الحسن البصرى هو أبو يسار مولى الصحابى الجليل زيد بن ثابت كاتب وحى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمه خيرة مولاة أم المؤمنين أم سلمة رضى الله عنها
درج الحسن البصرى فى بيت من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وربى فى حجر زوجة من زوجة النبى صلى الله عليه وسلم
ولقد كانت أم سلمة رضى الله عنها من أكمل نساء العرب وأوفرهن فضلا وأشدهن حزما كما كانت من أوسع زوجات الرسول الكريم علما وأمن أكثرهن رواية عنه صلى الله عليه وسلم فقد روت ثلاثمائة وسبعة وثمانين حديثا عن النبى صلوات الله وسلامه عليه
وامتدت صلة الصبى المحظوظ بأم المؤمنين إلى أبعد من ذلك فقد أرضعته أم المؤمنين وبذلك غدت أم سلمة رضى الله عنها أما للحسن من جهتين فهى أمه بوصفه أحد المؤمنين، وأمه من الرضاع
وبذلك أتيح قرب الحسن من بيوت أمهات المؤمنين له أن يتخلق بأخلاقهن ويهتدى بهديهن
وتتلمذ الحسن على أيدى كبار الصحابة فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلمحيث روى عن:عثمان بن عفان وعلى ابن أبى طالب وأبى موسى الأشعرى وعبدالله بن عمر وعبدالله بن عباس وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله رضوان الله عليهم أجمعين
لكنه أولع بأمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه فقد راعه منه صلابته فى دينه و إحسانه فى عبادته وزهادته بزينة الدنيا وزخارفها وعظاته التى تهز القلوب هزا فتخلق بأخلاقه فى التقى والزهاده ونسج على منواله فى البيان والفصاحة
ولما بلغ الحسن أربعة عشر ربيعا من عمره ودخل مداخل الرجال انتقل مع والديه للبصرة واستقر بها وهناك لزم المسجد وانقطع إلى حلقة عبدالله ابن عباس وأخذ عنه التفسير والحديث والقراءات كما أخذ عنه وعن غيره الفقه واللغة والأدب حتى غدا عالما جامعا فقيها ثقة فأقبل الناس عليه ينهلون من علمه الغزير
*حدث خالد بن صفوان قال:
لقيت مسلمة بن عبد الملك فى الحيرة فقال لى :
أخبرنى يا خالد عن حسن البصرة
فقلت: فقلت أصلح الله أمير المؤمنين أنا خير من يخبرك عنه بعلم
إنه امرؤسريرته كعلانيته........وقوله كفعله
إذا أمر بمعروف كان أعمل الناس به ....
وإذا نهى عن منكر كان أترك الناس له...
ولقد رأيته مستغنيا عن الناس زاهدا بما فى أيديهم
ورأيت الناس محتاجين إليه طالبين ما عنده
فقال مسلمة :حسبك يا خالد !!
كيف يضل قوم فيهم مثل هذا؟!
ولقد عاش الحسن نحو ثمانين عاما ملأ خلالها الدنياعلما وفقها وحكمة
وكان من أجل ما ورثه للأجيال رقائقه ومواعظه التى هزت ومازالت تهز القلوب وتستر الشجون وتدل التائهين على الله وتنبه الغافلين إلى حقيقة الدنيا وحال الناس معها
من ذلك قوله لسائل سأله عن الدنيا وحالها :
تسألنى عن الدنيا والآخرة !!
إن مثل الدنيا والآخرة كمثل المشرق والمغرب؛
متى ازددت من أحدهما قربا ازددت من الآخربعدا
وتقول لى صف لى هذه الدنيا!
فماذا أصف لك فى دارأولها عناء وآخرها فناء وفىحلالها حساب وفى حرامها عقاب
من استغنى فيها فتن،ومن افتقر فيها حزن
ومن ذلك أيضا قوله لآخر سأله عن حاله وحال الناس
ويحنا ماذا فعلنا بأنفسنا؟!
لقد أهزلنا ديننا وسمنا دنيانا....
وأخلقنا أخلاقنا ،وجددنا فرشنا وثيابنا
يتكئ احدنا على شماله ويأكل من مال غير ماله
طعامه غصب،وخدمته سخره ،يدعو بحلو بعد حامض
وبحار بعد بارد ،وبرطب بعد يابس
حتى إذا أخذته الكظة تجشأمن البشم وقال:
ياغلامهات هضوما يهضم الطعام.......
يأحيمق _والله_لن تهضم إلا دينك ؟!
أين جارك المحتاج أين يتيم قومك الجائع ؟!
أين مسكينك الذى ينظر إليك؟!
أين ما وصاك به الله عزوجل؟!
ليتك تعلم أنك عدد وأنه كلما غابت عنك شمس يوم نقص شئ من عددك ومضى بعضك معه