روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
18-10-06, 02:36 AM | #1 |
إداري سابق
|
آثار الصيام
آثار الصيام
بقلم :محمد محمد عيسوي الفيومي مما لاشك فيه أن للصيام آثارا عميقة وفوائد جليلة لا يقتصر مداها على الجوانب الجسمية فحسب بل يتعداها إلى الجوانب النفسية والتربوية للفرد فضلا عن الآثار الاجتماعية والأخلاقية للمجتمع بأسره , وإلا لما فرضه الله عز وجل على المؤمنين في قوله تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } [ البقرة : 183 ] ذلك لان المتأمل في المهج الإسلامي يدرك بوضوح أنه يريد الخير للبشرية جمعاء , فما من شيء فرضه الله عز وجل على المسلمين إلا وفيه صالحهم , وما من شيء نهاهم عنه إلا وفيه شر لهم. إذ أن الدين الإسلامي هو الدين الوحيد الذي يهتم بسلامة الأجسام ,اهتمامه بسلامة النفوس والأرواح ,ومن سعادة المسلمين الحقة أن دينهم لم يدع شيئا يمس كيانهم ويحفظ أبدانهم إلا وبينه بيانا شاملا , وشرحه شرحا كاملا , وذلك لتبلغ البشرية ذلك الكمال المنشود. وإذا كانت أقوى الأجهزة والآلات في عالم الصناعة لا يمكن لها الاستمرار في العمل دون توقف منذ نشأتها وحتى استهلاكها ,وإنما تحتاج إلى فترة للراحة والصيانة بين حين وآخر , فإن الجهاز الهضمي يحتاج هو الآخر إلى فترة راحة يستجم فيها. ويجد فرصته في شهر الصيام ,فهو بمثابة إجازة سنوية له فإذا انتهى الصيام فإن الجسم يؤدي وظيفته أكثر نشاطا ودقة وحيوية, وجدير بالذكر أن الصيام يعد فرصة لتخليص الجسم من بعض الشحوم التي قد تسبب العديد من الأمراض الجسمية للفرد ,كالسكر والتخمة وضغط الدم ,وأمراض الكلى وتصلب الشرايين.. وغير ذلك من الأمراض التي يعرفها علم الطب, كما يصاب بالكسل والخمول وتبلد الدهن والإحساس وينخفض لديه مستوى الأداء والذكاء. ولهذا دعا الإسلام إلى عدم الإسراف في تناول الطعام في قوله تعالى : { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين } [ الأعراف : 31 ] وهذه الآية الكريمة تُعدّ معجزة من معجزات الطب الخالدة ,فهي تأمر بعدم الإسراف في الطعام والشراب لتجنبنا وتحمينا مما يقع فيه المسرفون من أوجاع وأمراض ووهن وضعف , إن كثير من الناس يتوهمون أنهم بتناولهم كمية كبيرة من الطعام يزداد دون صحة وقوة ,وخفي عليهم أن كمية الطعام الزائدة تسبب لهم عكس ما يرجون , إن الجسم لا يستفيد من كل ما يلقي فيه من طعام , وإنما يأخذ مجرد كفايته منه , ثم يبدل بعد ذلك مجهودا كبيرا للتخلص مما زاد منه عن حاجته ,وبجانب هذا تصاب المعدة وسائر الجهاز الهضمي بإرهاق شديد يسلم المرء إلى أمراض معينه تلحق بذلك الجهاز , وقد قال الحارث بن كلدة طبيب العرب: " إن المعدة بيت الداء ، والحمية رأس الدواء " أما عن الآثار النفسية للصيام فهي من الكثرة بحيث يصعب حصرها .. غير أننا وجدنا بعضها, وأهمها: تنمية الإرادة , فإذا كان القلب يمثل أعظم عضلة مسؤولة عن ضخ تيار الدم وتوزيعه على الجسم , فإن الإرادة تشكل أهم عضلة في الجهاز النفسي الواعي للفرد , والإرادة كأي عضلة في الجسم تنمو وتقوى ,إذا فهي تخضع لقوانين التعليم والممارسة والتدريب ,وهنا تظهر لنا أعظم قيمة للصوم كأحد أركان العبادة الإسلامية فهو المسئول عن تدريب الإرادة عند الفرد, وإذا ما تم تكوين الإرادة وتنميتها كانت إحدى مفاتيح الوقاية النفسية. كما أنها أكبر وسيلة لاكتساب الثقة بالنفس. الإرادة هي المسئولية عن دفع تيار الحياة النفسية السليمة للفرد وهي تخضع لقوانين التعليم والممارسة والتدريب ,ولا يتأتى هذا التدريب إلا بالصوم .. بالصوم تصبح الأمانة سلوكا في حياة الفرد وعاد ة متأصلة ينعكس أثرها على المجتمع .. إن الفراغ الروحي هو من اخطر الأسباب المؤدية إلى الأمراض النفسية وإن سببه عدم الإيمان .. وهي من دعامات الشخصية السوية ,والأساس العلمي هنا يظهر في أن حرمان الإنسان من الطعام مدة أربع عشرة ساعة أو أكثر , وهي حاجة بيولوجية أساسية تجعله قادرا على أن يتحكم في سلك آخر لأن الحرمان من الأكل أشد أنواع الحرمان. كما أنه ينمي لدى الفرد عادة الصبر وقوة التحمل ,ويجعله أكثر قدره على ضبط انفعالاته ,ويكون لديه روح الأمانة والصدق والإخلاص حيث يكون هو الرقيب على نفسه ,وبذلك فالصوم أمانة بين العبد وربه , حيث ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) [ رواه مالك ] . وبذلك تصبح الأمانة سلوكا في حياة الفرد , وعادة متأصلة فيه ينعكس أثرها على علاقته بالمجتمع ,فضلا عما يعتري الصائم من إحساس بالرضى والسعادة عندما يشعر أنه يمتثل لأوامر الله وطاعته , فينعكس ذلك على نفسه بالأمن والطمأنينة ويتخلص من القلق والاكتئاب مصداقا لقوله تعالى: { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب } [ الرعد:28 ] لأن الفراغ الروحي سبب من أسباب الأمراض النفسية , وهو ما أكده علم النفس الحديث ,حيث أكدت أبحاث علم النفس(كارل يونج) نسبة كبيرة من المصابين بالأمراض النفسية يرجع أسبابها إلى عدم الإيمان ,ذلك لأن الإيمان يكسب المؤمن الأمن والسكينة ,ويؤكد ذلك ما جاء في قوله تعالى : { هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم } [ الفتح : 4 ] إذ يصبح المؤمن مطمئن النفس في نومه ويقظته ,وهو ما تفتقر إليه المجتمعات الغربية حيث يعاني الشباب هناك من القلق والاكتئاب والضياع نتيجة الفراغ الروحي فيندفع إلى دروب من السلوك المنحرف ,فيتناول الخمور والأقراص المخدرة لتنسيه جو الاكتئاب والقلق والصراع النفسي المسيطر عليه نتيجة لعدم الإيمان , كما أننا نشاهد انتحارا بالجملة , كما نرى انتشار بعض الجرائم ,وليس أدل على ذلك مما يؤكده المفكر العالمي(رجاء جارودي) في تصريحاته من أنه لم يجد حلا لعديد من المشاكل إلا باعتنافه الإسلام , وصدق الله إذ يقول: { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون } [ الصف :9 ] كما أن الصائم يشعر بالسعادة نتيجة لإحساسه بالرابطة بينه وبين الله عز وجل , وبذلك يؤدي الصوم دور التحصين والوقاية وتطهير من الشوائب التي قد تعلق بالنفس والبدن ,وهو ما يؤكده الحديث الشريف عن عبد الله بن مسعود قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( من استطاع منكم الباءة فليتزوج ؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج , ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) . وهنا تتجلى القيمة التربوية للصوم , فهو نوع من العلاج السلوكي الذي يعني تعديل السلوك عن طريق الممارسة وإبدال عادة سيئة بعادة مفضلة. كما أن في تأدية فريضة الصوم ما يشعر الغني بآلام الجوع التي يعانيها الفقير فيدفعه إلى الإحسان إليه , وبذلك تسود روح المودة والمحبة والألفة والتآزر بين أفراد المجتمع عندما ينال الفقير قدر من أموال الأغنياء , فتطهر النفوس من الضغينة والحقد والكراهية ,وينتشر التماسك والتضامن , فضلا عن تنمية عادة النظام لدى الصائم حيث يتناول طعام الإفطار في وقت محدد ,ويكف عن الطعام في وقت معين ,وهي عادة محبوبة تسعى إلى تحقيقها كل المجتمعات المتقدمة. ترى أي منهج تربوي حديث حفل بما حفل به المنهج الإسلامي من أدب جم وذوق رفيع وخلق قويم ؟! إنه بحق يحرص على تحقيق العزة والسعادة للفرد والجماعة بل للبشرية جمعاء. |
18-10-06, 03:12 AM | #2 |
18-10-06, 03:17 AM | #3 |
18-10-06, 03:22 AM | #4 |
22-10-06, 02:23 PM | #5 |
26-01-07, 07:10 AM | #6 |
|
|