روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
18-10-06, 02:32 AM | #1 |
إداري سابق
|
شهر ضد الانكسار
الشيخ محمد عبد الله الخطيب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، ومن دعا بدعوته، واهتدى بهديه، وسار على سنته إلى يوم الدين.. وبعد!! فهذا شهر رمضان، شهر القرآن، شهر الهدى، شهر تفرح فيه الروح، وتنطلق وتأخذ مداها في طاعة ربها والإقبال عليه والاستجابة له، شهر الصيام والقيام، شهر العبودية الكاملة لله عز وجل، شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار. شهر الانتصارات والفيوضات الربانية على المسلمين، شهر الانتصارات، فذكريات الانتصارات فيه غالية وعزيزة، وأشير إلى ذكرى واحدة هي الذكرى الأولى للنصر وهي غزوة بدر، فلقد خرج المسلمون في بدر وهم يريدون العِير، وشاء الله عز وجل أن يواجهوا "قريش"، وأن يواجهوا مكة، وأن يواجهوا صناديد الكفر.. يقول صاحب الظلال (رحمه الله): لو تحقق ما يريده المسلمون أولاً في بدر لكَتب التاريخ عنها عدةَ أسطر: خرج المسلمون من المدينة على بدر ووجدوا تجارة لقريش فاستولوا عليها وأسروا الذي يحمون هذه التجارة، ورجعوا إلى المدينة.. لكن الله عز وجل أراد أمرًا آخر وأمرُه نافذٌ مدبَّر وأمره أمر علام الغيوب، شاء الحق- تبارك وتعالى- أن تكون هذه الغزوة هي نهاية الكفر والشرك والإجرام والبجاحة والتطاول على عباد الله وعلى الإسلام والمسلمين. واليوم يتبجح بعض الناس كتبجح أهل مكة، ويتطاولون على الإسلام في العراق وفي إيران، ويتبجح اليهود أسفل خلق الله وأجبن خلق الله، يتبجحون على المسلمين، على إخواننا في فلسطين، ولن تذهب هذه المخالفات، ولن يذهب هذا التبجح إلى غير رجعة إلا برجال كرجال بدر، وبغزوة كغزوة بدر، وبوقفة صادقة كوقفة أهل بدر. يحدثنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عن أصحابه وهو متجه إلى بدر، ويقول : ( اللهم إنهم جياع فأشبعهم، اللهم إنهم عالةٌ فاحملهم، اللهم إنهم عراةٌ فاكسهم ) يقول راوي الحديث ما رجع واحدٌ منا من الغزوة إلا وقد أصابته دعوة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ووسَّع الله علينا، لا بد- ونقولها بأعلى صوت لمن يريد أن يسمع- لا بد من بدر يتحدد فيها موقف الحق من الباطل الذي يدمغه فيذهب إلى الأبد، كما دمر أهل بدر الذين تحدَّوا الله ورسوله وتحدَّوا هذا الدين. ولقد مرت بنا أحداث وأحداث، مرت بالمسلمين أحداث كثيرة، كان النصر فيها في عين جالوت والنصر في رمضان في فتح مكة.. كل الانتصارات تمت في رمضان.. المسلمون صيام.. المجاهدون في قرب من الله عز وجل وفي صلة بالله عز وجل، يدعونه فيجيبهم، يستغيثون به فيغيثونهم، ونحن في هذه الأيام في أشد الحاجة للعرب والمسلمين أن يكونوا على هذا المستوى من القرب من الله عز وجل، ومن الإيمان بالله عز وجل، ومن الاستغلال الطيب لفرصة الصيام. لقد ثبت في الحديث : ( إذا جاء رمضان تفتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب الجحيم وسلسلت الشياطين، ونادى منادٍ من قبل الحق تبارك وتعالى يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ) .. فُتحت الأبواب، وهُيئت الطرق، فعلينا أن نُقبل على بيوت الله، أن نُقبل على التوبة الصادقة، أن نُقبل على الحرص على مرضاة الله عز وجل، أن نربيَ أبناءَنا، وأن نعوِّدهم على الصيام، وأن نُكثر من ذكر الله، وأن نحافظ على القيام في رمضان وفي غير رمضان، ففي الحديث: "عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم، ومرضاة للرب، ومكفرة للذنوب، ومطهر للإنسان". إن الإسلام يعلمنا أن نكون في رمضان- وفي غير رمضان- جنودًا لدعوة الله ولرسالة الحق ولنصرة المنهج الرباني الذي لن ينقذ البشرية ولن تتخلص من هبوطها واستيلاء الشيطان عليها إلا إذا وضعت يدها في يد الله وآمنت به وصدقت رسله، وأقبلت على منهجه وطبقت هذا الحق. رمضان ثروة عظيمة ومفتاح لباب الله عز وجل، فلا يضيع هذا المفتاح من أيدينا، بل نحافظ عليه بالطاعة والاستقامة والإقبال على الله عز وجل، وجاء في الحديث هل من مشمّرٍ إلى الجنة؟ هل من مستعد لأن يشمر ويسابق إلى الجنة؟ هل.. يجب أن نقول نعم، نحن على استعداد على أن نشمّر وأن نستعد وأن ننطلق، ولقد كان أسلافنا كما وصفهم الحق تبارك وتعالى : { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [ السجدة ]. السباق والانطلاق فوق عالم المادة ودنيا الأحقاد والمستوى الرخيص الهابط الذي تعيش فيه البشرية يجب أن نرتفع فوق هذا المستوى وأن نسمو، فديننا يعلمنا السموّ، ويعلمنا الرقي، ويعلمنا الحضارة الحقيقية.. أما حضارة الكأس.. أما حضارة العبودية للخمر فهذه تحت الأقدام هي ومن يتمسك بها، نحن قوم أعزنا الله بالإسلام أعزنا الله بالإسلام أعزنا الله بالإسلام، فإذا طلبنا العزة في غيره أذلنا الله، فلنعُد إلى الله ولنعُد إلى بيوت الله في رمضان وفي غير رمضان، ولنكن من جنود هذه الدعوة، من جنود هذا الحق، ولننصر هذا الدين حتى ينصرنا الله عز وجل. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وكل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
18-10-06, 03:08 AM | #2 |
18-10-06, 03:16 AM | #3 |
18-10-06, 03:25 AM | #4 |
22-10-06, 02:22 PM | #5 |
26-01-07, 07:12 AM | #6 |
|
|