حكي أنه كان في بلد ولد له والدة ووالده متوفي وهي لا تزال في
ربيع الشباب , فتزوج الولد , والأم سيئة الحظ وتوفيقها وسط ,
والولد على أول البلوغ وأخذ زوجة حسناء باهرة الجمال وتحابا
وتالفا مما جعل الأم تشعر بشيء من الغيرة , وتجسد هذا الشعور حتى ولد الشجار بن الأم , فصارت الأم تنغص عليهما عيشهما من جراء نصائحها المتوالية اللازمة وغير اللازمة وكان الولد بارا بأمه كثيرا والأم لاتزال في عنادها ومنع الزوجة من التجميل والتزيين مع توبيخها كل آونة وأخرى , ففكر الولد بحل للمشكلة لأن توبيخ أمه وصل إليه إذ كانت توقظه صباحا باكرا والبرد شديد .... كي يذهب إلى المسجد ليؤدي صلاة الصبح مع الجماعة قبل الأذان .. , فصار الولد يبحث عن رجل كفوا لوالدته فوجد رجلا صالحا, فسلم عليه وقال له توجد امرأة حسناء وفراش وثير وبيت جميل مفتوح ومهر مدفوع..... وفتى لك بار فهل لك رغبة ؟ وكان الرجل منقطعا ليس له زوجه وكأن الرجل يحلم بمثل هذا الأمر منذ بلوغه... , فقال للغلام بفرح كبير, أيقظة هذه أم منام ! قال الغلام يقظة ياعم , فقال الرجل أين الزوجة التي الزوجة التي ستتمايل أمامي بدلال كغصن ألبان .... وأين ذلك الفتى البار الذي سأجعله كابن لي والذي سيدافع عني عند الشدائد ؟ فقال الغلام : أنا ذلك الفتى والزوجة أمي , فإن شئت فقم على راحتك في بيتي المتوفر فيه شروط الراحة , فبكى الرجل المسكين وكاد يطير من شدة الفرح . ومن ثم قال الغلام له احضر بعد صلاة الظهر إلى البيت , ثم دعا القاضي والأقارب وهيأ وليمة وعقد القاضي الزفاف ودخل الرجل في تلك الليلة على الأم , وفي الصباح الباكر طرق الغلام الباب فخرجت الأم متثائبة .... وفتحت الباب بهدؤ .... , وقالت هامسة بصوت خافت وناعم : لازلنا مبكرين , لاتخجلني مع عمك فتقلق راحت , ولكن الولد قال مازحا : يجب أن تستيقظا , فعرفت الأم خطئها عندما كانت توقظه هو وزوجته في مثل هذا الوقت وقالت : سامحني ياولدي سوف لن أوقظكما أنت وزوجتك إلا في الوقت المناسب . وحسنت حال الجميع, وأصبحت أما مثالية تعرف حقوق زوجها وولدها وكنتها فتعطي كل ذي حق حقه وعاش الجميع بتفاهم ووئام تامين.