روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-10-11, 07:14 PM | #1 |
(الموعظة الاولى )
إغتنام الأوقات في الباقيات الصالحات, قبل هجوم هادم اللذات, جمع الفقير إلى عفو ربه: عبد العزيز بن محمد السلمان. رحمه الله (الموعظة الاولى ) فيا أيها المهملون الغافلون تيقظوا فإليكم يوجه الخطاب ويا أيها النائمون انتبهوا قبل أن تناخ للرحيل الركاب قبل هجوم هادم اللذات ومفرق الجماعات ومذل الرقاب، ومشتت الأحباب، فيا له من زائر لا يعوقه عائق ولا يضرب دونه حجاب، ويا له من نازل لا يستأذن على الملوك ولا يلج من الأبواب، ولا يرحم صغيرًا ولا يوقر كبيرًا ولا يخاف عظيمًا ولا يهاب ألا وإن بعده ما هو أعظم منه من السؤال والجواب، ووراءه هول البعث والحشر وأحواله الصعاب من طول المقام والازدحام في الأجسام والميزان والصراط والحساب والجنة أو النار. اللهم انظمنا في سلك الفائزين برضوانك، واجعلنا من المتقين الذين أعددت لهم فسيح جناتك، وأدخلنا برحمتك في دار أمانك، وعافنا يا مولانا في الدنيا والآخرة من جميع البلايا، وأجزل لنا من مواهب فضلك وهباتك ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين. (فصل) اعلم وفقنا الله وإياك أن الموت أعاننا الله وإياك وجميع المسلمين على شدائده وسكراته وغمومه هو الخطب الأفظع، والأمر الأشنع، والكأس التي طعمها أكره وأبشع. وإنه الحادث الهائل العظيم، الهادم للذات، والأقطع للراحات، والأجلب للكريهات، وإن أمرًا يقطع أوصالك، ويفرق أعضاءك، ويفتت أعضادك، ويهدد أركانك، لهو الأمر العظيم، والخطب الجسيم، وإن يومه لهو اليوم العقيم. وما ظنك رحمك الله بنازل ينزل بك، فيذهب رونقك وبهاءك، ويغير منظرك وحسنك ويمحو صورة جمالك، ويمنعك من اجتماعك واتصالك. ويردك بعد النعمة والنظرة والسطوة والقدرة والنخوة والعزة إلى حالة يبادر أحب الناس لك وأرحمهم بك وأعطفهم عليك فيقذفك في حفرة من الأرض قريبة أنحاؤها مظلمة أرجاؤها محكم عليك طينها وأحجارها متحكم فيك هوامها وديدانها. ثم بعد ذلك يتمكن منك الإعدام، وتختلط بالرغام، وتصير ترابا توطؤ بالأقدام، وربما ضرب منك إناء فخار أو أحكم منك بناء جدار أو طلي منك محبس ماء أمو موقد نار. أو نحو ذلك.
لَعَلَّ إِنَاءً مِنْهُ يُصْنَعُ مِرَّةً = فَيَكْلُ مِنْ أَرَادَ ويُشرَبُ ويُنقَل مِن أرَضٍ لأخْرى وما دَرى = فواهَا لَهُ بَعْدَ البلا يَتَغَرَّبُ ثم اعلم وفقنا الله وإياك للاستعداد لما أمامنا من الأهوال والشدائد والكروب والأمور المزعجات. أنه جدير بمن الموت مصرعه، والتراب مضجعه، والدود أنيسه ومنكر ونكير جليسه، والقبر مقره، وبطن الأرض مستقره، والقيامة موعده، والجنة أو النار مورده. أن لا يكون له فكر إلا في الموت، ولا ذكر إلا له، ولا استعداد إلا لأجله، ولا تدبير إلا فيه، ولا تطلع إلا إليه، ولا تأهب إلا له، ولا تعريج إلا عليه، ولا اهتمام إلا به، ولا انتظار ولا تربص إلا له. وحقيق بالعاقل أن يعد نفسه من الموتى ويراها من أصحاب القبور، فإن كل ما هو آت قريب قال الله جل وعلا:( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ) وقال تبارك وتعالى:( أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ) وقال(: الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت") الحديث. واعلم أنه لو لم يكن في الموت إلا الإعدام وانحلال الأجسام ونسيانك أخرى الليالي والأيام، لكان والله لأهل اللذات مكدرًا، ولأصحاب النعيم منغصًا ومغيرًا، ولأرباب العقول الراجحة عن الرغبة في هذه الدار زاجرًا ومنفرًا، وللمنهمك في الدنيا وزخارفها منذرًا ومزعجا ومخدرًا. قال مطرف بن الشخير: إن هذا الموت نغص على أهل النعيم نعيمهم، فاطلبوا نعيما لا موت فيه، فكيف ووراءه يوم يعد فيه الجواب وتدهش فيه الألباب، وتفنى في شرحه الأقلام والكتاب. شعرًا:
وَلَمْ يَمْرُرْ بِهِ يَوْمٌ فَظِيْعٌ = أَشَدَّ عَلَيهِ مِنْ يَوْمِ الحِمَامِ شعرًا:ويَوْمُ الحَشْرِ أفْظَعُ منهُ هَوْلاً = إذا وَقَفَ الخلائق بالمَقَامِ فكَمْ مِنْ ظَالمٍ يَبْقَى ذَلْيلاً = ومَظْلُومٍ تَشَمَّرَ لِلْخِصَامِ وشخْصٍ كانَ في الدُّنْيَا فَقْيرًا = تَبَوَّأَ مَنْزِلَ النُّجْبِ الكِرَامِ وعَفْوُ اللهِ أوْسَعُ كُلِّ شيءٍ = تَعَالَى اللهُ خَلاقُ الأَنَامِ
لأَمْرِ ما تَصَدَّعَتِ القُلُوبُ = وَبَاحَ بِسِرِّهَا دَمْعٌ سَكِيْبُ وَبَاتَتْ في الجَوانِحِ نَارُ ذِكْرَى = لَهَا مِن خَارِجٍ أَثَرٌ عَجِيْبُ وَمَا خَفَّ اللَّبِيْبُ لِغَيْر شيءٍ = ولا أَعْيَا بِمَنْطِقِهِ الأرِيْبُ ذَرَاهُ لائِمَاهُ فَلا تَلُوْمَا = فَرُبَّتَ لأئِمٍ فِيْهِ يَحُوْبُ رَأَىَ الأيَّامَ قَدْ مَرَّتْ عَلَيهِ = مُرُوْرَ الرِيْحِ يَدْفَعُهَا الهَبُوْبُ وَمَا نَفَسٌ يَمُرُّ عَلَيه إِلا = ومِنْ جُتْمانِهِ فِيْهِ نَصِيْبُ وَبَيْنَ يَدَيْهَ لَوْ يَدْرِي مَقَامٌ = بِهِ الِولْدَانُ مِنْ رَوْعِ تَشِيْبُ وَهَذَا الموتُ يِدُنِيْهِ إِليٍهِ = كَمَا يُدْني إِلَى الهَرَمِ المشَيْبُ مَقَامٌ تُسْتَلذُ بِهِ المنَايَا = وتُدْعَى فِيْهِ لَوْ كَانَتْ تُجِيْبُ اللهم ألهمنا ذكرك ووفقنا للقيام بحقك وبارك لنا في الحلال من رزقك ولا فتضحنا بين خلقك يا خير من دعاه داع وأفضل من رجاه راج يا قاضي الحاجات ومجيب الدعوات هب لنا ما سألناه وحقق رجاءنا فيما تمنيناه يا من يملك حوائج السائلين ويعلم ما في ضمائر الصامتين أذقنا برد عفوك وحلاوة مغفرتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمدٍ وآله وصحبه أجمعين. |
|
06-10-11, 04:24 PM | #2 |
06-10-11, 08:06 PM | #3 |
07-10-11, 08:51 PM | #4 | |
عضو نشط
|
مشكور يابو فهد الحربي دائم مواضيعك مميزه,
جزاك الله خير الجزاء, ورحم الله والدينا ووالديك, ولك الشكر والاحترام |
|
10-10-11, 08:28 AM | #5 |
10-10-11, 10:53 PM | #6 |
10-10-11, 11:04 PM | #7 |
|
|