//////////////// الشخصية المتطرفة /////////////////

ينظر البعض إلى مصطلح التطرف نظرة ضيقة جدا تصل في كثير من الأحيان إلى درجة السذاجة والقصور في الفهم دون محاولة جادة منه لتجريد ذلك المصطلح من زمانه ومكانه الذي تم الاسقاط عليهما مما نشأ عن ذلك كله ذلك الفهم الضعيف والضيق في آن واحد .


لو طلبت من ذلك البعض رسماً كاركتوريا للشخصية المتطرفة للرسم على الفور – ودون استخداما مؤقت لعقله – شخص بلحية طويلة وإزارٍ قصير , وهنا تكمن المصيبة في الفهم , والصعوبة في الإيضاح , وعدم القدرة على التماس المدد من الصبر .

لنحاول معا أن نفهم تلك الشخصية المتطرفة من خلال انتزاعها من محيطها , والوقوف على تصرفاتها , والتركيز على نظرتها للحياة وللآخرين .

من خلال وجهة نظري أن الشخصية المتطرفة هي شخصية مريضة . بمعنى آخر أن تطرفها كان بسبب مرضها النفسي وليس بسبب فكرها الذي تعتنقه , فالتطرف كان موجود بالشخص قبل انخراطه في أي فكر آخر سواء كان علماني او إسلاموي او ليبرالي او حتى إلحادي , وهذا بطبيعة الحال عائد إلى ظروف التنشئة والتربية التي عاشها ذلك المتطرف والظروف السيئة التي مرّ بها مما نتج عن ذلك كله ظهور شخصية حاقدة وغاضبة وتنفجر منها براكين الكراهية حمما حمما , ترفض الآخر وتحقد عليه وتخاف منه , لاتملك الثقة بنفسها مطلقا ولاتملك المقدرة على الثقة بالآخرين , شخصية متوجسة وحذرة وانفعالية الى درجة التهور , تملك نظرة سوداوية تجاه الحياة والآخرين تظهر تلك النظرة واضحةً على أفعالها وأقوالها .

اذكر أني تناقشت مع أحد الأشخاص وكان ذلك في برنامج تدريبي جمعنا سوية ودون سابق معرفة , واستمر النقاش حوالي ثلاث ساعات , طبعا بعد أن كان آخر الوقت في ذلك البرنامج هو بداية نقاشنا .

هذا الشخص رغم أننا على طرف نقيض مع بعضنا البعض , وكان ينتمي الى السروريين الا انه كان راقيا جدا في نقاشه , واثقا من نفسه ومن علمه , وصلنا في كثير من محاور النقاش الى طرق مسدودة , ورغم ذلك كنا نختم تلك المؤشرات الدلالية على عدم تلاقي أفكارنا واختلافنا المصيري بابتسامات عفوية أخوية .

وعلى النقيض تماما فأذكر أن احد الأشخاص الذين أعرفه تماما والذي يعتنق الفكر العلماني ويتبجح دائما بالليبرالية وحرية الرأي واحترام الآخرين , أجد عنده روح الدمار , ومسيل الدماء , ورائحة الموتى , كل هذا وأكثر أجدها متغلغلة في تلك النفس المدعية للتحضر والفكر والوعي , شخصية حينما أخالفها في شئ بسيط يجن جنونها , ويظهر الارتباك والضجر وعلى محياها , ليس للآخر عندها قبول , قضيتها الأولى والأخيرة مبنية على الكراهية , وكراهية التيار الديني هو فقط قضيتها , لذلك لا أبالغ إذا قلت أنها لاتعرف للحب طريقا , وأيضا لا أبالغ إذا قلت لك – أخي القارئ – أن التطرف مرض وليس فكر .
تحياتي للجميع


سيف المهند

0
0
0
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
0
0
0
لي عودةً ... تليق كما وقع الحسام المهندِ ههههههههههه
0
0
0
تحيتي

مشكور أخوي / سيف المهند
و بارك الله فيك

موضوع جميل تشكر عليه جزيل الشكر
تقبل مروري بود

مشكور اخي سيف المهند

ماقصرت يعطيك العافيه

والله يثبت عقولنا على الحق

ونسأل العزيز المقتدر ان يهدي الجميع

تقبل تحياتي