بما إني حر في فكري ,قوي في عزمي ,صادق في قولي ,ثائر في طبعي ,أحمل هموم العالم في قلبي ,احمل آمال كثيرة لهم , لم ولن يتحقق لهم منها شئ , لأنهم خلدوا إلى الراحة حتى سارت في دمائهم الملوثة بالوهن , فأدمنت أجسامهم الضخمة لذة البيات , وجفاف الأمل ,ووهن الطموح .
كنت أراهم يتقربون لهم زلفى , يوشحونهم بوشاح الثناء حتى يلعن الثناء نفسه ,يقدسونهم حتى غدو من أولياء الله الصالحين , مجرد نقدهم كان كفرا بواح يوجب القتل و الهجران والمقاطعة , وكأننا بهم وبأمرهم نكون في شقاء النار او شقاء الخضوع والذل والاهانة , لا وسط هناك , يصبغون عليهم آيات التبجيل وأقدس الصفات وأنفس العطايا وجميع الرغبات .
يهبون لهم النساء إماء متزينات , نزلن من قسوة الكرامة إلى نعيم الاحتقار راغبات طامعات , فمثلوا عليهن دور الكلاب بخبث الذئاب .
كيف لي يا قلمي أن أبدء ؟ وكيف لي السير بين الالغام والمتفجرات ؟؟!!. سأموت يوما بعيدا عن هذا الصخب وتلك الوساوس وتلك التكهنات , درست الوضع محاولا تصغير الجبال وتكبير ذرات التراب , فسقطت في مأزق عقلي الذي لا يرضى بغير العقل ميزان , فلم يفسد الميزان , وفسد الزمان وانتشرت الأوبئة في الهواء الطلق النقي حتى غذونا نثرثر عن الأمراض والأعراض والقبور والأموات .
لقد ماتوا وبعد الموت منعت مراسم العزاء , وظهرت تلك الوجوه القبيحة الخائنة التابعة لترقص على أجساد الشهداء , فعادت قصة الجبل الذي حُول الى حفنة من تراب , من أجل إرهاب النفوس الخيّرة , وتجمعت الأتربة حتى كونت زوبعة من غبار أوهمت الأعين الضعيفة إنها ليست إلا جبال شاهقات , تكريما للأرواح الشريرة .
وعاد فكري إلى الأرق والى النجوم الساريات , لايستطيع أن يتوهم خلاف مايشاهده , ولايستطيع ان يثني الاخرين عن الخلاف .