روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
29-08-07, 07:30 PM | #1 | |
عــضــو
|
إمام مسجد وله هذا الطلب
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ............ وبعد .......... بصراحة جهد طيب ومواضيع عن رمضان قيمة جدا جدا أخوكم إمام مسجد وطلبي هو : إذا كان فيه أحد عنده ثلاثين موضوع مختصرة تقرأ على المصلين بعد صلاة العصر لايبخل علينا وله منا الدعاء الخالص كل بعد صلاة بدون إحراج إذا كان هذا موجود وإلا أنا على استعداد الجمع من مواضيعكم المطروحة بس المشاغل كثير ة الله يعين عليها الله لايهينكم ويجزاكم كل خير |
|
29-08-07, 10:38 PM | #2 | |
عضو فعال
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله .. بارك الله فيك جزيت خيراً ووفقك الله لكل خير لي عودة إن شاء الله .... ببعض المواضيع سواء كانت من الملتقى أم من خارجه ولك حرية إختيار مايناسبك منها |
|
29-08-07, 10:57 PM | #3 | |
عضو فعال
|
إن لله سبحانه في أرضه نفحات وعلى الإنسان المؤمن أن يتزود منها حيث أمر الله سبحانه قائلاً :" وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولى الألباب) [البقرة197]
وإن شهر رمضان المبارك هو أعظم مواسم الخير وأفضل مراتع البر والإحسان شَرفه الله باختياره لنزول القرآن : كتاب الله الخالد ودستوره الدائم يقول الله سبحانه وتعالى : " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان" [البقرة 185] إن الله سبحانه وتعالى قد أكرم أمة محمد صلى الله عليه وسلم بإعطائها منحة رمضان فتقوم بصيام نهاره وقيام ليله يقول الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " [ البقرة الآية 183] . ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " .( رواه البخاري ) . إن شهر رمضان شهر الخير وشهر البر والتقوى تزيد فيه مظاهر الخير وتجف خلاله منابع الشر ومرتع السوء يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ". (رواه البخاري ومسلم). " وينادي منادياً يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ". تنزل الرحمات في شهر رمضان وتعم البركات وتزيد فيه الطاعات وتقل المعاصي والمنكرات ويضاعف أجر الحسنات ويكون الصيام مكفرا للسيئات. إن الحسنات تضاعف في شهر رمضان وتأتي أيامها مكفرات للسيئات . وعن دور الصوم في إصلاح النفوس يقول الإمام ابن القيم : للصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة ، والقوى الباطنة وحميتها من التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها أفسدتها واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها ، فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها ، ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات فهو من أكبر العون على التقوى كما قال تعالى : " يا أيها الذي آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون "[ البقرة 185] وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" الصوم جنة . وأمر من اشتدت عليه شهوة النكاح ولا قدرة له عليه بالصيام ، وجعله وجاء هذه الشهوة . والمقصود : أن مصالح الصوم لما كانت مشهودة بالعقول السليمة والفطر المستقيمة ، شرعه الله لعباده رحمة بهم وإحسانا إليهم وحمية لهم وجنة |
|
29-08-07, 11:02 PM | #4 | |
عضو فعال
|
وهذه خطبة للشيخ بن عثيمين رحمة الله ......
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد ألا لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،واشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله واصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما . أما بعد أيها المؤمنون اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من مواسم الخير والبركات ، وما حباكم به من الفضائل والكرامات ، وعظموا هذه المواسم وقدروها قدرها في الطاعات والقربات فإنها ما جعلت إلا لتكفير سيئاتكم وزيادة حسناتكم ورفعة درجاتكم ، أيها المسلمون لقد حل بكم شهر كريم وموسم رابح عظيم شهر تضاعف فيه الحسنات وتعظم فيه السيئات ، شهر أوله رحمةُ وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ، (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) شهر جعل الله صيام نهاره فريضةُ وقيام ليله تطوعاً، من صامه أيماناً بالله واحتسابا لثواب الله غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه أيماناً واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن أدى فيه عمرةً كان اجرها كأجر حجة ، وفيه تفتح أبواب الجنة وتكثر أعمال الخير وتغلق أبواب النار وتقل أعمال الشر من أهل الإيمان، روي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا اجزي به ) وفي رواية يترك طعامه وشرابه وشهوته من اجلي والصوم جنة يعني وقايةً من الإثم ومن النار فإذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يسخط فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، للصائم فرحتان يفرحهما فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ، أما فرحه عند فطره فيفرح بما أنعم الله عليه من إكمال صوم يومه ومما أباح الله له من تناول ما كان ممنوعاً منه في الصيام ، وأما فرحه عند لقاء ربه فيفرح بما أعده الله له من الثواب الجليل والفوز بدار السلام النعيم المقيم ، وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن في الجنة باب يقال له الريان يدخل منه الصائمون لا يدخله غيرهم فإذا دخلوا اغلق ولم يفتح لغيرهم ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر و دعوة الإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ) أيها المسلمون اغتنموا شهر رمضان بكثرة العبادة والصلاة والقراءة والذكر والإحسان إلى الخلق بالمال والبدن والعفو عنهم فإن الله عفوا يحب العفو واستكثروا فيه من أربع خصال اثنتان ترضون بهما ربكم واثنتان لا غنى لكم عنهما فأما اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله والاستغفار وأما اللتان لا غنى لكما عنهما فتسألون الله الجنة وتستعيذون به من النار ، اللهم إنا نشهد انك أنت الله لا إله إلا أنت ونستغفرك من ذنوبنا وسيئات أعمالنا ونسألك اللهم الجنة ونستعيذ بك من النار ، أيها المسلمون احفظوا صيامكم من النواقص والنواقض و احفظوه من قول الزور و العمل به فمن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه احفظوا صيامكم عن كل قول محرم من السب والشتم والكذب والغيبة والنميمة واللغو والفحش وليكن عليكم الوقار ولا تجعلوا يوم صومكم ويوم فطركم سواء احفظوا صيامكم عن كل عمل محرم من الغش والخيانة في البيع والشراء والربا تحيلاً عليه أو صراحةً احفظوا صيامكم عن كل عمل محرم احفظوا صيامكم عن استماع المعازف والأغاني المحرمة قوموا بما أوجب الله عليكم من الصلاة في أوقاتها مع جماعة المسلمين في المساجد لا تتهاونوا في الصلاة لا تفرطوا فيها بالنوم فإنها عمود الدين ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة فقد خاب من يصوم ويضيع الصلاة لقد خاب من يتأخر وينام عن صلاة الفجر مع الجماعة وربما نام ولم يصلى الفجر إلا بعد طلوع الشمس لقد خاب وخسر كيف ينام عن صلاة الفريضة ولا يؤديها مع الجماعة أم كيف ينام عن صلاة الفريضة ولا يؤديها في وقتها إن من أخر الصلاة عن وقتها متعمدا بلا عذر فلم تقبل منه وإن صلي ألف مرة إن الله حد للصلاة وقتا معينا في أوله وآخره فكما لا تقبل الصلاة قبل وقتها فلا تقبل بعده إلا من عذر شرعي فاتقوا الله عباد الله وأعرفوا الحكمة من فريضة الصيام على العباد فإن الحكمة تقوى الله عز وجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) آيها المسلمون إن الصيام فريضة فرضه الله على عباده فهو أحد أركان الإسلام من أنكر وجوبه فهو كافر بالله مكذب لله ورسوله خارج عن جماعة المسلمين فهو فرض على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم فأما الصغير الذي لم يبلغ فلا صيام عليه لكن يؤمر به إذا كان يستطيعه ليعتاد عليه فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يصومون أولادهم الصغار حتى إن الصبي ليبكي من الجوع فيعطونه لعبةً يتلهى بها إلى الغروب ويحصل البلوغ إذا يتم للإنسان خمسة عشرة سنة أو نبتت عانته أو أنزل منياً باحتلام أو غيره وتزيد الأنثى بالحيض فمن حصل له واحد من هذه فهو بالغ تلزمه فرائض الله وأما فاقد العقل فلا صيام عليه سواء فقده بجنون أو كبر أو آفة أو لحادث وعلى هذا فالكبير المُهذري ليس عليه صيام ولا صلاة لأنه لا عقل له ، وأما الكبير العاقل فإن كان يطيق الصوم وجب عليه وإن كان لا يطيقه لضعف جسمه من الكبر فإنه يطعم عنه بعدد الأيام عن كل يوم مسكين لكل مسكين خمس صاع من الرز والأولي يجعل مع الطعام شيئاً يأدمه من لحم أو دهن ومن عجز عن الصوم بمرض لا يرجى زواله فحكمه حكم الكبير في الإطعام عنه فإن كان المرض يرجي زواله فإنه يلزمه حتى يبرا ويقضي الصوم لقوله تعالى:( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) وأما المريض الذي يستطيع الصوم بدون مشقة ولا ضرر فلا يجوز له الفطر إلا أن يكون في صومه تجدد للمرض أو تأخر لبرئه أو زيادة فيه فإنه يفطر و الحامل التي يشق عليها الصوم لضعفها أو ثقلها يجوز لها الفطر و تقضى والمرضع إذا شق عليها الصوم بواسطة الرضاع أو خافت أن ينقص لبنها نقصاً يقل على الولد يجوز لها أن تفطر أيضا وتقضي والمسافر الذي لم يقصد بسفره التحيل على الفطر يجوز له الفطر فيخير بين الصوم والفطر والأفضل له فعل الأسهل عليه فإن تساوى الصوم والفطر فالصوم أفضل لأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم ولأنه أخف عليه من القضاء غالباً وأسرع في إبراء ذمته وإذا كان الصوم يشق عليه مشقة عظيمةً في السفر فإن الصوم حرام عليه لأن أناسا من الصحابة رضي الله عنهم صاموا وقد شق عليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أولئك العصاة أولئك العصاة ) ولا فرق بين المسافرين في جواز الفطر فيجوز لمن كان سفره دائماً كأصحاب سيارات الأجرة التكاسي أن يفطروا وكذلك يجوز لأصحاب سيارات التحميل الكبيرة أن يفطروا ما داموا في سفرهم ويقضوا في أيام الشتاء لأنهم مسافرون مفارقون لبلادهم واهلهم وهذه حقيقة السفر و الحائض والنفساء لا صيام عليها ولا يصح منهما الصوم إلا أن تطهرا قبل الفجر ولو بلحظة فيلزمهما الصوم وإن لم تغتسلا إلا بعد طلوع الفجر فيجب عليهما أي على الحائض و النفساء قضاء ما أفطرتاه من الأيام أيها المسلمون استمعوا إلى قول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ*أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ*شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ، اللهم إنا نسألك أن تبارك لنا في شهرنا هذا وفي بقية عمرنا وأن تجعلنا ممن يستعمل أيامه وأوقاته في الطاعات والكف عن المحرمات يا رب العالمين اللهم أجعلنا ممن صام رمضان وقامه إيماناً واحتسابا اللهم يسرنا للهدي ويسر الهدي لنا يا رب العامين ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالأيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم . الحمد لله الذي من على عباده بمواسم الخيرات ليغفر لهم بذلك الذنوب ويكفر عنهم السيئات وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأرض والسماوات وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اشرف المخلوقات صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين له بإحسان مدي الأوقات وسلم تسليما . أما بعد أيها الناس اتقوا الله تعالى وقوموا رمضان فإن من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وأعلموا أيها الناس اعلموا إن صلاة التراويح من قيام رمضان ولكنها سميت تراويح لأن الناس في السلف الصالح كانوا كلما صلوا أربع ركعات استراحوا قليلاً فصلوا صلاة التراويح بطمأنينة وخشوع وخضوع قلب أيها المسلمون إن صلاة التراويح صلاة وعبادة ليس مجرد حركات وعمل لا يدري الإنسان ما يقول فيه وما يفعل والمقصود بصلاة التراويح التعبد لله بها لا لكثرة الركعات وإن كثير من الناس يتهاونون بها الأئمة وغير الأئمة أما الأئمة فكثير منهم يسرع بها إسراعاً مخلاً بكثير من السنن بل ربما يخل بالأركان وأما غير الأئمة فكثير من الناس يفرط فيها فلا يصليها ومنهم من يصلى بعضها وينصرف قبل إمامه وهذا حرمان لفضيلتها قال النبي صلى الله عليه وسلم:( من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) يكتب لك قيام ليلة وأنت نائم على فراشك وأنت تبيع وتشتري في دكانك إذا قمت مع الإمام حتى ينصرف فأصبر يا اخي المسلم وأكمل الصلاة مع الإمام و أوتر معه يكتب لك قيام ليلة وأنت نائم على فراشك وأنت تبيع وتشتري في دكانك إذا قمت مع الإمام حتى ينصرف فأصبر يا اخي المسلم وأكمل الصلاة مع الإمام واوصل معه ، وأعلموا أيها المسلمون أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم كما كان صلى الله عليه وسلم يعلن ذلك في خطبة الجمعه ولقد صدق نبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن خير الهدي هدي محمد عليه الصلاة والسلام وكان صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا في غير على إحدى عشرة ركعة وربما صلي ثلاثة عشر ركعة ولهذا لما سئلت عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت: (ما كان لا يزيد في رمضان ولا في غير على إحدى عشرة ركعة) وقال ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاثة عشر ركعة ) وصح عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أمر أبي بن كعب وتميم الداري أن يقوما في الناس بإحدى عشرة ركعة رواه مالك في الموطأ عن محمد بن يوسف وهو ثقة ثبت عن السائب بن يزيد وهو صحابي فهذا العدد الإحدى عشرة أو الثلاثة عشرة هو ما جاءت به السنة أيها المسلمون وإن هذا العدد ليس بلازم فلو صلى الإنسان اكثر منه فلا حرج عليه في ذلك لأن الناس اختلفوا في هذا ولكن الأفضل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولو صلى الإنسان ثلاث وعشرين أو صلى تسع وثلاثين أو صلى دون ذلك أو أكثر فإنه لا حرج عليه ولا ينكر عليه ولكن يقال أن الأفضل اتباع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم أيها المسلمون إن مما انعم الله به على عباده في عصرنا هذا مكبرات الصوت التي تسمع صوت الإمام لمن خلفه فيسمعه جميع أهل المسجد ولكن بعض الناس يستعمل هذه المكبرات استعمالاً يشوش به على من حوله من المصلين في البيوت أو في المساجد فيرفعه من على المنارة ولكن هذا أمر ينبغي للإنسان أن يعرف ما قال النبي صلى الله عليه وسلم في مثله حين خرج على أصحابه وهم يصلون ويجهرون بالقراءة فقال صلى الله عليه وسلم كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض في القرءان فالإمام في الحقيقة ليس يصلي لمن كان خارج المسجد وإنما يصلي لمن كان في المسجد في داخله ولهذا لا ينبغي أن يجعل صوته متعديا ً لمن كان في المسجد وبإمكانه إذا كان انشط له وانشط للمصلين أن يجعل مكبرات الصوت داخل المسجد فقط لا على المنارة وانتم تعلمون أيها الاخوة إن من الناس من يصلون في السرحة خارج البناء ولا ريب أن مثل هؤلاء يشوش عليهم الصوت إذا جاءهم من قبل المنارة فيا أيها الأخوة ارجوا من الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يتعاونون على البر وعلى التقوى وأسأل الله سبحانه و تعالى أن يوفقنا في هذا الشهر وفي غيره لما يحب ويرضي ، ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل لنا في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا أنك رؤوف رحيم، عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون . |
|
29-08-07, 11:06 PM | #5 | |
عضو فعال
|
وهذا سؤال وجه للشيخ بن باز رحمة الله ...
سماحة الشيخ ما نصيحتكم للمسلمين ونحن نستقبل هذا الشهر الفضيل؟ الجواب : نصيحتي للمسلمين جميعاً أن يتقوا الله جل وعلا، وأن يستقبلوا شهرهم العظيم بتوبة صادقة من جميع الذنوب، وان يتفقهوا في دينهم وأن يتعلموا أحكام صومهم وأحكام قيامهم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين))[1]، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وسلسلت الشياطين))[2] ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وصفدت الشياطين ويناد منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة))[3]. وكان يقول صلى الله عليه وسلم للصحابة: ((أتاكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله))[4]. ومعنى: ((أروا الله من أنفسكم خيراً)): يعني سارعوا إلى الخيرات وبادروا إلى الطاعات وابتعدوا عن السيئات. ويقول صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه))[5]. ويقول صلى الله عليه وسلم: يقول الله جل وعلا: ((كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من اجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك))[6]. ويقول صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم))[7]. ويقول صلى الله عليه وسلم: ((من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه))[8] رواه البخاري في الصحيح. فالوصية لجميع المسلمين أن يتقوا الله وان يحفظوا صومهم وأن يصونوه من جميع المعاصي، ويشرع لهم الاجتهاد في الخيرات والمسابقة إلى الطاعات من الصدقات والإكثار من قراءة القرآن والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار؛ لأن هذا شهر القرآن: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}[9]. فيشرع للمؤمنين الاجتهاد في قراءة القرآن، فيستحب للرجال والنساء الإكثار من قراءة القرآن ليلاً ونهاراً، وكل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، مع الحذر من جميع السيئات والمعاصي، مع التواصي بالحق والتناصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فهو شهر عظيم تضاعف فيه الأعمال، وتعظم فيه السيئات، فالواجب على المؤمن أن يجتهد في أداء ما فرض الله عليه وأن يحذر ما حرم الله عليه، وأن تكون عنايته في رمضان أكثر واعظم، كما يشرع له الاجتهاد في أعمال الخير من الصدقات وعيادة المريض واتباع الجنائز وصلة الرحم، وكثرة القراءة وكثرة الذكر والتسبيح والتهليل والاستغفار والدعاء، إلى غير هذا من وجوه الخير، يرجو ثواب الله ويخشى عقابه، نسأل الله أن يوفق المسلمين لما يرضيه، ونسأل الله أن يبلغنا وجميع المسلمين صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً، نسأل الله أن يمنحنا وجميع المسلمين في كل مكان الفقه في الدين والاستقامة عليه، والسلامة من أسباب غضب الله وعقابه، كما أسأله سبحانه أن يوفق جميع ولاة أمر المسلمين وجميع أمراء المسلمين، وأن يهديهم وأن يصلح أحوالهم، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في جميع أمورهم، في عبادتهم وأعمالهم وجميع شئونهم، نسأل الله أن يوفقهم لذلك، عملاً بقوله جل وعلا: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ}[10]، وعملاً بقوله جل وعلا: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}[11]، وعملاً بقوله سبحانه: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}[12]، وعملاً بقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}[13]، وعملاً بقول الله سبحانه: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}[14]، وقوله سبحانه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[15]. هذا هو الواجب على جميع المسلمين وعلى أمرائهم، يجب على أمراء المسلمين وعلى علمائهم وعلى عامتهم أن يتقوا الله وأن ينقادوا لشرع الله، وأن يحكموا شرع الله فيما بينهم ؛ لأنه الشرع الذي به الصلاح والهداية والعاقبة الحميدة وبه رضا الله وبه الوصول إلى الحق الذي شرعه الله وبه الحذر من الظلم. نسأل الله للجميع التوفيق والهداية وصلاح النية والعمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه. |
|
29-08-07, 11:11 PM | #6 | |
عضو فعال
|
المواضيع التي وضعتها والتي سأضعها إن شاء الله ....... طويلة ولكن ممكن تقسيمها إلى عدة كلمات مختصرة تناسب مع الوقت المتاح
|
|
29-08-07, 11:29 PM | #7 | |
عضو فعال
|
ماذا يجب ان نفعل في رمضان ؟ :
للشيخ : محمد بن صالح العثيمين رحمة الله ما الذي ينبغي أن نفعله في شهر رمضان؟.. الذي نفعله في هذا الشهر المبارك إما واجب وإما مندوب، فالواجب هو الصيام، والمندوب هو القيام. والصيام كلنا يعرف هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس تعبداً لله، دليله قوله تعالى: {فَالانَ بَـاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ} [البقرة: 187]. والغرض من الصيام ليس ترويض البدن على تحمل العطش وتحمل الجوع والمشقة، ولكن هو ترويض النفس على ترك المحبوب لرضا المحبوب. والمحبوب المتروك هو الأكل والشرب والجِماع، هذه هي شهوات النفس. أما المحبوب المطلوب رضاه فهو الله عز وجل، فلابد أن نستحضر هذه النيَّة أننا نترك هذه المفطرات طلباً لرضا الله عز وجل. والحكمة من فرض الصيام على هذه الأمة قد بيَّنها الله سبحانه وتعالى في قوله: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة: 183]، ولعلَّ هنا للتعليل، أي لأجل أن تتقوا الله، فتتركوا ما حرَّم الله، وتقوموا بما أوجب الله. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «مَن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»(4). أي أن الله لا يريد أن ندع الطعام والشراب، إنما يريد منا أن ندع قول الزور والعمل به والجهل، ولهذا يندب للصائم إذا سبَّه أحدٌ وهو صائم أو قاتله فليقل: إني صائم، ولا يرد عليه؛ لأنه لو ردَّ عليه لردَّ عليه الأول ثم ردَّ عليه ثانياً، فيرد الأول، ثم هكذا يكون الصيام كله سباً ومقاتلة، وإذا قال : إني صائم، أعلم الذي سبَّه أو قاتله بأنه ليس عاجزاً عن مقابلته ولكن الذي منعه من ذلك الصوم، وحينئذٍ يكفُّ الأول ويخجل، ولا يستمر في السبِّ والمقاتلة. هذه هي الحكمة من إيجاب الصيام، وإذا كان كذلك فينبغي لنا في الصوم أن نحرص على فعل الطاعات من الذكر، وقراءة القرآن، والصلاة، والصدقة، والإحسان إلى الخلق، وبسط الوجه، وشرح الصدر، وحسن الخلق، كل ما نستطيع أن نهذِّب أنفسنا به فإننا نعمله. فإذا ظلَّ المسلم على هذه الحالة طوال الشهر، فلابد أن يتأثر ولن يخرج الشهر إلا وهو قد تغيَّر حاله، ولهذا شُرع في آخر الشهر أن يُخْرِج الإنسان زكاة الفطر تكميلاً لتزكية النفس؛ لأن النفس تزكو بفعل الطاعات وترك المحرمات، وتزكوا أيضاً ببذل المال، ولهذا سُمِّي بذل المال زكاة. |
|
29-08-07, 11:47 PM | #8 | |
عضو فعال
|
فضائل شهر رمضان :
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يراه من المسلمين ، وفقني الله وإياهم لاغتنام الخيرات ، وجعلني وإياهم من المسارعين إلى الأعمال الصالحات آمين . سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد : أيها المسلمون إنكم في شهر عظيم مبارك ألا وهو شهر رمضان ، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن ، شهر العتق والغفران ، شهر الصدقات والإحسان ، شهر تفتح فيه أبواب الجنات ، وتضاعف فيه الحسنات ، وتقال فيه العثرات ، شهر تجاب فيه الدعوات ، وترفع فيه الدرجات ، وتغفر فيه السيئات ، شهر يجود الله فيه سبحانه على عباده بأنواع الكرامات ، ويجزل فيه لأوليائه العطايات ، شهر جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام ، فصامه المصطفى صلى الله عليه وسلم وأمر الناس بصيامه ، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من صامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ، ومن قامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم ، فعظموه رحمكم الله بالنية الصالحة والاجتهاد في حفظ صيامه وقيامه والمسابقة فيه إلى الخيرات ، والمبادرة فيه إلى التوبة النصوح من جميع الذنوب والسيئات ، واجتهدوا في التناصح بينكم ، والتعاون على البر والتقوى ، والتواصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى كل خير لتفوزوا بالكرامة والأجر العظيم . وفي الصيام فوائد كثيرة وحكم عظيمة منها : تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها من الخلاق السيئة والصفات الذميمة ، كالأشر والبطر والبخل ، وتعويدها الأخلاق الكريمة كالصبر والحلم والجود والكرم ومجاهدة النفس فيما يرضي الله ويقرب لديه . ومن فوائد الصوم: أنه يعرف العبد نفسه وحاجته وضعفه وفقره لربه ، ويذكره بعظيم نعم الله عليه ، ويذكره أيضاً بحاجة إخوانه الفقراء فيوجب له ذلك شكر الله سبحانه ، والاستعانة بنعمه على طاعته ، ومواساة إخوانه الفقراء والإحسان إليهم ، وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى هذه الفوائد في قوله عز وجل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }[1] ، فأوضح سبحانه أنه كتب علينا الصيام لنتقيه سبحانه ، فدل ذلك على أن الصيام وسيلة للتقوى ، والتقوى هي : طاعة الله ورسوله بفعل ما أمر وترك ما نهى عنه عن إخلاص لله عز وجل ، ومحبة ورغبة ورهبة ، وبذلك يتقي العبد عذاب الله وغضبه ، فالصيام شعبة عظيمة من شعب التقوى ، وقربى إلى المولى عز وجل ، ووسيلة قوية إلى التقوى في بقية شئون الدين والدنيا ، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعض فوائد الصوم في قوله صلى الله عليه وسلم : (( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ))[2] . فبين النبي عليه الصلاة والسلام أن الصوم وجاء للصائم ، ووسيلة لطهارته وعفافه ، وما ذاك إلا لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، والصوم يضيق تلك المجاري ويذكر بالله وعظمته ، فيضعف سلطان الشيطان ويقوى سلطان الإيمان وتكثر بسببه الطاعات من المؤمنين ، وتقل به المعاصي . ومن فوائد الصوم أيضاً : أنه يطهر البدن من الأخلاط الرديئة ويكسبه صحة وقوة اعترف بذلك الكثير من الأطباء وعالجوا به كثيراً من الأمراض ، وقد أخبر الله سبحانه في كتابه العزيز أنه كتب علينا الصيام كما كتبه على من قبلنا ، وأوضح سبحانه أن المفروض علينا هو صيام شهر رمضان ، وأخبر نبينا عليه الصلاة والسلام أن صيامه هو أحد أركان الإسلام الخمسة ، قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ }[3] إلى أن قال عز وجل : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }[4] . وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان وحج البيت ))[5] . أيها المسلمون : إن الصوم عمل صالح عظيم ، وثوابه جزيل ولاسيما صوم رمضان ،فإنه الصوم الذي فرضه الله على عباده ، وجعله من أسباب الفوز لديه ، وقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى : (( كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ، للصائم فرحتان ، فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ))[6] . وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وسلسلت الشياطين ))[7] . وأخرج الترمذي وابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة ))[8] . وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه ، فينزل الرحمة ، ويحط الخطايا ، ويستجيب فيه الدعاء ، ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله ))[9] رواه الطبراني . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله فرض عليكم صيام رمضان ، وسننت لكم قيامه ، من صامه وقامه إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ))[10] . رواه النسائي . وليس في قيام رمضان حد محدود ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوقت لأمته في ذلك شيئاً وإنما حثهم على قيام رمضان ولم يحدد ذلك بركعات معدودة ، ولما سئل عليه الصلاة والسلام عن قيام الليل قال : (( مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى ))[11] أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين ، فدل ذلك على التوسعة في هذا الأمر ، فمن أحب أن يصلي عشرين ركعة ويوتر بثلاث فلا بأس ، ومن أحب أن يصلي عشر ركعات ويوتر بثلاث فلا بأس ، ومن أحب أن يصلي ثمان ركعات ويوتر بثلاث فلا بأس ، ومن زاد على ذلك أو نقص عنه فلا حرج عليه ، والأفضل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله غالباً وهو أن يقوم ثمان ركعات يسلم من كل ركعتين ويوتر بثلاث ، مع الخشوع والطمأنينة وترتيل القراءة ، لما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشر ركعة ، يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثاً ))[12] وفي الصحيحين عنها رضي الله عنها : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل عشر ركعات يسلم من كل اثنتين ويوتر بواحدة ))[13] وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى أنه كان يتهجد في بعض الليالي بأقل من ذلك ، وثبت عنه أيضاً صلى الله عليه وسلم أنه في بعض الليالي يصلي ثلاث عشرة ركعة يسلم من كل اثنتين ، فدلت هذه الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن الأمر في صلاة الليل موسع فيه بحمد الله ، وليس فيه حد محدود لا يجوز غيره ، وهو من فضل الله ورحمته وتيسيره على عباده حتى يفعل كل مسلم ما يستطيع من ذلك ، وهذا يعم رمضان وغيره ، وينبغي أن يعلم أن المشروع للمسلم في قيام رمضان وفي سائر الصلوات هو الإقبال على صلاته ، والخشوع فيها ، والطمأنينة في القيام والقعود والركوع والسجود ، وترتيل التلاوة وعدم العجلة ؛ لأن روح الصلاة هو الإقبال عليها بالقلب والقالب والخشوع فيها ، وأداؤها كما شرع الله بإخلاص وصدق ورغبة ورهبة وحضور قلب . كما قال سبحانه : { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ }[14] . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( وجعلت قرة عيني في الصلاة ))[15] ، وقال للذي أساء في صلاته : (( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ))[16] . وكثير من الناس يصلي في قيام رمضان صلاة لا يعقلها ولا يطمئن فيها بل ينقرها نقراً وذلك لا يجوز بل هو منكر لا تصح معه الصلاة ، لأن الطمأنينة ركن في الصلاة لابد منه كما دل عليه الحديث المذكور آنفاً ، فالواجب الحذر من ذلك ، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته )) قالوا يا رسول الله : كيف يسرق صلاته ؟ ، قال : (( لا يتم ركوعها ولا سجودها ))[17] وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر الذي نقر صلاته أن يعيدها ، فيا معشر المسلمين عظموا الصلاة وأدوها كما شرع الله واغتنموا هذا الشهر العظيم وعظموه رحمكم الله بأنواع العبادات والقربات وسارعوا فيه إلى الطاعات ، فهو شهر عظيم جعله الله ميداناً لعباده يتسابقون إليه فيه بالطاعات ويتنافسون فيه بأنواع الخيرات . فأكثروا فيه – رحمكم الله – من الصلاة والصدقات وقراءة القرآن الكريم ، بالتدبر والتعقل والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار ، والإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والإحسان إلى الفقراء والمساكين والأيتام ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، فاقتدوا به رحمكم الله في مضاعفة الجود والإحسان في شهر رمضان ، وأعينوا إخوانكم الفقراء على الصيام والقيام ، واحتسبوا أجر ذلك عند الملك العلام ، واحفظوا صيامكم عما حرمه الله عليكم من الأوزار والآثام فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ))[18] . وقال عليه الصلاة والسلام : (( الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن امرؤ سابه أحد فليقل : إني امرؤ صائم ))[19] . وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ليس الصيام عن الطعام والشراب وإنما الصيام من اللغو والرفث ))[20] . وخرج ابن حبان في صحيحه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما ينبغي أن يتحفظ منه كفَّر ما قبله ))[21] . وقال جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما : (( إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار وليكن عليك وقار وسكينة ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء ))[22] . ومن أهم الأمور التي يجب على المسلم العناية بها والمحافظة عليها في رمضان وفي غيره الصلوات الخمس في أوقاتها ، فإنها عمود الإسلام واعظم الفرائض بعد الشهادتين ، وقد عظم الله شانها وأكثر من ذكرها في كتابه العظيم فقال تعالى : { حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}[23] ، وقال تعالى: { وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }[24] . والآيات في هذا المعنى كثيرة . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر )) [25] . وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : (( من حافظ على الصلاة كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة ، وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف ))[26] . ومن أهم واجباتها في حق الرجال أداؤها في الجماعة كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر ))[27] وجاءه صلى الله عليه وسلم رجل أعمى فقال يا رسول الله إني رجل شاسع الدار عن المسجد وليس لي قائد يلائمني فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( هل تسمع النداء بالصلاة )) قال : نعم . قال : (( فأجب ))[28] أخرجه مسلم في صحيحه . وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : (( لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ))[29] . فاتقوا الله – عباد الله – في صلاتكم وحافظوا عليها في الجماعة وتواصوا بذلك في رمضان وغيره تفوزوا بالمغفرة ومضاعفة الأجر وتسلموا من غضب الله وعقابه ومشابهة أعدائه من المنافقين . وأهم الأمور بعد الصلاة الزكاة : فهي الركن الثالث من أركان الإسلام ، وهي قرينة الصلاة في كتاب الله عز وجل ، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعظموها كما عظمها الله ، وسارعوا على إخراجها وقت وجوبها وصرفها على مستحقيها عن إخلاص لله عز وجل وطيب نفس وشكر للمنعم سبحانه ، واعلموا أنها زكاة وطهرة لكم ولموالكم وشكر للذي أنعم عليكم بالمال ومواساة لإخوانكم الفقراء كما قال الله عز وجل : { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}[30] . وقال سبحانه : { اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }[31] . وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه لما بعثه إلى اليمن : (( إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة ، فإن هم أطاعوك لذلك ، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم ، فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم ، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ))[32] متفق على صحته . وينبغي للمسلم في هذا الشهر الكريم الوسع في النفقة والعناية بالفقراء والمتعففين ، وإعانتهم على الصيام والقيام تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وطلباً لمرضاة الله سبحانه ، وشكراً لإنعامه ، وقد وعد الله سبحانه عباده المنفقين بالأجر العظيم ، والخلف الجزيل ، فقال سبحانه : { وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً}[33] . وقال تعالى: { وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }[34] . واحذروا – رحمكم الله – كل ما يجرح الصوم ، وينقص الأجر ، ويغضب الرب عز وجل ، من سائر المعاصي ، كالربا ، والزنا ، والسرقة ، وقتل النفس بغير حق ، وأكل أموال اليتامى ، وأنواع الظلم في النفس والمال والعرض ، والغش في المعاملات ، والخيانة للأمانات ، وعقوق الوالدين ، وقطيعة الرحم ، والشحناء ، والتهاجر في غير حق الله سبحانه ، وشرب المسكرات ، وأنواع المخدرات كالقات ، والدخان ، والغيبة والنميمة ، والكذب ، وشهادة الزور ، والدعاوى الباطلة ، والأيمان الكاذبة ، وحلق اللحى ، وتقصيرها ، وإطالة الشوارب ، والتكبر ، وإسبال الملابس ، واستماع الأغاني وآلات الملاهي ، وتبرج النساء ، وعدم تسترهن من الرجال ، والتشبه بنساء الكفرة في لبس الثياب القصيرة ، وغير ذلك مما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم . وهذه المعاصي التي ذكرنا محرمة في كل زمان ومكان ، ولكنها في رمضان أشد تحريماً ، وأعظم إثماً لفضل الزمان وحرمته . فاتقوا الله – أيها المسلمون - ، واحذروا ما نهاكم الله عنه ورسوله ، واستقيموا على طاعته في رمضان وغيره ، وتواصوا بذلك ، وتعاونوا عليه ، وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر ، لتفوزوا بالكرامة والسعادة والعزة والنجاة في الدنيا والآخرة ، والله المسئول أن يعيذنا وإياكم وسائر المسلمين من أسباب غضبه وأن يتقبل منا جميعاً صيامنا وقيامنا ، وأن يصلح ولاة أمر المسلمين ، وأن ينصر بهم دينه ، ويخذل بهم أعداه ، وأن يوفق الجميع للفقه في الدين والثبات عليه ، والحكم به والتحاكم إليه في كل شيء ، إنه على كل شيء قدير . وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . |
|
30-08-07, 12:01 AM | #9 | |
عضو فعال
|
قال معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ-حفظه الله-، تحت عنوان’’أخطاء في الصيام‘‘:
1- التلفظ بنيَّة الصيام: و قد تقدَّم[عند الكلام عن الأخطاء الخاصة بالطهارة و بالصلاة] أنَّ التلفظ بالنيَّة لم يكن يفعلُه النبيُّ-صلّى الله عليه و سلّم-، و لا صحابتُه، و لا التابعون، و لا أحدُ الأئمة الأربعةِ، و لا السلفُ، فهو محدَث و بدعة، و النيَّة محلُّها القلب، و هي قصد العبادة. و قد ثبت في الأحاديث أنَّ النبيَّ-صلّى الله عليه و سلّم-اشترط إجماع النية و تبييت الصيام قبل الفجر في الفريضة، و معنى ذلك قصد الصيام و نيَّته بقلبه أنَّه يصوم غداً، كما صحَّ عن أمِّ المؤمنين حفصةَ-رضي الله عنها- أنَّها قالت:قال النبيُّ-صلّى الله عليه و سلّم-((من لم يُبيِّتْ الصيامَ قبل الفجر فلا صيامَ له))، رواه أحمد، و أصحاب السنن. ففي الحديث تبييت الصيام، و معناه: قصد القلب، كما هو ظاهر معنى "التبييت"، و الله أعلم. 2- التَّساهل بوقت الإمساك: كما يفعله بعضُ الناس من الأكل و الشرب حتى ينتهيَ المؤذنُ من أذانه، و ربما تساهلوا فاستمروا في الأكل و الشرب حتى يَفرَغَ المؤذنون في المساجد التي يسمعونها، و هذا كلُّه غلطٌ ظاهر، و ربما أبطل الصيامَ، يقول-تعالى:((و كُلُوا و اشربُوا حتَّى يَتبيَّن لكم الخيطُ الأبيضُ من الخيطِ الأسودِ من الفجرِ)). و وقت التبيُّن المذكور هو أوَّل وقت الفجر، و هو وقت الأذان للفجر، و "حتى" تدلُّ على الغاية فإذا شرَعَ المؤذن في الأذان الثاني الذي بعد طلوع الفجر وجبَ الإمساك و الصوم، و هذا المعنى قد جاء في حديث عائشة و ابن عمر-رضي الله عنهم-أنَّ النبيَّ-صلّى الله عليه و سلّم-قال:((إنَّ بلالاً يؤذِّنُ بليلٍ فكلوا و اشربوا حتى يؤذِّنَ ابنُ أمِّ مكتوم))، متفق عليه، و للبخاري:((فإنَّه لا يؤذِّنُ حتى يطلعَ الفجرُ))، فقول الرَّسول-صلّى الله عليه و سلّم-:((كلوا و اشربوا حتى يؤذن...))؛ دليلٌ على وجوبِ الإمساك و بدءِ الصيام مع سماع الأذان الثاني الذي بعد طلوعِ الفجر. و لكن جاءت السنة بالترخيص لمن سَمِعَ الأذان و في يده أكلةٌ أو شَرْبَةٌ أن يقضيَ حاجته منها[رواه أبو داود و غيره من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-]، و الله الموفِّق. 3- التساهل بصلاة الجماعة و النوم عنها و جمع الصلوات: و هذا من المنكرات العظيمة في شهر الصيام، إذ الصلاةُ ركنُ الدين الأعظم بعد الشهادتين، و التساهل فيها لا يَحِلُّ أبداً، و قد تقدَّم في "الصلاة" أدلَّةُ وجوب صلاة الجماعة في المساجد، و حرمةُ التساهل في الصلاة بتركها مع الجماعات تفضيلاً للنوم و نحوه، و أمَّا جمعُ بعض الصلوات دون عذرٍ شرعيٍّ يُبيحُ الجمعَ فمنكرٌ آخرُ، و لا يَحلُّ. و المسلم مأمورٌ بأنْ يرتِّبَ أوقاتَه على أساس تقديم الصلوات على أيِّ أمرٍ آخرَ، و على المسلمين التعاونُ فيما بينهم و التناصحُ في هذا الأمر الذي يظهرُ في شهر الصيام، و قد قال-تعالى-:((و تعاونُوا على البرِّ و التَّقوى و لا تعاونُوا على الإِثم و العُدوان)). 4- قول الزُّور و العمل به و الجهل في الصيام و غيره: فقولُ الزور و العملُ به منكرٌ لا يَحلُّ، لما ثبت في "صحيح البخاري" عن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال:قال النبيُّ-صلّى الله عليه و سلّم-:((من لم يَدَعْ قول الزُّور و العملَ به فليس لله حاجةٌ في أن يدعَ طعامَه و شرابَه)). و الجهلُ بقول الفُحش و المسابة و نحو ذلك سوءُ خلقٍ، و منكرٌ خاصةً للصائم: فقد ثبت في "الصحيحين" أنَّ رسول الله-صلّى الله عليه و سلّم- قال:((قال الله-تعالى-:كلُّ عمل ابن آدمَ له إلاّ الصيامَ فإنَّه لي و أنا اجزي به. و الصيامُ جُنَُّةٌ، فإذا كان يومُ صوم أحدِكم فلا يَرْفُثْ و لا يَصْخَبْ؛ فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقلْ:إنِّي صائمٌ إنِّي صائمٌ)). و حديث أبي هريرة المتقدِّم أوَّلاً رواه البخاري في "الأدب" من "صحيحه" بلفظ:((من لم يدعْ قولَ الزور و العمل به و الجهلَ))، و يدخل في الجهل كل ما كان فحشاً أو سِبَاباً أو غيبةً أو نميمةً أو كذباً أو زوراً و نحوَ ذلك من آفات اللسان و الجوارح، فيجب على الصائم أن يُنزِّهَ نفسَه عن الكذب و الغيبة و الجهل و السباب، و كذلك يجب على غير الصائم، و لكنَّه في حق الصائم أشدُّ لحرمةِ الشهر و الصيام، و الله الموفِّق لتجنُّبها. 5- إطلاق البصر و السمع على وجهٍ محرَّمٍ: قال-تعالى-:((إنَّ السَّمع و البَصر و الفُؤاد كلُّ أُولئك كان عنه مسؤولاً))؛ فالجوارحُ التي ائتمنَ عليها العبادُ هم مسؤولون عنها و فيم استعملوها، و قد اعتاد بعضُ الناس رؤيةَ المنكرات أو سماعها كرؤية المتبرجات داعياتِ الفتنة، أو سماعِ الملاهي بأنواعها، و هذا كلُّه واجبُ الاجتناب في شهر الصيام و غيره، و تأَكُّدُه في شهر الصيام ظاهرٌ، لحُرمةِ و مكانةِ شهر الطاعة و الغُفران، و ما أجملَ أن يتخذَ المسلم من شهر الصيام وسيلةً لقطع العلائق و الصلةِ بالمحرَّمات المرئيَّة أو المسموعة، و سائر الشهوات، و في الحديث القدسي:((يَدَعُ طعامَه و شرابَه و شهوتَه من أجلي)). 6- استماع آلات اللهو في شهر الصيام و غيره: و ذلك أنَّه قد دلَّت الأدلَّة من الكتاب و السنة على تحريم سماع المعازف و ما يصاحبُها، قال-تعالى-:((و منَ الناس من يشترِي لهوَ الحديث ليُضِلَّ عن سبيل الله))، قال ابن مسعود و غيره:هو الغناءُ، و لا شكَّ أنَّ المعازفَ و الغناء داخلةٌ في لهو الحديث الذي يُضِلُّ عن سبيل الله. و في "صحيح البخاري" تعليقاً بصِيغة الجزم-و قال بعض العلماء إنَّه مُتَّصِلٌ-:((ليَكُونَنَّ من أمَّتي أقوامٌ يَستحلُّونَ الحِرَ و الحرير و الخمر و المعازف..))الحديث. و هذا ظاهرٌ في التحريم، و ذلك لأنَّ الاستحلال لا يكون إلاّ للمحرَّم، و صدَقَ رسول الله-صلّى الله عليه و سلّم- فقد استعمل الناس من أمَّة محمَّدٍ المعازفَ و الغناءَ على وجهٍ فيه التهاون و عدمُ المُبالاة، و الواجبُ على المسلم اتِّباعُ ما جاء في القرآن و السنة، و تركُ المحرَّمات في شهر الصيام-و هو آكدٌ بالمنع لفضيلة الشهر-و في غيره. 7- التساهل بمعرفة أحكام الصيام: فالواجبُ على المسلم معرفةُ أحكام الصيام الظاهرةِ الواجبة عليه، كوقتِ الفطر و الإمساك، و كأنواع المُفطرات، و كالذي يَجبُ الامتناعُ عنه، و شروطُ الصيام و نحو ذلك حتَّى تقعَ العبادة موقِعَها، و يكونَ مأجوراً عليها لفضيلةِ العلم. |
|
30-08-07, 12:14 AM | #10 | |
عضو فعال
|
نصــــــائح رمضـــانية ..........
1- احرص على أن يكون هذا الشهر المبارك نقطة محاسبة وتقوم لأعمالك ومراجعة وتصحيح لحياتك. 2- احرص على المحافظة على صلاة التراويح جماعة فقد قال صلى الله عليه وسلم من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة 3- احذر من الإسراف في المال وغيره فالإسراف محرم ويقلل من حظك في الصدقات التي تؤجر عليها. 4- اعقد العزم على الاستمرار بعد رمضان على ما اعتدت عليه فيه. 5- اعتبر بمضي الزمان وتتابع الأحوال على انقضاء العمر. 6- إن هذا الشهر هو شهر عبادة وعمل وليس نوم وكسل . 7- عود لسانك على دوام الذكر ولا تكن من الذين لا يذكرون الله إلا قليلا. 8- عند شعورك بالجوع تذكر أنك ضعيف ولا تستغني عن الطعام وغيره من نعم الله. 9- انتهز فرصة هذا الشهر للامتناع الدائم عن تعاطي مالا ينفعك بل يضرك. 10- اعلم أن العمل أمانة فحاسب نفسك هل أداءه كما ينبغي. 11- سارع إلى طلب العفو ممن ظلمته قبل أن يأخذ من حسناتك. 12- احرص على أن تفطر صائما فيصير لك مثل أجره. 13- اعلم أن الله أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين ويقبل التوبة من التائبين وهو سبحانه شديد العقاب يمهل ولا يهمل. 14- إذا فعلت معصية وسترك الله سبحانه وتعالى فأعلم أنه إنذار لك لتتوب فسارع للتوبة واعقد العزم على عدم العودة لتلك المعصية. 15- اعلم أن الله سبحانه تعالى أباح لنا الترويح عن النفس بغير الحرام ولكن التمادي وجعل الوقت كله ترويحا يفوت فرصة الاستزادة من الخير . 16- احرص على الاستزادة من معرفة تفسير القرآن - وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم - والسيرة العطرة - وعلوم الدين . فطلب العلم عبادة. 17- ابتعد عن جلساء السوء واحرص على مصاحبة الأخيار الصالحين. 18- إن الاعتياد على التبكير إلى المساجد يدل على عظيم الشوق والأنس بالعبادة ومناجاة الخالق. 19- احرص على توجيه من تحت إدارتك إلى ما ينفعهم في دينهم فإنهم يقبلون منك أكثر من غيرك. 20- لا تكثر من أصناف الطعام في وجبة الإفطار فهذا يشغل أهل البيت عن الاستفادة من نهار رمضان في قراءة القرآن وغيره من العبادات. 21- قلل من الذهاب إلى الأسواق في ليالي رمضان وخصوصا في آخر الشهر لئلا تضيع عليك تلك الأوقات الثمينة. 22- اعلم أن هذا الشهر المبارك ضيف راحل فأحسن ضيافته فما أسرع ما تذكره إذا ولى. 23- احرص على قيام ليالي العشر الأواخر فهي ليالي فاضلة وفيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. 24- اعلم أن يوم العيد يوم شكر للرب فلا تجعله يوم انطلاق مما حبست عنه نفسك في هذا الشهر. 25- احذر من الفطر دون عذر فإن من أفطر يوما من رمضان لم يقضه صوم الدهر كله ولو صامه. 26- اجعل لنفسك نصيبا ولو يسيرا من الاعتكاف. 27-اجعل لنفسك نصيبا من صوم التطوع ولا يكن عهدك بالصيام في رمضان فقط. 28- حاسب نفسك في جميع أمورك ومنها : المحافظة على الصلاة جماعة - الزكاة - صلة الأرحام - بر الو الدين - تفقد الجيران - الصفح عمن بينك وبينه شحناء - عدم الإسراف - تربية من تحت يديك - الاهتمام بأمور إخوانك المسلمين - عدم صرف شيء مما وليت عليه لفائدة نفسك - استجابتك وفرحك بالنصح - الحذر من الرياء - حبك لأخيك ما تحب لنفسك - سعيك بالإصلاح - عدم غيبة إخوانك - تلاوة القرآن وتدبر معانيه - الخشوع عند سماعه. |
|
|
|