إماراتية دست مبلغاً في يد أحدهم فرد عليها: "برنامجنا خدمي لضيوف الرحمن"
مواقف إنسانية لشباب مكة: ساعدوا مسناً في السعي فانفجر باكياً يدعو لهم
حفلت أيام العمرة بمواقف ونماذج إنسانية قدمها شباب مكة المكرمة في خدمة ضيوف الرحمن، ضمن مشروع تعظيم البلد الحرام.
يقول أحد شباب مكة لـ "سبق": "أقبل علينا رجل باكستاني طاعن في السن ومعه زوجته يستفسران عن أسعار العربات المستخدمة في السعي, لأن الرجل أكمل طوافه ولم يستطع إكمال السعي, وحينها تحدث معه أحد شباب مكة ممن يعملون في خدمة الطائفين باللغة الأردية، فانفجر ذلك الرجل باكياً وأخذ يرفع يديه إلى السماء ويدعو دعاء يخالطه البكاء!
وكأن لسان حاله يقول: حمداً لك ربي أني وجدت من أهل مكة من كان سبباً في إتمام عمرتي".
ويضيف الشاب أن الجميع كانوا يظنون أن البكاء سيتوقف بعد ثوان أو دقائق قليلة, لكن الفرحة جعلت هذا البكاء متواصلاً مع الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى.. مشيراً إلى أن الشباب ساعدوا الرجل في إكمال السعي, فنزل من عربته متوجهاً إلى المشرف علي برنامج "شباب مكة في خدمتك", فلما اقترب من المشرف حاول أن يُقبل رأسه, فقلت له عن طريق المترجم: "نحن شباب مكة, تركنا بيوتنا وأهلينا لخدمتكم, فلا تنسونا من صالح دعائكم" فأدار وجهه نحو القبلة وهو يبكي ويدعو لهؤلاء الشباب.
ومعتمرة خليجية، تحديداً من الإمارات، أوقفها ضعفها عند أحد شباب مكة ممن كانوا موجودين بالقرب من ساحة المطاف.. وطلبت من الشاب أن يطوفها دون أن تسأل عن سعر الخدمة، وهي تمني نفسها أن تشارك الطائفين على عربة هذا الشاب.. ولو كلفها ذلك ما كلفها.. فاستقبلها الشاب بكل ترحاب ومضى يدفع العربة والمرأة متفرغة للذكر والدعاء والتسبيح.. وبعد أكثر من ساعة ونصف انتهى الطواف وقامت المرأة وأخرجت من حافظتها مبلغاً كبيراً تريد أن تضعه في يد هذا الشاب مقابل خدمته لها.
وفي أثناء هذا الموقف حضر ابن هذه المرأة.. فما كان من هذا الشاب إلا أن رفض المبلغ.. معلناً أن برنامج شباب مكة برنامج خدمي مجاني لضيوف الرحمن، وأنهم لا يأخذون أموالاً من أي أحد "ولا نريد إلا رضا الله تعالى وخدمة ضيوف الرحمن في هذه البقعة المباركة.. ولما شعر ابن هذه المرأة أن هذا الشاب لن يأخذ هذا المبلغ.. حاول أن يضعه في جيبه والشاب يمسك بيده رافضاً أخذ المبلغ.. وفي أثناء هذا التدافع البريء انتبه أحد رجال الأمن.. فأتى مسرعاً لكي يفض هذا الاشتباك ويفصل بين هذين المتخاصمين.. ظاناً أن خلافاً حصل على أمر ما بين هذا الشاب المكي وبين هذه المرأة الحاجّة وابنها.. وقد عقدت الدهشة لسان رجل الأمن حين عرف حقيقة الموقف.. والدور البطولي الذي ظهر في خدمة هذا الشاب لهذه الحاجة.. ورفضه أخذ أي مبلغ مقابل خدمته لضيوف الرحمن.. ابتسم رجل الأمن وهو يربت على كتف الشاب المكي قائلاً له: "لقد علمتنا درساً عظيماً في معنى التضحية والبذل وخدمة الآخرين لله تبارك وتعالى.. أسأل الله ألا يحرمك والعاملين معك أجر هذا العمل.
أما المرأة فقد أخفت دمعاتها وأخذت تدعو الله أن يجزي هذا الشاب والقائمين على مشروع تعظيم البلد الحرام خير الجزاء على ما قدموا ويقدمون لمكة وضيوفها".