روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
13-08-09, 08:18 PM | #1 |
إداري سابق
|
شهر التوبة والغفران
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاته أيها الأحبة في الله المؤمن ليس معصومًا من الخطيئة وليسَ في منأى عن الهفوة وليس في معزل عن الوقوع في الذنب فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ) [ أخرجه مسلم ] وعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون ) [ أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه ] وكم من مذنبٍ طال أرقه واشتد قلقه وعظم كمده واكتوى كبِده يلفه قَتار المعصية وتعتصره كآبة الخطيئة يتلمس نسيم رجاء ويبحث عن إشراقة أمل ويتطلع إلى صبح قريب يشرق بنور التوبة والاستقامة والهداية والإنابة ليذهب معها اليأس والقنوط وتنجلي بها سحائب التعاسة والخوف والهلع والتشرد والضياع وإن الشعور بوطأة الخطيئة والإحساس بألم الجريرة والتوجع للعثرة والندم على سالف المعصية والتأسف على التفريط والاعتراف بالذنب هو سبيل التصحيح والمراجعة وطريق العودة والأوبة وأما ركن التوبة الأعظم وشرطها المقدم فهو الإقلاع عن المعصية والنزوع عن الخطيئة ولا توبة إلا بفعل المأمور واجتناب المحظور والتخلص من المظالم وإبراء الذمة من حقوق الآخرين ومن شاء لنفسه الخير العظيم فليدلف إلى باب التوبة وطريق الإيمان وليتخلص من كل غدرة وليقلع عن كل فَجرة قال تعالى : ( فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُنْ خَيْرًا لَهُمْ ) [ التوبة:74 ] وقال تعالى : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [ النور:31 ] يستوجب العفو الفتى إذا اعترف ثم انتهى عما أتاه واقترف لقوله سبحانه في المعترف : ( إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ) [ الأنفال:38 ] أيها الأحبـة التوبة خضوع وانكسار وتذلل واستغفار واستقالة واعتذار وابتعاد عن دواعي المعصية ونوازع الشر ومجالس الفتنة وسبل الفساد وأصحاب السوء وقرناء الهوى ومثيرات الشر في النفوس التوبة صفحة بيضاء وصفاء ونقاء وخشية وإشفاق وبكاء وتضرع ونداء وسؤال ودعاء وخوف وحياء التوبة خجل ووجل ورجوع ونزوع وإنابة وتدارك نجاة من كل غم وجُنة من كل معرة وهم وظفَر بكل مطلوب وسلامة من كل مرهوب بابها مفتوح وخيرها ممنوح ما لم تغرغر الروح فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لو أخطَأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء ثم تُبتُم لتاب الله عليكم ) [ أخرجه ابن ماجه ] وعن أبي ذر - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( قال الله تعالى : يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم ) [أخرجه مسلم ] وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( قال الله تعالى : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أُبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة ) [ أخرجه الترمذي ] فيا له من فضل عظيم وعطاء جسيم من رب كريم وخالق رحيم أكرمنا بعفوه وغشّانا بحلمه ومغفرته وجلّلنا بستره وفتح لنا باب توبته يعفو ويصفح ويتلطف ويسمح وبتوبة عبده يفرح قال سبحانه : ( غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ ) [ غافر:3 ] وقال سبحانه : ( وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ ) [ الرعد:6 ] وقال سبحانه : ( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ) [ النساء:110 ] فأكثروا - أيها الأحبـة - من التوبة والاستغفار فقد كان رسول الله - عليه الصلاة والسلام - يكثر من التوبة والاستغفار يقول - بأبي هو وأمي - صلوات الله وسلامه عليه : ( والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ) [أخرجه البخاري ] أيها الأحبـة هذه التوبة قد شرعت أبوابها وحل زمانها فاقطعوا حبائل التسويف وهُبوا من نومة الردى وامحوا سوابِق العصيان بلواحق الإحسان وحاذروا غوائل الشيطان ولا تغتروا بعيش ناعم خضل لا يدوم وبصروا أنفسكم بفواجع الدنيا ودواهم الدهر وتقلب لياليه وأيامه وتوبوا إلى الله عز وجل وأحدثوا توبة لكل الذنوب التي وقعت وتوبوا من المعاصي ولو تكررت أخـي الحبيب لا تكن ممن قال : أستغفر الله بلسانه وقلبه مصر على المعصية وهو دائم على المخالفة ليقارن الاستغفار باللسان موافقة الجنان وإصلاح الجوارح والأركان قال تعالى : ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) [ آل عمران:135 ] أيها الأحبـة إلى من يلجأ المذنبون ؟ وعلى من يعول المقصرون ؟ وإلى أيّ مهرب يهربون ؟ والمرجِع إلى الله يوم المعاد قال تعالى : ( يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ) [ غافر:16 ] وقال تعالى : ( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ) [ الحاقة:18 ] فأقبلوا على الله بتوبة نصوح وإنابة صادقة وقلوب منكسرة وجباه خاضعة ودموع منسكبة أيها الأحبـة أتاكم شهر الغفران المرتجى والعطاء والرضا والرأفة والزلفى أتاكم شهر الصفح الجميل والعفو الجليل شهر النفحات وإقالة العثرات وتكفير السيئات فليكن شهركم بداية مولدكم وانطلاقة رجوعكم وإشراق صبحكم وتباشير فجركم وأساس توبتكم ومن لم يتب في زمن الخيرات والهبات فمتى يتوب ؟ ومن لم يرجع في زمن النفحات فمتى يؤوب ؟ صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر فقال : ( آمين، آمين، آمين ) فقيل : يا رسول الله إنك صعدت المنبر فقلت : ( آمين، آمين، آمين ) فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( إن جبريل - عليه السلام - أتاني فقال : من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل : آمين قلت : آمين ) [ أخرجه ابن خزيمة وابن حبان ] اللهم فبلغنا شهر رمضان اللهم اجعلنا ممن أدرك رمضان اللهم بلغنا شهر رمضان وارزقنا فيه توبة نصوحاً تمحى بها الأوزار ونرتقي بها إلى منازل الأبرار يا عزيز يا غفار . . . |
13-08-09, 08:46 PM | #2 |
14-08-09, 01:24 AM | #3 |
14-08-09, 02:50 AM | #4 |
15-08-09, 02:05 AM | #5 |
05-10-09, 02:09 PM | #6 |
05-10-09, 02:09 PM | #7 |
05-10-09, 02:10 PM | #8 |
05-10-09, 02:10 PM | #9 |
05-10-09, 02:10 PM | #10 |
|
|