روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
22-07-16, 01:17 PM | #1 |
عن مثل هذا الرجل أخبرتك
عن مثل هذا الرجل أخبرتك
بينما المنصور بن أبي عامر في بعض غزواته، إذ وقف على نَشزٍ مِن الأرض مُرتفعٍ، فرأى جيوش المسلمين مِن بين يديه، و مِن خلفه، و عن يمينه، و عن شماله قد ملؤوا السهل و الجَبل، فالتفت إلى مُقدَّم العسكر و هو رجل يُعرَف بابن المضجعي. فقال له: كيف ترى هذا العسكر أيُّها الوزير؟ قال: أرى جمعاً كثيراً، و جيشاً واسعاً كبيراً. فقال له المنصور: تُرى، هل يكون في هذا الجيش ألف مُقاتل مِن أهل الشجاعة و النجدة والبَسالة؟ فسكت ابن المَضجعي. فقال له المنصور: ما سكوتك؟! أليس في هذا الجيش ألف مُقاتل؟! قال: لا. فتعجَّب المنصور، ثمَّ قال: فهل فيهم خمسمئة مُقاتل مِن الأبطال المَعدودين؟ قال: لا. فحَنَق المنصور، ثمَّ قال: أفيهم مِئة رجل من الأبطال؟ قال: لا. قال: أفيهم خمسون رجُلاً مِن الأبطال؟ قال: لا. فسبَّه المنصور، و أغلظ عليه و أمر به، فأُخرِج على أسوأ حالٍ، فلمَّا توسطَّوا بلاد الورم، اجتمعت الروم و تصادف الجَمعان، فبرز عِلْجٌ مِن الروم بين الصَّفَّين شاكي السلاح، و جعل يكرُّ و يفرُّ و يقول: هل مِن مُبارز؟! فبرز إليه رجل مِن المسلمين فتجاولا ساعة، فقتله العِلْجُ؛ ففرِح المُشركون و صاحوا، و اضطرب المسلمون له. ثمَّ جعل العِلْج يموج بين الصَّفَّين و يُنادي: هل مِن مُبارز؟! اثنين لواحد فبرز إليه رجل مِن المسلمين، فتجاولا ساعة، فقتله العِلْج، و جعل يكرُّ و يحمل و يُنادي و يقول: هل مِن مُبارز؟! ثلاثة لواحد!! فبرز إليه رجل مِن المسلمين فقتله العِلْج، فصاح المشركون و ذَلَّ المسلمون، و كادت أنْ تكون كَسرة. فقيل للمنصور: ما لها إلاَّ ابن المضجعي، فبعث إليه، فحضر، فقال له المنصور: ألا ترى ما صنع هذا العِلْج منذ هذا اليوم. فقال: لقد رأيته، فما الذي تُريد؟ قال: أنْ تكفي المسلمين شَرَّه. قال: الآن يُكفى المسلمون شَرَّه، إنْ شاء الله تعالى. ثمَّ قصد إلى رجال يعرفهم، فاستقبله رجل مِن أهل الثغور، على فرس قد تَهرَّت أوراكها هَزالاً، و هو حامل قِربة ماء بين يديه على الفرس، و الرجل في حليته و نفسه غير مُتصنِّع. فقال له ابن المضجعي: ألا ترى ما يصنع هذا العِلْج مُنذ اليوم؟! قال: قد رأيته، فما الذي تُريد؟ ... أنْ تكفي المسلمين شَرَّه؟ قال: حُبَّاً و كَرامة. ثمَّ إنَّه وضع القِربة على الأرض، و برز إليه غير مُكترث به، فتجاولا ساعة، فلم يرَ الناس إلاَّ و المسلم خارجاً إليهم يركض، و لا يدرون ما هناك، وإذا برأس العِلْج يلعب بها في يده، ثمَّ ألقى الرأس بين يدي المنصور. فقال له ابن المضجعي: عن هؤلاء الرجال أخبرتك... ثم رد المنصور إلى ابن المضجعي منزلته و أكرمه، و نصر الله جيوش المسلمين و عساكر الموحِّدين . |
|
07-09-16, 11:37 PM | #2 |
|
|