(( نحــن والمتسولون ))

21-10-06, 04:24 AM

°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°

(( نحــن والمتسولون )) .. على الضفاف

بقلم : أنس الدريني

تفاقمت ظاهرة التسول بل تُعد اليوم أكثر شيوعاًَ مما ذي قبل وباتت مهنة من لامهنة له في ظل ماتظفربه من مدخرات وفيرة من الأموال . فالمعدلات المهوله لأعداد المتسولين وإنتشارهم تتنامى يوماَ بعد يوم لتُشكل هاجساً مخيفاً ومرضاً خبيثاَ ينخر جسد مجتمعنا المتنامي مسهمةً في تشويه صورته الجماليه مع سبق الإصرار والترصد .
وتشير أخر الإحصائيات التي أجريت في مدينة جدة على أن نسبة عالية من المقبوض عليهم هم من الأجانب إذ تتراوح نسبهم مابين 62% و 83% في إشارةٍ واضـحه للنسبة العالية والتي يمثلها الأجانب ّإذ يستغلون التكافل الإجتماعي والرحمة التي يحث عليها ديننا الإسلامي في إستدرار العطف

. ومما لاشك فيه أنها ظاهرة ممقوته تسهم في فرزِ أفرادِ يكونوا عالةً على مجتمعهم ويسهمون بشكل واضح في كبح عجلة التقدم الحضاري لديه . ومازال مجتمعنا السعودي يعاني الأمرين من ويلات التسولِ وأخطاره في دائرةٍ تسهم في إتساعها نظرةُ العطف والتي تجعلنا في حرجٍ حيال رد السائل .
والحقيقة أن التسول لم يعد مرتبطاً بالفقر فقط بل أن وسائلهُ باتت من أنجع الوسائل لدَرِ الأموال متى ماكان التنظيم أكثر دقةً وتنفيذا . إن عملية التسول عمليةً منظمة تقوم بها جماعاتِ مٌدَربه ويرأسها مديرُ تنفيذي يقوم بمهام وضع خطط الإنتشار وتوزيع الأطفال عند التقاطعات والإشارات المروريه والتي تتوسع إبان الإنصراف من أعمالنا والخروج من المساجد أيضا . وواقع الحال يبعث بالقلق إذ بات التســــــــــــــول خطراً يهدد أمن وإستقرار هذا البلد فالمشاهَد أنها تعتمد على إستغلال النشئ في أعمالٍ غير مشروعة ممايسهم في هدمِ مستقبلهم .. فالطفل في هذه الأجواء أبعد مايكون عن الإستقرار إذ تتبعثر سلوكياته بين الشوارع والطرقات في أجواءٍ ملوثه تُكسبه عادات سيئه كالتدخين والسرقة وتعاطي وترويج المخدرات ناهيك عن تشويه البراءةِ لديه وتعويدِه على الإتكالية والكـــــــــذب منذ نعومةِ أظفاره . فلايكاد يمر اليومَ إلا ونجد أطفالاَ يلتصقون بثيابنا طلباَ للمساعدة أو أن نجـــــــد إمراءةً تلتهمها حرقةُ الشمس ولهبُ الشارع تركض بطفلها طلباَ للعون والمساعدة . وعن مسببات هذه الظاهرة نقول بأنها ترتبط بنواحيٍ عده منها الناحية الماليه والمتمثلة في إنتشار دائرة الفقر والتي تدفع بالمحتاجين إلى التسول لتعويض الحرمان المالي . أيضاً نواحي نفسية كالحقد الإجتماعي السائد لدى الكثيرين من المتسولين في أن التسول وسيلتهم لإسترجاع حقوقهم التي سُلبت منهم من قِبل المواطنين وحرمتهم من العيش حياةً كـــــــــريمة . بالإضافة إلى التمايز الإجتماعي وتفكك الأسر والذي يؤدي بدوره إلى تشرد الأطفال وجعلهم أكثر عرضةً للتسول وأخطاره . بالإضافة إلى الناحـــــــيةِ العلميه والمتمثلة في إنتشار الجهل والإتكاليه بدلاً من البحث عن مهنةٍ شريفة لكسب العيش .
وفي دراسةٍ عن أهم الأسباب المؤدية لإتساع دائرة التسول جاء أهمها في تعاون المواطنين مع المتسولين وهذا ماساعدهم على التمسك بهذه الظاهرة وزيادة إنتشارهم من خلالها زائداً على ذلك عدم التعاون بين الجهات المعنيه وإدارة مكافحة التسول بالإضافة إلى توفر المساكن رخيصة الثمن لهؤلاء مايهيئ لهم مناخاَ مناسباً لتنفيذ خططهم وتعاونهم لأنشاء عصابات تقوم بهذا العمل .

بقي أن نعي أن معالجة هذه الظاهرة باتت ضرورة ملحةً نظراً لإنتشارها المخيف والذي يهدد آمن بلادنا بلد الحرمين بلد الأمن والأمان فمن غير اللائق أن نستقبل ضيوف الرحمن بهذه المناظر المشوهه والتي تبعث الإشمئزاز للنفس . فالواجبَ أن تتكاتف الجهود للقضاء على هذه الظاهرة بزيادة الوعي لدينا عن أخطارها وعدم التعاون مع المتسولين والإهتمام بالأطفال الأبرياء والعمل على إيوائهم من هذا الشر المدمر . ولابد أن تكثفَ إدارة مكافحة التسول جهودها في تضيّق الخناق على هــــؤلاء بالإضافة إلى الإهتمام بكبار السن من المتسولين فيُؤمن لهم أماكن مناسبة في دار العجزة ومعالجة المرضى النفسيين منهم ..

مفترق الطريق :

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم " . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر " .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره فيتصدق به على الناس : خير له من أن يأتي رجلا فيسأله أعطاه أو منعه " .

أخوكم أصيل

°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°

@
@
@