روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-02-12, 01:46 PM | #1 | |
عضو فعال
|
؟؟ هل الأنبياء يذنبون ؟؟
... ووضعنا عنك وزرك ... ابتداءً لا يوجد أية قرينة تصرف تخصيص هذه الميزة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى عموم الأمة، لأنها منّة من الله تعالى خص بها النبي صلى الله عليه وسلم ، ولأنها نِعَمٌ معنوية ، انفرد بها صلى الله عليه وسلم ، وهذه الميزة الخاصة لا ينبغي أن تكون إلا لنبي مرسل تخفيفاً عنه ليتسنى حمل أمور الدعوة إلى الله وتبليغ الرسالة للناس . { ووضعنا عنك وزرك } : والوِزْرُ : الحِمْلُ الثقيل ؛ والذَّنْبُ لِثِقَلهِ ، وغالباَ ما يحمل على الإثم ويقابله الأجر للثواب . ويبرز من ثنايا هذه الآية سؤال مهم : هل النبي صلى الله عليه وسلم يذنب ؟ وبالتالي الأنبياء ؟ ويسوقنا هذا الفهم إلى مسألة أصولية وهي عصمة الأنبياء .وهل الوزر الذي كان ينقض ظهره r ذنبًا من الذنوب ؟ وهل الكلام هنا في معرض الحديث عن الذنوب أم يندرج تحت الهم النفسي والحيرة التي اعترته r قبل البعثة في تفكره بقومه وما هم عليه من عبادة الأوثان ، ولما دعا قومه إلى عبادة الله ، وقابلوا دعوته بالإِعراض ، وغاظه من قومه أن يكذبوه ، وطرْدُهُ من مكة وهجرَتُهُ r إلى المدينة وما شابه ذلك من المدلولات الحسية التي وقعت في سيرته صلى الله عليه وسلم فكان ذلك حملا ثقيلا . ويبدو لنا أن الأقرب إلى الصواب هو : أننا لا يمكن أن نردَّ النصوص لمجرد أن نستبعد وقوع الذنب منه r ، تنزيهاً له وتعظيما وتشريفاً ، أو من باب أنْ يحصل اللبس بمبدأ التأسي والإقتداء به صلى الله عليه وسلم ، لكن قبل الخوض في ذلك ، نحب أن نبيّن : أن المقرر عند السلف أن الأنبياء لا يتصور في حقهم الخطأ في مقام الوحي والتبليغ، وليست في الأمور التي يقتدي الناس بهم فيها، ولو حصل شيء من ذلك لنبهوا عليه، أما في غير ذلك من صغائر الذنوب مما ليس في فعله خِسّة ولا دناءة، فإنه إن صدر من أحدهم شيء فإنه لا يقر عليه، بل يتبعه بالتوبة والإنابة ، وإن هذه العصمة لا تعني أنهم لا يرتكبون أشياء هي عند الله أمور تستوجب العتاب([1]) . وهذا النص صريح في وقوع الرسول صلى الله عليه وسلم في شيء من الذنوب التي قد غفرها الله له ، ولكن لم يبين الله نوع هذه الذنوب . والأخطاء التي تصدر عن اجتهاد دون سبق نص فيجوز أن تصدر عنهم، ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم بل يبين لهم خطأهم رحمة بهم ، ويوفقهم للتوبة والأوبة إليه والاستغفار بعد ذلك. وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله ويجب ان نفرق بين: الجانب البشري ، والجانب النبوي . D أما الجانب البشري : فهو صلى الله عليه وسلم فيه كالبشر: يحب ويكره ، ويرضى ويغضب ، ويأكل ويشرب . فعن أم العلاء -وهي امرأة من نسائهم-أخبرته -وكانت بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم-قالت: طار لهم في السكنى حين اقترعت الأنصار على سكنى المهاجرين عثمانُ بن مظعون. فاشتكى عثمان عندنا فَمرَّضناه، حتى إذا توفي أدْرَجناه في أثوابه، فدخل علينا رسول الله r فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، شهادتي عليك، لقد أكرمك الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما يدريك أن الله أكرمه؟" فقلت: لا أدري بأبي أنت وأمي! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما هو فقد جاءه اليقين من ربه، وإني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي!" فقد انفرد بإخراجه البخاري دون مسلم ([2]) ، وفي لفظ: "ما أدري وأنا رسول الله ما يُفْعَلُ به" ([3]). وهذا أشبه أن يكون هو المحفوظ، بدليل قولها: "فأحزنني ذلك". ومن هذا الجانب قد يقع من النبي rبعض الأخطاء التي يعاتبه الله عليه ، والتنبيه على بعض الأخطاء تندرج في مسمى العصمة ، فقد عاتبه جل وعلا بشأن أسرى بدر ، وعتابه في سورة عبس وتولى بعبد الله بن أم مكتوم ، وقوله يوم بدر : « اللهم إن تهلك هذه العصابة لن تعبد » . و قوله يوم حنين : « لن نغلب اليوم من قلة » ، وهذا ظاهر من قوله -جل وعلا-: ( عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الكَاذِبِينَ ) {التوبة:43} فقدم الله سبحانه و تعالى العفو قبل العتاب . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : سألت ربي مسألة وددت أني لم أسأله قلت : يا رب كانت قبلي رسل منهم من سخرت له الرياح ومنهم من كان يحيي الموتى (وكلمت موسى) قال : ألم أجدك يتيما فآويتك ؟ ألم أجدك ضالا فهديتك ؟ ألم أجدك عائلا فأغنيتك ؟ الم أشرح لك صدرك ووضعت عنك وزرك ؟ قال : فقلت : بلى يا رب ( فوددت أن لم أسأله )([4]) . وقد نص الله على هذا الجانب في الرسل جميعهم صلوات الله وسلامه عليهم ، وكان ردهم جميعاً :المبادرة للاستغفار والتوبة ، كما حصل في قصة قتل موسى للرجل قال بعد ذلك: ( قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ ) {القصص:16} ،وقال آدم عليه السلام وحواء: ( قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ) {الأعراف:23} ، ويونس –عليه السلام عندما ترك قومه لعدم إيمانهم دون إذنٍ من الله سبحانه وتعالى فكان ما كان في بطن الحوت وقوله: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }الأنبياء87 D وأما الجانب النبوي ، جانب أداء الأمانة وتبليغ الرسالة ، فإنه لم يرد البتة أن النبي صلى الله عليه وسلم خالف فيه أمر الله تعالى بل جاء ما يؤيد أنه وحي من الله [إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى] {النَّجم:4} ،وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو : اكتب فو الذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا الحق([5]) . وقد نزه الله تعالى نبيه عن الضلال والغواية وقال في حق نبيه صلى الله عليه وسلم: [وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى][مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى] {النَّجم:1- 2} . والحق أن هذه المسألة خلافية دار حولها كثير من الأصوليين بما يثبت العصمة لهم من الكبائر اتفاقاً ، والخلاف إنما خُصّ في الصغائر فحسب .وكلٌّ دَعَمَ رأيه بما يساند ما ذهب إليه . قال القرطبي : اختلف العلماء في هذا الباب هل وقع من الأنبياءِ -صلوات الله عليهم أجمعين- صغائر من الذنوب يؤاخذون بها ويعاتبون عليها أم لا؟ بعد اتفاقهم على أنهم معصومون من الكبائر . وقال الطبري : تقع الصغائر منهم ([6]) ، وهذا ظاهر لا خفاء فيه. إذ أن الله - جل وعلا - قد أخبر بوقوع ذنوب من بعضهم ونسبها إليهم وعاتبهم عليها، وأخبروا بها عن نفوسهم وتنصلوا منها وأشفقوا منها وتابوا، وكل ورد في مواضع كثيرة . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر : هو قول أكثر علماء الإسلام ، وجميع الطوائف ، وهو أيضاً قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء ، بل لم يُنقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول .([7]) والأخطاء مما لا يزري بمكانتهم عند الله تعالى ، وإنما تلك الأمور التي وقعت منهم على جهة الخطأ والنسيان، أو على سبيل فعل خلاف الأولى ، فقد تُعْرَضُ له المسألة، وليس عنده في ذلك نص شرعي يستند إليه فيجتهد برأيه ، فهي بالنسبة إلى غيرهم حسنات وفي حقهم سيئات بالنسبة إلى علو أقدارهم ، ولقد أحسن الجنيد حيث قال: حسنات الأبرار سيئات المقربين. واختار الحافظ ابن حجر رحمه الله : واللائق بهذا المقام انه مغفور له غير مؤاخذ لو وقع . وجل علماء السلف فسروا الوزر بالذنب ، وصرفوا اللفظ إلى ما يلي : 1- الأخطاء قبل النبوة : قال الحسن ، ومجاهد وقتادة، والضحاك: وحططنا عنك الذي سلف منك في الجاهلية ، وقال الأصبهاني : ما كنت فيه من أمر الجاهلية، فأعفيت بما خصصت به عن تعاطي ما كان عليه قومك ، وقال : أي : خففنا عنك العبادات الصعبة التي في تركها الوزر. وقال الكرماني : أراد به الوزر الكائن في الجاهلية من ترك الأفضل والذهاب إلى الفاضل . وقال ابن جرير : وغفرنا لك ما سلف من ذنوبك ، وحططنا عنك ثقل أيام الجاهلية التي كنت فيها. وقال سفيان الثوري: { مَا تَقَدَّمَ } مما عملت في الجاهلية، { وَمَا تَأَخَّرَ } كل شيء لم تعمله ([8]) 2- الخطأ والنسيان : قال الحسين بن الفضل: يعني الخطأ والسهو. 3- حكى الثعلبي عن عطاء الخراساني أنه قال : { ما تقدم } هو ذنب : آدم وحواء ، أي ببركتك { وما تأخر } هي ذنوب أمتك بدعائك . لكن هذا التأويل لا يستقيم !! وذلك أن الله قد ميز بين ذنبه وذنوب المؤمنين بقوله ( وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) {محمد:19} فكيف يكون ذنب المؤمنين ذنبا له ؟! ، فضلاً أنه ثبت فى الصحيح أن هذه الآية لما نزلت قال الصحابة : يا رسول الله هذا لك فما لنا ؟ ، فأنزل الله : ( [هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَللهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا] {الفتح:4} ، فدل ذلك على أن الرسول والمؤمنين علموا أن قوله ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر مختص به دون أمته وثبت أن من أمته من يعاقب بذنوبه ،إما فى الدنيا وإما فى الآخرة ، وهذا مما تواتر به النقل وأخبر به الصادق المصدوق r واتفق عليه سلف الأمة وأئمتها ، قال تعالى : [مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ] {النساء:123} الحكمة من أخطاء الأنبياء : رب سائل يقول ، لماذا لم يمنع الله هذه الأخطاء من أصفيائه الأنبياء ؟! والجواب : لو أن الأنبياء لم يقع منهم ذنب مطلقا ربما توهم الجهلاء من أتباعهم فيهم الألوهية من دون الله، وما قصة عيسى ابن مريم عليه السلام عنا ببعيدة فإنهم توهموا فيه الألوهية لمجرد كان يقدم لهم معجزة إعادة الموتى للحياة ! فلعل الله -جل وعلا- أراد أن يقع من هؤلاء الأنبياء بعض الذنوب التي لا تتعلق بالبلاغ ؛ ليعلم العباد أجمعون أن المتفرد بذلك هو الله وحده سبحانه وتعالى . [1] ) قال تعالى : وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ {محمد:19} ، ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ) {الفتح:2} في الصحيحين فى حديث الشفاعة : ( أن المسيح يقول اذهبوا إلى محمد عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) ، وفى الصحيح أن النبي كان يقوم حتى ترم قدماه فيقال له : أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال : أفلا أكون عبداً شكوراً ) ونصوص الكتاب والسنة فى هذا الباب كثيرة متظاهرة . وهذا ما ذهب إليه العلامة ابن عثيمين رحمه الله [2] ) المسند (6/436) وصحيح البخاري برقم (1243). [3] ) صحيح البخاري برقم (2687). [4] ) 2538 - (السلسلة الصحيحة ) [5] ) السلسلة الصحيحة 1532 : عن عبد الله بن عمر قال : كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه فنهتني قريش وقالوا : أتكتب كل شيء ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا ! فأمسكت عن الكتاب فذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ بإصبعه إلى فيه فقال : اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق. [6] ) وقال جمهور من الفقهاء من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي: إنهم معصومون من الصغائر كلها كعصمتهم من الكبائر أجمعها ، واستندوا إلى قوله تعالى : [لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا] {الأحزاب:21} ، فقالوا : لأنا أمرنا باتباعهم في أفعالهم وآثارهم وسيرهم أمرًا مطلقًا من غير التزام قرينة، فلو جوزنا عليهم الصغائر لم يمكن الاقتداء بهم، إذ ليس كل فعل من أفعالهم يتميز مقصده من القربة والإباحة أو الحظر أو المعصية، ولا يصح أن يؤمر المرء بامتثال أمر لعله معصية، لاسيما على من يرى تقديم الفعل على القول إذا تعارضا من الأصوليين [7] ) وقد سئلت اللجنة الدائمة بالسعودية هل الأنبياء والرسل حقا يخطئون ؟ فأجابت اللجنة بقولها : نعم الأنبياء والرسل يخطئون ، ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم بل يبين لهم خطأهم رحمة بهم وبأممهم ويعفو عن زلتهم ويقبل توبتهم فضلا منه ورحمة .. والله غفور رحيم [8] ) نقله الإمام البغوي في تفسيره |
|
10-02-12, 01:54 PM | #2 |
10-02-12, 04:44 PM | #3 |
10-02-12, 09:47 PM | #4 |
11-02-12, 06:40 AM | #5 |
|
|