ لتبقى هناك صورة واضحة لمبدأ الثواب والعقاب، لكنني وجدت أن هناك تفاصيل بين الوجوه الكثيرة التي التقيتها في سجن النساء بالدمام ترغب العودة إلى الحياة مجدداً.. ولكن هل تغيرت حياتهن إلى الأفضل؟.. منتجات سجينات للمشاركة في «معرض العروس» على الرغم من أن السجن النسائي بإصلاحية الدمام يبدو عليه القدم، إلا أنه يدفع الكثير من السجينات إلى صفوف الحياة، فمع تنقلي بين ممراته وغرفه واختلاطي بالسجينات، خاصة الأجنبيات من الجنسيات المختلفة واللواتي كنت أشعر بأنهن كما لوكن في نزهة لفرط الابتسامة التي ارتسمت على وجوههن، وكذلك المرح ولا أعرف السبب.. ربما لألفة المرء المكان الذي يسكنه دور في ذلك، وكذلك دور إدارة السجن النسائية والتي بدت قريبة جداً من نزيلاتها، وكأنهن موجودات للقيام بشؤونهن ومساعدتهن على تخطي تلك المحنة بسلام. بيئة السجن يتكون السجن النسائي من عنابر النزيلات والتي يصل عددها إلى سبع غرف تستوعب الغرفة الواحدة عشرين نزيلة مزودة بدورات المياه، كما يشتمل السجن النسائي على المشغل وهو المكان الأهم الذي يقدم للسجينة الشعور بالهدف في الحياة، وكذلك على غرف الإداريات والمكتبة وغرفة الملاحظات من السجانات وغرفة العزل، والفصل المخصص لتعليم السجينات وغرفة تمريض للعلاج. تجاوز الخطأ مرهون بتأهيل السجينة نفسياً الأجنبيات أكثر وأوضحت مديرة السجن النسائي بإصلاحية الدمام "دينا الدوسري" أن السجن يشتمل على عدد من السجينات تترواح جنسياتهن مابين السعوديات والأجنبيات، إلا أن نسبة السعوديات قليلة مقابل نسبة الأجنبيات، خاصة العمالة منها، ومما ساعد على ذلك العفو الملكي الذي بادر به الملك عبدالله -حفظه الله-، فقد كان له دور كبير في حل الكثير من الصعوبات التي تواجهها إدارة السجن لكثرة أعداد السعوديات، فالقضايا التي تدور حول المخدرات والقضايا الأخلاقية وغيرها هي القضايا التي شملها العفو في حين تبقى قضايا القتل والدين هي القضايا المعلقة لا رتباطها بالحق الخاص. النزاعات الأسرية وحول بعض النزاعات بين السجينات وأسرهن، أوضحت "الدوسري" أن إدارة السجن لها دور في محاولة التقريب بين السجينة وبين أسرتها في حالة وجدت الخلافات، وذلك في تخصيص باحث اجتماعي نظراً لعدم وجود باحثه اجتماعية في الوقت الراهن، حيث يقوم بالتقريب بين السجينة وأسرتها وفي حالة كان هناك صعوبة في حل تلك الخلافات فإن السجن يقوم بتحويل تلك الخلافات الأسرية إلى مكتب الإشراف الاجتماعي، والذي بدوره يتولى مهمة توثيق تلك العلاقات الأسرية، في حين توجد بعض الحالات قد يرفض مكتب الإشراف الاجتماعي استلامها خاصة تلك الحالات التي تكون فيها السجينة غير متعاونة وفي تلك الحالة تحول الخلافات إلى إصلاح ذات البين، وإذا لم تستطع تلك الجهة على حل الخلافات الأسرية فإنه يتم تزويج السجينة بالبحث لها عن زوج عن طريق باحث اجتماعي بعد أن تتم النظرة الشرعية ويحدث ذلك الزواج أمام "الشيخ"، مشيرة إلى أن حالات الزواج تلك تراوحت مابين " 3 إلى 4" حالات لمواطنات. محاكمة السجينة من جهة أخرى قالت "الدوسري" إن هناك صعوبة في تنقل السجينة والذهاب بها إلى المحكمة للمثول أمام القاضي وتبادل تفاصيل قضيتها للحكم عليها، فسابقاً كان هذا يحل عن طريق وجود محاكم داخل السجن إلا أن ذلك أوقف، متمنية فيما لو أعيد تشكيل محكمة نسائية داخل سجن النساء يتم فيها امتثال السجينات أمام القاضي حتى يسهل عليهن التنقل بالسجينات، لاسيما أن هناك صعوبة في التنقل بالسجينة، وذلك لخصوصيتها كامرأة. سجينة تحفظ القرآن لتخفيف محكوميتها مشروعات وإبداعات ويعتبر المشغل الذي أعد للسجينات من أجل استغلال أوقاتهن بما يعود عليهن بالنفع من أكثر الأمور المدهشة والتي تستحق الوقوف عليها، وتعتبر خطوة جيدة جداً تحسب لإدارة السجن التي بدا واضحاً جهده في محاولة التنفيس عن السجينة باستخراج مواهبها الإبداعية، فقد خصصت لهن غرفتان الأولى تمثل مشغلاً للخياطة وحياكة بعض الحقائب النسائية، وكذلك قطع تجميلية من الخوص والصوف والتي قامت السجينات بحياكتها بشكل مبدع تكشف عن مواهبهن، كما خصصت الغرفة الثانية لأعمال الخيش والتي منها تصنع مختلف الأشياء المخصصة لاستخدام الخيش والتي كانت النزيلات تعمل بها في انسجام وسعادة كبيرة، وهو ما أكدته المشرفة على الأشغال اليدوية للسجينات، مشيرة إلى أن عدد المشتغلات في ذلك المشغل يصل إلى 48 سجينة من مختلف الجنسيات، وقد لاحظت بأن السجينات يقبلن على تلك الأعمال اليدوية بشكل كبير، وذلك من أجل تقضية مدة محكوميتهن في عمل مفيد يشغل أوقات فراغهن، لذلك يبدأن منذ الصباح حتى بعد الظهيرة دون ملل، موضحة أن لتلك الأشغال دوراً كبيراً في تحسين سلوك السجينة، فقد لوحظ أن السجينة التي تندمج في الأعمال اليدوية أنها تتسم بالسلوك الجيد داخل السجن في حين تتصف السجينة التي ترفض المشاركة في تلك الأعمال بالسلوك العدواني في العنابر. وأضافت أن ذلك الجهد أثمر عن اشتراك السجينات بمعارض عدة من أهمها معرض الظهران الدولي والمعرض الذي أقيم في قاعة القصيبي، ومعرض كلية العلوم بالدمام ومعرض تابع للتربية والتعليم، وأخيراً معرض الجنادرية والذي نال إعجاب الكثيرات، حيث بيعت جميع منتجات السجينات حتى وصل الربح إلى "13" ألف ريال، مما أثار حماس وسعادة السجينات وشجعهن على الاجتهاد للمشاركة في معارض أخرى التي من أهمها معرض العروس الذي سيقام في مدينة الخبر وستشارك فيه السجينات بمبتكراتهن، وذلك مما يدخل في اهتمام إدارة السجن التي تحرص على توفير المواد الخام لهن لتشجيعهن، كما خصص لمن يشتغل من السجينات في تلك الأعمال اليدوية مكافأة شهرية تصل إلى 150 ريالاً، بالإضافة إلى المكافأة التي تصرف لكل سجينة، متمنية أن يكون هناك توفير لمكائن الخياطة المطورة حتى يتم تفعيل ذلك المشروع المشرق. السجينات وحفظ القرآن وحرصاً من إدارة السجن على إعادة بناء "العلاقة الروحانية" داخل السجينة، فقد وضعت مكافأة تحفيزية تتضمن التقليل من مدة محكومية السجينة لمن تقوم بحفظ القرآن الكريم، فكلما حفظت أكثر قلت مدة محكومتيها، لذلك خصصت معلمة متخصصة لحفظ القرآن الكريم لتعليم السجينات وتشجيعهن والمنتدبة من جمعية تحفيظ القرآن الكريم، كما خصص فصل مؤهل لذلك، إلى جانب تعليم محو الأمية للكبار. وأشارت معلمة التحفيظ "فاطمة" إلى تجربة التحاقها بالسجن، حيث تكللتها صعوبة في بداية الأمر حتى استطاعت أن تحرز نجاحاً مع السجينات خلال ثلاث سنوات، حيث تعلم القرآن ثلاثة أيام في الأسبوع وجدت خلالها إقبالاً كبيراً من السجينات على الحفظ، فأكثر سجينة وصلت إلى حفظ 15 جزءاً من القرآن خلال سنة ونصف، كماوصل مقدار المقبلات على الحفظ "147" سجينة. تعليم الكبار وتشارك في تعليم السجينات المناهج الدراسية "معلمتان" خصصتا لتعليم محو الأمية، من خلال المناهج المعتمدة من إدارة التربية والتعليم، حيث تتفاوت أعداد المقبلات على التعليم مابين السعوديات والأجنبيات، وذلك يحكمه كثيراً مدة محكوميه السجينة. وتشير المعلمة "فاديا" إلى أنها أقبلت على تعليم السجينات حيث تخوض تجربة تجدها جيدة ولا تختلف كثيراً عن تجربة تعليم طالبات المدارس، على الرغم من أن تعليم السجينات يساوي من حيث الراتب والحوافز تعليم طالبات المدارس العاديات، إلا أن الهدف تنوير السجينات بالعلم. أطفال في السجن يخطو مسرعاً بخطوات غير متزنة نحو الأمام، يرفع يديه ليضبط مشيته، يقع ثم يقف مرة أخرى، يفتح فمه يبتسم لأمه التي تطلب منه التقدم إلى الأمام، فيما هو يصدر أصوات الطفولة من قلبه متلفتاً يميناً ويساراً ينظر للسجينات اللواتي يصفقن له يشجعنه على مواصلة السير فيمشي ثم يقع، أخرجني ذلك المشهد من جدران السجن العالية لأبتسم وأنا أتأمل صورة ذلك الطفل وبعض أطفال السجن الذين ينشؤون برفقة أمهاتهم، وهم يعتقدون أن الحياة تبدأ من هنا، أما الأمهات فيتمسكن بذلك الطفل الذي تذكرهن خطواته بالضجيج الذي غادرنه خارجاً بفعل الجريمة، وربما وجدن في رائحة أصابعه شروق الشمس الحر. ويسمح للسجينة التي حملت "سفاحاً" الاحتفاظ برضيعها حتى السنتين من عمره، ثم يودع إلى دار الإيواء، وذلك من منطلق الرحمة حتى يتسنى للأم إرضاع طفلها والاعتناء به، كما يوفر السجن للطفل جميع احتياجاته من الحليب والثياب والألعاب وكل مايستخدمه الطفل في هذه المرحلة، وفي لحظة ترحيله يكون هناك مشهد حزن كبير ومؤثر من الأم. وأوضحت "دينا الدوسري" أن عدد الأطفال الموجودين في السجن يتراوح بين 10 إلى 20 طفلاً توفر لهم كل العناية اللازمة. مبنى جديد يستعد سجن إصلاحية الدمام "القسم النسائي" الانتقال في غضون الأسابيع المقبلة إلى مبنى جديد مؤهل بكل الإمكانيات المتاحة لتوفير الجو المناسب للنزيلات، وسيشتمل المبنى على غرف مؤهلة وواسعة وعلى فصول تعليمية وصالات رياضية وصالة طعام وحضانة أطفال مجهزة بالكامل، وكذلك على مشغل معد للأعمال اليدوية التي تقوم بها السجينات، موضحة "الدوسري" أن ذلك المبنى سيفتح مجال توظيف نسائي خاصة للأخصائيات الاجتماعيات والموظفات الإداريات |
|
06-05-10, 06:35 AM | #3 |
06-05-10, 09:13 PM | #4 |
|
|