روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
02-03-11, 03:31 PM | #1 |
عـيـوبـه لايـراهـا وعـيـوب غـيـره يـجـري وراهـا
عاجز الرأي مضياع لفرصته=حتى إذا فات أمرا عاتب القدرا ومطروقة عيناه عن عيب غيره=فإن بان عيب من أخيه تبصرا إذا أتينا بشمعة مضاءة ووضعناها أمام جهاز كمبيوتر أو تلفاز مقفل فماذا نرى؟ نرى إسقاط ضوء الشمعة على الجهاز، الشمعة ترى أن جهاز الكمبيوتر هو الذي يصدر الضوء ولو أنها لا تراه بوضوح تام بينما الضوء المسقط على الجهاز إنما هو نتيجة وقوف الشمعة أمامه فهي المصدر والشاشة إستقبلت الضوء المسقط من الشمعة. وهذا حال البشر فهناك من يقف موقف الشمعة وهناك من يقف موقف الشاشة فالإسقاط إعتراف لاشعوري على النفس أكثر من أنها تمثل إتهاما للغير.. أنظر إلى أصابع يدك عندما تتهم إنسانا فإن إصبعا واحدة وهي السبابة هي التي تشير إلى المتهم بينما باقي الأصابع تشير إليك.. والإسقاط عكس الإحتواء وهو إقتناع الإنسان بصفاته وأن كل نفس لها مايميزها عن غيرها فعندما يحمل شخص ما صفة الأنانية أو الغش أو الكذب أو البخل فإنه يعكسها ويسقطها على من أمامه ويتهمه بتلك الصفات .. أرى كل إنسان يرى عيب غيره..ويعمى عن العيب الذي هو فيه.. فلماذا دائماً ياترى ننظر لعيوب الآخرين ؟؟ ولاننظر لعيوبنا ؟؟ وتظهر ردات فعلنا بعنف عندما تذكر عيوبنا للآخرين ؟؟ قيل إن الإنسان الذي يطارد عيوب الناس إنما هو ناتج عن تأثير عيوبه عليه ، فشعوره بالنقص يجعله يطارد عيوب الآخرين حتى يثبت لنفسه انه أفضل منهم أو ليثبت لنفسه إن عيوبه ليست عيوبا مقارنة بما يرى من الآخرين وهناك من يتبع عيوب الناس ويتحدث بها وينتقدها ليشغل الآخرين عن عيوبه هو، لذا نجد إن كل من يتبع عيوب الآخرين في انتكاس وتردي دائمين ، بمعنى انه عندما النتهى عن عيوب نفسه بغيره أهمل نفسه مما جعل عيوبه تزداد وربما أنها زانت عيوبه في نظره فلم يعد يراها عيوبا ليستمر في خطائه وعناده. لو أبصر المرء عيوب نفسه لانشغل بها عن عيوب الناس ، لأن المرء مطالب بإصلاح نفسه أولا وسيسأل عنها قبل غيرها ، قال الله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) (المدثر:38).وقال: (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الإسراء).
المرء إن كان عاقلا ورعا=أشغله عن عيوب غيره ورعه كما العليل السقيم أشغله=عن وجع الناس كلهم وجعه وإذا كان العبد بهذه الصفة ـ مشغولا بنفسه عن غيره ـ ارتاحت له النفوس ، وكان محبوبا من الناس ، وجزاه الله تعالى بجنس عمله ، فيستره ويكف ألسنة الناس عنه ، أما من كان متتبعا عيوب الناس متحدثا بها مشنعا عليهم فإنه لن يسلم من بغضهم وأذاهم ، ويكون جزاؤه من جنس عمله أيضا ، فإن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته.
لا تكشفن مساوي الناس ما ستروا=فيهتك الله ستراً عن مساويكا واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا=ولا تعب أحداً منهم بما فيكا وقد يكون انشغال العبد بعيوب الناس والتحدث بها بمثابة ورقة التوت التي يحاول أن يغطي بها عيوبه وسوءاته ، يقول الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم حفظه الله تعالى: [والشخص الذي يرى صورة نفسه صغيرة جداً تجده دائماً يضخم عيوب الآخرين ، ولذا تبرز شخصية الإنسان من خلال نصيبه من هذه القضية ، فإذا عُرف بأنه مشغول بتضخيم عيوب الآخرين والطعن في الناس ، فهذه مرآة تعكس أنه يشعر بضآلة نفسه وبحقارتها وأن حجم نفسه صغير، فدائماً يحاول أن يحطم الآخرين. ولذا يكثر نقد الناس وذكر عيوبهم ، وهذه مرآة تعكس أن إحساسه وثقته بنفسه ضعيفة ، وأنه في داخل نفسه يحس أنه صغير وحقير، فلذلك يشتغل بعيوب الآخرين.
قبيح من الإنسان أن ينسى عيوبه=ويذكر عيبا في أخيه قد اختفى ولو كان ذا عقل لما عاب غيره=وفيه عيوب لو رآها قد اكتفى إن الانشغال بعيوب الناس يجر العبد إلى الغيبة ولابد ، وقد عرفنا ما في الغيبة من إثم ومساوىء يتنزه عنها المسلم الصادق النبيل. كما أن الانشغال بعيوب الناس يؤدي إلى شيوع العداوة والبغضاء بين أبناء المجتمع ، فحين يتكلم المرء في الناس فإنهم سيتكلمون فيه ، وربما تكلموا فيه بالباطل إذا أنت عبت الناس عابوا وأكثروا عليك ، وأبدوا منك ما كان يُسترُ وإذا رجعت إلى السلف الصالح رضي الله عنهم لوجدت منهم في هذا الباب عجبا ، إذ كانوا مشغولين بعيوب أنفسهم عن عيوب غيرهم ، بل ينظرون إلى أنفسهم نظرة كلها تواضع مع رفعتهم وعلو شأنهم رضي الله عنهم ، بل كانوا يخافون إن تكلموا في الناس بما فيهم أن يبتلوا بما ابتلي به الناس من هذه العيوب كما قال : الأعمش ، سمعت إبراهيم يقول: " إني لأرى الشيء أكرهه ، فما يمنعني أن أتكلّم فيه إلا مخافة أن أُبتلى بمثله". وبالإضافة إلى هذا كانوا يوقنون ويعملون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه : " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه". منقول |
|
02-03-11, 04:19 PM | #2 |
03-03-11, 05:43 PM | #3 |
03-03-11, 06:15 PM | #4 |
04-03-11, 12:33 AM | #5 |
04-03-11, 06:04 PM | #6 |
04-03-11, 07:39 PM | #7 |
04-03-11, 09:27 PM | #8 |
04-03-11, 09:29 PM | #9 |
04-03-11, 09:30 PM | #10 |
|
|